مقاتل
02-06-2005, 12:18 AM
أحمد الجار الله
ليس فقط العراقيون هم الذين انتصروا, وليست فقط حريتهم وديمقراطيتهم, بل انتصر الإسلام العظيم, وانتصرت روح الدين وقيمه وأخلاقه ومبادئه السامية.
لقد انهزم المشروع السياسي للإرهاب الاصولي الصدامي البعثي حين فشل في وقف العملية السياسية في العراق, وتعطيل العملية الانتخابية.
قبل الشعب العراقي هزم السعوديون الارهاب في بلادهم, ولاحقوه حتى جذوره. وبهذه الهزيمة, بوجهيها السياسي والعسكري, بدأ الإرهابيون يبحثون عن ملاذ, وبدأوا يصرون على أن العين تقاوم المخرز, وأن بإمكانهم تعطيل قانون النمو والارتقاء, وهو قانون رباني, الذي بدأ يتفاعل في المنطقة, ويأخذ بدولها وشعوبها الى الاعلى والى الامام.
بدأ الارهابيون يضربون في الكويت, وربما بعد أن تضيق عليهم الدوائر, قد يضربون في دول الخليج الاخرى, عمان, قطر, الامارات, البحرين, وبحسبانهم أن في المعركة مساحات كافية ووافية لمواجهة الاميركيين ونفوذهم, كما يدعون, وإزاحة الانظمة المحلية الحاكمة التي يقولون أنها موالية لهم, ولكفرهم, ولسياساتهم.
اذا كان هذا هو المشروع السياسي للارهاب فانه قد فشل فشلا ذريعا في العراق, ويحتضر الآن في السعودية, ويلفظ أنفاسه الاخيرة. لكن السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه في هذا السياق هو: كيف وصلنا الارهاب, والافكار التكفيرية, والاصولية المتزمتة.. ومن الذي ساهم في استقدام هذه المفاهيم الشيطانية الى بلادنا?
نقول أننا نحن من ساهم في ذلك, وحكو متنا, وتحالفات حكوماتنا مع التيارات السياسية الاصولية, ومناهجنا في التربية الدينية, وكل حساباتنا الخاطئة التي بنيناها على العواطف, وتجاهلنا لهذا البناء الركائز السياسية والمنطقية, وحسبة الصراع على السلطة, وأسلمة الدولة, واعتماد الشريعة مصدرا وحيدا لانتاج القوانين.
والعجيب أن في مناهجنا نصوصا تحمل أفكارا تنتمي الى الخزعبلات ولا تنتمي الى الاسلام, وتلوذ بالتشدد وبالتكفير, وتحرض على كراهية الآخر, وكراهية النفس وتأثيمها. ويدعي كاتبو هذه المناهج أنها قائمة على إجماع الفقهاء والعلماء, وهي في الواقع قائمة على إجماع مشايخ الفكر الاصولي, وزعماء الاحزاب الاصولية, ومروجي ثقافة الكراهية والبغض والتأثيم والزجر, وكسر القوانين, وإقامة الحدود الجاهلية دون مراعاة لسلطة موجودة وقوانين نافذة. والعجيب أن في بعض نصوص التربية الاسلامية في المناهج, إشارات تقود الطلبة الى مراجع للاستزادة منها, وهي غالبا مراجع تكفيرية متطرفة أنجزها دعاة الحاكمية الالهية, وفقهاء الولاء والبراء, ومشايخ التكفير والاعتزال.
وبإمكان رئيس الحكومة أن يعود الى هذه المناهج ليكتشف الأمر بنفسه, وليقرأ بعينيه النصوص التي تشوه عقول شبابنا وفتيتنا, وتغسل أدمغتهم, وتضعهم على دروب التطرف, واعتناق التفاسير الجهادية من دون إسناد ديني, وبأسانيد محض سياسية ودنيوية.
بموجب هذه التعاليم الشيطانية تواجد في بلادنا مسلمون ولم يتواجد اسلام, على حد قول الامام محمد عبده عندما عاد من فرنسا: »وجدت هناك إسلاما ولم أجد مسلمين, وأجد هنا في مصر مسلمين ولا أجد إسلاما..« الاسلام أخلاق , ومبادئ, وتعاملات, وسلوك, وأمانة واخلاص وصدق, وليس سلعة في اسواق التجارة السياسية, ولا مطية للوصول الى الحكم بنوازع الدنيا وطموحات الذات المنحرفة. والاسلام ليس شكلا ومظهرا, وليس لحية طويلة شعثاء غبراء غير مهذبة وثوب قصير. والاسلام لايدعو اليه الشداد غلاظ القلوب وأفظاظ اللسان, والله سبحانه أدب نبيه وقال له »ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك«.
الآن وبعد هزيمة المشروع السياسي والعسكري للارهاب في العراق وفي السعودية, على الدولة, بعد القضاء على خلاياه, أن تلاحق جذوره ومنابعه.. الخلايا دمامل تم فتحها, وباق تنظيفها والقضاء على أسباب ظهورها.
على الدولة أن تذهب للرؤوس وتقطعها بالفؤوس, وبذات الطريقة التي تعاملت بها مع خلاياها, وبذات الطريقة التي يعتمدها الارهابيون, وهي نحر المسلمين في كل مكان, وذبحهم, وبعضهم وضع رأسا مقطوعة في ثلاجة منزله.. غير ذلك لايفيد مع الارهاب, ذلك أن رؤوسه لو بقيت بين أكتاف أصحابها ستنتج خلية كلما تم القضاء على خلية.
المعركة لم تنته, كما قال سمو رئيس الحكومة, وهذا يعني أن انتهاءها لن يتحقق الا باقتلاع جذور الارهاب, وقطع الرؤوس المدبرة له.
