ياولداه
05-14-2013, 01:56 PM
http://observers.france24.com/ar/files/imagecache/observers_520_220/article_images/top%20bus.jpg
بقايا حافلة محترقة بعد مواجهات جرت الأسبوع الماضي بين قوات حفظ النظام ومتظاهرين إسلاميين.
اندلعت أعمال عنف بين قوات حفظ النظام وإسلاميين منذ يوم الأحد 6 مايو/أيار سقط بسببها 6 قتلى على الأقل في بنغلادش. شون أحمد مراقبنا هناك ذهب إلى عين المكان في أحياء العاصمة داكا حيث دارت المواجهات في الأيام الأخيرة. وهو يقول إن الكراهية أعمت عيون معارضي قانون لمناهضة ازدراء المقدسات والمدافعين عنه.
استجابة للنداء الذي أطلقته جماعة إسلامية أصولية تدعى "حفاظة الإسلام (http://en.wikipedia.org/wiki/Hefajat-e-Islam_Bangladesh)"، نزل ما لا يقل عن 20 ألف شخص إلى شوارع داكا للمطالبة بقانون المسّ بالمقدسات الذي يشمل أمورا منها الإعدام بحق المدونين (http://www.english.rfi.fr/asia-pacific/20130410-bloggers-are-under-pressure-bangladesh) المتهمين بسب الرسول محمد. ويؤكد الحزب الوطني البنغالي (حزب معارض)، وهو أهم تيار إسلامي في البلد، أن الشرطة قتلت مئات الأشخاص أثناء تفريقها للمتظاهرين. ومن جهتها تحدثت قوات حفظ النظام عن مقتل 38 شخصا وإصابة العشرات (http://www.france24.com/en/20130507-bangladesh-opposition-calls-strike-over-mass-killing). وأعلنت أيضا عن القبض على 194 ناشطا من جماعة "حفاظة الإسلام".
وقد دعا الحزب الوطني البنغالي وحلفاؤه الأصوليون إلى إضراب وطني لمدة يومين ابتداء من يوم الأربعاء احتجاجا على ما أسموه "قتلا مكثفا".
http://www.youtube.com/watch?v=dN80ZkZoM20&feature=player_detailpage
مراقبنا شون أحمد صور هذه المشاهد التي تظهر آثار المواجهات في وسط داكا بعد ظهر الاثنين الماضي
http://observers.france24.com/ar/files/imagecache/observers_70_85/user_avatars/shawn_0.jpg
شون أحمد (http://observers.france24.com/profile/249948)
"الانقسامات الثقافية تستفحل"
شون أحمد مدون كندي-بنغالي يعيش في داكا وقد أنشأ حسابا على يوتيوب اسمه "المشروع اللاثقافي" (The UnculturedProject (http://www.youtube.com/up)).
بعد ظهر الاثنين ذهبت إلى جامع ’بيت المكرّم‘ الذي جرت بقربه الأحداث. رأيت حافلة محروقة وحواجز الأمن الإسمنتية على الطريق محطمة. أما المركز التجاري في الجهة المقابلة في الشارع فقد خرب تماما وغير بعيد كانت النار ما تزال مشتعلة في السوق. وفي عين المكان كان هناك حشد من الشرطة. سألتهم إن كان المتظاهرون أو أفراد قوات حفظ النظام قد جرحوا. فردوا بأن لا أحد قد جرح وتحدثوا عن إصابات طفيفة. وبعد جهد جهيد استطعت العثور على شرطي يبدو أنه لم يكن على علم بضرورة التزام الصمت وعدم التحدث للفضوليين مثلي. واستطعت بذلك معرفة اسم المستشفى الذي نقل إليه المتظاهرون الجرحى. هناك، لم يرض أي موظف من الطاقم الطبي الكلام، لكني استطعت الحديث إلى رجلين قالا إنهما من المتظاهرين، أحدهما أصابته رصاصة في عينه والآخر في أحد أردافه. ثم ذهبت إلى المشرحة حيث أراني رجال الشرطة أربع جثث لمتظاهرين على حد قولهم. ورأيت أيضا رجال شرطة يحملون جثثا هامدة، لكنهم أكدوا أنها لا علاقة لها بالمواجهات.
http://www.youtube.com/watch?v=-hpdvuw7mKw&feature=player_detailpage
أحمد صور هذا الفيديو في المستشفى الجامعي بداكا يوم الاثنين.
