غفوري
04-24-2013, 04:07 PM
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/04/24/13667256450131045003_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/04/24/13667256450131045003.jpg)
جعفر رجب - الراي
مثل القبائل العربية التي كانت بلا آلهة، فاخترعوا لهم آلهة يعبدونها، تمثلهم في محفل الآلهة الدولي في عكاظ، ليكون رمزا لهم، «حالهم من حال» بقية القبائل التي تفتخر بآلهتها، نحن نصنع آلهتنا.
مثل فنان ياباني في «الاورغامي» يصنع الطيور والاسود والضفادع والازهار والاشجار من الاوراق الملونة، نصنع من الاوراق ابطالنا.
نحضر الاوراق ونصنع منها ابطالا بمختلف الالوان والاشكال، نصنع نائبا بلون قبلي «فرعي»، يتحفنا كل يوم بالدستور، والقانون، والمساواة، والمحاسبة، وينظر حول الحريات، واخيرا يحمل اوراق ابناء عمه ليوزعهم على الوزارات والمؤسسات باسم الدستور والقانون.
نصنع زعيما من ورق ملون، بطلا يتحدث ولا يعمل، يسولف عن بطولاته في محاربة الفساد، وعن مغامراته في محاربة سراق المال العام في الكهوف والوديان، وكيف انه انقذ الاميرة الحسناء في قصر المتنفذ
الفاسد وقتل تنين الفساد الواقف على بابه، وكيف قطع رأس الثعبان المدافع عن الفاسدين... والناس يصفقون لبطولاته الكرتونية، يحمل على كتفه شعار محارب الفاسد، وكل امكانياته في الحياة انه يحرك لسانه اسرع من غيره، وصوت حنجرته اعلى من صوت الاخرين، مع ذلك يصبح رمزا في سوق عكاظ، ففي عكاظ الافضل هو الافضل في الكلام لا الفعل.
نصنع نائبا بلون اخضر، يحدثنا عن الحريات، ويبكي على المظلومين في انحاء العالم، ولا ينسى ان يتحدث بحسرة عن الناس في البحرين، والعراق، وسورية، ويرفع لواء المستضعفين، ثم يهدد ويتوعد، وبعد ان تبني منه اوراق الانتخاب نائبا ورقيا، يتحول الى «صبي» يصب الشاي والقهوة لوزير الداخلية، ثم يتصور انه بمجرد ان يخلص معاملة، ويترقي من صباب قهوة الى مخلص معاملات بانه انجز انجازا عظيما، وانه
بتوقيع معاملتين سيصبح زعيما للامة وقائدا لها، وزعيما مظفرا، ومع ذلك يصفق الناس له بدلا من ان يلطموا على غبائهم الذي جعل من هؤلاء ابطالا.
ولكن لا بأس، لا نريد ان نكون متشائمين دائما، فهنا جانب ايجابي في الموضوع بعد أن اصبحنا اخيرا بلدا صناعيا، فها نحن نصنع ابطالا من ورق.
جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com
http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=430827&date=24042013
جعفر رجب - الراي
مثل القبائل العربية التي كانت بلا آلهة، فاخترعوا لهم آلهة يعبدونها، تمثلهم في محفل الآلهة الدولي في عكاظ، ليكون رمزا لهم، «حالهم من حال» بقية القبائل التي تفتخر بآلهتها، نحن نصنع آلهتنا.
مثل فنان ياباني في «الاورغامي» يصنع الطيور والاسود والضفادع والازهار والاشجار من الاوراق الملونة، نصنع من الاوراق ابطالنا.
نحضر الاوراق ونصنع منها ابطالا بمختلف الالوان والاشكال، نصنع نائبا بلون قبلي «فرعي»، يتحفنا كل يوم بالدستور، والقانون، والمساواة، والمحاسبة، وينظر حول الحريات، واخيرا يحمل اوراق ابناء عمه ليوزعهم على الوزارات والمؤسسات باسم الدستور والقانون.
نصنع زعيما من ورق ملون، بطلا يتحدث ولا يعمل، يسولف عن بطولاته في محاربة الفساد، وعن مغامراته في محاربة سراق المال العام في الكهوف والوديان، وكيف انه انقذ الاميرة الحسناء في قصر المتنفذ
الفاسد وقتل تنين الفساد الواقف على بابه، وكيف قطع رأس الثعبان المدافع عن الفاسدين... والناس يصفقون لبطولاته الكرتونية، يحمل على كتفه شعار محارب الفاسد، وكل امكانياته في الحياة انه يحرك لسانه اسرع من غيره، وصوت حنجرته اعلى من صوت الاخرين، مع ذلك يصبح رمزا في سوق عكاظ، ففي عكاظ الافضل هو الافضل في الكلام لا الفعل.
نصنع نائبا بلون اخضر، يحدثنا عن الحريات، ويبكي على المظلومين في انحاء العالم، ولا ينسى ان يتحدث بحسرة عن الناس في البحرين، والعراق، وسورية، ويرفع لواء المستضعفين، ثم يهدد ويتوعد، وبعد ان تبني منه اوراق الانتخاب نائبا ورقيا، يتحول الى «صبي» يصب الشاي والقهوة لوزير الداخلية، ثم يتصور انه بمجرد ان يخلص معاملة، ويترقي من صباب قهوة الى مخلص معاملات بانه انجز انجازا عظيما، وانه
بتوقيع معاملتين سيصبح زعيما للامة وقائدا لها، وزعيما مظفرا، ومع ذلك يصفق الناس له بدلا من ان يلطموا على غبائهم الذي جعل من هؤلاء ابطالا.
ولكن لا بأس، لا نريد ان نكون متشائمين دائما، فهنا جانب ايجابي في الموضوع بعد أن اصبحنا اخيرا بلدا صناعيا، فها نحن نصنع ابطالا من ورق.
جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com
http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=430827&date=24042013