المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرق العلم القطري.. مشهد متكرر في تونس بعد أن كان مقتصرا على العلم الاسرائيلي



كوثر
05-18-2013, 10:20 AM
16مايو2013
(http://www.taqadoumiya.net/2013/05/16/%d8%ad%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b7%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d8%b4%d9%87%d8%af-%d9%85%d8%aa%d9%83%d8%b1%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3-%d8%a8%d8%b9/)

http://www.africanmanager.com/images/images_article/10-05-2013-20-16-00d.jpg



http://www.mepanorama.com/wp-content/uploads/2013/04/mepanorama10849.jpg (http://www.google.com/url?sa=i&rct=j&q=%D8%AD%D8%B1%D9%82+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%8 5+%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8 A+%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3&source=images&cd=&cad=rja&docid=qQD2hYlieV6uuM&tbnid=CdvE0au9a8AMdM:&ved=0CAUQjRw&url=http%3A%2F%2Fwww.mepanorama.com%2F269610%2F%25 D8%25B9%25D9%2586%25D8%25AF%25D9%2585%25D8%25A7-%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25B1%25D9%2582-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2585-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B7%25D8%25B1 %25D9%258A-%25D9%2581%25D9%258A-%25D8%25AA%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25B3%2F&ei=mB2XUbmnKcjwhQe6pIDQDA&psig=AFQjCNGb167qiNQ1w1MU9kGPercD2j4g3w&ust=1368944346492022)



تونس- أفريكان مانجر

أصبح حرق العلم القطري مشهدا متكررا في تونس فلا تكاد تمر مظاهرة احتجاجية معارضة للحكومة من دون اضرام النار في العلم القطري الأبيض والعنابي بعد أن كان ينحصر هذا المشهد في العلم الاسرائيلي.

و هذا الأمر الذي يصدم المراقبين عموما وقبل القطرين أنفسهم، لا يقتصر على تضاريس جغرافية تونس فحسب بل أصبح متداولا في دول أخرى خاصة منها دول “الربيع العربي” وفق الوصف الأميركي لها على غرار مصر بالإضافة إلى ليبيا وسوريا واليمن..وحتى فلسطين..بحسب ما ينشر في مواقع اليوتيوب والفيسبوك أساسا.

ولم يتعود التونسيون من قبل على حرق اعلام الدول عامة باستثناء ذلك الاسرائيلي بسبب جرائم اسرائيل ضد المدنيين والأطفال في فلسطين المحتلة.

ورغم التبريرات التي يقدمها مسؤولون قطريون باستمرار حول عدم تدخلهم في الشأن الداخلي التونسي وكان آخرها تلك للسفير القطري لدى تونس، إلا ان أغلب التونسيين اصبحوا يعتقدون جازمين أن قطر وراء تدهور الوضع السياسي في تونس بمساندتها حزب النهضة الاسلامي وتمويله وتنفيذها لأجندات أميركية وغربية بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما ينفيه القطريون ويستنكرونه حيث يرون أنهم كانوا وراء نجاح الثورة التونسية وباقي الثورات العربية عبر مساندة اعلامية قوية للشعوب من خلال قناة الجزيرة وأيضا تمويل حكومات ما بعد الإطاحة بالأنظمة بالإضافة إلى تسليحها الثوار.

تمرير أسلحة

ويتهم تونسيون من المعارضة اساسا، قطر باستخدامها تونس لتمرير الأسلحة للتراب الليبي للإطاحة بنظام القذافي وهو ما أكده قياديون اسلاميون في ليبيا وأيضا دبلوماسيون تونسيون الذين كشفوا أن الأمير القطري طلب من تونس تمرير أسلحة إلى ليبيا. كما يتهم هؤلاء قطر بأنها وراء تعبئة مقاتلين تونسيين إلى سوريا عبر شبكات مموهة وفق تقارير إخبارية. كما يخشى هؤلاء أن يتكرر نفس السيناريو مع الجزائر.

