هاشم
02-06-2005, 09:01 AM
صالح عاشور
الارهاب
هذا عصر الارهاب والمخدرات وفرض الحريات واحترام حقوق الانسان والاقليات على الحكام والمستبدين والانظمة الفردية الشمولية، ولمواجهة هذه القضايا لابد ان نتحلى بدرجة كبيرة من الوضوح والشفافية والجرأة في الطرح والقدرة على اتخاذ قرارات فاعلة وجوهرية.
فمثلا الارهاب لم يأت من فراغ ابدا ولكن يبدأ من وجود فكر ارهابي وتكفيري للاخر وكذلك من وجود بيئة حاضنة لهذا الارهاب بالدعم بالمال والنفوذ السياسي والاجتماعي ويشجعه بالاستمرار في هذا النهج ( والنار تأتي من مستصغر الشرر) ولا يمكن القضاء على اي فكر او تنظيم، نعم يكمن الحد من هذا التنظيم وتطويقه واحتوائه وذلك حسب اسلوب وطريقة التعامل معه.
والارهاب يضرب اليوم من امريكا شمالا الى اسبانيا غربا والعراق ومنطقة الخليج شرقا.
واخطر انواع الارهاب هو «الارهاب الديني» لانه يعتمد على مبرر قوي لهذا الارهاب والنية والقصد هو الله سبحانه وتعالى ولذلك من يتبنى الفكر التكفيري ينطلق اولا من الغاء الاخر وبالتالي تكفيره واخراجه من الملة واشهار فسوقه ومن ثم جواز غيبته ولذلك لا يسلم من لسان ويد الارهابي وهذه الحالة لا يصل اليها الفرد التكفيري الا من خلال مجوز فقهي اي «فتوى عالم».
فالاصل هو فتوى العالم الذي يفسق الاخرين ويكفرهم ويخرجهم من الدين الاسلامي وبالتالي يوجب محاربتهم والخروج عليهم ونعتهم باقبح الصفات بل يصل في بعض الحالات ان يسبي نساء المسلمين ويعاملهم كالجواري والاماء ويعامل الرجال كالعبيد كما حصل في حكومة طالبان في تعاملها مع مخالفيهم.
لذلك اولى الحلول هي مواجهة اصحاب الفتوى والرأي الديني وعلى الحكومة وبغياب المرجعية الدينية الواضحة ان تضع حلا جذريا وواضحا للفتاوى التي تصدر بالجملة من اليمين والشمال من غير اصحاب الاختصاص سواء افراد او مؤسسات وتوقيفهم عند حدهم بل تقديمهم للقضاء للمحاكمة بسبب التصدي للفتوى من غير المختصين حتى يكونوا عبرة للاخرين لان تكفير الاخرين تحت اي حجة عمل لا يمكن قبوله.
مع ملاحظتنا ان البعض لا يتعدى تحصيله الديني سوى بضع سنوات وقراءة سريعة لبعض كتيبات من يطلق عليه علامة زمانه وهو لا يعرف الفقة واصوله فكيف التصدي للافتاء، وثانيا على الدولة ان تعتمد مرجعية واحدة ووحيدة للافتاء في الدولة وتكون على شكل مجلس الافتاء الاسلامي الشرعي ويضم هذا المجلس من المنتمين للمذاهب الاسلامية المعمول بها في الدولة ولا نستثني اي مذهب حتى تكون الفتوى ذات وزن واحترام بين جميع ابناء الشعب ومن ثم الاخذ وتطبيق هذه الفتاوى الصادرة من مجلس الافتاء وتحذير اي شخص مهما كان او جهة سواء جمعية او كلية او منتدى للتصدي لامور الافتاء وبالامور الدينية والمسائل المتعلقة بالدولة، وليس كما هو حاصل اليوم حيث عدم الاهتمام والتقدير للفتاوى الصادرة من الجهات الرسمية للاسباب انفة الذكر وغيرها.
وللحديث عن الارهاب واسبابه وعلاجه تتمة فهل تقوم الحكومة بذلك، اشك في ذلك والايام بيننا؟
¾ نقاط ارهابية:
ـ تهميش الاخرين والغائهم نوع من انواع الارهاب.
ـ اقتصار مؤسسات المجتمع المدني على توجه واحد نوع اخر من انواع دعم الارهابيين.
ـ ابراز رموز الارهابيين في وسائل الاعلام الرسمية دعوة لتعظيمهم.
ـ عدم السماح للرأي والرأي الاخر في الاعلام الرسمي يولد الارهاب.
