الدكتور عادل رضا
02-05-2005, 10:23 PM
سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر في حديث لصحيفة الحياة
النجف - ابراهيم خياط الحياة 2003/09/11
اكد الزعيم الشيعي العراقي السيد مقتدى الصدر انه سيعمل جاهداً في المرحلةٍٍ المقبلة لتحقيق تقارب بين تياره و"المجلس الاعلى للثورة الاسلاميةمؤكداً ان علاقته بايران تندرج في اطار سعيه الى تحقيق تقارب بين العراق ودول الجوار على اختلافها مبدياً رغبته في زيارة الدول العربية المجاورة وكذلك الولايات المتحدة.
وقال في مقابلة مع "الحياة - ال بي سي" ان التصريحات المتناقضة التي صدرت عنه كانت متعمدة وهدفها الارباك. وأكد ان هناك فارقاً بينه وبين زعيم "حزب الله" اللبناني السيد حسن نصرالله لأن الاخير "منحاه عسكري وأنا منحاي شرعي وسياسي وليس للعسكري دخل به اصلاً".
وأكد رفضه للاحتلال الاميركي وللحوار مع الاميركيين الذين اشار الى انهم يفتحون قنوات حوار معه، مبدياً رفضه للتنسيق مع الاميركيين، "بل مع بقية الاطراف لتكوين لجان امن لحماية العراق.".
وأضاف انه يريد طي صفحة المساجد السنّية التي استرجعها مناصروه او وضعوا ايديهم عليها وانه ينوي القيام بخطوات وزيارات للزعماء السنّة لتقريب وجهات النظر..
واتهم الموساد الاسرائيلي بالوقوف وراء عملية اغتيال السيد محمد باقر الحكيم. واستبعد ان تكون اعادة فتح التحقيق في اغتيال السيد مجيد الخوئي تستهدفه شخصياً. وفي ما يأتي نص المقابلة:
ما هو تأثير استشهاد والدكم في حياتكم وتكوينكم الفكري؟
- أنا أحاول أن أكون ممثلاً لهذا النهج الذي اختطه لنا السيد الوالد الذي جعل التقارب بين القيادة الحوزوية والشعب سهلاً وبسيطاً وبأبسط الطرق الشرعية والدينية والاجتماعية. استشهاد السيد الوالد ولّد فراغاً قد لا يملأ إلا بصعوبة على الصعد الاجتماعي والحوزوي والسياسي لأنه كان قائداً ميدانياً وقائداً شرعياً ومرجعاً دينياً وسياسياً يتم الرجوع إليه في الصغيرة والكبيرة. ومع فقدانه وجد الشـعب العـراقي أن هناك فراغاً للعثور علــى مــن يمكــن الرجـوع إليه بهذه الأمور. شكل استشهاده، باختصار، فراغاً للشعب العراقي وفراغاً قيادياً وسلطوياً.
< التركة التي خلفها والـدكـم كـانت كبيـرة بمعنى المرجعية السياسية. وأنتم تصديتم لهذه المرجعية. ومن يريد انتقادكم يقول إن ليست لديكم المرجعية الفقهية الكافية والمعرفة الفقهية، كيف تفسرون ذلك؟- أولا، أود الإشارة إلى أن أميركا كانت تخطط لاحتلال العراق منذ زمن طويل. إلا أن بين العقبات الموجودة أو التي كانت موجودة تمثل في وجود هذه المرجعيات الصالحة المتمثلة بالسيد الوالد. وبعد إزالته من الساحة بواسطة القتل، استطاعت احتلال العراق وبكل سهولة، ذلك أنها كانت تخشى سيطرته وقيادته للشعب العراقي.
كما أن الخط الذي وجد بعده أيضاً كان مخيفاً للاحتلال الأميركي. ويبدو أن هذا الخط كان ممثلاً للنهج الذي سار عليه السيد الوالد. أنا أسعى وعلى العبد أن يسعى. أما الجهة الشرعية فهي إن شاء الله موجودة والجهة الشعبية أيضاً موجودة وكذلك الدعم الشعبي لهذه القيادة أيضاً موجود. وجزى الله خيراً المحسنين الذين لم يقصروا لا في السابق ولا في اللاحق.
أسألكم تحديداً عن تعليمكم الفقهي، كيف سار تعليمكم الفقهي وكيف تعوضون ما ينقصكم؟ هل بالرجوع إلى مرجعية دينية أعلى؟
- الدراسة الحوزوية تجرى على مراحل. كنت قبل الحرب في مرتبة البحوث بـ"الخارج" (مرتبة عليا في التعليم الديني) أحضر بحثاً في الخارج للفقه وفي الأصول للشيخ الفياض وأدرس مادتي أصول الفقه ومباحث الفقه، وهذه الدروس هي في درجة "سطوح عالية" وليست قليلة. ومعها يكون للطالب صلاحية القيام ببعض الأمور الشرعية علماً أن الفتوى ليست منها لأن الفتوى للمجتهد، وإنما تتعلق بأمور أخرى سياسية أو اجتماعية أو علاقات عامة.
