المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللبنانيون يجدون بديلا للهامبرغر على مائدتهم



جبار
02-07-2005, 11:03 AM
يبتكرون وجبات سريعة خاصة بهم


فيما تسبب افتتاح مطاعم الوجبات السريعة العالمية في لبنان بـ«سحب البساط» من تحت أرجل الكثير من المطاعم المحلية، استفاد آخرون من مفاهيم «مكننة المطبخ» و«الجودة الشاملة» التي تتبعها مطاعم مثل «ماكدونالدز» في اطلاق محلات لبنانية تقدم المأكولات المحلية، على طريقة الـ«فاست فوود» تماشياً مع الطلب الحالي عليها.

فـ «الشاورما» و«الطاووق» والكفتة والفلافل واللحم بالعجين وحتى سندويتشات «الحمص بالطحينة» و«البابا غنوج»، كلها باتت تحضر في دقائق، وتلف ثم تأخذ Take away او توصل «ديليفري»، وبذلك استرجع المطبخ اللبناني الخاص بالوجبات السريعة مكانته وموقعه اللذين احتلهما لفترة من الوقت كل من «الهامبرغر» و«البيتزا» و«الهوت دوغ».

فلدى مطعم «أبوكريم» الذي يحمل شعار «فاست فوود على الطريقة اللبنانية»، يقف الموظفون متردين الزي الخاص والـ«كاب»، ويبتسمون أمام الزبون ويقولون له «نتمنى لك يوماً سعيداً يا سيدي... زورنا مرة أخرى». أما الـ«كومبو» لدى هذا المطعم، فشبيهة بالوجبة التقليدية لدى «ماكدونالدز» على سبيل المثال، فتقدم البطاطا المقلية والمشروب الغازي، إلا أن الهامبرغر تسقط لصالح سندويتش الطاووق أو الكفتة. ولعل ازدياد افتتاح هذا النوع من المطاعم هو دليل اكيد على رواج هذه المأكولات التي اختار اصحابها المصارف والشركات والجامعات والمدارس لتوجد بقربها، وتأمين الخدمة اليها.

واعتمد هؤلاء اسماء لافتة لمطاعمهم الصغيرة، التي احياناً لا تزيد مساحتها عن الثمانية امتار، وذلك لجذب اكبر عدد ممكن من الزبائن الذين يستهويهم الاسم الخارج عن المألوف والكفيل بفتح الشهية لمجرد قراءته او لفظه.
واذا مررت مثلاً بشارع بلس حيث تقع الجامعة الاميركية، لا بد ان تلفتك تسميات من وزن «عالصاج» و«زعتر وزيت»، حيث يقدم هذا النوع من الطعام وغالبية الزبائن هم طلاب الجامعة.

اما افران المناقيش اللبنانية بالزعتر والزيت أو الجبنة، ففي لبنان من يعتقد انها كانت أول من وضع نموذج «مطعم الوجبات السريعة» قبل أن تأتي به المطاعم الأميركية، ذلك أن الخدمة سريعة والكلفة متدنية.

وكانت اكشاك المناقيش على انواعها قد غزت المناطق والاحياء اللبنانية بشكل لافت حتى صار بين كل مطعم وآخر ثالث، يقدمها ضمن لائحة طويلة فيها المنقوشة الـ«لايت» وتناسب الذين يتبعون حمية ما والتي تخبز على الصاج وتتألف من الزعتر البلدي وهي خالية من الملح والزيت والسكر، او المنقوشة «الاكسترا» وفيها كل ما يخطر على البال من مقبلات مثل النعناع والزيتون والبندورة، ويلتهمها الجائع بلمحة بصر، او «الجامبو» وهي المنقوشة التي تحوي خليطاً من اللبنة والبصل اضافة الى الزعتر.

ولا يدرك كثيرون حجم الربح الذي تدر به المناقيش على صاحب الفرن، ففيما لا يزيد سعر المنقوشة عن 750 ليرة لبنانية في الافران والمخابز اي ما يوازي نصف دولار اميركي، ليصل ثمنها في مطاعم حديثة الى 1500 ليرة لبنانية (حوالي دولار واحد)، حسب العجينة وكمية الزعتر وجودة الخبز والزيت التي توضع فيها.

اما كلفة المنقوشة على صاحب المطعم فتتراوح ما بين 250 و350 ليرة لبنانية، كما اكد فؤاد عزيز، صاحب احد الافران لبيع المناقيش في منطقة «الاشرفية»، مما يعني ان ربحه يبلغ حوالي 350 ليرة لبنانية في المنقوشة الواحدة .

ولو افترضنا أن ذلك هو الربح فعلاً، فهذا يعني أن صاحب الفرن يحقق ربحا قدره 3500000 ليرة لبنانية (2333 دولارا) لو باع 10000 منقوشة في الشهر، هذا الى جانب ما يبيعه من اصناف جانبية ومشروبات. إلى جانب المناقيش، يشتهر «الكعك» في لبنان الذي يباع عادة في عربات متجولة في الشارع، إلا أن رجل الأعمال ايلي فرنيني طور الفكرة فافتتح مطعماً في منطقة الاشرفية سماه «كعكات» يقدّم فيه الكعك البلدي بالجبنة والموز والسكر والشوكولاتة، ويقول «لم اكن ارغب في تغريب الكعكة بل على العكس اردت اعادة ايام العز لها ونجحت الفكرة وأعجبت المستهلكين الذين صاروا يطلبونها مع جبنة الحلوم او رقائق الدجاج واللحم».

النقطة اللافتة الأخرى، هي اهتمام اصحاب هذه المطاعم الجديدة بالديكور الداخلي لمحلاتهم، حيث يعمدون الى احياء العناصر التقليدية، كمقالي الفخار مثلاً، إلا أن غالبية الشباب يفضلون أكل سندويتشاتهم «على الواقف» أو «على الماشي» لكون الحياة العصرية تتطلب منهم ذلك.