كما يستنكر تونسيون استهزاء الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني من مؤسسة الرئاسة التونسية عندما خاطب التونسيين بعبارته الشهيرة في زيارة رسمية لتونس “هل رأيتم كيف أعلم رئيسكم الوقوف والتسليم؟!”.

ورغم تمويل قطر لتونس بعد الاطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي يوم 14 جانفي 2011، يرى مراقبون أن هذا التمويل لا مصلحة منه في واقع الأمر، حيث اعتبر وزير المالية السابق حسين الديماسي أن القرض القطري الذي أعلنت عنه الحكومة التونسية مرتفعة التكلفة ولا يراعي ظرف تونس الاقتصادي والسياسي الصعب وصنفه من أكثر التمويلات الأجنبية ارتفاعا على مستوى التكلفة.

تمويل خيري

وفي سياق متصل، يرى مراقبون ان التونسيين الذين نشأوا على نظام مدني لم يتعودوا على التمويل الخيري و”الصدقات” عبر جمعيات خيرية على غرار تلك القطرية والتي تمس من كرامته. وقد تعودت الحكومات السابقة على المساعدات الأجنبية

مقابل اقتناءها خدمات ذات قيمة مضافة أو تدريبية من مصدر تلك المساعدات أو هبات من دول في شكل برامج تعليمية او صحية متطورة فيما تتكفل الدولة التونسية بتوفير المساعدات لضعاف الحال.

وفي هذا الصدد كتب مؤخرا الكاتب القطري محمد عبد الله المسفر في جريدة الشرق القطرية مقالا قال فيه “إن هذه الجمعيات الخيرية القطرية تقوم بدور لا ينكره أحد في تونس إلا الضالين الناكرين للجميل”، وفق تعبيره في استنكاره لحرق علم بلده في تونس رغم مساعدات قطر لتونس واصفا هؤلاء بـ”بقايا الفلول والعاطلين فى تونس”.

وأضاف ذات الكاتب في نفس السياق: “الغريب أن الفرانكفونيين يسرحون ويمرحون في تونس وغيرها من بلاد المغرب العربي وفرنسا تمدهم بالمال والتوجيه ولم يكن آخرها التدخل الفرنسي على المكشوف في الشؤون الداخلية التونسية ولم نسمع احتجاجا من أحد في تونس ولم نر حرقا لأعلام فرنسا في تونس”، وفق تعبيره.

يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يرد فيها القطريون باستنكار شديد وإلى حد التهجم على المعارضين في تونس ومصر على التدخل القطري في المنطقة حيث كتب الكاتب القطري أحمد على في مقال نشره بصحيفة الوطن القطرية وفي انتقاده لتهجم المصريين على بلاده وحرقهم العلم القطري قائلا:” جزمة الأمريكان فوق رأسكم وماذا صنعتم غير أقراص الطعمية”، وفق ما نقلته مواقع إخبارية عنه .

احراج

وقد سبب هذا الانتقاد الشعبي الشديد لقطر احراجا كبيرا لحكام تونس الذين يسارعون في كل مرة بالإدلاء بتصريحات كان لها في المقابل مفعول “سكب الزيت على النار” حيث وصف الرئيس التونسي منصف المرزوقي المعروف بولاءه لقطر وبمصالح مادية مع قناة الجزيرة، المعارضة التونسية بـ”الغربان الناعقة” في حوار مع وكالة الأنباء القطرية كما هدد شعبه في إحدى المناسبات وأمام النائب العام القطري علي فطيس المري بملاحقة قضائية في صورة “تطاولهم على قطر” وما أدى إلى نتيجة عكسية تماما بتنظيم حملة افتراضية لـ”التطاول على قطر” انتهت بحرق العلم القطري في كل مناسبة احتجاجية.

كما يتهم مواطنون في تونس وخاصة منهم الذي يساندون النظام السوري أن قطر وراء الدمار والخراب الذي لحق بسوريا حاليا.

