فاتن
05-22-2013, 06:22 AM
ترجمة - محمد صفوت:
يشهد العالم تطوراً تكنولوجياً لم يسبق له مثيل, الا ان ذلك لا يعني ان بعض المبتكرات التكنولوجية المتقدمة لم تفقد في الماضي عبر مسيرة التطوير الطويلة, والثابت فعلاً هو ان الكثير من الاجهزة التكنولوجية والمخترعات والمبتكرات في السابق اختفت بمرور الزمن فيما لا تزال المبتكرات الاخرى باقية, وتشهد المزيد من التطوير على ايدي العلماء حتى الان, وبعض هذه المبتكرات اعيد تصميمها »كاعمال السباكة ورصف الطرق« الا ان الكثير من التكنولوجيا المفقودة والاكثر غموضاً تحولت الى ما يشبه الاساطير.
بطريقة العد التنازلي نورد في ما يلي عشرة امثلة لتلك التقنيات الرائعة الضائعة:
كمان ستراديناري
"Stradinari Violins"
اشتهرت اسرة ستراديناري الايطالية بمبتكراتها من الاجهزة الموسيقية المطورة كالكمان والغيتار عبر قرن كامل ما بين عامي 1650 و1750 وكان لتلك الانواع المختلفة من آلات الكمان قيمتها الكبيرة في ذلك الوقت واكتسبت شهرة عالمية نظراً لجمال صوتها الذي لا يضاهيه صوت آلة موسيقية اخرى, كما كان من الصعب محاكاتها بل من المستحيل انتاج او صنع آلات مشابهة باصوات موسيقية مماثلة واليوم لم يعد يوجد سوى 600 كمان من هذا النوع يصل ثمن الواحد منها الى مئات الآلاف من الدولارات, واصبح اسم ستراديناري مرتبطاً بالرقي والكفاءة ورمزاً لنوعية المنتج الفاخرة, بل اصبح تعبيراً لفظياً شائعاً يدل على التفوق والتميز.
كيف ضاع الكمان?
ظلت اسرة ستراديناري محتفظة باسرار آلات الكمان التي تصنعها ولم يكن احد يعرف تلك الاسرار سوى كبير العائلة انطونيو ستراديناري وولداه اموموبونو وفرانشيسكو وبعد وفاتهم توقف انتاج هذا النوع من الكمان .
دواء ينبينثي
Nepentge
برع الاغريق والرومان في مجال التكنولوجيا الدوائية ويكفي انهم ابتكروا دواء ناجعا للحزن والالم, واسم هذا الدواء ينبينثي بمقدوره ازالة احزان الثكالى والارامل والمكلومين.
ورد اسم هذا الدواء في كتب الاغريق القدامى, ومن بينها اوديسة هوميروس وفيما ادعى البعض ان هذا الدواء خرافي ولا وجود له اكد الكثيرون انه حقيقي وان استخدامه كان شائعاً قديماً في بلاد الاغريق وقيل ان هذا الدواء نشأ اصلاً في مصر القديمة واطلق عليه اسم دواء النسيان ولهذا راح البعض يقارنه بالافيون.
كيف ضاع الدواء?
يرى البعض ان الدواء اختفى في ظروف غامضة, فيما يرى اخرون انه لا يزال يستعمل كمسكن حتى الان والمشكلة تكمن في عدم معرفة المكونات القديمة لهذا الدواء حتى يمكن مقارنته بغيره من الادوية المشابهة.
ماكينة انتيكيثيرا
The Antikythera Mechanism
من اكثر الادوات الاثرية غموضاً "والتي يعود تاريخها الى عصر ما قبل الميلاد" ماكينة برونزية اطلق عليها اسم ماكينة انتيكيثيرا وقد تم اكتشافها بواسطة الغواصين في احدى السفن اليونانية الغارقة قبالة جزيرة انتيكيثيرا في اوائل القرن العشرين تحتوي الماكينة على اكثر من ثلاثين ترساً وعمود دوران ومؤشر وقرص مدرج, ويمكن استخدامها في تحديد المواقع الفلكية والنجوم كالشمس والكواكب والقمر وغيرها, ويرى المؤرخون انها تعود الى القرن الاول او الثاني قبل الميلاد, واثار هذا الكشف حيرة العلماء والباحثون ورجح بعضهم ان تكون هذه الماكينة اداة حساب للسنوات الشمسية والقمرية والفصول المختلفة.
