أبو ربيع
05-22-2013, 12:32 AM
محمد صالح السبتي
2013/05/21
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/writer/358_w.png
كثير من القصص التي نتفاخر بها ما هي إلا تمجيد لأعمال القتل والعنف
- ما زلنا نتفاخر بأصولنا العربية دون أي وعي ودون ان يرتبط هذا التفاخر بعمل ما أو انجاز أو ابداع.. وكأن الأصل هو محور الفخر والتفاخر.. وكأن تاريخنا القديم ومتوسط القدم والحديث ليس مليئاً بالعنف وأعمال القتل واستحلال الدماء والأموال!! بل ان كثيراً من القصص التي نتفاخر بها ونعتبرها جزءاً من أمجادنا ما هي الا تمجيد لأعمال القتل والعنف..
انظر الى حكايات الشجاعة الأسطورية التي نرويها.. تجدها تحكي أعداد القتلى للبطل الفلاني..
أو كم بطش وأجهز وخرّب!! أليست هذه هي مفاهيم البطولة عندنا!! قطعاً لا أحد يمكنه انكار ان للعرب فضائل وانجازات.. المشكلة ليست هنا.. المشكلة في احتقار الغير ووضعهم في خانة «الدون».. ومع مرور كل هذه السنين.. مازالت هذه الفكرة تسيطر على عقول كثير من الناس.
- الى عهد قريب جداً كان أصحاب التيار القومي في الكويت وحاملو لواء الاصلاح وفرض أسلوب الدولة المدنية.. كانوا يستحقرون ذوي الأصول غير العربية من الكويتيين!! بل وأكثر من ذلك لم يكن أحد يتقدم ادارياً في مثل هذه الأحزاب.. ولم يكن يحق لهم ان يكونوا مرشحين عن هذه الأحزاب في أي انتخابات!! حتى الجماعات الاسلامية التي سيطرت على المجتمعات في منتصف السبعينات تعاني من ذات المشكلة وتهيمن عليها هذه الفكرة.
- في التاريخ الاسلامي وبعد الفتوحات اشترك العرب وغيرهم في الانجاز والابداع.. لكن بنظرة فاحصة نجد ان غير العرب ان لم يكونوا أكثر ابداعاً في العلوم الاسلامية فهم لا يقلون بأي حال عن العلماء العرب فيها.. للمسلمين السنة كتب حديث معتمدة ومسانيد أكثرها شهرة ما كتبه سبعة من علماء المسلمين وهم الائمة (البخاري، مسلم، أحمد، الترمذي، النسائي، ابن ماجه، وابو داود).. هؤلاء هم أشهر علماء الحديث الذين حفظوا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ودونوها وأصبحت كتبهم مراجع للحديث.. البخاري من بخارى من بلاد روسيا.. مسلم نيسابوري من نيسابور.. الترمذي من أوزبكستان.. النسائي من بلاد نسا في خراسان..
ابن ماجه من قزوين في بلاد فارس.. أما أبو داود فعربي لكنه ولد وترعرع في بلوشستان.. والامام أحمد كذلك عربي.. ليس في هؤلاء السبعة عربي الا اثنان وأحدهم مواليد بلوشستان أيضاً!! نحن هنا نتكلم فقط عن ائمة الحديث المعتمدين والمشهورين والا فان في باقي العلوم والمؤلفات اشترك هؤلاء غير العرب مع علماء العرب في الابداع والكتابة وأصبحوا مراجع للمسلمين.
- قلت في البداية اننا نتفاخر بلا وعي.. الفخر بالشيء غير التفاخر.. الفخر بوعي غير التفاخر بلا وعي.. لا أحد ينكر للعرب فضلاً ولا ينكر انجازات مبدعينا.. نحن هنا نعيب استحقار الغير.. انكار انجازاتهم..
ننكر فكرة الأفضلية لمجرد الاصل والنسب!! ننكر مفاهيم انتشرت وتأصلت في عقولنا وكتبنا جعلت من كثرة القتل شجاعة.. ومن أعمال السلب والنهب اقداماً.. ومن البطش قوة وصلابة.. وجعلت من أصحابها أبطالاً في تاريخنا.