استغراب

في المقابل، يستغرب مراقبون العلاقات القوية التي تربط قطر بدول أوروبية على غرار فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأميريكة وبريطانيا بالأساس رغم تقارير اعلامية في هذه الدول تثبت تورط قطر في تسليح حركات اسلامية متشددة كتلك الموجودة في مالي، ويرجح هؤلاء أن هذه الدول تغض الطرف عن هذه التقارير مقابل التمويلات الضخمة التي تضخها قطر لفائدتها ومساهماتها المهمة في انقاذها اقتصاداتها من الصعوبات المالية، كما تتعمد هذه الدول التغافل كما لجان الأمم المتحدة الحقوقية ولذات السبب، تقارير أممية وحقوقية حول انتهاكات حقوقية فاضحة في قطر ضد العمال الآسيويين أساسا بالاضافة إلى نظام الكفالة التي تعتمده مع الأجانب والمخالف للمواثيق الحقوقية.

بدورهم يحاول اعلاميون تونسيون مقيمون في قطر الدفاع عن الدولة التي توفر لهم “مصدر رزقهم” بالصمت على هذه الانتهاكات وعلى تدخل قطر في شؤون بلدهم فيما لم يدخر بعض الاعلاميين التونسيين المقيمين في قطر جهدا لادانة “حملة التطاول على قطر” من خلال مواقف دفاعية مكشوفة يتخذونها. ويعمل هؤلاء أساسا في قناة الجزيرة أو تربطهم علاقات مع مجتمع الأعمال في قطر.

كما تخوف مقيمون في قطر من تداعيات الحملة التونسية على قطر وحرق علمها في تونس، على تواجدهم في قطر ومن خسارتهم لعقود عملهم بهذه الإمارة الخليجية فسارعوا بتسجيل مواقف مساندة افتراضية لقطر عبر انشاء صفحات مساندة على الفيسبوك أو تنظيم أمسية شكر وولاء في مقر السفارة التونسية في قطر.

وحسب مصدر دبلوماسي فإن هؤلاء يعرفون بمناصرتهم أو انتماءهم للتيار الاسلامي وبالأساس لحركة النهضة التونسية المسيطرة على الحكم في تونس والتي شهدت مساندة قوية من السلطات القطرية في فترة النظام السابق.

وقد ذهب أحد المشرفين على أحد الصفحات التي تعنى بالجالية التونسية في قطر المقدر عددها بـ6 آلاف مهاجر، إلى حد وصف ما بدر من تونسيين من تطاول على قطر بـ”اللؤم وعدم الاعتراف بالجميل” مقابل توفير هذا البلد لفرص عمل لتونسيين لديها في اقرار ضمني أن هذا العمل “صدقة” أكثر منه مصلحة متبادلة.

ويلاحظ أن المواقف ضد قطر تأتي من المعارضة التونسية بالأساس باستثناء المعارض محسن مرزوق القيادي في حزب نداء تونس الذي لا يدخر جهدا بدوره للدفاع عن إمارة قطر وعن أميرتها الشيخة موزة بنت المسند التي كانت رئيسته في العمل عندما كان مقيما في قطر لإدارة المؤسسة العربية للديمقراطية بالتعاون مع المنظمة الأميريكة “فريدم هاوس”. فيما يستميت الاسلاميون الموالون للحكومة والذين ينعمون بتمويل الجمعيات الخيرية القطرية بالأساس، في الدفاع عن قطر.

ويتوقع مراقبون أن يستمر هذا الموقف الشعبي المندد لقطر وأن يحرق العلم القطري في تونس مرارا في ظل أخطاء الحكام والإحباط التي يعيشه المواطن التونسي من ثورته والتي انتهت بتهديدات ارهابية من متشددين يحملون فكرا وهابيا تكفيريا، تروّج له قطر وتسانده خارج حدودها.

عائشة بن محمود