كيف ضاعت هذه الماكينة?
يرى العلماء ان هذه الماكينة المتطورة ذات التصميم الدقيق كانت منتشرة قبل ميلاد السيد المسيح ولم تكن هي الوحيدة في ذلك العصر, وبرغم ذلك لم يشر اليها احد في اي سجل تاريخي قبل القرن الرابع عشر, ما يعني ان هذه التكنولوجيا ضاعت لفترة تصل الى 1400 سنة تقريباً ولا يزال سبب ضياعها غامضاً .
التيلهارمونيوم
The Telharmoniun
يعتبر الباحثون التيلهارمونيوم اول اداة موسيقية الكترونية في العالم وكان بمقدور هذه الآلة اطلاق انغام والحان موسيقية اصطناعية مبتكرة تنتقل بواسطة الاسلاك الى سلسلة من مكبرات الصوت, وهي من ابتكار المخترع تاديوس كاهيل عام 1897, وفي ذلك التاريخ اعتبرت اكبر آلة تمت صناعتها, واستطاع كاهيل صنع ثلاث آلات من هذا النوع بلغ وزن احداها 200 طن وشغلت مساحة غرفة كبيرة باكملها ولها ملحقات تعمل بضغط القدم ومفاتيح تعمل بالاصابع وكان بمقدورها اطلاق اصوات موسيقية مختلفة وكأنها صادرة من عدة اجهزة مختلفة كالناي والكمان والغيتار وعرضت احدى هذه الآلات الثلاث في معرض خاص حقق نجاحاً كبيراً, وكان من اهم مميزاتها نقل الالحان والانغام عبر اسلاك الهاتف.
كيف ضاعت هذه الآلة الموسيقية?
اتضح ان هذه الآلة الموسيقية الضخمة سبقت زمنها بكثير الا انها كانت تستهلك كمية كبيرة من الكهرباء وبمرور الوقت ضعف الاهتمام بها الى ان اهملت تماماً ولم يبق لها اثر.
مكتبة الاسكندرية
The Library Of Alexandria
رغم ان هذه المكتبة لم تكن تحفة تكنولوجية بمعنى الكلمة الا انه ينبغي الاشارة اليها في هذه القائمة لان دمارها استتبع فقدان مجموعة كاملة من تراث المعرفة الانسانية وضياعها الى الابد.
انشئت مكتبة الاسكندرية في مصر عام 300 قبل الميلاد في عهد الحاكم بطليموس سوتر وتعتبر هذه المكتبة اول محاولة جادة لجمع المعلومات عن العالم الخارجي في مكان واحد ولا احد يعرف تماماً حجم المخطوطات التي جمعت واودعت في هذه المكتبة وان كان يرجح ان عددها يبلغ نحو مليون مخطوطة, الا انه من المؤكد ان المكتبة جذبت اهتمام كبار المفكرين في ذلك العصر من بينهم زينودوتس وارسطو فونس البيزنطي وبلغت المكتبة من الاهمية حداً اسطورياً جعل بعض المؤرخين يقول ان اي زائر لمدينة الاسكندرية في ذلك الوقت كان مطالباً بأن يقدم للمكتبة ما كان يحمله معه من كتب وهو داخل حتى يمكن نسخ صور منها لايداعها في تلك المكتبة الكبرى.
كيف ضاعت المكتبة?
تعرضت المكتبة لحريق كبير دمرها في القرن الاول او الثاني الميلادي الا ان هناك بعض المستندات التاريخية التي تشير الى ان يوليوس قيصر احرق المكتبة نتيجة حادث غير متعمد وهو قيامه باشعال النار في بعض سفنه لسد الطريق امام اسطول الاعداء المتقدم نحو المدينة وانتقلت النيران الى رصيف الميناء ومنه الى المكتبة وهناك نظريات اخرى تقول ان الغزاة هم الذين احرقوا المكتبة ومنهم الامبراطور "اورليان" و"ثيودوسيوس".
