مسافر
05-05-2013, 10:58 AM
ثقافة التكفير سرطان الأمة
الشيخ حسين الراضي (http://www.tawasolonline.net/tawasolonline/#)
http://www.tawasolonline.net/CMS/NewsImages/takfirulamac91eecf5-a.jpg
مع الأسف الشديد يتصوّر البعض أنّه لا يمكن أن يعيش وينتصر في عقيدته أو مذهبه أو مرجعيّته إلا بثقافة الحقد والعداء والتفسيق والتكفير للآخرين سواء كان بين الطوائف المسلمة أو بين الطائفة الواحدة وما حصل من أحداث دامية إلا دليل على هذه الثقافة المنحطة.
وقد تطوّرت الحالة فبينما كان هذا الفكر التكفيري يكفّر الفئات الأخرى من المسلمين والتي لا تلتقي معهم في الرؤى والأفكار وعلى رأسهم الشيعة الإمامية حيث نعتوهم بأنواع التكفير، تعدت الحالة إلى داخل الفئة الواحدة نفسها وصارت تكفر أصحابها وشراكائها في المذهب واستحلت دمائهم وسقطت عشرات بل مئات من الضحايا بين الطرفين خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهذه حالة مؤلمة:
1- خسارة كبرى في الأموال والأنفس.
2- زعزعة للأمن الداخلي.
3- إعطاء صورة مشوّهة عن الإسلام وأنّه دين الإرهاب بينما هو دين المحبة والرحمة والسلام.
4- إعطاء الذريعة للمستعمرين الأجانب بالتدخّل في بلادنا بحجّة استتباب الأمن والحرية والديمقراطية وغيرها من ذرائع.
الشيعة وثقافة التكفير
العاقل مَن اتّعظ بغيره. لا بدّ من الاعتراف أنّ شريحة ليست بالقليلة من الشيعة تحمل الثقافة التكفيرية لبعض الطوائف الأخرى التي تختلف معها في العقيدة والفكر والمذهب، وهذا لا يحتاج إلى بيان، فهو ظاهر على وسائل الإعلام. وهذه الشريحة لا تمثّل مذهب أهل البيت (ع) في واقعه بل أبعد ما تكون عنه.
وحيث إنّ هذه الظاهرة قديمة وكانت خرجت باسم أئمة أهل البيت عليهم السلام ولكن الأئمة وقفوا من هذه الظاهرة موقفا سلبياً وندّدوا بها وتبرّأوا من أصحابها وأرشدوا شيعتهم للتعايش السلميّ مع مختلف الطوائف المخالفة لهم واستعمال الأدب الرفيع والأخلاق الحسنة المحمدية. وقد تحدّثنا عن ذلك كثيراً في مواضيع متعدّدة وذكرنا عشرات النصوص الواردة عنهم عليهم السلام.
الشيعة تكفّر بعضها بعضاً
وما يحزّ في النفس ويؤلم القلب أنّ تلك الثقافة التكفيرية المنطوية على الحقد والعداوة وبثّ روح التفرقة بين الأمة الإسلامية وأيضاً بين الطائفة نفسها ولا تزال موجودة بيننا إلى يومنا هذا ولها مَن يروّجها. وباسم الدين والمذهب ومن بعض مَن يدّعي الدفاع عن المذهب.
ولم تقف الحالة مع الطوائف الأخرى بل تعدّت إلى داخل الطائفة الشيعية نفسها وهي وإن لم تكن حديثة عهد بل هي قديمة ولكن في بعض البلدان وفي بعض الأزمنة تجد لها أرضية مناسبة كما في أيامنا هذه.
ونحن إذا رأينا بعض الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام تتحدث عن هذه الظاهرة في المستقبل وبعد رحيلهم نرى أنها متطابقة مع زماننا مثل الرواية المروية عن عليّ بن المغيرة عن عميرة بنت نفيل قالت: سمعت الحسن بن عليّ عليه السلام يقول: "لَا يَكُونُ الْأَمْرُ الَّذِي تَنْتَظِرُونَ حَتَّى يَبْرَأَ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ يَتْفُلَ بَعْضُكُمْ فِي وُجُوهِ بَعْضٍ وَ حَتَّى يَلْعَنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ حَتَّى يُسَمِّيَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَذَّابِينَ".
