المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تخزّن السناجب البلوط بشكل محموم ... فاعرف أن الشتاء سيكون طويلاً وقاسياً



Osama
02-07-2005, 08:49 AM
إلى أي مدى يمكننا الاعتماد على سلوكيات الحيوانات والحشرات لتوقع تقلبات الطقس، سواء على المدى القصير أو على المدى المتوسط؟ وما العلاقة التأثيرية التي تربط بين الاجابة عن هذا السؤال والمستقبل المنظور لتجارة وقود التدفئة (الكيروسين) حول العالم؟

الواقع ان السؤال الأول كان ولا يزال محط اهتمام بالغ من جانب خبراء الأرصاد الجوية في الدول الصناعية الكبرى على وجه التحديد وذلك لأغراض عديدة من بينها محاولة التنبؤ بالمدة التي سيظل فصل الشتاء جاثماً خلالها على صدر الشطر الشمالي من الكرة الأرضية، ومن هنا تتضح لنا معالم العلاقة التأثيرية المشار اليها في السؤال الثاني.

الا ان علماء وخبراء الأرصاد الجوية لم يتمكنوا حتى الآن من التوصل الى اجابة ناجعة عن السؤال الأول, فعلى الرغم من ان شهر يناير الماضي شهد موجات صقيع شديدة في الولايات المتحدة وكذلك في اوروبا واليابان، فإن سلوكيات الحيوانات والحشرات في تلك المناطق تعطي مؤشرات متضاربة يوحي بعضها بأن الشتاء الحالي لن يطول كثيراً، في حين يوحي بعضها الآخر بعكس ذلك.

وتعليقاً على ذلك، يقول كريس غوس الذي يمتلك ويدير احدى شركات الوقود في ولاية فيرمونت الأميركية الشمالية الشرقية: «لقد توصلنا من خلال مراقبة سلوكيات النحل في هذه الولاية الى استنتاج مؤداه ان هذا الشتاء سيكون قصيراً ولن يشهد هطول كميات كبيرة من الجليد, فلقد لاحظنا ان النحل البري يبني اعشاشه وخلاياه في اماكن قريبة من مستوى الأرض وهو أمر يدل على ان الثلوج لن تسقط بكثافة والا لقام النحل ببناء خلاياه في اماكن مرتفعة نسبياً».

وأشار غوس الى ان سلوكيات الحيوانات والحشرات كانت ولا تزال مؤشراً تعتمد عليه الشركات المتخصصة في تجارة الوقود من أجل التنبؤ بما ستكون عليه درجات الحرارة خلال اشهر فصل الشتاء في مناطق الشمال الشرقي الأميركي التي تعد اكبر مستهلك لوقود التدفئة على مستوى العالم، كما انها تعتبر بمثابة «الباروميتر» (المقياس) الخاص بالطلب على النفط العالمي خلال الشتاء.

الا ان محللين في مجال امدادات النفط كانوا تكهنوا في فصل الخريف الماضي بأن فصل الشتاء الحالي سيكون قاسياً وطويلاً، وهو التكهن الذي اطلقوه بعد ان لاحظوا ظهور خصلات بنية اللون في فرو حشرات وحيوانات اخرى تعيش في تلك الولايات المشار اليها آنفاً، ومن المعروف ان تحول لون فراء بعض الحشرات والحيوانات الى اللون البني يعد نوعاً من الاستعداد للتكيف مع برودة متوقعة.

المؤشر الآخر الذي اعتمد عليه اولئك المحللون تمثل في ملاحظة اقبال السناجب بشكل محموم على جمع المزيد من ثمار البلوط لتخزينها، وهو المؤشر الذي فسر على انه تأكيد اضافي على ان فصل الشتاء الأميركي سيكون طويلاً وقاسياً.
ولا يختلف الأمر في اليابان التي شهدت طلباً متزايداً على وقود التدفئة (الكيروسين) طوال الاسابيع القليلة الماضية في ظل التدني المتواصل لدرجات الحرارة.

ويقول احد تجار الوقود اليابانيين انه يتوقع شتاء قصيراً وغير قاس في اليابان، وانه توصل الى ذلك التوقع من خلال مراقبة عدد من حشرات السرعوف المفترسة التي تعيش في حديقة منزله، مشيراً الى انه لاحظ ان إناث تلك الحشرات تضع بيضها «على مقربة من مستوى الأرض» وان هذا الأمر يعني ان طبقة الجليد لن تكون سميكة في اي وقت من فصل الشتاء الحالي.
واستناداً الى تلك الملاحظة، فإن ذلك التاجر لا يتوقع رواجاً ملموساً للطلب على وقود التدفئة في اليابان خلال الفترة المتبقية من فصل الشتاء.

الا ان علماء الحيوان والحشرات يرون من جانبهم انه لا توجد أي أدلة عليه حاسمة تؤكد قدرة الحيوانات على التنبؤ بأحوال الطقس على المدىين القصير والمتوسط وانه لا يمكن بالتالي القول أن سلوكيات تلك الحيوانات والطيور والحشرات تعد مؤشراً تنبئياً يمكن الاعتماد عليه للتكهن بما سيكون عليه الطقس في غضون بضعة اسابيع او بضعة اشهر مقبلة.

وقد عبر عن ذلك الرأي البروفيسور باري كيفيرين استاذ علم الحيوان بجامعة «كيمبريدج» مشيرا الى انه «ينبغي عدم الخلط بين قدرة الحيوانات والطيور والحشرات على التكيف مع الظروف البيئية المحيطة بها وبين قدرتها على التنبؤ بأحوال الطقس على المدى المتوسط الذي يتراوح من بضعة اسابيع الى بضعة اشهر عادة».