صلب دمشق
Damascus Steel
يعتبر صلب دمشق من اقوى واصلب انواع الصلب في العالم وانتشر استخدامه في منطقة الشرق الاوسط خلال الفترة من سنة 1100 الى سنة 1700 ميلادية, وكانت تصنع منه السيوف والسكاكين, واشتهرت الانصال المصنوعة من هذا الصلب بالمتانة والحدة والمضاء حتى ان بمقدور النصل المصنوع من هذا الصلب شق الصخور والمعادن الاخرى, وقيل ان الانصال الحادة المتينة صنعت اصلاً من نوع من الصلب يدعى صلب ووتز الذي استورد في الغالب من الهند وسريلانكا وتم صهره ومزجه بمعادن اخرى لصنع انصال نموذجية بالغة القوة والمرونة ايضاً.
كيف ضاع هذا الصلب?
ضاعت كل المعلومات المتعلقة بصنع هذا الصلب نحو عام 1750 وليس واضحاً تماماً سبب هذا الضياع, الا ان هناك نظريات عدة تتعلق باختفاء واشهر هذه النظريات تقول ان الخام المستورد بدأ يقل ويندر ما اضطر الصناع الى تطوير تقنيات اخرى, والعجيب ان المتخصصين في تكنولوجيا صناعة الصلب الحديثة لم يتوصلوا بعد الى انتاج صلب مثله.
تكنولوجيا برنامجي الفضاء ابوللو - جيميني
Apllo Gemini Space Program Technology
ليس سبب ضياع الكثير من التقنيات انتماءها فقط لعصور قديمة دائماً فهناك سبب اخر وهو شعور الكثيرين بانها اصبحت نافلة وموضة قديمة ولم تعد تواكب التطورات العصرية المتسارعة, ولوحظ مثلاً ان برامج الفضاء "ابوللو" و"جيميني" في الخمسينات والستينات والسبعينات هي السبب في حفز العلماء على تحقيق اكبر انجازات وكالة الفضاء الاميركية »ناسا« والتي من بينها رحلات الانسان الى الفضاء الخارجي والرحلة الأولى الناجحة الى القمر وكان برنامج جيميني 1965-1966 هو المسؤول عن الابحاث المبكرة الموفقة التي ساعدت في تطوير ميكانيكا رحلات الانسان الى الفضاء واعقب ذلك برنامج ابوللو ومعه طاقم رواد الفضاء بهدف الهبوط على سطح القمر وهو ما حدث بنجاح باهر في يوليو .1969
كيف ضاعت هذه التقنية?
في الحقيقة لم يضع برنامجا "جيميني" و"ابوللو" سدى ولا تزال هناك بعض صواريخ ساتيرن - 5 على الارض كما توجد ايضاً اجزاء كثيرة من كبسولات سفن الفضاء الا ان الناقص في واقع الامر هو السجلات المتعلقة بالبرامج الاصلية والقليل جداً منها هو الذي بقي حتى الان ونقص هذه السجلات نتج عن السرعة البالغة في تطور برامج الفضاء الاميركية, ونظراً لان وكالة ناسا كانت في منافسة شديدة مع وكالة الفضاء الروسية في ذلك الوقت فقد اتسم برنامجا ابوللو وجيميني بالعجلة والتسرع وكان يتم استدعاء المقاولين الخصوصيين للعمل في كل جزء من اجزاء هذين البرنامجين كل على حدة وبمجرد انتهاء العمل في البرنامج ينصرف المقاولون والمهندسون والفنيون ومعهم سجلاتهم فوراً.