وكأّن الأئمة عليهم السلام يترقّبون هذه الأفعال المشينة من بعض شيعتهم وكأنّها تتحدّث عن زماننا، فما يحصل في أزمنتنا هو هذا، فباسم الدين والدفاع عن المذهب يكفّر العالمُ، العالمَ الآخر المخالف له في الرأي أو الاجتهاد ويسميه كاذباً.
ثقافة التكفير دين يُتَديّن بها
لم يقتصر تكفير طوائف المسلمين بعضهم للبعض الآخر حتى اخترقت ثقافة التكفير الطائفة الواحدة واستحلّت دم بعضها بعضاً وفي زماننا أصبحت ثقافة التكفير في متناول اليد وكأنَّ لكلِّ أحد له أن يفتي بالتكفير والانحراف والضلال، وهم في الخارج كثر، وترجع إلينا موضة مرَّت على الأمة ليست بالبعيدة وهي (فلان كافر أو الطائفة الفلانية كافرة) والذي لا يحكم بكفره أو كفرها فهو كافر مثله.
نقل بعض الفضلاء أنّه ذهب إلى إحدى مدن المعاهد العلمية فزاره شخص ممثلاً لأبيه ولأنّه من المترقّب كما هو العادة ردُّ الزيارة فاعتذر ذلك الفاضل المزوّر عن ردّ الزيارة وقال لزائره إنّ أباك يقول: اليد التي تلامس يد.... لا تلامس يدي. وأنا يدي لامست يد العالم.... ولي علاقة حميمة به فحينئذ لا يمكن الذهاب لزيارة والدك حتى لا أزعجه.
هذه الحادثة تكشف مدى سعة ثقافة التكفير في داخل الشيعة بعضهم بعضاً.
وفي ما يلي أذكر بعض الأمثلة على ذلك خصوصاً في الأزمنة المتأخرة ولا أريد الاستقصاء.
فقد تقدّم في حديث سابق عن وصف يونس بن عبد الرحمان وهو من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام وكان من ثقاته ومع ذلك وصفته مجموعة من الطائفة أنّه زنديق ومثل هذا كثير.
نماذج من الشخصيات أو الفئات المظلومة والتي حُكم بكفرهم أو انحرافهم أو ضلالهم لأنّهم خالفوا غيرهم في الرأي والاجتهاد.
ولنرى بعض خدمات هؤلاء وأنّ مَن كان يشهّر بهم ويوصمهم بما وصمهم به لم يقدّم من الخدمة للمذهب عشر معشار ما قدموا:
1- صدر الدين الشيرازي الفيلسوف الكبير مجدّد الفلسفة الإسلامية المتوفى 1050 هـ ذكر وضعه وحاله وما لاقاه من أهل صنفه في زمانه- في مقدّمة كتابه الأسفار الأربعة- وأنّه كان لا يعامل في الحوزة حتى كصغار الطلبة.
قال: ( وقد ابتلينا بجماعة غاربي [عازبي] الفهم تعمش عيونهم عن أنوار الحكمة وأسرارها، تكلّ بصائرهم كأبصار الخفافيش عن أضواء المعرفة وآثارها، يرون العمق في الأمور الربّانية والتدبّر في الآيات السبحانية ومخالفة أوضاع جماهير الخلق من الهمج الرعاع ضلالة وخدعة....... – إلى أن يقول – ويرى ويشاهد مما يكبّ عليه الناس في هذه الأوان، من قلّة الإنصاف وكثرة الاعتساف، وخفض الأعالي والأفاضل، ورفع الأداني والأراذل، وظهور الجاهل الشرير، والعامي النكير على صورة العالم النحرير وهيأة الحبر الخبير ) [20]
ولأجل هذا وغيره فقد حُكم عليه بالكفر من بعض علماء عصره.
أما الوضع الحالي فكتُبه تدرّس في الحوزة العلمية في المراحل العالية ويُعتبر مجدّد الفلسفة الإسلامية في القرن 11 الهجري ويفتخر كبار العلماء والعرفاء إذا فهموا نظرياته وأسرار كلماته.
2- الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي المتوفى 1241 هـ من مشاهير العلماء والفلاسفة والعرفاء والمتكلمين.
قد حُكم عليه بالكفر والضلال من قبل بعض علماء عصره ومن بعده.
كما دافع عنه عدد من مشاهير العلماء كالشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء وغيره.
وأما الآن فله أتباع ومريدون بكثرة في إيران والكويت والسعودية وغيرها.
3- الحملات المتبادلة بين الإخبارية والأصولية من التفسيق والانحراف والخروج من الدين.
أما الآن فقد تفهم الكثير من الطرفين تلك الحملات المغرضة المشبوهة وهدئت العاصفة.
4- الإمام الخميني قدس سره المتوفى 1409 هـ لما كان يدرس الفلسفة والعرفان في المدرسة الفيضية. كان البعض يستنجس ابنه السيد مصطفى تبعاً لأبيه.
أما خدماته فواضحة للعيان وأنّه حقق حلم الأنبياء والأئمة عليهم السلام.
5- المرجع المظلوم سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله:
ثقافته وجهاده وشجاعته ظاهرة للعيان وآثاره تدلّ عليه، فقد آمن سماحته (بأنَّ على الإنسان المسلم خصوصاً إذا كان في المواقع القيادية، أن يستلهم حركته من حركة النبي الأكرم (ص) ومن أئمة أهل البيت عليهم السلام، الذين لم يقتصروا في حياتهم وعطائهم على جانب دون جانب، بل عملوا على سدِّ الفراغ في كلِّ ما يحتاجه الناس والمسلمون في حياتهم السياسية والثقافية والجهادية والروحية وما إلى ذلك، ولذلك آمن سماحته بأنّ على الداعية والعالم الديني أن يتحرّك من موقع الفعل، لا من موقع ردّ الفعل، وأن يطرح الإسلام في كلّ ما يهمّ الإنسان المعاصر، باللغة التي يفهمها من دون أن يتنازل عن مبدأ من مبادئه، أو تفصيل من تفاصيله، لأنه رأى أن مشكلة الإسلاميين مع الجيل المعاصر ليست في المضمون الذي يقدّمه هؤلاء، بل في الأسلوب الذي يطلقون فيه الفكرة، والمفردات التي يصوغون فيه النظرية، فيحدّثون الجيل بغير لغته الثقافية، فيرى بأنّ مهامه شيء، وأنّ الإسلام شيء آخر، ينتمي إلى القرون الوسطى وما قبلها في الذهنية والعقلية).
لذلك طرح الإسلام كفكر عالمي إنساني حيوي يقود الحياة ويحلّ جميع مشاكل الناس.
الرسالة العملية له:
1- المسائل الفقهية في جزئين.
2- تعليقة على الفتاوى الواضحة.
3- فقه الشريعة على ثلاثة أجزاء.
ويرجع إليه عشرات الملايين من المسلمين الشيعة في لبنان وسوريا والعراق والخليج وأفريقيا والمهجر وبقية بلاد العالم ويتميّز أكثرية هؤلاء أنهم شباب مثقفون.
الحوزات العلمية:
1- المعهد الشرعي الإسلامي- بيروت.
2- المدرسة الدينية في صور- الجنوب اللبناني.
3- حوزة المرتضى في السيدة زينب عليها السلام - سوريا.
الأنشطة الثقافية والاجتماعية والعبادية:
1- المركز الإسلامي الثقافي.
2- المكتبة العامة.
دور العبادة:
المساجد: عشرون مسجداً في لبنان وغيرها.
1- مركز أهل البيت – بنت جبيل.
2- مركز أهل البيت – طرابلس.
3- مسجد الإمام الحسين (ع) – البقاع.
4- مسجد الأئمة المعصومين (ع)- سوريا.
5- مسجد الإمام الرضا (ع) – سوريا اللاذقية.
6- مسجد الإمام علي (ع) – الجنوب اللبناني.
7- مسجد الإمام علي (ع) – البقاع – لبنان.
8- مسجد الأمين (ص) – الجنوب اللبناني.
9- مسجد الحلوسية – الجنوب اللبناني.
10- مسجد المعيصرة – بنت جبيل.
11- مسجد حانين – الجنوب.