إذا صنفتم في مراتب المرجعيات الدينية ولا أقول السياسية فقط أو الحركية، كيف تكون مرتبتكم وما هو لقبكم: حجة الإسلام والمسلمين؟- هناك أمران، أولاً إن هذه الألقاب ليست شيئاً حقيقياً بل هي أقرب للشيء المعنوي وليس ضرورياً التسمي بها، وهي مثلها مثل الألقاب العسكرية أو السياسية وما شابهها. الأمر ليس كذلك إلا أنني لقبت حجة الإسلام والمسلمين من قبل السيد كاظم الحائري دام عزه عندما أرسل لي وكالة أو تخويلاً بهذا اللقب، فمشى هذا اللقب علينا.
إلا أنني لست مخصوصاً لهذا اللقب وهناك ألقاب أخرى ولو خوطبت من دون لقب أيضاً فليس في ذلك ما ينقص من الإنسان، لأن الإيمان قوة والشجاعة هي التي تزيد من الشخص وليس ألقابه.
لديكم كتلة هائلة من المؤيدين الذين تستطيعون تحريكهم في الشارع وهم يعدون بمئات الألوف. هل في عملكم الدور يعطى للبطل - الفرد الذي يقود الجمهور أم أن هناك مؤسسات بمعنى راسخ وبمعنى منهجي أكثر؟- أنا أسعى إلى ألا تكون السلطة بيد شخص واحد. وإنما نلجأ عبرها إلى تكوين المجالس والمؤسسات الاجتماعية اللافردية لو صح التعبير بل الاستشارية أو الهيئات الأخرى السياسية والاجتماعية والدينية. ونحن لنا لجنة لاستلام الحقوق، هذا في الجانب الشرعي. وفي الأمور السياسية لدينا لجنة سياسية ولجان اجتماعية ومكاتب سياسية وما شابه ذلك، وليس الأمر والنهي لشخص معين فقط وـإنما يرجع إلى هيئات ومجالس كبيرة أو قد تكون في بعض الأحيان صغيرة. وإنما نركز على شيء واحد وهو أن تبقى المركزية مع وجود هذه المجالس الاستشارية للحوزة العلمية ليبقى لها دور الإشراف والتشريع لهذه اللجان.
كيف تتعاملون مع بقية الأحزاب؟ في المرحلة الأولى أردتم تأكيد الهوية: كنتم ممنوعين من التحرك ثم خرجتم إلى الشارع. بعد انتهاء هذه المرحلة الساخنة، متى يبدأ عملكم بالتعاطي مع الأحزاب في شكل دوري ومنهجي لأن ليس هناك موقف سياسي معلن في شكل منظم، خارج خطب الجمعة. كيف تتجاوزون هذا النقص؟- نجد بعض الصعوبات من بعض الأطراف خصوصاً قوات التحالف التي تعتدي على المقرات وعلى أعضاء هذه المقرات. وتلافياً لهذه المشاحنات سواء الكلامية والتي قد تكون في بعض الأحيان دموية تجنبنا أن تكون لنا مراكز معينة ومواضع معينة ومقرات معينة. وإنما المهم وجود لجان ولو متحركة... المتحركة تكون فاعلة عند الجميع... هي تذهب إلى الأحزاب، وتذهب للمقرات، وإلى بقية الأطياف والتيارات كي تكون شعبية وتكون متواضعة أمام ربها سبحانه وتعالى.
ما هي أوجه التقصير التي ارتكبتموها منذ سقوط النظام السابق؟- لعله لا بد من الإشارة إلى أنه لا يوجد تيار معصوم من الخطأ. لا بد من الوقوع في التقصير ولعل التقصير الذي وقع هو أنه لم يكن هناك تنسيق عملي واقعي. في الخارج يوجد تنسيق ولكنه شيء معنوي. وفي الخارج نسعى إلى تقوية هذه الأواصر بين جميع الأحزاب وجميع الطوائف. بالأمس كان هناك اجتماع بيننا وبين الحزب الكردستاني والحزب الكردي وبقية الأحزاب. أنا مستعد للتعاون مع أي شخص ولكن شرط تخطي هذا الحاجز الذي وقع فيه كثير من الأطراف التي تعاونت مع الأميركيين، ولو تعاونت معها كأنما تعاونت مع المحتل وهذا ما لا أرغب فيه إطلاقاً.
أنتم حوصرتم منذ سقوط النظام السابق: مرة حينما كانت هناك قضية اغتيال السيد الخوئي، وما بعد ذلك التباعد بين تياركم وبين "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية". كل ذلك يصب في طريق محاصرتكم أو تصويركم في موقع مناهض. ما هو السبيل لتجاوز هذه المشكلة؟- صحيح أن موقفنا الآن موقتاً دفاعي أكثر منه هجومياً، إلا أنه سلمي. المقاومة السلمية فيها الدفاعية والهجومية، والآن موقفنا الغالب دفاعي، لأن أميركا تضغط على بعض الدول، سواء العراق أو غيره، ضغطاً اجتماعياً أو سياسياً لكي تحوله من مجتمع ديني إلى مجتمع متحرر على نمط الحرية الغربية وليس الحرية الإسلامية، لذا أنا أخشى أن أخضع لهذه الضغوط حتى لا يتحول المجتمع المسلم العراقي إلى مجتمع أميركي وغربي منحل متفسخ.