سيلفيوم
Silphium
السيلفيوم وهو عقار عشبي فعال كان الرومان يستخدمونه لمنع الحمل وهو مصنوع من نوع من النباتات كانت تنمو على بعض الشواطئ الليبية هذا النبات الزهري له ثمار كل واحدة منها على شكل قلب وهذه الثمار كانت تستخدم ايضاً في علاج الثآليل والحمى وعسر الهضم وغير ذلك من الامراض, الا ان اهم خواص هذا النبات هي خاصيته المميزة في منع الحمل, وقد استخدمه الرومان فعلاً لهذا الغرض, بل ان اهتمام الرومان به بلغ حد وضع صورته على عملاتهم المعدنية, وكانت السيدات الرومانيات يتناولن عصير السيلفيوم لمنع الحمل بل ان تناول السيلفيوم بانتظام كان كفيلاً بانهاء الحمل بالنسبة للسسيدة الحامل وهذا ما جعل السيلفيوم واحداً من وسائل الاجهاض الفعالة في الزمن الماضي.
كيف فقد السيلفيوم?
ازداد الطلب على السيلفيوم كمانع للحمل ووسيلة اجهاض ايضاً في اوروبا واسيا في الماضي وانتقلت زراعته بعد ذلك الى شاطئ البحر المتوسط وشمال افريقيا, ونظراً لرواجه الشديد قلت كمياته ووصلت الى حد النفاد والانقراض وحاول العلماء غرس نباتات مشابهة له للتعرف الى تأثيراته ومضاعفاته.
الاسمنت الروماني
Roman Cement
المعروف ان الخرسانة الحديثة تطورت في القرن الثامن عشر واصبح خليط الاسمنت والماء والرمل والصخور اكثر مواد البناء انتشاراً في العالم.
الا ان قائمة المكونات التي تطورت في القرن الثامن عشر لم تكن هي الأولى من نوعها, فقد تأكد ان الخرسانة كانت منتشرة قبل ذلك بكثير حيث استخدمها قدماء المصريين والفرس والاشوريون والرومان, واستخدم الرومان بالذات الخرسانة على نطاق واسع, ويرجع اليهم الفضل في اضافة الجير المحروق الى الصخور المسحوقة والماء, وهذا السر الذي توصلوا اليه هو الذي مكنهم من انشاء مبان فخمة شهيرة مثل البانثيون والكولوسيوم والحمامات الرومانية.
كيف ضاعت هذه التقنية?
ضاعت تكنولوجيا الخرسانة في فترة ما بين عامي 476 للميلاد و1000 للميلاد وعادة ما تسمى بالعصور الوسطى وهكذا ضاعت تقنية الخرسانة القديمة وهي تختلف عن الخرسانة الحديثة التي تهترئ بسرعة اكبر من اهتراء الخرسانة القديمة بفعل عوامل الزمن, ويبدو ان الرومان اضافوا مواد كيميائية الى الخليط بل ان هناك احتمالا باضافة الحليب والدم اليها وهذه الاضافات تمتلك خاصية اطلاق فقاقيع هوائية في الخرسانة ما ساعد الخرسانة على التمدد والانكماش في الحر والبرد من دون ان تتعرض المواد النباتية لاي تلف او دمار.
النار الاغريقية
Greek Fire
تعتبر النار الاغريقية اشهر التقنيات القديمة التي اختفت, وكانت هذه النار سلاحاً يستخدمه المقاتلون في عصر الامبراطورية البيزنطية ويمكن اعتبارها شكلاً بدائياً من اشكال النابالم وكانوا يسمونها بالنار اللاصقة لانها تستمر في حرق الشخص المصاب حتى لو كان تحت سطح الماء.
اتستخدم البيزنطيون النار الاغريقية في القرن الحادي عشر واستطاعوا ان يصدوا بها هجمات العرب الذين حاصروا القسطنطينية مرتين, وفي البداية كانت هذه النار تصب في جرار فخارية ثم تطلق على الاعداء وكانها قنابل مولوتوف "كوكتيل" وبعد ذلك استخدمت انابيب برونزية عملاقة كانت توضع على متن السفن الحربية في البحر, كما استخدمت قواذف ترش سفن الاعداء بها.
كيف اختفت النار الاغريقية?
ليست النار الاغريقية بالسلاح الغريب تماماً في الحروب, ولا تزال الجيوش الحديثة تستخدم اسلحة مشابهة, والنابالم هو السلاح الاشبه بالنار الاغريقية الا انه تطور بصورة كاملة في اربعينات القرن الماضي وهذا يعني ان هذه التكنولوجيا القديمة ضاعت وظلت ضائة لمئات السنين .
