المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسلم البراك ... ملك الترسو!



بركان
04-29-2013, 01:02 AM
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/authorblock/authors/49474.jpg


الاسم: علي أحمد البغلي


في الخمسينات من القرن الماضي، لم يكن هناك تلفزيون، ووسيلة التسلية الوحيدة كانت الراديو. شركة السينما الكويتية، التي اعطيت امتيازا لفتح دور سينما لنصف قرن، افتتحت لنا سينما الشرقية - التي تقع خلف مبنى برج احمد وديوان الملا حاليا.

السينما كانت اقل من متواضعة، كانت مكشوفة صيفاً، أمّا في الشتاء، موسم الامطار، فقد كانت تغطى «بطربال اخضر»، وكان الماء ينقط منه على رؤوسنا وعلى الممرات، لانه لا تكييف في تلك السينما، فقد كان التكييف ربانيا. كنا نذهب مع آبائنا او مع اخواننا الكبار، او ربع الفريج.

كنا نحجز في الشباك الوحيد الضيق الذي يتدافع الجميع عليه ويتجمعون بكومة بشرية. كان الطابور او الدور «ما يدور»! كنا نجلس في مقدمة الصالة، وكان سعر التذكرة روبية ثم اصبح مائة فلس، وبعد ذلك ربع دينار في السينما الجديدة التي افتتحت في ما بعد كالفردوس (التي اعترض على اسمها غريق كانكون، وهي التي انشئت قبل ان يرزأنا الله بأمثاله بعقود طويلة)!

وسينما الحمراء وحولي الصيفي والاندلس.

ما زالت عالقة بذهني افلام عربية مثل «حميدو» «وجعلوني مجرما»، وهما فيلمان للراحل فريد شوقي، الذي يمثل دور الرجل الطيب، ولكن بقوة، فهو ينتصر دائما في منتصف الافلام وآخرها على كل رجال العصابة، وكان سلاحه البوكس الشهير و«الرأس» و«الشلوت»!

اخواننا المصريون اطلقوا على فريد شوقي «ملك الترسو».

والترسو هو ارخص كراسي السينما (في مقدمة الصالة) والتي يجلس عليها الفقراء والمعدمون امثالنا، آنذاك. وكان جمهور تلك الكراسي يقدس فريد شوقي، لانه يريح له اعصابه بعد يوم عناء وتعب وكد وتحمل قهر وظلم.

كان فريد شوقي في ادواره يمثل «المثل الاعلى» لذلك الجمهور في تحديه وتغلبه دوما على الظَلَمة والاقوياء حتى وهو يمثل دور المجرم في «جعلوني مجرما».

***

لا أدري لماذا تداعت إلى ذهني كل تلك الصور القديمة «بالابيض والاسود» والكراسي الحديدية وطربال سينما الشرقية الشتوي وافلام فريد شوقي ملك الترسو، وأنا أشاهد من ملأ الإعلام لنا ضجيجا غير ذي معنى، وهو العضو السابق مسلم البراك، بعد صدور حكم بالسجن مشمول بالنفاذ المعجل عليه لارتكابه جناية امن دولة؟!


جمهور مسلم البراك ذكرني بجمهور فريد شوقي ملك ترسو زمانه! فهم كانوا متحمسين له لدرجة ارتكابهم لاعمال عنف مثل مهاجمتهم مخفر الاندلس وحرق سيارة شرطة والتهجم والاعتداء على اللواء ابراهيم الطراح، الذي قدم للقبض على النائب السابق، وحال جمهور ترسو مسلم بينه وبين واجبه، وكادوا ان يفتكوا به لولا بعض العقلاء من بينهم انقذوا الطراح من بين ايديهم بشق الانفس، وأوصلوه الى

سيارته مع افراد قوته! ينتهي هذا الفصل ليذهب البراك الى المحكمة مستعملا «مصعد القضاة»، كما اعلمنا الزميل نبيل الفضل في ما بعد، مع العلم اني محام ممارس منذ اكثر من 3 عقود، ولم استقل مصعد القضاة الا مرة واحدة، وكنت فيها بصحبة الاخ الفاضل المستشار

فيصل المرشد رئيس مجلس القضاء الاعلى، وكنا ذاهبين من مكتبه الى مكتب المستشار الفاضل خالد سالم رئيس المحكمة الكلية لعرض موضوع رسمي من اختصاصه عليه! انتهى فصل محاكمة مسلم بسلام وقرار رزين من المحكمة التي رأسها المستشار انور العنزي، الذي نزع فتيل الاثارة التي يتفنن مسلم ومناصروه فيها!

ولم نكد نحظى بالهدوء يومين واذا بمسلم يتصدر لنا الصحف وهو يتقدم بشكوى لمخفر الاندلس مصطحبا معه كل مصوري الصحف ليقدم شكوى ضد وزير ووكيل وزارة الداخلية وبعض القياديين فيها بتهمة محاولة اغتياله!

***

فالاخ الفاضل مسلم البراك ربما ادمن الاضواء، وتمثيل دور البطل فيها لإشباع وارضاء جمهوره بما يشتهيه ويهواه، فهو الشخص البسيط العادي الذي يقارع الوزراء ويطيحهم الواحد تلو الآخر من دون ان يرف له جفن! وقد عشقه جمهور «ترسوه» لاجادته لعب ذلك الدور.

ومسلم الآن يجلس مع زملائه من الاغلبية المبطلة على «دكة الاحتياط».

لذلك، لا بد من افتعال افلام الاكشن بشكل متواصل. وقد قالها ان حراكهم سيستأنف قريبا. والله يساعدنا على افلام «حميدو» و«جعلوني مجرما» 2013!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم



علي أحمد البغلي
Ali-albaghli@hotmail.com