الحرية لا تعني الفساد والقمار والسكر والفساد. كل هذه ليست حرية وإنما للحرية حدود لا يمكن تعديها. هل يمكن للمسيحيين تعدي حدود الزوجة الواحدة وتزوج اثنتين؟ الشرع هو الحاكم وليس العقل القاصر هو الحاكم على الشرع. نحن لنا حدود لا نتعداها فلا أريد أن أخضع لهذه الضغوط أكثر فأكثر فيكون الانحلال أكثر فأكثر.
هناك مواقف تعبرون عنها يكون العنوان فيها أكبر مما تنوون القيام به، أو العكس. ما السبب في هذا التباين؟- أهم نقطة أن القائد الفعلي للشيعة هو الإمام المهدي، ولنا حق بأن نسمي هذا الجيش أو هذا التيار باسمه، وهناك روايات ان الامام منصور بالرعب، وأحد مصاديقه انه أدخل الرعب في قلوب المحتل والكافر وزعزعه، وحدثت تنازلات وإن ليست ظاهرية وتحولت بعض السياسات من سياسة إلى سياسة أخرى. وأول مصلحة من تكوين جيش الإمام المهدي هو نشر الرعب بين القوات المحتلة.
هل أجازكم السيد الحائري بتشكيل جيش المهدي؟- نعم أجاز لنا ذلك ووافق عليه، حتى أن مكتب السيد الحائري في النجف يرسل المتطوعين باعتبار أننا مكتب واحد وإن كان يختلف مكانه ولكنه معنوياً مكتب واحد. وهم يذهبون إلى مكتب السيد الحائري يريدون التطوع فيرسلونهم إلى مكتبنا. ولو لم يكن السيد الحائري موافقاً لما أرسلوا إلينا.
تصعدون سياسياً ضد الأميركيين ولكنكم ترفضون التصعيد ميدانياً، ما السبب؟- يوجد أمران: أمر شرعي، وهنا الأمر الشرعي متوقف على أمر الحاكم الشرعي. عندما يأمر الحاكم الشرعي فإن الجهاد يتحول من واقع سياسي إلى واقع جهادي أو حربي أو عسكري كما تسميه، وحتى الآن لم يحدث هذا الشيء. الأمر الثاني ضعف القوات العراقية لو صح التعبير أو الجيش العراقي الذي لم يكن بمستوى الجيش الأميركي أو البريطاني. نعم هو مســلح بقـوة الإيمــان وقـوة إيمان الجيش العراقي والشعب العـراقي، وهي لا تقاس لأنها أضعاف مضاعفة، لكن القوة الإيمانية عنــد المحتـل صفر ودون الصفر.
إذا كنتم تعلمون أن الأميركيين يمكن أن يستغلوا ظاهرة التباعد التي قد تكون قائمة بين تياركم وتيار "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" من أجل إضعاف موقف الطائفة الشيعية في الكيان السياسي الجديد الذي يشهده العراق فلم لا تعمدون إلى القيام بمبادرات تفوت على الأميركيين الفرصة وتؤدي إلى خلق تعاون أو تقارب بينكم وبين المجلس الأعلى؟
- كثيرون من قيادات "فيلق بدر" كان لهم اتصال بالسيد الوالد في حياته قبل سقوط النظام السابق، والآن كثيرون منهم يرجعون بل إن كثيرين من المتطوعين في جيش الإمام المهدي هم من قوات بدر وهذا مثال الوحدة. وأنا أمد يدي وسأنسق معهم بواسطة لجان معينة لكسر هذا التباعد الذي يريده الغرب الكافر والمحتل لزرع الفرقة في ما بيننا، وسنسعى إلى تكثيف هذه الأواصر مستقبلاً إن شاء الله سواء على الصعيد السياسي أو الصعيد الحوزوي أو أي صعيد من الأصعدة، شرط أن أجد منهم تعاوناً، وأنا بالفعل وجدت منهم بعض التعاون.
إذاً ستشهد المرحلة المقبلة تقارباً بينكم وبين "المجلس"؟- إن شاء الله وفي أقرب وقت ممكن.
نشعر أن هناك استياء لدى بعض المرجعيات الدينية إزاءكم وإزاء مواقفكم المعلنة أحياناً، ما هو السبب وراء ذلك؟- أنا أسعى إلى التوحيد بين هذه المرجعيات أياً كانت سواء أكانت شيعية أم سنية، وطبعاً المرحلة الأولى الشيعية ومن ثم المرجعيات والقيادات السنية أيضاً... أسعى إلى التوحد وأسعى إلى الذهاب إليهم وأبذل المساعدة لهم والجهد لتوحيد صف المسلمين، ومستعد لتقديم أي مساعدة يرغبون بها في أي أمر فقهي أو سياسي أو اجتماعي، شرط أن تبقى هذه القيادات مستقلة ولها كيانها الشخصي، وأنا مستعد لهذه الأمور مطلقاً في الحاضر وفي الماضي وفي المستقبل.