يشهد العالم تطوراً تكنولوجياً لم يسبق له مثيل, الا ان ذلك لا يعني ان بعض المبتكرات التكنولوجية المتقدمة لم تفقد في الماضي عبر مسيرة التطوير الطويلة, والثابت فعلاً هو ان الكثير من الاجهزة التكنولوجية والمخترعات والمبتكرات في السابق اختفت بمرور الزمن فيما لا تزال المبتكرات الاخرى باقية, وتشهد المزيد من التطوير على ايدي العلماء حتى الان, وبعض هذه المبتكرات اعيد تصميمها »كاعمال السباكة ورصف الطرق« الا ان الكثير من التكنولوجيا المفقودة والاكثر غموضاً تحولت الى ما يشبه الاساطير.
بطريقة العد التنازلي نورد في ما يلي عشرة امثلة لتلك التقنيات الرائعة الضائعة:
كمان ستراديناري
"Stradinari Violins"
اشتهرت اسرة ستراديناري الايطالية بمبتكراتها من الاجهزة الموسيقية المطورة كالكمان والغيتار عبر قرن كامل ما بين عامي 1650 و1750 وكان لتلك الانواع المختلفة من آلات الكمان قيمتها الكبيرة في ذلك الوقت واكتسبت شهرة عالمية نظراً لجمال صوتها الذي لا يضاهيه صوت آلة موسيقية اخرى, كما كان من الصعب محاكاتها بل من المستحيل انتاج او صنع آلات مشابهة باصوات موسيقية مماثلة واليوم لم يعد يوجد سوى 600 كمان من هذا النوع يصل ثمن الواحد منها الى مئات الآلاف من الدولارات, واصبح اسم ستراديناري مرتبطاً بالرقي والكفاءة ورمزاً لنوعية المنتج الفاخرة, بل اصبح تعبيراً لفظياً شائعاً يدل على التفوق والتميز.
كيف ضاع الكمان?
ظلت اسرة ستراديناري محتفظة باسرار آلات الكمان التي تصنعها ولم يكن احد يعرف تلك الاسرار سوى كبير العائلة انطونيو ستراديناري وولداه اموموبونو وفرانشيسكو وبعد وفاتهم توقف انتاج هذا النوع من الكمان .
دواء ينبينثي
Nepentge
برع الاغريق والرومان في مجال التكنولوجيا الدوائية ويكفي انهم ابتكروا دواء ناجعا للحزن والالم, واسم هذا الدواء ينبينثي بمقدوره ازالة احزان الثكالى والارامل والمكلومين.
ورد اسم هذا الدواء في كتب الاغريق القدامى, ومن بينها اوديسة هوميروس وفيما ادعى البعض ان هذا الدواء خرافي ولا وجود له اكد الكثيرون انه حقيقي وان استخدامه كان شائعاً قديماً في بلاد الاغريق وقيل ان هذا الدواء نشأ اصلاً في مصر القديمة واطلق عليه اسم دواء النسيان ولهذا راح البعض يقارنه بالافيون.
كيف ضاع الدواء?
يرى البعض ان الدواء اختفى في ظروف غامضة, فيما يرى اخرون انه لا يزال يستعمل كمسكن حتى الان والمشكلة تكمن في عدم معرفة المكونات القديمة لهذا الدواء حتى يمكن مقارنته بغيره من الادوية المشابهة.
ماكينة انتيكيثيرا
The Antikythera Mechanism
من اكثر الادوات الاثرية غموضاً "والتي يعود تاريخها الى عصر ما قبل الميلاد" ماكينة برونزية اطلق عليها اسم ماكينة انتيكيثيرا وقد تم اكتشافها بواسطة الغواصين في احدى السفن اليونانية الغارقة قبالة جزيرة انتيكيثيرا في اوائل القرن العشرين تحتوي الماكينة على اكثر من ثلاثين ترساً وعمود دوران ومؤشر وقرص مدرج, ويمكن استخدامها في تحديد المواقع الفلكية والنجوم كالشمس والكواكب والقمر وغيرها, ويرى المؤرخون انها تعود الى القرن الاول او الثاني قبل الميلاد, واثار هذا الكشف حيرة العلماء والباحثون ورجح بعضهم ان تكون هذه الماكينة اداة حساب للسنوات الشمسية والقمرية والفصول المختلفة.