"الكثير من الناس لا يودون أن يظهر الإسلاميون بمظهر الضحايا"
بعد أن نشرت هذه الصور والفيديوهات، أعرب لي ناشطون مناهضون للإسلاميين عن غضبهم. فالكثير من الناس لا يودون أن يظهر الإسلاميون بمظهر الضحايا. من المحبط حقا أن يظل كل طرف يشوه صورة الآخر. بصفتي مسلما ومثليا فأنا طبعا لا أطيق برامج الإسلاميين وأعارض مثلا أن يحاكم "المدونون الملحدون" بالإعدام وكذلك لا أريد تطبيق الشريعة. لكن الناشطين "العلمانيين" -كما يسمونهم- ليسوا سلميين كما يظهرون. ففي فبراير/شباط الماضي، نظموا مظاهرات تطالب بإعدام قائد إسلامي متشدد (http://observers.france24.com/content/20130227-violence-bangladesh-islamist-leader-quader-mollah-life-sentence) كان قد حكم عليه بالسجن المؤبد بسبب جرائم خلال حرب الاستقلال عام 1971. الكثير من الناس أثناء المظاهرات رددوا شعارات عنيفة جدا مثل "أحرقوه، اشنقوه". كلا الفريقان يتبارزان في خطاب الكراهية.
بنغلادش بلد متنوع الثقافات، يمكن العيش فيه على الطريقة الغربية في المدينة وفي القرى ترى العائلات المسلمة المتدينة جدا بلا تلفزيون ولا راديو وأطفالهم يدرسون في الكتاب. إن الانقسامات الثقافية تستفحل شيئا فشيئا وأخشى أنه في ظل غياب قائد قادر على إيجاد مفاتيح المصالحة مثل ديسموند توتو [أسقف أنجليكي من جنوب أفريقيا نال جائزة نوبل للسلام عام 1984]، أن يتفاقم الوضع أكثر. أنا أشعر بالقلق البالغ بسبب إشاعات تروج حاليا بين الإسلاميين عبر الراديو والرسائل الهاتفية القصيرة مفادها أن الشرطة رمت 50 ألف جثة في أحد الأنهار. إذا تأكد هذا الخبر -وأنا أشك في صحته- يمكن أن يؤدي ذلك إلى موجة جديدة من العنف.
http://observers.france24.com/ar/files/imagecache/observers_portrait_width/rfi_multimedia_element_image/injured.jpg
أهل الرجل الممدد على السرير أخبروا مراقبنا أنه جرح في ساقه أثناء المظاهرات. صورة التقطها شون أحمد.
http://observers.france24.com/ar/files/imagecache/observers_70_85/user_avatars/shawn_0.jpg
شون أحمد (http://observers.france24.com/profile/249948)
ترجمة: عائشة علون
بقايا حافلة محترقة بعد مواجهات جرت الأسبوع الماضي بين قوات حفظ النظام ومتظاهرين إسلاميين.
اندلعت أعمال عنف بين قوات حفظ النظام وإسلاميين منذ يوم الأحد 6 مايو/أيار سقط بسببها 6 قتلى على الأقل في بنغلادش. شون أحمد مراقبنا هناك ذهب إلى عين المكان في أحياء العاصمة داكا حيث دارت المواجهات في الأيام الأخيرة. وهو يقول إن الكراهية أعمت عيون معارضي قانون لمناهضة ازدراء المقدسات والمدافعين عنه.
استجابة للنداء الذي أطلقته جماعة إسلامية أصولية تدعى "حفاظة الإسلام (http://en.wikipedia.org/wiki/Hefajat-e-Islam_Bangladesh)"، نزل ما لا يقل عن 20 ألف شخص إلى شوارع داكا للمطالبة بقانون المسّ بالمقدسات الذي يشمل أمورا منها الإعدام بحق المدونين (http://www.english.rfi.fr/asia-pacific/20130410-bloggers-are-under-pressure-bangladesh) المتهمين بسب الرسول محمد. ويؤكد الحزب الوطني البنغالي (حزب معارض)، وهو أهم تيار إسلامي في البلد، أن الشرطة قتلت مئات الأشخاص أثناء تفريقها للمتظاهرين. ومن جهتها تحدثت قوات حفظ النظام عن مقتل 38 شخصا وإصابة العشرات (http://www.france24.com/en/20130507-bangladesh-opposition-calls-strike-over-mass-killing). وأعلنت أيضا عن القبض على 194 ناشطا من جماعة "حفاظة الإسلام".
وقد دعا الحزب الوطني البنغالي وحلفاؤه الأصوليون إلى إضراب وطني لمدة يومين ابتداء من يوم الأربعاء احتجاجا على ما أسموه "قتلا مكثفا".
http://www.youtube.com/watch?v=dN80ZkZoM20&feature=player_detailpage
مراقبنا شون أحمد صور هذه المشاهد التي تظهر آثار المواجهات في وسط داكا بعد ظهر الاثنين الماضي
http://observers.france24.com/ar/files/imagecache/observers_70_85/user_avatars/shawn_0.jpg
شون أحمد (http://observers.france24.com/profile/249948)
"الانقسامات الثقافية تستفحل"
شون أحمد مدون كندي-بنغالي يعيش في داكا وقد أنشأ حسابا على يوتيوب اسمه "المشروع اللاثقافي" (The UnculturedProject (http://www.youtube.com/up)).