يأخذ بعض المرجعيات الدينية في النجف عليكم أنكم دعيتم من دون بقية المرجعيات الدينية الشيعية في العراق إلى حضور حفل تأبين الإمام الخميني وأن الإيرانيين يريدون أن يحولوكم إلى حسن نصر الله العراق أي مقابل زعيم حزب الله اللبناني. ما سبب هذا الموقف برأيكم؟
- أولاً أنا سمعت هذا التشبيه بيني وبين السيد حسن نصر الله. إلا أن السيد حسن نصر الله منحاه عسكري وأنا منحاي شرعي وسياسي وليس للعسكري دخل به أصلاً. وفي ما يتعلق بدعوتي إلى إيران فلعل الجمهورية الإيرانية لم تتصور أن أحداً يقبل الدعوة سواي، وهي وجهت الدعوة إلى آخرين ورفضوا، أما أنا فاستغليت الدعوة لأمور عدة أولها وأهمها الذهاب إلى زيارة مرقد الإمام الرضا، وثانياً لحضور الذكرى السنوية للسيد الخميني، والأمر الثالث لتقوية العلاقات بين العراق والدول المجاورة له، وكانت إيران أول دولة بالصدفة لا أقل ولا أكثر، لأنها أول من دعمني. وأي دولة ترسل إلي الدعوة، سواء مسلمة أم غير مسلمة، إذا كانت فيها مصلحة العراق أذهب إليها.
مستعد للسفر إلى السعودية والأردن وتركيا وسورية ومصر؟
- السعودية أتمنى... وأتمنى زيارة المدينة إن شاء الله. وإذا أرسلت إلي دعوة فأنا مستعد لتلبيتها فوراً، وكذلك إلى الدول الأخرى. وأنا أسعى إلى ذلك، وإذا لم أُدعَ سأطلب ذلك للتنسيق بين هذه التيارات الشعبية والدول المجاورة أو الدول الأبعد من ذلك.
يؤخذ عليكم أن مواقفكم مربكة، فمرة تتحدثون عن جيش ومرة تقولون إنكم مسالمون. هذه المواقف يمكن أن يستخدمها خصومكم ضدكم وكذلك الأميركيون. ما سبب هذا التناقض؟
- أولاً الإرباك هو المقصود من هذه الأمور. الأمر الثاني إنني أسعى إلى تكوين مثل هذه الأمور المخالفة للشائع، إذا صح التعبير. الشائع أن الجيش يكون مسلحاً إلا أن جيشنا ليس مسلحاً... مسلح ولكن ليس بالسلاح القاتل والدموي، وإنما بسلاح الإيمان والشجاعة.
وأسعى أيضاً إلى اعتماد بعض المصطلحات وجعلها تختلف عن المصطلحات الغربية. في الخطبة الأخيرة طلبت من القيادات الحوزوية أن تسعى إلى تنظيم هذا الجيش على شكل مجاميع وسرايا... وليس السرية هي نفسها السرية العسكرية عدداً وكميةً وسلاحاً وليست لواء أو أي قسم من الأقسام العسكرية للجيش. أريد الأمور مختلفة عن المصطلح الغربي الذي وضعه الغرب ولم يضعه الإسلام. للإسلام مصطلحات خاصة به كما أن للمسيحيين مصطلحات خاصة بهم. أليس للإرهاب مصطلح خاص عند الغرب وللإرهاب مصطلح خاص عند الإسلام؟ أليس للحرية مصطلح خاص عند الإسلام ومصطلح خاص عند الغرب؟ كلها تختلف ومن ضمنها مصطلح الجيش أيضاً يختلف عن مصطلح الغرب.
إذا لم تكن مهمته عسكرية هل يمكن اعتبار "جيش المهدي" حزباً سياسياً؟- أنا لا أفضل أن يكون حزباً ولا أقول إن منحاه ليس منحى عسكرياً، إنما كان تأسيسه أولاً بالذات لكي نقوي قاعدة الإمام المهدي في العراق، ومن ثم ضبط الأمن والسلام في العراق وخدمة جميع الطوائف الموجودة فيه وجميع القيادات وجميع المرجعيات والحوزات.
قلتم إنكم ترغبون في زيارة كل الدول. هل ترغبون في زيارة الولايات المتحدة؟
- أثناء كونها محتلة لا. ويمكن الجواب بخصوص هذا الأمر بأن الولايات المتحدة تقسم إلى قسمين: الحكومة والشعب. أنا أتمنى تقوية الأواصر بين الشعب العراقي والشعب الأميركي. أما الحكومة الأميركية فلا.
لكن الأميركيين أمر واقع. متى تريدونهم أن يرحلوا إذا قالوا إنهم يريدون مغادرة البلاد لاحقاً؟
- الشيطان أيضاً أمر واقع. هل نتبعه أو نتبع النفس الأمّارة بالسوء؟ ليس هذا خيارنا بل أقاومهم بما أستطيع مقاومة سلمية. أنا أتكلم عن الشيطان. حتى الآن أقاومه بما أستطيع من قوة نفسية وجسدية بالعبادة والتقرب إلى الله... كذلك المحتل عندما أقاومه، أقاومه بالطريقة السلمية. هناك تيارات خاطئة يجب أن نبتعد عنها.
نحن نعتبر أن ما تدعو إليه أميركا من حرية ومن ديموقراطية ومن احتلال مفاهيم خاطئة. نحن ندعو للحرية والديموقراطية وندعو لهذه العناوين المختلفة وليس فقط بالظاهر.