كيف ضاعت هذه الماكينة?
يرى العلماء ان هذه الماكينة المتطورة ذات التصميم الدقيق كانت منتشرة قبل ميلاد السيد المسيح ولم تكن هي الوحيدة في ذلك العصر, وبرغم ذلك لم يشر اليها احد في اي سجل تاريخي قبل القرن الرابع عشر, ما يعني ان هذه التكنولوجيا ضاعت لفترة تصل الى 1400 سنة تقريباً ولا يزال سبب ضياعها غامضاً .
التيلهارمونيوم
The Telharmoniun
يعتبر الباحثون التيلهارمونيوم اول اداة موسيقية الكترونية في العالم وكان بمقدور هذه الآلة اطلاق انغام والحان موسيقية اصطناعية مبتكرة تنتقل بواسطة الاسلاك الى سلسلة من مكبرات الصوت, وهي من ابتكار المخترع تاديوس كاهيل عام 1897, وفي ذلك التاريخ اعتبرت اكبر آلة تمت صناعتها, واستطاع كاهيل صنع ثلاث آلات من هذا النوع بلغ وزن احداها 200 طن وشغلت مساحة غرفة كبيرة باكملها ولها ملحقات تعمل بضغط القدم ومفاتيح تعمل بالاصابع وكان بمقدورها اطلاق اصوات موسيقية مختلفة وكأنها صادرة من عدة اجهزة مختلفة كالناي والكمان والغيتار وعرضت احدى هذه الآلات الثلاث في معرض خاص حقق نجاحاً كبيراً, وكان من اهم مميزاتها نقل الالحان والانغام عبر اسلاك الهاتف.
كيف ضاعت هذه الآلة الموسيقية?
اتضح ان هذه الآلة الموسيقية الضخمة سبقت زمنها بكثير الا انها كانت تستهلك كمية كبيرة من الكهرباء وبمرور الوقت ضعف الاهتمام بها الى ان اهملت تماماً ولم يبق لها اثر.
مكتبة الاسكندرية
The Library Of Alexandria
رغم ان هذه المكتبة لم تكن تحفة تكنولوجية بمعنى الكلمة الا انه ينبغي الاشارة اليها في هذه القائمة لان دمارها استتبع فقدان مجموعة كاملة من تراث المعرفة الانسانية وضياعها الى الابد.
انشئت مكتبة الاسكندرية في مصر عام 300 قبل الميلاد في عهد الحاكم بطليموس سوتر وتعتبر هذه المكتبة اول محاولة جادة لجمع المعلومات عن العالم الخارجي في مكان واحد ولا احد يعرف تماماً حجم المخطوطات التي جمعت واودعت في هذه المكتبة وان كان يرجح ان عددها يبلغ نحو مليون مخطوطة, الا انه من المؤكد ان المكتبة جذبت اهتمام كبار المفكرين في ذلك العصر من بينهم زينودوتس وارسطو فونس البيزنطي وبلغت المكتبة من الاهمية حداً اسطورياً جعل بعض المؤرخين يقول ان اي زائر لمدينة الاسكندرية في ذلك الوقت كان مطالباً بأن يقدم للمكتبة ما كان يحمله معه من كتب وهو داخل حتى يمكن نسخ صور منها لايداعها في تلك المكتبة الكبرى.
كيف ضاعت المكتبة?
تعرضت المكتبة لحريق كبير دمرها في القرن الاول او الثاني الميلادي الا ان هناك بعض المستندات التاريخية التي تشير الى ان يوليوس قيصر احرق المكتبة نتيجة حادث غير متعمد وهو قيامه باشعال النار في بعض سفنه لسد الطريق امام اسطول الاعداء المتقدم نحو المدينة وانتقلت النيران الى رصيف الميناء ومنه الى المكتبة وهناك نظريات اخرى تقول ان الغزاة هم الذين احرقوا المكتبة ومنهم الامبراطور "اورليان" و"ثيودوسيوس".