ليس فقط العراقيون هم الذين انتصروا, وليست فقط حريتهم وديمقراطيتهم, بل انتصر الإسلام العظيم, وانتصرت روح الدين وقيمه وأخلاقه ومبادئه السامية.
لقد انهزم المشروع السياسي للإرهاب الاصولي الصدامي البعثي حين فشل في وقف العملية السياسية في العراق, وتعطيل العملية الانتخابية.
قبل الشعب العراقي هزم السعوديون الارهاب في بلادهم, ولاحقوه حتى جذوره. وبهذه الهزيمة, بوجهيها السياسي والعسكري, بدأ الإرهابيون يبحثون عن ملاذ, وبدأوا يصرون على أن العين تقاوم المخرز, وأن بإمكانهم تعطيل قانون النمو والارتقاء, وهو قانون رباني, الذي بدأ يتفاعل في المنطقة, ويأخذ بدولها وشعوبها الى الاعلى والى الامام.
بدأ الارهابيون يضربون في الكويت, وربما بعد أن تضيق عليهم الدوائر, قد يضربون في دول الخليج الاخرى, عمان, قطر, الامارات, البحرين, وبحسبانهم أن في المعركة مساحات كافية ووافية لمواجهة الاميركيين ونفوذهم, كما يدعون, وإزاحة الانظمة المحلية الحاكمة التي يقولون أنها موالية لهم, ولكفرهم, ولسياساتهم.
اذا كان هذا هو المشروع السياسي للارهاب فانه قد فشل فشلا ذريعا في العراق, ويحتضر الآن في السعودية, ويلفظ أنفاسه الاخيرة. لكن السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه في هذا السياق هو: كيف وصلنا الارهاب, والافكار التكفيرية, والاصولية المتزمتة.. ومن الذي ساهم في استقدام هذه المفاهيم الشيطانية الى بلادنا?
نقول أننا نحن من ساهم في ذلك, وحكو متنا, وتحالفات حكوماتنا مع التيارات السياسية الاصولية, ومناهجنا في التربية الدينية, وكل حساباتنا الخاطئة التي بنيناها على العواطف, وتجاهلنا لهذا البناء الركائز السياسية والمنطقية, وحسبة الصراع على السلطة, وأسلمة الدولة, واعتماد الشريعة مصدرا وحيدا لانتاج القوانين.
والعجيب أن في مناهجنا نصوصا تحمل أفكارا تنتمي الى الخزعبلات ولا تنتمي الى الاسلام, وتلوذ بالتشدد وبالتكفير, وتحرض على كراهية الآخر, وكراهية النفس وتأثيمها. ويدعي كاتبو هذه المناهج أنها قائمة على إجماع الفقهاء والعلماء, وهي في الواقع قائمة على إجماع مشايخ الفكر الاصولي, وزعماء الاحزاب الاصولية, ومروجي ثقافة الكراهية والبغض والتأثيم والزجر, وكسر القوانين, وإقامة الحدود الجاهلية دون مراعاة لسلطة موجودة وقوانين نافذة. والعجيب أن في بعض نصوص التربية الاسلامية في المناهج, إشارات تقود الطلبة الى مراجع للاستزادة منها, وهي غالبا مراجع تكفيرية متطرفة أنجزها دعاة الحاكمية الالهية, وفقهاء الولاء والبراء, ومشايخ التكفير والاعتزال.
وبإمكان رئيس الحكومة أن يعود الى هذه المناهج ليكتشف الأمر بنفسه, وليقرأ بعينيه النصوص التي تشوه عقول شبابنا وفتيتنا, وتغسل أدمغتهم, وتضعهم على دروب التطرف, واعتناق التفاسير الجهادية من دون إسناد ديني, وبأسانيد محض سياسية ودنيوية.
بموجب هذه التعاليم الشيطانية تواجد في بلادنا مسلمون ولم يتواجد اسلام, على حد قول الامام محمد عبده عندما عاد من فرنسا: »وجدت هناك إسلاما ولم أجد مسلمين, وأجد هنا في مصر مسلمين ولا أجد إسلاما..« الاسلام أخلاق , ومبادئ, وتعاملات, وسلوك, وأمانة واخلاص وصدق, وليس سلعة في اسواق التجارة السياسية, ولا مطية للوصول الى الحكم بنوازع الدنيا وطموحات الذات المنحرفة. والاسلام ليس شكلا ومظهرا, وليس لحية طويلة شعثاء غبراء غير مهذبة وثوب قصير. والاسلام لايدعو اليه الشداد غلاظ القلوب وأفظاظ اللسان, والله سبحانه أدب نبيه وقال له »ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك«.
الآن وبعد هزيمة المشروع السياسي والعسكري للارهاب في العراق وفي السعودية, على الدولة, بعد القضاء على خلاياه, أن تلاحق جذوره ومنابعه.. الخلايا دمامل تم فتحها, وباق تنظيفها والقضاء على أسباب ظهورها.
على الدولة أن تذهب للرؤوس وتقطعها بالفؤوس, وبذات الطريقة التي تعاملت بها مع خلاياها, وبذات الطريقة التي يعتمدها الارهابيون, وهي نحر المسلمين في كل مكان, وذبحهم, وبعضهم وضع رأسا مقطوعة في ثلاجة منزله.. غير ذلك لايفيد مع الارهاب, ذلك أن رؤوسه لو بقيت بين أكتاف أصحابها ستنتج خلية كلما تم القضاء على خلية.
المعركة لم تنته, كما قال سمو رئيس الحكومة, وهذا يعني أن انتهاءها لن يتحقق الا باقتلاع جذور الارهاب, وقطع الرؤوس المدبرة له.