النجف - ابراهيم خياط الحياة 2003/09/11
اكد الزعيم الشيعي العراقي السيد مقتدى الصدر انه سيعمل جاهداً في المرحلةٍٍ المقبلة لتحقيق تقارب بين تياره و"المجلس الاعلى للثورة الاسلاميةمؤكداً ان علاقته بايران تندرج في اطار سعيه الى تحقيق تقارب بين العراق ودول الجوار على اختلافها مبدياً رغبته في زيارة الدول العربية المجاورة وكذلك الولايات المتحدة.
وقال في مقابلة مع "الحياة - ال بي سي" ان التصريحات المتناقضة التي صدرت عنه كانت متعمدة وهدفها الارباك. وأكد ان هناك فارقاً بينه وبين زعيم "حزب الله" اللبناني السيد حسن نصرالله لأن الاخير "منحاه عسكري وأنا منحاي شرعي وسياسي وليس للعسكري دخل به اصلاً".
وأكد رفضه للاحتلال الاميركي وللحوار مع الاميركيين الذين اشار الى انهم يفتحون قنوات حوار معه، مبدياً رفضه للتنسيق مع الاميركيين، "بل مع بقية الاطراف لتكوين لجان امن لحماية العراق.".
وأضاف انه يريد طي صفحة المساجد السنّية التي استرجعها مناصروه او وضعوا ايديهم عليها وانه ينوي القيام بخطوات وزيارات للزعماء السنّة لتقريب وجهات النظر..
واتهم الموساد الاسرائيلي بالوقوف وراء عملية اغتيال السيد محمد باقر الحكيم. واستبعد ان تكون اعادة فتح التحقيق في اغتيال السيد مجيد الخوئي تستهدفه شخصياً. وفي ما يأتي نص المقابلة:
ما هو تأثير استشهاد والدكم في حياتكم وتكوينكم الفكري؟
- أنا أحاول أن أكون ممثلاً لهذا النهج الذي اختطه لنا السيد الوالد الذي جعل التقارب بين القيادة الحوزوية والشعب سهلاً وبسيطاً وبأبسط الطرق الشرعية والدينية والاجتماعية. استشهاد السيد الوالد ولّد فراغاً قد لا يملأ إلا بصعوبة على الصعد الاجتماعي والحوزوي والسياسي لأنه كان قائداً ميدانياً وقائداً شرعياً ومرجعاً دينياً وسياسياً يتم الرجوع إليه في الصغيرة والكبيرة. ومع فقدانه وجد الشـعب العـراقي أن هناك فراغاً للعثور علــى مــن يمكــن الرجـوع إليه بهذه الأمور. شكل استشهاده، باختصار، فراغاً للشعب العراقي وفراغاً قيادياً وسلطوياً.
< التركة التي خلفها والـدكـم كـانت كبيـرة بمعنى المرجعية السياسية. وأنتم تصديتم لهذه المرجعية. ومن يريد انتقادكم يقول إن ليست لديكم المرجعية الفقهية الكافية والمعرفة الفقهية، كيف تفسرون ذلك؟- أولا، أود الإشارة إلى أن أميركا كانت تخطط لاحتلال العراق منذ زمن طويل. إلا أن بين العقبات الموجودة أو التي كانت موجودة تمثل في وجود هذه المرجعيات الصالحة المتمثلة بالسيد الوالد. وبعد إزالته من الساحة بواسطة القتل، استطاعت احتلال العراق وبكل سهولة، ذلك أنها كانت تخشى سيطرته وقيادته للشعب العراقي.
كما أن الخط الذي وجد بعده أيضاً كان مخيفاً للاحتلال الأميركي. ويبدو أن هذا الخط كان ممثلاً للنهج الذي سار عليه السيد الوالد. أنا أسعى وعلى العبد أن يسعى. أما الجهة الشرعية فهي إن شاء الله موجودة والجهة الشعبية أيضاً موجودة وكذلك الدعم الشعبي لهذه القيادة أيضاً موجود. وجزى الله خيراً المحسنين الذين لم يقصروا لا في السابق ولا في اللاحق.
أسألكم تحديداً عن تعليمكم الفقهي، كيف سار تعليمكم الفقهي وكيف تعوضون ما ينقصكم؟ هل بالرجوع إلى مرجعية دينية أعلى؟
- الدراسة الحوزوية تجرى على مراحل. كنت قبل الحرب في مرتبة البحوث بـ"الخارج" (مرتبة عليا في التعليم الديني) أحضر بحثاً في الخارج للفقه وفي الأصول للشيخ الفياض وأدرس مادتي أصول الفقه ومباحث الفقه، وهذه الدروس هي في درجة "سطوح عالية" وليست قليلة. ومعها يكون للطالب صلاحية القيام ببعض الأمور الشرعية علماً أن الفتوى ليست منها لأن الفتوى للمجتهد، وإنما تتعلق بأمور أخرى سياسية أو اجتماعية أو علاقات عامة.
