مقاوم
05-10-2013, 12:31 AM
May 07 2013
كتب : موسى الرضا
خاص بعرب تايمز
عندما بدأ تحرير هضبة مندو في ريف القصير قبل عشرين يوما لم يصدق أحد ما يجري على الأرض, لا الجيش العربي السوري كان يصدق ما تراه أعين جنوده البواسل وهم يدعمون بالنار التقدم الكاسح لخمسين مقاتلا من حزب الله, ولا الأرهابيون التكفيريون صدّقوا ملك الموت وهو ينهال عليهم خاطفا أرواحهم النجسة بعصاه دون أن يعطيهم فرصة من نجاة أو سلّما من فرار
خمسون رجلا من قوات التعبئة في حزب الله, أكثرهم لم يبلغ العشرين من العمر, يحررون تلة مندو الاستراتيجة بساعات قليلة ويوقعون في غضون ثلاثة ساعات فقط لا غير خمسمئة قتيل ارهابي تكفيري جعلت عدنان العرعور يعرعر صائحا نائحا معترفا لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا: خمسمئة في ثلاثة ساعات
بامكانكم مشاهدة الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=0cN92xObG_o
كانت مخابرات العدو الاسرائيلي تراقب المعركة بأقمارها الاصطناعية المتطورة وكان محللوها مصابون بالصدمة فوحدات التعبئة في حزب الله هي الوحدات العادية ومنها يتألف عديد المجاهدين المتطوعين غير المتفرغين وهي تتألف بأغلبها من طلاب المدارس والحرفيين الذين تلقوا تدريبات أولية ليكونوا عونا لقوات المقاومة الاسلامية في حالة الدفاع وأثناء الحرب. في التقديرات الاسرائيلية فإن حزب الله قد أراد من إدخال عشرات قليلة من قوات التعبئة تحقيق الأهداف التالية
دحر الجماعات التكفيرية عن حدود لبنان الشرقية بعدما تمادت تلك الجماعات بالاعتداء على القرى الآمنة وقتل أهلها
2. مساعدة الجيش العربي السوري في استرداد المبادرة واغلاق خط القصير حمص الاستراتيجي بما يؤمن لدمشق مزيدا من المناعة العسكرية ويجعل ارهابيي حمص في حالة من العسرة الشديدة
3. ابلاغ من تسول له نفسه أن اللعب مع حزب الله كالرقص مع التنيين, أوله دلع وآخره موت زؤام
أما أهم ما لفت نظر الاسرائيليين فهو الطبيعة الجغرافية لمنطقة القصير والتي تشبه الى حد بعيد منطقة الجليل الفلسطيني المحتل الملاصق لحدود لبنان الجنوبية. التقديرات الاسرائيلية رأت أن حزب الله استغل هذا الواقع لاجراء أمر اضافي زيادة على أهدافه الثلاثة السالفة الذكر تمثل في الاستفادة الى أقصى درجة على طريقة " الفوز بالحج والعمرة معا" وذلك عبر استخدام أرض القصير الوعرة لتنفيذ تمرينات واقعية لوحداته المقاتلة وهو ما نسميه بالفرنسية
Exercise scolaire
أي التمرين المدرسي الذي يجرى للطلاب قبل امتحانات آخر السنة الرسمية. الاسرائيليون فهموا أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى محاكاة تدريبية سوف ينفذها حزب الله في المواجهة المقبلة مع اسرائيل عبر اكتساح منطقة الجليل الفلسطيني وتحريرها ثم تطهيرها واعدادها لكي تكون أول معبر محرر لفلسطينيّ الشتات ولمن شاء منهم بالرجوع الى فلسطين