ـ عدم تسمية الاشياء باسمائها تاجيل للمشكلة وليس حلا للمشكلة.
www.ashoor.net
ملاحظة/ الموضوع مكتوب فى الصفحة الأخيرة لجريدة الوطن الكويتية ليوم الأحد الموافق لتاريخ 6/2/2005
الارهاب
هذا عصر الارهاب والمخدرات وفرض الحريات واحترام حقوق الانسان والاقليات على الحكام والمستبدين والانظمة الفردية الشمولية، ولمواجهة هذه القضايا لابد ان نتحلى بدرجة كبيرة من الوضوح والشفافية والجرأة في الطرح والقدرة على اتخاذ قرارات فاعلة وجوهرية.
فمثلا الارهاب لم يأت من فراغ ابدا ولكن يبدأ من وجود فكر ارهابي وتكفيري للاخر وكذلك من وجود بيئة حاضنة لهذا الارهاب بالدعم بالمال والنفوذ السياسي والاجتماعي ويشجعه بالاستمرار في هذا النهج ( والنار تأتي من مستصغر الشرر) ولا يمكن القضاء على اي فكر او تنظيم، نعم يكمن الحد من هذا التنظيم وتطويقه واحتوائه وذلك حسب اسلوب وطريقة التعامل معه.
والارهاب يضرب اليوم من امريكا شمالا الى اسبانيا غربا والعراق ومنطقة الخليج شرقا.
واخطر انواع الارهاب هو «الارهاب الديني» لانه يعتمد على مبرر قوي لهذا الارهاب والنية والقصد هو الله سبحانه وتعالى ولذلك من يتبنى الفكر التكفيري ينطلق اولا من الغاء الاخر وبالتالي تكفيره واخراجه من الملة واشهار فسوقه ومن ثم جواز غيبته ولذلك لا يسلم من لسان ويد الارهابي وهذه الحالة لا يصل اليها الفرد التكفيري الا من خلال مجوز فقهي اي «فتوى عالم».
فالاصل هو فتوى العالم الذي يفسق الاخرين ويكفرهم ويخرجهم من الدين الاسلامي وبالتالي يوجب محاربتهم والخروج عليهم ونعتهم باقبح الصفات بل يصل في بعض الحالات ان يسبي نساء المسلمين ويعاملهم كالجواري والاماء ويعامل الرجال كالعبيد كما حصل في حكومة طالبان في تعاملها مع مخالفيهم.
لذلك اولى الحلول هي مواجهة اصحاب الفتوى والرأي الديني وعلى الحكومة وبغياب المرجعية الدينية الواضحة ان تضع حلا جذريا وواضحا للفتاوى التي تصدر بالجملة من اليمين والشمال من غير اصحاب الاختصاص سواء افراد او مؤسسات وتوقيفهم عند حدهم بل تقديمهم للقضاء للمحاكمة بسبب التصدي للفتوى من غير المختصين حتى يكونوا عبرة للاخرين لان تكفير الاخرين تحت اي حجة عمل لا يمكن قبوله.
مع ملاحظتنا ان البعض لا يتعدى تحصيله الديني سوى بضع سنوات وقراءة سريعة لبعض كتيبات من يطلق عليه علامة زمانه وهو لا يعرف الفقة واصوله فكيف التصدي للافتاء، وثانيا على الدولة ان تعتمد مرجعية واحدة ووحيدة للافتاء في الدولة وتكون على شكل مجلس الافتاء الاسلامي الشرعي ويضم هذا المجلس من المنتمين للمذاهب الاسلامية المعمول بها في الدولة ولا نستثني اي مذهب حتى تكون الفتوى ذات وزن واحترام بين جميع ابناء الشعب ومن ثم الاخذ وتطبيق هذه الفتاوى الصادرة من مجلس الافتاء وتحذير اي شخص مهما كان او جهة سواء جمعية او كلية او منتدى للتصدي لامور الافتاء وبالامور الدينية والمسائل المتعلقة بالدولة، وليس كما هو حاصل اليوم حيث عدم الاهتمام والتقدير للفتاوى الصادرة من الجهات الرسمية للاسباب انفة الذكر وغيرها.
وللحديث عن الارهاب واسبابه وعلاجه تتمة فهل تقوم الحكومة بذلك، اشك في ذلك والايام بيننا؟
¾ نقاط ارهابية:
ـ تهميش الاخرين والغائهم نوع من انواع الارهاب.
ـ اقتصار مؤسسات المجتمع المدني على توجه واحد نوع اخر من انواع دعم الارهابيين.
ـ ابراز رموز الارهابيين في وسائل الاعلام الرسمية دعوة لتعظيمهم.
ـ عدم السماح للرأي والرأي الاخر في الاعلام الرسمي يولد الارهاب.
ـ عدم تسمية الاشياء باسمائها تاجيل للمشكلة وليس حلا للمشكلة.
www.ashoor.net
ملاحظة/ الموضوع مكتوب فى الصفحة الأخيرة لجريدة الوطن الكويتية ليوم الأحد الموافق لتاريخ 6/2/2005