المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوريا بعد العدوان.. غير! ....د. سامي ناصر خليفة



زوربا
05-12-2013, 07:03 AM
تاريخ الخبر : 11/05/2013


http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/BUURJFYDBWDQVZOEEMTZWJNJ.jpg (http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/BUURJFYDBWDQVZOEEMTZWJNJ.jpg)


د. سامي ناصر خليفة


مع مرور الأيام في سوريا بدأ الضباب ينقشع، وأصبحت الصورة أكثر وضوحاً، وبات تشخيصنا للواقع الميداني أكثر دقة، ومن يعتقد أن الأمر يتعلق بمعارضة شعبية تريد إسقاط النظام السوري من أجل التغيير إلى الأفضل فهو واهم!

ومن يحسب أن ما يجري في سوريا من تصعيد وصل إلى هدر الدماء على أنه محطة من محطات الربيع العربي فهو واهم أيضا!

بل من يعتقد أن الهدف من كل هذا التدمير للبنية التحتية والإنسان السوري من أجل إسقاط الرئيس بشار الأسد هو واهم بالتأكيد!

لقد قدم الصهاينة باعتدائهم السافر وعدوانهم الآثم على سوريا دليلا يقينيا لاشك فيه بتاتا على شكل وهوية ومبتغى وأهداف المعارضة السورية، ودوائر الارتباطات عندها ومواقع التأثير فيها وجهة القيادة فيها بصورة لم يعد يُبرّر الوقوف معها بتاتا.

كنا نقول إننا مع الحريات وتطور النظام السياسي في أي بلد، ولكننا ضد أن يتم التغيير عبر القتل والإبادة للأبرياء والمدنيين، وكنا نقول إننا مع الحوار وتجنيب الشعب السوري مآسي وأضرار الحروب، لأن في الحوار احتكاما للغة العقل والمنطق، وتفعيلا لمصلحة أهل سوريا أولا وأخيرا، ولا تتأتى تلك المصلحة من خلال القوة المستوردة والعضلات المصطنعة التي تُنشّط تجارة السلاح عند الغرب والشرق، وتُرجِع المنطقة عشرات السنين إلى الوراء!

أما اليوم وبعد العدوان الصهيوني بالقنابل والصواريخ، فلا يمكن أن نضع ما يجري في سوريا إلا في خانة اللعبة الدولية التي تنتهي خيوطها في تل أبيب وواشنطن، ولا يمكن لقادة تلك العواصم أن تنظر إلاّ لمصالحها هي فقط، وإن كانت على حساب الشعب السوري الضحية كما هو الحال اليوم!

إنها اللعبة الأخبث التي تكشّفت عورتها للجميع، حيث عملت عواصم أوروبا وأميركا على تهييج الطرفين ضد بعضهما البعض عرقيا وعنصريا وطائفيا ودينيا ومذهبيا، لضمان استمرار المعارك الدموية إلى أكبر فترة ممكنة، ودعم المعارضة السورية بالمرتزقة والإرهابيين من كل بقع التوتر في العالم من أجل إبادتهم من جانب، والتدخل الصهيوني المحدود في ضرب قوات الجيش السوري لخلق تكافؤ يؤدي إلى ضمان عدم الحسم من أي طرف، فيستمر الاستنزاف سنوات وسنوات، وهو سيناريو خبيث اتبعوه في الحرب العراقية-الإيرانية أدى إلى امتدادها سنين طويلة!

لذا.. وبعد أن تكشفت اللعبة القذرة وهوية أطرافها ومواقع توزيع الأدوار الخبيثة فيها، أحسب أن الأهم هو إعلان التبرؤ مما يجري اليوم في سوريا، ومن يتحدث عن ضرورة استمرار الخيار العسكري فعمله بالتأكيد يصب في مصلحة الأجندة الصهيونية! فلا خيار اليوم سوى جلوس السوريين نظاما ومعارضة على طاولة الحوار، والقبول بمنطق التعايش المشترك بينهما، أما مصالح الصهاينة والغرب ومبتغيات المرتزقة والإرهابيين فإلى الجحيم وبئس المصير.


http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=39809