من هنا جاءت الغضبة الاسرائيلية المجنونة, فقد الاسرائيلي أعصابه وتحفظه بعدما تملكه الخوف والرعب من فكرة تطبيق سيناريو تحرير مدينة القصير السورية في الشمال الفلسطيني المحتل, فشن عدوانا غاشما على سوريا منسقا مع حلفائه التكفيريين ومواكبا بالفضائيات العربية التي نشرت كاميراتها الليلة حول الأمكنة المستهدفة قبل وقوع الغارات بساعات قليلة لكي تنقل بالصوت والصورة "بطولات" الجيش الاسرائيلي في دعم اخوانه وحلفائه في ثورة هنري برنار ليفي السورية
الجيش السوري لم يلتفت عن معركته الاساسية فتابع ملاحقة العصابات التكفيرية محتفظا بحقه في الرد على الغارات الاسرائيلية في الزمان والمكان المناسبين لمعرفته اليقينية أن هذه الغارات استهدفت فيما استهدفت تخفيف الضغط العسكري عن التكفيريين الارهابييين وتأخير سقوط مدينة القصير واشغال الجيش وقواته المسلحة عن مهمته في ملاحقة فلول العصابات المأجورة وتشتيت تركيزه العسكري في حسم معركة الداخل المصيرية. ولكن هيهات هيهات فقد دحضت الوقائع على الأرض إمكانية أن تفلح اسرائيل في مساعيها الخائبة أو أن ينجو حلفائها المتأسلمون المهزومون من نهايتهم البائسة, ضعُف الطالب والمطلوب
في الأول من ماي أي قبل ستة أيام بالضبط أخبرتكم في مقالي السابق أن تحرير القصير في غضون اسبوع لا أكثر
اليوم وهو السابع من ماي تحررت مدينة القصير مبكرا أي قبل انقضاء الاسبوع الذي حددته لكم بفارق يوم واحد بعدما تم تحرير ريفها بالكامل
ها هي قوات الجيش العربي السوري الباسل تقوم - في هذه اللحظات - بتنظيف ما تبقى من الأوكار وتطهير المدينة من أدران المسلحين المجرمين والعملاء القتلة الذين لم تنفعهم غارات اسرائيل من قضاء الله المحتوم ومما كانوا منه يحذرون
انتظروني في المقال المقبل: ماذا بعد تحرير القصير
معلومات لها علاقة بمضامين المقال
نشرت صحيفة معاريف تحقيقاً يوم الخميس 02 ايار 2013 عن مشاركة “حزب الله” في معارك القصير حيث عنونت وقالت انّ “مشاركة الحزب في القتال إلى جانب القوات السورية له تداعيات وخيمة على مسار “الثورة السورية” وسيعطي كفة التوفق للجيش السوري الذي سيكتسب مزيداً من المعنويات تؤدي لفرض سيطرته على مناطق حساسة كان قد خسرها في الاشهر الماضية.
المحلّل العسكري للقناة الثانية الاسرائيلية “روني أدنييل”، وفي سياق تحليله للمقال المنشور على “معاريف” قال بأن “ما يجري في القصير يشكّل خطرا إستراتيجيا بشكل غير مباشر على اسرائيل، لان قوات حزب الله العالية التدريب تقاتل في هذه المنطقة القريبة جعرافياً من جغرافية منطقة الجليل الاسرائيلية”، مضيفاً:
“ان قوات حزب الله التي دُربت في ايران لعمليات إقتحام “لمدن” أسرائيلية، وقامت بعشرات المناورات على مسطحات ارضية، ومدن خالية مشابهة لمدننا، تقوم الان بعمليات تطبيق لما تدرّبت عليه وذلك خلالها دخولها غمار القتال في منطقة القصير ضد قوات المعارضة السورية، حيث استطاعت هذه القوات تغيير موازين القوة واجبرت مسلحي المعارضة على الانهيار في ساعات قليلة، واستطاعت في ايام قليلة فرض سيطرتها على منطقة القصير ومحاصرة مسلحي
المعارضة”، والحديث للمحّلل، مع العلم بأن هذا النوع من المقاتلين التكفيريين مدّرب ويحمل عقيدة، وليس بالامر السهل ان تجبره على الخضوع، وهذا ما نجح به حزب الله