محمد صالح السبتي
@LawyerModalsabti
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=276808&WriterId=358
2013/05/21
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/writer/358_w.png
كثير من القصص التي نتفاخر بها ما هي إلا تمجيد لأعمال القتل والعنف
- ما زلنا نتفاخر بأصولنا العربية دون أي وعي ودون ان يرتبط هذا التفاخر بعمل ما أو انجاز أو ابداع.. وكأن الأصل هو محور الفخر والتفاخر.. وكأن تاريخنا القديم ومتوسط القدم والحديث ليس مليئاً بالعنف وأعمال القتل واستحلال الدماء والأموال!! بل ان كثيراً من القصص التي نتفاخر بها ونعتبرها جزءاً من أمجادنا ما هي الا تمجيد لأعمال القتل والعنف..
انظر الى حكايات الشجاعة الأسطورية التي نرويها.. تجدها تحكي أعداد القتلى للبطل الفلاني..
أو كم بطش وأجهز وخرّب!! أليست هذه هي مفاهيم البطولة عندنا!! قطعاً لا أحد يمكنه انكار ان للعرب فضائل وانجازات.. المشكلة ليست هنا.. المشكلة في احتقار الغير ووضعهم في خانة «الدون».. ومع مرور كل هذه السنين.. مازالت هذه الفكرة تسيطر على عقول كثير من الناس.
- الى عهد قريب جداً كان أصحاب التيار القومي في الكويت وحاملو لواء الاصلاح وفرض أسلوب الدولة المدنية.. كانوا يستحقرون ذوي الأصول غير العربية من الكويتيين!! بل وأكثر من ذلك لم يكن أحد يتقدم ادارياً في مثل هذه الأحزاب.. ولم يكن يحق لهم ان يكونوا مرشحين عن هذه الأحزاب في أي انتخابات!! حتى الجماعات الاسلامية التي سيطرت على المجتمعات في منتصف السبعينات تعاني من ذات المشكلة وتهيمن عليها هذه الفكرة.
- في التاريخ الاسلامي وبعد الفتوحات اشترك العرب وغيرهم في الانجاز والابداع.. لكن بنظرة فاحصة نجد ان غير العرب ان لم يكونوا أكثر ابداعاً في العلوم الاسلامية فهم لا يقلون بأي حال عن العلماء العرب فيها.. للمسلمين السنة كتب حديث معتمدة ومسانيد أكثرها شهرة ما كتبه سبعة من علماء المسلمين وهم الائمة (البخاري، مسلم، أحمد، الترمذي، النسائي، ابن ماجه، وابو داود).. هؤلاء هم أشهر علماء الحديث الذين حفظوا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ودونوها وأصبحت كتبهم مراجع للحديث.. البخاري من بخارى من بلاد روسيا.. مسلم نيسابوري من نيسابور.. الترمذي من أوزبكستان.. النسائي من بلاد نسا في خراسان..
ابن ماجه من قزوين في بلاد فارس.. أما أبو داود فعربي لكنه ولد وترعرع في بلوشستان.. والامام أحمد كذلك عربي.. ليس في هؤلاء السبعة عربي الا اثنان وأحدهم مواليد بلوشستان أيضاً!! نحن هنا نتكلم فقط عن ائمة الحديث المعتمدين والمشهورين والا فان في باقي العلوم والمؤلفات اشترك هؤلاء غير العرب مع علماء العرب في الابداع والكتابة وأصبحوا مراجع للمسلمين.
- قلت في البداية اننا نتفاخر بلا وعي.. الفخر بالشيء غير التفاخر.. الفخر بوعي غير التفاخر بلا وعي.. لا أحد ينكر للعرب فضلاً ولا ينكر انجازات مبدعينا.. نحن هنا نعيب استحقار الغير.. انكار انجازاتهم..
ننكر فكرة الأفضلية لمجرد الاصل والنسب!! ننكر مفاهيم انتشرت وتأصلت في عقولنا وكتبنا جعلت من كثرة القتل شجاعة.. ومن أعمال السلب والنهب اقداماً.. ومن البطش قوة وصلابة.. وجعلت من أصحابها أبطالاً في تاريخنا.
محمد صالح السبتي
@LawyerModalsabti
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=276808&WriterId=358