المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا لو فاز شيخ في بغداد؟



جبار
02-07-2005, 11:07 AM
عبد الرحمن الراشد

ماذا لو فاز احد رجال الدين المقربين من ايران بمنصب رئاسة الوزراء ، او أي من المواقع السياسية او الأمنية المهمة في الحكومة العراقبة الآتية؟

السؤال موجه للجانب الأميركي من دون غيره . ماذا سيفعل أمام العالم الذي شن حملة لاقناع العالم بالانتخابات ، وفي نفس الوقت هو على خلاف مستحكم مع ايران ، وكل من يمت لها بصلة. كيف سيبرر الجانب الأميركي لشعبه غدا، بعد ان أنفق مائة وسبعين مليار دولار، على ايصال العراقيين من حكم صدام الى حكم صناديق الانتخاب ، ليأتي اصدقاء ايران على بساط الريح هذا؟

كيف سيبرر لهم دم نحو ثلاثة آلاف من ابنائهم ، قتلوا في الحروب من اجل حماية المصالح الاميركية في المنطقة ، بازالة صدام ، والآن يناول الحكم لمن يختلف معهم؟
لا أدري كيف سيعالج الاميركيون هذه المشكلة العويصة جدا، وها نحن خلال ايام ، وربما مجرد ساعات ، سيتبين الوضع الجديد.

اما الانتخابات نفسها، فنشهد انها سارت في معظم الاحوال بشكل جيد ، ونجح العراقيون في ايصال اصواتهم، الا من شاء الا يفعل، او من خاف على نفسه، وبالتالي لا يستطيع احد ان يزور ارادة العراقيين. قبيل الانتخابات كانت الشائعات تقول ، ان الاميركيين لن يسمحوا بالانتخابات ، لأنهم يخافون من نتائجها في المرحلة الحالية، التي نعرف مسبقا انها ستأتي باغلبية لا تناسب واشنطن. الغريب، كما فهمت لاحقا، ان الاميركيين هم من أصر على ان تعقد في موعدها، لاثبات ان الارهاب هزم في معركة تقرير المصير.

وطالما اننا قريبون من موعد الاعلان، وبات من الواضح ان القوائم الدينية ، هي صاحبة الحظ الأوفر في احتلال اغلبية المقاعد البرلمانية، وستكون النتيجة انها ستمسك بقرار تسمية رئيس الوزراء، المنصب الأكثر تاثيرا في هرم السلطة، وبالتالي ستحكم العراق، فهل سيقبل آيات الله العراقيون ان يحكموا تحت حماية القوات الاميركية؟ وهل سيقبل المحافظون الاميركيون ان ينفقوا اموالهم وحياة اولادهم، في حماية نظام اصولي معاد لهم؟

ربما هي تجربة مماثلة لتجربة تركيا ، التي قبل فيها العسكر حكم الاسلاميين، طالما انهم لا يعبثون بالدستور، ولا يفسدون العلاقة المميزة مع الولايات المتحدة وحلفائها، وطالما انهم يعملون كحكومة بيروقراطية وضمن الدستور. هنا تعايش العلمانيون والدينيون والعسكر في بيت واحد ، ونجحوا.

في العراق الظروف مختلفة كثيرا، حيث انه لا يوجد عسكر الا الاجانب ، والذين قطعوا على انفسهم عهودا ، بات صعبا عليهم ان ينقضوها. وتوجد مؤسسات دينية اكثر سلطة محلية وارتباطات خارجية ، واغنى مالا مما هو موجود في تركيا. واذا كان هناك من خطأ في المعادلة الجديدة ، فهي تكمن في نظام الانتخابات الذي سمح للاحزاب الدينية والرموز الدينية ، بان تعمل في المجال السياسي وتحديدا الانتخابي. وكما سبق ان قال وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان ، فانه من غير المعقول ان يسمح الاميركيون للجماعات الدينية ان تمارس العمل السياسي ، في وقت تمنع الكنيسة فيه في الغرب من ذلك.

a.alrashed@asharqalawsat.com