كتب : موسى الرضا
خاص بعرب تايمز
عندما بدأ تحرير هضبة مندو في ريف القصير قبل عشرين يوما لم يصدق أحد ما يجري على الأرض, لا الجيش العربي السوري كان يصدق ما تراه أعين جنوده البواسل وهم يدعمون بالنار التقدم الكاسح لخمسين مقاتلا من حزب الله, ولا الأرهابيون التكفيريون صدّقوا ملك الموت وهو ينهال عليهم خاطفا أرواحهم النجسة بعصاه دون أن يعطيهم فرصة من نجاة أو سلّما من فرار
خمسون رجلا من قوات التعبئة في حزب الله, أكثرهم لم يبلغ العشرين من العمر, يحررون تلة مندو الاستراتيجة بساعات قليلة ويوقعون في غضون ثلاثة ساعات فقط لا غير خمسمئة قتيل ارهابي تكفيري جعلت عدنان العرعور يعرعر صائحا نائحا معترفا لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا: خمسمئة في ثلاثة ساعات
بامكانكم مشاهدة الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=0cN92xObG_o
كانت مخابرات العدو الاسرائيلي تراقب المعركة بأقمارها الاصطناعية المتطورة وكان محللوها مصابون بالصدمة فوحدات التعبئة في حزب الله هي الوحدات العادية ومنها يتألف عديد المجاهدين المتطوعين غير المتفرغين وهي تتألف بأغلبها من طلاب المدارس والحرفيين الذين تلقوا تدريبات أولية ليكونوا عونا لقوات المقاومة الاسلامية في حالة الدفاع وأثناء الحرب. في التقديرات الاسرائيلية فإن حزب الله قد أراد من إدخال عشرات قليلة من قوات التعبئة تحقيق الأهداف التالية
دحر الجماعات التكفيرية عن حدود لبنان الشرقية بعدما تمادت تلك الجماعات بالاعتداء على القرى الآمنة وقتل أهلها
2. مساعدة الجيش العربي السوري في استرداد المبادرة واغلاق خط القصير حمص الاستراتيجي بما يؤمن لدمشق مزيدا من المناعة العسكرية ويجعل ارهابيي حمص في حالة من العسرة الشديدة
3. ابلاغ من تسول له نفسه أن اللعب مع حزب الله كالرقص مع التنيين, أوله دلع وآخره موت زؤام
أما أهم ما لفت نظر الاسرائيليين فهو الطبيعة الجغرافية لمنطقة القصير والتي تشبه الى حد بعيد منطقة الجليل الفلسطيني المحتل الملاصق لحدود لبنان الجنوبية. التقديرات الاسرائيلية رأت أن حزب الله استغل هذا الواقع لاجراء أمر اضافي زيادة على أهدافه الثلاثة السالفة الذكر تمثل في الاستفادة الى أقصى درجة على طريقة " الفوز بالحج والعمرة معا" وذلك عبر استخدام أرض القصير الوعرة لتنفيذ تمرينات واقعية لوحداته المقاتلة وهو ما نسميه بالفرنسية
Exercise scolaire
أي التمرين المدرسي الذي يجرى للطلاب قبل امتحانات آخر السنة الرسمية. الاسرائيليون فهموا أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى محاكاة تدريبية سوف ينفذها حزب الله في المواجهة المقبلة مع اسرائيل عبر اكتساح منطقة الجليل الفلسطيني وتحريرها ثم تطهيرها واعدادها لكي تكون أول معبر محرر لفلسطينيّ الشتات ولمن شاء منهم بالرجوع الى فلسطين