إذا صنفتم في مراتب المرجعيات الدينية ولا أقول السياسية فقط أو الحركية، كيف تكون مرتبتكم وما هو لقبكم: حجة الإسلام والمسلمين؟- هناك أمران، أولاً إن هذه الألقاب ليست شيئاً حقيقياً بل هي أقرب للشيء المعنوي وليس ضرورياً التسمي بها، وهي مثلها مثل الألقاب العسكرية أو السياسية وما شابهها. الأمر ليس كذلك إلا أنني لقبت حجة الإسلام والمسلمين من قبل السيد كاظم الحائري دام عزه عندما أرسل لي وكالة أو تخويلاً بهذا اللقب، فمشى هذا اللقب علينا.
إلا أنني لست مخصوصاً لهذا اللقب وهناك ألقاب أخرى ولو خوطبت من دون لقب أيضاً فليس في ذلك ما ينقص من الإنسان، لأن الإيمان قوة والشجاعة هي التي تزيد من الشخص وليس ألقابه.
لديكم كتلة هائلة من المؤيدين الذين تستطيعون تحريكهم في الشارع وهم يعدون بمئات الألوف. هل في عملكم الدور يعطى للبطل - الفرد الذي يقود الجمهور أم أن هناك مؤسسات بمعنى راسخ وبمعنى منهجي أكثر؟- أنا أسعى إلى ألا تكون السلطة بيد شخص واحد. وإنما نلجأ عبرها إلى تكوين المجالس والمؤسسات الاجتماعية اللافردية لو صح التعبير بل الاستشارية أو الهيئات الأخرى السياسية والاجتماعية والدينية. ونحن لنا لجنة لاستلام الحقوق، هذا في الجانب الشرعي. وفي الأمور السياسية لدينا لجنة سياسية ولجان اجتماعية ومكاتب سياسية وما شابه ذلك، وليس الأمر والنهي لشخص معين فقط وـإنما يرجع إلى هيئات ومجالس كبيرة أو قد تكون في بعض الأحيان صغيرة. وإنما نركز على شيء واحد وهو أن تبقى المركزية مع وجود هذه المجالس الاستشارية للحوزة العلمية ليبقى لها دور الإشراف والتشريع لهذه اللجان.
كيف تتعاملون مع بقية الأحزاب؟ في المرحلة الأولى أردتم تأكيد الهوية: كنتم ممنوعين من التحرك ثم خرجتم إلى الشارع. بعد انتهاء هذه المرحلة الساخنة، متى يبدأ عملكم بالتعاطي مع الأحزاب في شكل دوري ومنهجي لأن ليس هناك موقف سياسي معلن في شكل منظم، خارج خطب الجمعة. كيف تتجاوزون هذا النقص؟- نجد بعض الصعوبات من بعض الأطراف خصوصاً قوات التحالف التي تعتدي على المقرات وعلى أعضاء هذه المقرات. وتلافياً لهذه المشاحنات سواء الكلامية والتي قد تكون في بعض الأحيان دموية تجنبنا أن تكون لنا مراكز معينة ومواضع معينة ومقرات معينة. وإنما المهم وجود لجان ولو متحركة... المتحركة تكون فاعلة عند الجميع... هي تذهب إلى الأحزاب، وتذهب للمقرات، وإلى بقية الأطياف والتيارات كي تكون شعبية وتكون متواضعة أمام ربها سبحانه وتعالى.
ما هي أوجه التقصير التي ارتكبتموها منذ سقوط النظام السابق؟- لعله لا بد من الإشارة إلى أنه لا يوجد تيار معصوم من الخطأ. لا بد من الوقوع في التقصير ولعل التقصير الذي وقع هو أنه لم يكن هناك تنسيق عملي واقعي. في الخارج يوجد تنسيق ولكنه شيء معنوي. وفي الخارج نسعى إلى تقوية هذه الأواصر بين جميع الأحزاب وجميع الطوائف. بالأمس كان هناك اجتماع بيننا وبين الحزب الكردستاني والحزب الكردي وبقية الأحزاب. أنا مستعد للتعاون مع أي شخص ولكن شرط تخطي هذا الحاجز الذي وقع فيه كثير من الأطراف التي تعاونت مع الأميركيين، ولو تعاونت معها كأنما تعاونت مع المحتل وهذا ما لا أرغب فيه إطلاقاً.
أنتم حوصرتم منذ سقوط النظام السابق: مرة حينما كانت هناك قضية اغتيال السيد الخوئي، وما بعد ذلك التباعد بين تياركم وبين "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية". كل ذلك يصب في طريق محاصرتكم أو تصويركم في موقع مناهض. ما هو السبيل لتجاوز هذه المشكلة؟- صحيح أن موقفنا الآن موقتاً دفاعي أكثر منه هجومياً، إلا أنه سلمي. المقاومة السلمية فيها الدفاعية والهجومية، والآن موقفنا الغالب دفاعي، لأن أميركا تضغط على بعض الدول، سواء العراق أو غيره، ضغطاً اجتماعياً أو سياسياً لكي تحوله من مجتمع ديني إلى مجتمع متحرر على نمط الحرية الغربية وليس الحرية الإسلامية، لذا أنا أخشى أن أخضع لهذه الضغوط حتى لا يتحول المجتمع المسلم العراقي إلى مجتمع أميركي وغربي منحل متفسخ.