صلب دمشق
Damascus Steel
يعتبر صلب دمشق من اقوى واصلب انواع الصلب في العالم وانتشر استخدامه في منطقة الشرق الاوسط خلال الفترة من سنة 1100 الى سنة 1700 ميلادية, وكانت تصنع منه السيوف والسكاكين, واشتهرت الانصال المصنوعة من هذا الصلب بالمتانة والحدة والمضاء حتى ان بمقدور النصل المصنوع من هذا الصلب شق الصخور والمعادن الاخرى, وقيل ان الانصال الحادة المتينة صنعت اصلاً من نوع من الصلب يدعى صلب ووتز الذي استورد في الغالب من الهند وسريلانكا وتم صهره ومزجه بمعادن اخرى لصنع انصال نموذجية بالغة القوة والمرونة ايضاً.
كيف ضاع هذا الصلب?
ضاعت كل المعلومات المتعلقة بصنع هذا الصلب نحو عام 1750 وليس واضحاً تماماً سبب هذا الضياع, الا ان هناك نظريات عدة تتعلق باختفاء واشهر هذه النظريات تقول ان الخام المستورد بدأ يقل ويندر ما اضطر الصناع الى تطوير تقنيات اخرى, والعجيب ان المتخصصين في تكنولوجيا صناعة الصلب الحديثة لم يتوصلوا بعد الى انتاج صلب مثله.
تكنولوجيا برنامجي الفضاء ابوللو - جيميني
Apllo Gemini Space Program Technology
ليس سبب ضياع الكثير من التقنيات انتماءها فقط لعصور قديمة دائماً فهناك سبب اخر وهو شعور الكثيرين بانها اصبحت نافلة وموضة قديمة ولم تعد تواكب التطورات العصرية المتسارعة, ولوحظ مثلاً ان برامج الفضاء "ابوللو" و"جيميني" في الخمسينات والستينات والسبعينات هي السبب في حفز العلماء على تحقيق اكبر انجازات وكالة الفضاء الاميركية »ناسا« والتي من بينها رحلات الانسان الى الفضاء الخارجي والرحلة الأولى الناجحة الى القمر وكان برنامج جيميني 1965-1966 هو المسؤول عن الابحاث المبكرة الموفقة التي ساعدت في تطوير ميكانيكا رحلات الانسان الى الفضاء واعقب ذلك برنامج ابوللو ومعه طاقم رواد الفضاء بهدف الهبوط على سطح القمر وهو ما حدث بنجاح باهر في يوليو .1969
كيف ضاعت هذه التقنية?
في الحقيقة لم يضع برنامجا "جيميني" و"ابوللو" سدى ولا تزال هناك بعض صواريخ ساتيرن - 5 على الارض كما توجد ايضاً اجزاء كثيرة من كبسولات سفن الفضاء الا ان الناقص في واقع الامر هو السجلات المتعلقة بالبرامج الاصلية والقليل جداً منها هو الذي بقي حتى الان ونقص هذه السجلات نتج عن السرعة البالغة في تطور برامج الفضاء الاميركية, ونظراً لان وكالة ناسا كانت في منافسة شديدة مع وكالة الفضاء الروسية في ذلك الوقت فقد اتسم برنامجا ابوللو وجيميني بالعجلة والتسرع وكان يتم استدعاء المقاولين الخصوصيين للعمل في كل جزء من اجزاء هذين البرنامجين كل على حدة وبمجرد انتهاء العمل في البرنامج ينصرف المقاولون والمهندسون والفنيون ومعهم سجلاتهم فوراً.
سيلفيوم
Silphium
السيلفيوم وهو عقار عشبي فعال كان الرومان يستخدمونه لمنع الحمل وهو مصنوع من نوع من النباتات كانت تنمو على بعض الشواطئ الليبية هذا النبات الزهري له ثمار كل واحدة منها على شكل قلب وهذه الثمار كانت تستخدم ايضاً في علاج الثآليل والحمى وعسر الهضم وغير ذلك من الامراض, الا ان اهم خواص هذا النبات هي خاصيته المميزة في منع الحمل, وقد استخدمه الرومان فعلاً لهذا الغرض, بل ان اهتمام الرومان به بلغ حد وضع صورته على عملاتهم المعدنية, وكانت السيدات الرومانيات يتناولن عصير السيلفيوم لمنع الحمل بل ان تناول السيلفيوم بانتظام كان كفيلاً بانهاء الحمل بالنسبة للسسيدة الحامل وهذا ما جعل السيلفيوم واحداً من وسائل الاجهاض الفعالة في الزمن الماضي.