12- مسجد حي السلم – البقاع.
13- مسجد رياق – البقاع.
14- مسجد سرعين – البقاع.
15- مسجد سهلات الماء – البقاع.
16- مسجد عين القوبية – بنت جبيل.
17- مسجد بزيزا – الشمال.
18- مسجد سقي الفرحات – بنت جبيل.
19- مسجد زغرتا – الشمال.
20- مسجد كفر ملكي – الجنوب.
من الأنشطة الاجتماعية:
1- مبرات الأيتام.
2- رعاية الأيتام في الأسر.
3- رعاية أيتام العراق.
4- رعاية الفقراء والمعوقين.
5- رعاية المسنين.
6- رعاية المكفوفين والصم والبكم.
المؤسسات الرعائية:
1- مبرة السيد الخوئي.
2- مبرة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- مبرة السيدة خديجة الكبرى عليها السلام.
4- مبرة الإمام زين العابدين عليه السلام.
5- مبرة السيدة مريم .
المدارس ذوي الاحتياجات الخاصة:
1- مؤسسة الإمام الهادي للإعاقة السمعية والبصرية والنطقية.
المراكز الأكاديمية:
1- مدرسة الأبرار.
2- ثانوية الإمام الباقر عليه السلام.
3- ثانوية الإمام الجواد عليه السلام.
4- ثانوية الإمام الحسن عليه السلام.
5- ثانوية الإمام المجتبى عليه السلام.
6- مدرسة الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
7- مدرسة الإمام علي عليه السلام.
8- مدرسة الإمام الكاظم عليه السلام.
9- مدرسة الإمام الحسين عليه السلام.
10- ثانوية البشائر.
11- مدرسة الإشراق.
12- ثانوية الكوثر.
13- ثانوية الرحمة.
14- مدرسة النبي عيسى بن مريم عليه السلام.
المدارس المهنية:
1- معهد علي الأكبر عليه السلام.
2- معهد السيدة سكينة المهني للفتيات.
3- مهنية مؤسسة الإمام الهادي عليه السلام.
4- دار الصادق للتربية والتعليم.
5- مدرسة التمريض.
الرعاية الصحية:
1- مستشفى بهمن – بيروت.
2- مركز الإمام علي الصحي – بيروت.
3- مستشفى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
4- مركز العباس الصحي – بيروت.
5- مركز الإمام الحسين الطبي.
دور المرجعية:
1- مكتب دائرة التبليغ
2- مكتب القضاء الشرعي
3- مكتب الاستفتاء
الإعلام:
1- موقع بينات على الانترنت
2- إذاعة البشائر
3- جريدة بينات
أمة في رجل
فهو يقوم بما تقوم به أمة كاملة وهو يمثّل أمة وهو شجاع منقطع النظير جبل لا تحرّكه العواصف ولا تهزهزه القواصف.
مجاهد في مختلف الميادين الثقافية والسياسية والاجتماعية والفقهية. وهو مصداق لمن يحبّه الأئمة عليهم السلام.
فعن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إنّا لنحبّ مَنْ كان عاقلاً فَهِماً فقيهاً حليماً مدارياً صبوراً صدوقاً وفياً".
فمع هذا الجهاد والعطاء للأمة وللطائفة يكفَّر لأنّه يخالف الرأي الآخر
عار على الأحساء.. أن يُشهّر بمثل هذه الشخصية على رؤوس المنابر.
6- سماحة المحقق والكاتب السيد مرتضى العسكري.
خدم الطائفة أكثر من 50 سنة.
صاحب الكتب القيّمة:
1- عبد الله بن سبأ 1-2
2- خمسون ومائة صحابي مختلق 1-2.
3- معالم المدرستين 1-3 وكتب أخرى ممتعة.
أقامت له الجمهورية الإسلامية مؤتمراً تكريمياً أصدرت فيه كتاباً في شخصيته.
وبعد ذلك حاول البعض بجرّة قلم أن يضعه في عداد المنحرفين.
7- الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي
خدم الطائفة بقلمه ولسانه ومؤلفاته وتوجيهاته وجهاده أكثر من 35 سنة. ومع ذلك يُضلّل لأنّه يرى براءة الذمة في تقليد السيد فضل الله.