الحرية لا تعني الفساد والقمار والسكر والفساد. كل هذه ليست حرية وإنما للحرية حدود لا يمكن تعديها. هل يمكن للمسيحيين تعدي حدود الزوجة الواحدة وتزوج اثنتين؟ الشرع هو الحاكم وليس العقل القاصر هو الحاكم على الشرع. نحن لنا حدود لا نتعداها فلا أريد أن أخضع لهذه الضغوط أكثر فأكثر فيكون الانحلال أكثر فأكثر.
هناك مواقف تعبرون عنها يكون العنوان فيها أكبر مما تنوون القيام به، أو العكس. ما السبب في هذا التباين؟- أهم نقطة أن القائد الفعلي للشيعة هو الإمام المهدي، ولنا حق بأن نسمي هذا الجيش أو هذا التيار باسمه، وهناك روايات ان الامام منصور بالرعب، وأحد مصاديقه انه أدخل الرعب في قلوب المحتل والكافر وزعزعه، وحدثت تنازلات وإن ليست ظاهرية وتحولت بعض السياسات من سياسة إلى سياسة أخرى. وأول مصلحة من تكوين جيش الإمام المهدي هو نشر الرعب بين القوات المحتلة.
هل أجازكم السيد الحائري بتشكيل جيش المهدي؟- نعم أجاز لنا ذلك ووافق عليه، حتى أن مكتب السيد الحائري في النجف يرسل المتطوعين باعتبار أننا مكتب واحد وإن كان يختلف مكانه ولكنه معنوياً مكتب واحد. وهم يذهبون إلى مكتب السيد الحائري يريدون التطوع فيرسلونهم إلى مكتبنا. ولو لم يكن السيد الحائري موافقاً لما أرسلوا إلينا.
تصعدون سياسياً ضد الأميركيين ولكنكم ترفضون التصعيد ميدانياً، ما السبب؟- يوجد أمران: أمر شرعي، وهنا الأمر الشرعي متوقف على أمر الحاكم الشرعي. عندما يأمر الحاكم الشرعي فإن الجهاد يتحول من واقع سياسي إلى واقع جهادي أو حربي أو عسكري كما تسميه، وحتى الآن لم يحدث هذا الشيء. الأمر الثاني ضعف القوات العراقية لو صح التعبير أو الجيش العراقي الذي لم يكن بمستوى الجيش الأميركي أو البريطاني. نعم هو مســلح بقـوة الإيمــان وقـوة إيمان الجيش العراقي والشعب العـراقي، وهي لا تقاس لأنها أضعاف مضاعفة، لكن القوة الإيمانية عنــد المحتـل صفر ودون الصفر.
إذا كنتم تعلمون أن الأميركيين يمكن أن يستغلوا ظاهرة التباعد التي قد تكون قائمة بين تياركم وتيار "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" من أجل إضعاف موقف الطائفة الشيعية في الكيان السياسي الجديد الذي يشهده العراق فلم لا تعمدون إلى القيام بمبادرات تفوت على الأميركيين الفرصة وتؤدي إلى خلق تعاون أو تقارب بينكم وبين المجلس الأعلى؟
- كثيرون من قيادات "فيلق بدر" كان لهم اتصال بالسيد الوالد في حياته قبل سقوط النظام السابق، والآن كثيرون منهم يرجعون بل إن كثيرين من المتطوعين في جيش الإمام المهدي هم من قوات بدر وهذا مثال الوحدة. وأنا أمد يدي وسأنسق معهم بواسطة لجان معينة لكسر هذا التباعد الذي يريده الغرب الكافر والمحتل لزرع الفرقة في ما بيننا، وسنسعى إلى تكثيف هذه الأواصر مستقبلاً إن شاء الله سواء على الصعيد السياسي أو الصعيد الحوزوي أو أي صعيد من الأصعدة، شرط أن أجد منهم تعاوناً، وأنا بالفعل وجدت منهم بعض التعاون.
إذاً ستشهد المرحلة المقبلة تقارباً بينكم وبين "المجلس"؟- إن شاء الله وفي أقرب وقت ممكن.
نشعر أن هناك استياء لدى بعض المرجعيات الدينية إزاءكم وإزاء مواقفكم المعلنة أحياناً، ما هو السبب وراء ذلك؟- أنا أسعى إلى التوحيد بين هذه المرجعيات أياً كانت سواء أكانت شيعية أم سنية، وطبعاً المرحلة الأولى الشيعية ومن ثم المرجعيات والقيادات السنية أيضاً... أسعى إلى التوحد وأسعى إلى الذهاب إليهم وأبذل المساعدة لهم والجهد لتوحيد صف المسلمين، ومستعد لتقديم أي مساعدة يرغبون بها في أي أمر فقهي أو سياسي أو اجتماعي، شرط أن تبقى هذه القيادات مستقلة ولها كيانها الشخصي، وأنا مستعد لهذه الأمور مطلقاً في الحاضر وفي الماضي وفي المستقبل.