كيف فقد السيلفيوم?
ازداد الطلب على السيلفيوم كمانع للحمل ووسيلة اجهاض ايضاً في اوروبا واسيا في الماضي وانتقلت زراعته بعد ذلك الى شاطئ البحر المتوسط وشمال افريقيا, ونظراً لرواجه الشديد قلت كمياته ووصلت الى حد النفاد والانقراض وحاول العلماء غرس نباتات مشابهة له للتعرف الى تأثيراته ومضاعفاته.
الاسمنت الروماني
Roman Cement
المعروف ان الخرسانة الحديثة تطورت في القرن الثامن عشر واصبح خليط الاسمنت والماء والرمل والصخور اكثر مواد البناء انتشاراً في العالم.
الا ان قائمة المكونات التي تطورت في القرن الثامن عشر لم تكن هي الأولى من نوعها, فقد تأكد ان الخرسانة كانت منتشرة قبل ذلك بكثير حيث استخدمها قدماء المصريين والفرس والاشوريون والرومان, واستخدم الرومان بالذات الخرسانة على نطاق واسع, ويرجع اليهم الفضل في اضافة الجير المحروق الى الصخور المسحوقة والماء, وهذا السر الذي توصلوا اليه هو الذي مكنهم من انشاء مبان فخمة شهيرة مثل البانثيون والكولوسيوم والحمامات الرومانية.
كيف ضاعت هذه التقنية?
ضاعت تكنولوجيا الخرسانة في فترة ما بين عامي 476 للميلاد و1000 للميلاد وعادة ما تسمى بالعصور الوسطى وهكذا ضاعت تقنية الخرسانة القديمة وهي تختلف عن الخرسانة الحديثة التي تهترئ بسرعة اكبر من اهتراء الخرسانة القديمة بفعل عوامل الزمن, ويبدو ان الرومان اضافوا مواد كيميائية الى الخليط بل ان هناك احتمالا باضافة الحليب والدم اليها وهذه الاضافات تمتلك خاصية اطلاق فقاقيع هوائية في الخرسانة ما ساعد الخرسانة على التمدد والانكماش في الحر والبرد من دون ان تتعرض المواد النباتية لاي تلف او دمار.
النار الاغريقية
Greek Fire
تعتبر النار الاغريقية اشهر التقنيات القديمة التي اختفت, وكانت هذه النار سلاحاً يستخدمه المقاتلون في عصر الامبراطورية البيزنطية ويمكن اعتبارها شكلاً بدائياً من اشكال النابالم وكانوا يسمونها بالنار اللاصقة لانها تستمر في حرق الشخص المصاب حتى لو كان تحت سطح الماء.
اتستخدم البيزنطيون النار الاغريقية في القرن الحادي عشر واستطاعوا ان يصدوا بها هجمات العرب الذين حاصروا القسطنطينية مرتين, وفي البداية كانت هذه النار تصب في جرار فخارية ثم تطلق على الاعداء وكانها قنابل مولوتوف "كوكتيل" وبعد ذلك استخدمت انابيب برونزية عملاقة كانت توضع على متن السفن الحربية في البحر, كما استخدمت قواذف ترش سفن الاعداء بها.
كيف اختفت النار الاغريقية?
ليست النار الاغريقية بالسلاح الغريب تماماً في الحروب, ولا تزال الجيوش الحديثة تستخدم اسلحة مشابهة, والنابالم هو السلاح الاشبه بالنار الاغريقية الا انه تطور بصورة كاملة في اربعينات القرن الماضي وهذا يعني ان هذه التكنولوجيا القديمة ضاعت وظلت ضائة لمئات السنين .