بعد ظهر الاثنين ذهبت إلى جامع ’بيت المكرّم‘ الذي جرت بقربه الأحداث. رأيت حافلة محروقة وحواجز الأمن الإسمنتية على الطريق محطمة. أما المركز التجاري في الجهة المقابلة في الشارع فقد خرب تماما وغير بعيد كانت النار ما تزال مشتعلة في السوق. وفي عين المكان كان هناك حشد من الشرطة. سألتهم إن كان المتظاهرون أو أفراد قوات حفظ النظام قد جرحوا. فردوا بأن لا أحد قد جرح وتحدثوا عن إصابات طفيفة. وبعد جهد جهيد استطعت العثور على شرطي يبدو أنه لم يكن على علم بضرورة التزام الصمت وعدم التحدث للفضوليين مثلي. واستطعت بذلك معرفة اسم المستشفى الذي نقل إليه المتظاهرون الجرحى. هناك، لم يرض أي موظف من الطاقم الطبي الكلام، لكني استطعت الحديث إلى رجلين قالا إنهما من المتظاهرين، أحدهما أصابته رصاصة في عينه والآخر في أحد أردافه. ثم ذهبت إلى المشرحة حيث أراني رجال الشرطة أربع جثث لمتظاهرين على حد قولهم. ورأيت أيضا رجال شرطة يحملون جثثا هامدة، لكنهم أكدوا أنها لا علاقة لها بالمواجهات.
http://www.youtube.com/watch?v=-hpdvuw7mKw&feature=player_detailpage
أحمد صور هذا الفيديو في المستشفى الجامعي بداكا يوم الاثنين.
"الكثير من الناس لا يودون أن يظهر الإسلاميون بمظهر الضحايا"
بعد أن نشرت هذه الصور والفيديوهات، أعرب لي ناشطون مناهضون للإسلاميين عن غضبهم. فالكثير من الناس لا يودون أن يظهر الإسلاميون بمظهر الضحايا. من المحبط حقا أن يظل كل طرف يشوه صورة الآخر. بصفتي مسلما ومثليا فأنا طبعا لا أطيق برامج الإسلاميين وأعارض مثلا أن يحاكم "المدونون الملحدون" بالإعدام وكذلك لا أريد تطبيق الشريعة. لكن الناشطين "العلمانيين" -كما يسمونهم- ليسوا سلميين كما يظهرون. ففي فبراير/شباط الماضي، نظموا مظاهرات تطالب بإعدام قائد إسلامي متشدد (http://observers.france24.com/content/20130227-violence-bangladesh-islamist-leader-quader-mollah-life-sentence) كان قد حكم عليه بالسجن المؤبد بسبب جرائم خلال حرب الاستقلال عام 1971. الكثير من الناس أثناء المظاهرات رددوا شعارات عنيفة جدا مثل "أحرقوه، اشنقوه". كلا الفريقان يتبارزان في خطاب الكراهية.
بنغلادش بلد متنوع الثقافات، يمكن العيش فيه على الطريقة الغربية في المدينة وفي القرى ترى العائلات المسلمة المتدينة جدا بلا تلفزيون ولا راديو وأطفالهم يدرسون في الكتاب. إن الانقسامات الثقافية تستفحل شيئا فشيئا وأخشى أنه في ظل غياب قائد قادر على إيجاد مفاتيح المصالحة مثل ديسموند توتو [أسقف أنجليكي من جنوب أفريقيا نال جائزة نوبل للسلام عام 1984]، أن يتفاقم الوضع أكثر. أنا أشعر بالقلق البالغ بسبب إشاعات تروج حاليا بين الإسلاميين عبر الراديو والرسائل الهاتفية القصيرة مفادها أن الشرطة رمت 50 ألف جثة في أحد الأنهار. إذا تأكد هذا الخبر -وأنا أشك في صحته- يمكن أن يؤدي ذلك إلى موجة جديدة من العنف.
http://observers.france24.com/ar/files/imagecache/observers_portrait_width/rfi_multimedia_element_image/injured.jpg
أهل الرجل الممدد على السرير أخبروا مراقبنا أنه جرح في ساقه أثناء المظاهرات. صورة التقطها شون أحمد.
http://observers.france24.com/ar/files/imagecache/observers_70_85/user_avatars/shawn_0.jpg
شون أحمد (http://observers.france24.com/profile/249948)
ترجمة: عائشة علون