الشيخ حسين الراضي (http://www.tawasolonline.net/tawasolonline/#)
http://www.tawasolonline.net/CMS/NewsImages/takfirulamac91eecf5-a.jpg
مع الأسف الشديد يتصوّر البعض أنّه لا يمكن أن يعيش وينتصر في عقيدته أو مذهبه أو مرجعيّته إلا بثقافة الحقد والعداء والتفسيق والتكفير للآخرين سواء كان بين الطوائف المسلمة أو بين الطائفة الواحدة وما حصل من أحداث دامية إلا دليل على هذه الثقافة المنحطة.
وقد تطوّرت الحالة فبينما كان هذا الفكر التكفيري يكفّر الفئات الأخرى من المسلمين والتي لا تلتقي معهم في الرؤى والأفكار وعلى رأسهم الشيعة الإمامية حيث نعتوهم بأنواع التكفير، تعدت الحالة إلى داخل الفئة الواحدة نفسها وصارت تكفر أصحابها وشراكائها في المذهب واستحلت دمائهم وسقطت عشرات بل مئات من الضحايا بين الطرفين خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهذه حالة مؤلمة:
1- خسارة كبرى في الأموال والأنفس.
2- زعزعة للأمن الداخلي.
3- إعطاء صورة مشوّهة عن الإسلام وأنّه دين الإرهاب بينما هو دين المحبة والرحمة والسلام.
4- إعطاء الذريعة للمستعمرين الأجانب بالتدخّل في بلادنا بحجّة استتباب الأمن والحرية والديمقراطية وغيرها من ذرائع.
الشيعة وثقافة التكفير
العاقل مَن اتّعظ بغيره. لا بدّ من الاعتراف أنّ شريحة ليست بالقليلة من الشيعة تحمل الثقافة التكفيرية لبعض الطوائف الأخرى التي تختلف معها في العقيدة والفكر والمذهب، وهذا لا يحتاج إلى بيان، فهو ظاهر على وسائل الإعلام. وهذه الشريحة لا تمثّل مذهب أهل البيت (ع) في واقعه بل أبعد ما تكون عنه.
وحيث إنّ هذه الظاهرة قديمة وكانت خرجت باسم أئمة أهل البيت عليهم السلام ولكن الأئمة وقفوا من هذه الظاهرة موقفا سلبياً وندّدوا بها وتبرّأوا من أصحابها وأرشدوا شيعتهم للتعايش السلميّ مع مختلف الطوائف المخالفة لهم واستعمال الأدب الرفيع والأخلاق الحسنة المحمدية. وقد تحدّثنا عن ذلك كثيراً في مواضيع متعدّدة وذكرنا عشرات النصوص الواردة عنهم عليهم السلام.
الشيعة تكفّر بعضها بعضاً
وما يحزّ في النفس ويؤلم القلب أنّ تلك الثقافة التكفيرية المنطوية على الحقد والعداوة وبثّ روح التفرقة بين الأمة الإسلامية وأيضاً بين الطائفة نفسها ولا تزال موجودة بيننا إلى يومنا هذا ولها مَن يروّجها. وباسم الدين والمذهب ومن بعض مَن يدّعي الدفاع عن المذهب.
ولم تقف الحالة مع الطوائف الأخرى بل تعدّت إلى داخل الطائفة الشيعية نفسها وهي وإن لم تكن حديثة عهد بل هي قديمة ولكن في بعض البلدان وفي بعض الأزمنة تجد لها أرضية مناسبة كما في أيامنا هذه.
ونحن إذا رأينا بعض الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام تتحدث عن هذه الظاهرة في المستقبل وبعد رحيلهم نرى أنها متطابقة مع زماننا مثل الرواية المروية عن عليّ بن المغيرة عن عميرة بنت نفيل قالت: سمعت الحسن بن عليّ عليه السلام يقول: "لَا يَكُونُ الْأَمْرُ الَّذِي تَنْتَظِرُونَ حَتَّى يَبْرَأَ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ يَتْفُلَ بَعْضُكُمْ فِي وُجُوهِ بَعْضٍ وَ حَتَّى يَلْعَنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ حَتَّى يُسَمِّيَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَذَّابِينَ".