من هنا جاءت الغضبة الاسرائيلية المجنونة, فقد الاسرائيلي أعصابه وتحفظه بعدما تملكه الخوف والرعب من فكرة تطبيق سيناريو تحرير مدينة القصير السورية في الشمال الفلسطيني المحتل, فشن عدوانا غاشما على سوريا منسقا مع حلفائه التكفيريين ومواكبا بالفضائيات العربية التي نشرت كاميراتها الليلة حول الأمكنة المستهدفة قبل وقوع الغارات بساعات قليلة لكي تنقل بالصوت والصورة "بطولات" الجيش الاسرائيلي في دعم اخوانه وحلفائه في ثورة هنري برنار ليفي السورية
الجيش السوري لم يلتفت عن معركته الاساسية فتابع ملاحقة العصابات التكفيرية محتفظا بحقه في الرد على الغارات الاسرائيلية في الزمان والمكان المناسبين لمعرفته اليقينية أن هذه الغارات استهدفت فيما استهدفت تخفيف الضغط العسكري عن التكفيريين الارهابييين وتأخير سقوط مدينة القصير واشغال الجيش وقواته المسلحة عن مهمته في ملاحقة فلول العصابات المأجورة وتشتيت تركيزه العسكري في حسم معركة الداخل المصيرية. ولكن هيهات هيهات فقد دحضت الوقائع على الأرض إمكانية أن تفلح اسرائيل في مساعيها الخائبة أو أن ينجو حلفائها المتأسلمون المهزومون من نهايتهم البائسة, ضعُف الطالب والمطلوب
في الأول من ماي أي قبل ستة أيام بالضبط أخبرتكم في مقالي السابق أن تحرير القصير في غضون اسبوع لا أكثر
اليوم وهو السابع من ماي تحررت مدينة القصير مبكرا أي قبل انقضاء الاسبوع الذي حددته لكم بفارق يوم واحد بعدما تم تحرير ريفها بالكامل
ها هي قوات الجيش العربي السوري الباسل تقوم - في هذه اللحظات - بتنظيف ما تبقى من الأوكار وتطهير المدينة من أدران المسلحين المجرمين والعملاء القتلة الذين لم تنفعهم غارات اسرائيل من قضاء الله المحتوم ومما كانوا منه يحذرون
انتظروني في المقال المقبل: ماذا بعد تحرير القصير
معلومات لها علاقة بمضامين المقال
نشرت صحيفة معاريف تحقيقاً يوم الخميس 02 ايار 2013 عن مشاركة “حزب الله” في معارك القصير حيث عنونت وقالت انّ “مشاركة الحزب في القتال إلى جانب القوات السورية له تداعيات وخيمة على مسار “الثورة السورية” وسيعطي كفة التوفق للجيش السوري الذي سيكتسب مزيداً من المعنويات تؤدي لفرض سيطرته على مناطق حساسة كان قد خسرها في الاشهر الماضية.
المحلّل العسكري للقناة الثانية الاسرائيلية “روني أدنييل”، وفي سياق تحليله للمقال المنشور على “معاريف” قال بأن “ما يجري في القصير يشكّل خطرا إستراتيجيا بشكل غير مباشر على اسرائيل، لان قوات حزب الله العالية التدريب تقاتل في هذه المنطقة القريبة جعرافياً من جغرافية منطقة الجليل الاسرائيلية”، مضيفاً:
“ان قوات حزب الله التي دُربت في ايران لعمليات إقتحام “لمدن” أسرائيلية، وقامت بعشرات المناورات على مسطحات ارضية، ومدن خالية مشابهة لمدننا، تقوم الان بعمليات تطبيق لما تدرّبت عليه وذلك خلالها دخولها غمار القتال في منطقة القصير ضد قوات المعارضة السورية، حيث استطاعت هذه القوات تغيير موازين القوة واجبرت مسلحي المعارضة على الانهيار في ساعات قليلة، واستطاعت في ايام قليلة فرض سيطرتها على منطقة القصير ومحاصرة مسلحي
المعارضة”، والحديث للمحّلل، مع العلم بأن هذا النوع من المقاتلين التكفيريين مدّرب ويحمل عقيدة، وليس بالامر السهل ان تجبره على الخضوع، وهذا ما نجح به حزب الله