يأخذ بعض المرجعيات الدينية في النجف عليكم أنكم دعيتم من دون بقية المرجعيات الدينية الشيعية في العراق إلى حضور حفل تأبين الإمام الخميني وأن الإيرانيين يريدون أن يحولوكم إلى حسن نصر الله العراق أي مقابل زعيم حزب الله اللبناني. ما سبب هذا الموقف برأيكم؟
- أولاً أنا سمعت هذا التشبيه بيني وبين السيد حسن نصر الله. إلا أن السيد حسن نصر الله منحاه عسكري وأنا منحاي شرعي وسياسي وليس للعسكري دخل به أصلاً. وفي ما يتعلق بدعوتي إلى إيران فلعل الجمهورية الإيرانية لم تتصور أن أحداً يقبل الدعوة سواي، وهي وجهت الدعوة إلى آخرين ورفضوا، أما أنا فاستغليت الدعوة لأمور عدة أولها وأهمها الذهاب إلى زيارة مرقد الإمام الرضا، وثانياً لحضور الذكرى السنوية للسيد الخميني، والأمر الثالث لتقوية العلاقات بين العراق والدول المجاورة له، وكانت إيران أول دولة بالصدفة لا أقل ولا أكثر، لأنها أول من دعمني. وأي دولة ترسل إلي الدعوة، سواء مسلمة أم غير مسلمة، إذا كانت فيها مصلحة العراق أذهب إليها.
مستعد للسفر إلى السعودية والأردن وتركيا وسورية ومصر؟
- السعودية أتمنى... وأتمنى زيارة المدينة إن شاء الله. وإذا أرسلت إلي دعوة فأنا مستعد لتلبيتها فوراً، وكذلك إلى الدول الأخرى. وأنا أسعى إلى ذلك، وإذا لم أُدعَ سأطلب ذلك للتنسيق بين هذه التيارات الشعبية والدول المجاورة أو الدول الأبعد من ذلك.
يؤخذ عليكم أن مواقفكم مربكة، فمرة تتحدثون عن جيش ومرة تقولون إنكم مسالمون. هذه المواقف يمكن أن يستخدمها خصومكم ضدكم وكذلك الأميركيون. ما سبب هذا التناقض؟
- أولاً الإرباك هو المقصود من هذه الأمور. الأمر الثاني إنني أسعى إلى تكوين مثل هذه الأمور المخالفة للشائع، إذا صح التعبير. الشائع أن الجيش يكون مسلحاً إلا أن جيشنا ليس مسلحاً... مسلح ولكن ليس بالسلاح القاتل والدموي، وإنما بسلاح الإيمان والشجاعة.
وأسعى أيضاً إلى اعتماد بعض المصطلحات وجعلها تختلف عن المصطلحات الغربية. في الخطبة الأخيرة طلبت من القيادات الحوزوية أن تسعى إلى تنظيم هذا الجيش على شكل مجاميع وسرايا... وليس السرية هي نفسها السرية العسكرية عدداً وكميةً وسلاحاً وليست لواء أو أي قسم من الأقسام العسكرية للجيش. أريد الأمور مختلفة عن المصطلح الغربي الذي وضعه الغرب ولم يضعه الإسلام. للإسلام مصطلحات خاصة به كما أن للمسيحيين مصطلحات خاصة بهم. أليس للإرهاب مصطلح خاص عند الغرب وللإرهاب مصطلح خاص عند الإسلام؟ أليس للحرية مصطلح خاص عند الإسلام ومصطلح خاص عند الغرب؟ كلها تختلف ومن ضمنها مصطلح الجيش أيضاً يختلف عن مصطلح الغرب.
إذا لم تكن مهمته عسكرية هل يمكن اعتبار "جيش المهدي" حزباً سياسياً؟- أنا لا أفضل أن يكون حزباً ولا أقول إن منحاه ليس منحى عسكرياً، إنما كان تأسيسه أولاً بالذات لكي نقوي قاعدة الإمام المهدي في العراق، ومن ثم ضبط الأمن والسلام في العراق وخدمة جميع الطوائف الموجودة فيه وجميع القيادات وجميع المرجعيات والحوزات.
قلتم إنكم ترغبون في زيارة كل الدول. هل ترغبون في زيارة الولايات المتحدة؟
- أثناء كونها محتلة لا. ويمكن الجواب بخصوص هذا الأمر بأن الولايات المتحدة تقسم إلى قسمين: الحكومة والشعب. أنا أتمنى تقوية الأواصر بين الشعب العراقي والشعب الأميركي. أما الحكومة الأميركية فلا.
لكن الأميركيين أمر واقع. متى تريدونهم أن يرحلوا إذا قالوا إنهم يريدون مغادرة البلاد لاحقاً؟
- الشيطان أيضاً أمر واقع. هل نتبعه أو نتبع النفس الأمّارة بالسوء؟ ليس هذا خيارنا بل أقاومهم بما أستطيع مقاومة سلمية. أنا أتكلم عن الشيطان. حتى الآن أقاومه بما أستطيع من قوة نفسية وجسدية بالعبادة والتقرب إلى الله... كذلك المحتل عندما أقاومه، أقاومه بالطريقة السلمية. هناك تيارات خاطئة يجب أن نبتعد عنها.
نحن نعتبر أن ما تدعو إليه أميركا من حرية ومن ديموقراطية ومن احتلال مفاهيم خاطئة. نحن ندعو للحرية والديموقراطية وندعو لهذه العناوين المختلفة وليس فقط بالظاهر.