وكأّن الأئمة عليهم السلام يترقّبون هذه الأفعال المشينة من بعض شيعتهم وكأنّها تتحدّث عن زماننا، فما يحصل في أزمنتنا هو هذا، فباسم الدين والدفاع عن المذهب يكفّر العالمُ، العالمَ الآخر المخالف له في الرأي أو الاجتهاد ويسميه كاذباً.
ثقافة التكفير دين يُتَديّن بها
لم يقتصر تكفير طوائف المسلمين بعضهم للبعض الآخر حتى اخترقت ثقافة التكفير الطائفة الواحدة واستحلّت دم بعضها بعضاً وفي زماننا أصبحت ثقافة التكفير في متناول اليد وكأنَّ لكلِّ أحد له أن يفتي بالتكفير والانحراف والضلال، وهم في الخارج كثر، وترجع إلينا موضة مرَّت على الأمة ليست بالبعيدة وهي (فلان كافر أو الطائفة الفلانية كافرة) والذي لا يحكم بكفره أو كفرها فهو كافر مثله.
نقل بعض الفضلاء أنّه ذهب إلى إحدى مدن المعاهد العلمية فزاره شخص ممثلاً لأبيه ولأنّه من المترقّب كما هو العادة ردُّ الزيارة فاعتذر ذلك الفاضل المزوّر عن ردّ الزيارة وقال لزائره إنّ أباك يقول: اليد التي تلامس يد.... لا تلامس يدي. وأنا يدي لامست يد العالم.... ولي علاقة حميمة به فحينئذ لا يمكن الذهاب لزيارة والدك حتى لا أزعجه.
هذه الحادثة تكشف مدى سعة ثقافة التكفير في داخل الشيعة بعضهم بعضاً.
وفي ما يلي أذكر بعض الأمثلة على ذلك خصوصاً في الأزمنة المتأخرة ولا أريد الاستقصاء.
فقد تقدّم في حديث سابق عن وصف يونس بن عبد الرحمان وهو من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام وكان من ثقاته ومع ذلك وصفته مجموعة من الطائفة أنّه زنديق ومثل هذا كثير.
نماذج من الشخصيات أو الفئات المظلومة والتي حُكم بكفرهم أو انحرافهم أو ضلالهم لأنّهم خالفوا غيرهم في الرأي والاجتهاد.
ولنرى بعض خدمات هؤلاء وأنّ مَن كان يشهّر بهم ويوصمهم بما وصمهم به لم يقدّم من الخدمة للمذهب عشر معشار ما قدموا:
1- صدر الدين الشيرازي الفيلسوف الكبير مجدّد الفلسفة الإسلامية المتوفى 1050 هـ ذكر وضعه وحاله وما لاقاه من أهل صنفه في زمانه- في مقدّمة كتابه الأسفار الأربعة- وأنّه كان لا يعامل في الحوزة حتى كصغار الطلبة.
قال: ( وقد ابتلينا بجماعة غاربي [عازبي] الفهم تعمش عيونهم عن أنوار الحكمة وأسرارها، تكلّ بصائرهم كأبصار الخفافيش عن أضواء المعرفة وآثارها، يرون العمق في الأمور الربّانية والتدبّر في الآيات السبحانية ومخالفة أوضاع جماهير الخلق من الهمج الرعاع ضلالة وخدعة....... – إلى أن يقول – ويرى ويشاهد مما يكبّ عليه الناس في هذه الأوان، من قلّة الإنصاف وكثرة الاعتساف، وخفض الأعالي والأفاضل، ورفع الأداني والأراذل، وظهور الجاهل الشرير، والعامي النكير على صورة العالم النحرير وهيأة الحبر الخبير ) [20]
ولأجل هذا وغيره فقد حُكم عليه بالكفر من بعض علماء عصره.
أما الوضع الحالي فكتُبه تدرّس في الحوزة العلمية في المراحل العالية ويُعتبر مجدّد الفلسفة الإسلامية في القرن 11 الهجري ويفتخر كبار العلماء والعرفاء إذا فهموا نظرياته وأسرار كلماته.
2- الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي المتوفى 1241 هـ من مشاهير العلماء والفلاسفة والعرفاء والمتكلمين.
قد حُكم عليه بالكفر والضلال من قبل بعض علماء عصره ومن بعده.
كما دافع عنه عدد من مشاهير العلماء كالشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء وغيره.
وأما الآن فله أتباع ومريدون بكثرة في إيران والكويت والسعودية وغيرها.
3- الحملات المتبادلة بين الإخبارية والأصولية من التفسيق والانحراف والخروج من الدين.
أما الآن فقد تفهم الكثير من الطرفين تلك الحملات المغرضة المشبوهة وهدئت العاصفة.
4- الإمام الخميني قدس سره المتوفى 1409 هـ لما كان يدرس الفلسفة والعرفان في المدرسة الفيضية. كان البعض يستنجس ابنه السيد مصطفى تبعاً لأبيه.
أما خدماته فواضحة للعيان وأنّه حقق حلم الأنبياء والأئمة عليهم السلام.
5- المرجع المظلوم سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله:
ثقافته وجهاده وشجاعته ظاهرة للعيان وآثاره تدلّ عليه، فقد آمن سماحته (بأنَّ على الإنسان المسلم خصوصاً إذا كان في المواقع القيادية، أن يستلهم حركته من حركة النبي الأكرم (ص) ومن أئمة أهل البيت عليهم السلام، الذين لم يقتصروا في حياتهم وعطائهم على جانب دون جانب، بل عملوا على سدِّ الفراغ في كلِّ ما يحتاجه الناس والمسلمون في حياتهم السياسية والثقافية والجهادية والروحية وما إلى ذلك، ولذلك آمن سماحته بأنّ على الداعية والعالم الديني أن يتحرّك من موقع الفعل، لا من موقع ردّ الفعل، وأن يطرح الإسلام في كلّ ما يهمّ الإنسان المعاصر، باللغة التي يفهمها من دون أن يتنازل عن مبدأ من مبادئه، أو تفصيل من تفاصيله، لأنه رأى أن مشكلة الإسلاميين مع الجيل المعاصر ليست في المضمون الذي يقدّمه هؤلاء، بل في الأسلوب الذي يطلقون فيه الفكرة، والمفردات التي يصوغون فيه النظرية، فيحدّثون الجيل بغير لغته الثقافية، فيرى بأنّ مهامه شيء، وأنّ الإسلام شيء آخر، ينتمي إلى القرون الوسطى وما قبلها في الذهنية والعقلية).
لذلك طرح الإسلام كفكر عالمي إنساني حيوي يقود الحياة ويحلّ جميع مشاكل الناس.
الرسالة العملية له:
1- المسائل الفقهية في جزئين.
2- تعليقة على الفتاوى الواضحة.
3- فقه الشريعة على ثلاثة أجزاء.
ويرجع إليه عشرات الملايين من المسلمين الشيعة في لبنان وسوريا والعراق والخليج وأفريقيا والمهجر وبقية بلاد العالم ويتميّز أكثرية هؤلاء أنهم شباب مثقفون.
الحوزات العلمية:
1- المعهد الشرعي الإسلامي- بيروت.
2- المدرسة الدينية في صور- الجنوب اللبناني.
3- حوزة المرتضى في السيدة زينب عليها السلام - سوريا.
الأنشطة الثقافية والاجتماعية والعبادية:
1- المركز الإسلامي الثقافي.
2- المكتبة العامة.
دور العبادة:
المساجد: عشرون مسجداً في لبنان وغيرها.
1- مركز أهل البيت – بنت جبيل.
2- مركز أهل البيت – طرابلس.
3- مسجد الإمام الحسين (ع) – البقاع.
4- مسجد الأئمة المعصومين (ع)- سوريا.
5- مسجد الإمام الرضا (ع) – سوريا اللاذقية.
6- مسجد الإمام علي (ع) – الجنوب اللبناني.
7- مسجد الإمام علي (ع) – البقاع – لبنان.
8- مسجد الأمين (ص) – الجنوب اللبناني.
9- مسجد الحلوسية – الجنوب اللبناني.
10- مسجد المعيصرة – بنت جبيل.
11- مسجد حانين – الجنوب.
12- مسجد حي السلم – البقاع.
13- مسجد رياق – البقاع.
14- مسجد سرعين – البقاع.
15- مسجد سهلات الماء – البقاع.
16- مسجد عين القوبية – بنت جبيل.
17- مسجد بزيزا – الشمال.
18- مسجد سقي الفرحات – بنت جبيل.
19- مسجد زغرتا – الشمال.
20- مسجد كفر ملكي – الجنوب.
من الأنشطة الاجتماعية:
1- مبرات الأيتام.
2- رعاية الأيتام في الأسر.
3- رعاية أيتام العراق.
4- رعاية الفقراء والمعوقين.
5- رعاية المسنين.
6- رعاية المكفوفين والصم والبكم.
المؤسسات الرعائية:
1- مبرة السيد الخوئي.
2- مبرة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- مبرة السيدة خديجة الكبرى عليها السلام.
4- مبرة الإمام زين العابدين عليه السلام.
5- مبرة السيدة مريم .
المدارس ذوي الاحتياجات الخاصة:
1- مؤسسة الإمام الهادي للإعاقة السمعية والبصرية والنطقية.
المراكز الأكاديمية:
1- مدرسة الأبرار.
2- ثانوية الإمام الباقر عليه السلام.
3- ثانوية الإمام الجواد عليه السلام.
4- ثانوية الإمام الحسن عليه السلام.
5- ثانوية الإمام المجتبى عليه السلام.
6- مدرسة الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
7- مدرسة الإمام علي عليه السلام.
8- مدرسة الإمام الكاظم عليه السلام.
9- مدرسة الإمام الحسين عليه السلام.
10- ثانوية البشائر.
11- مدرسة الإشراق.
12- ثانوية الكوثر.
13- ثانوية الرحمة.
14- مدرسة النبي عيسى بن مريم عليه السلام.
المدارس المهنية:
1- معهد علي الأكبر عليه السلام.
2- معهد السيدة سكينة المهني للفتيات.
3- مهنية مؤسسة الإمام الهادي عليه السلام.
4- دار الصادق للتربية والتعليم.
5- مدرسة التمريض.
الرعاية الصحية:
1- مستشفى بهمن – بيروت.
2- مركز الإمام علي الصحي – بيروت.
3- مستشفى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
4- مركز العباس الصحي – بيروت.
5- مركز الإمام الحسين الطبي.
دور المرجعية:
1- مكتب دائرة التبليغ
2- مكتب القضاء الشرعي
3- مكتب الاستفتاء
الإعلام:
1- موقع بينات على الانترنت
2- إذاعة البشائر
3- جريدة بينات
أمة في رجل
فهو يقوم بما تقوم به أمة كاملة وهو يمثّل أمة وهو شجاع منقطع النظير جبل لا تحرّكه العواصف ولا تهزهزه القواصف.
مجاهد في مختلف الميادين الثقافية والسياسية والاجتماعية والفقهية. وهو مصداق لمن يحبّه الأئمة عليهم السلام.
فعن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إنّا لنحبّ مَنْ كان عاقلاً فَهِماً فقيهاً حليماً مدارياً صبوراً صدوقاً وفياً".
فمع هذا الجهاد والعطاء للأمة وللطائفة يكفَّر لأنّه يخالف الرأي الآخر
عار على الأحساء.. أن يُشهّر بمثل هذه الشخصية على رؤوس المنابر.
6- سماحة المحقق والكاتب السيد مرتضى العسكري.
خدم الطائفة أكثر من 50 سنة.
صاحب الكتب القيّمة:
1- عبد الله بن سبأ 1-2
2- خمسون ومائة صحابي مختلق 1-2.
3- معالم المدرستين 1-3 وكتب أخرى ممتعة.
أقامت له الجمهورية الإسلامية مؤتمراً تكريمياً أصدرت فيه كتاباً في شخصيته.
وبعد ذلك حاول البعض بجرّة قلم أن يضعه في عداد المنحرفين.
7- الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي
خدم الطائفة بقلمه ولسانه ومؤلفاته وتوجيهاته وجهاده أكثر من 35 سنة. ومع ذلك يُضلّل لأنّه يرى براءة الذمة في تقليد السيد فضل الله.