المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأجانب يفضلون الأردن شتاء والزوار العرب يتدفقون صيفا



المهدى
02-02-2005, 01:09 PM
بحرها الميت ينبض بالحياة


* تشهد المواقع السياحية الأردنية خلال فصل الشتاء إقبالا ملحوظا من المجموعات السياحية الأجنبية، وبخاصة من دول شمال أوروبا وكندا، والذين ينشدون قضاء إجازاتهم بعيدا عن الثلوج وبرد الشتاء، فيما يتدفق الزوار العرب وبخاصة من دول الخليج لزيارة الأردن صيفا قاصدين المناطق الجبلية ذات المناخ المعتدل صيفا، مثل جبال عجلون وجرش وحتى جبال العاصمة عمان التي تتربع فوق تسعة عشر جبلا.

الأماكن الدافئة شتاء تتركز في منطقة البحر الميت وميناء العقبة على البحر الأحمر، وصحراء وادي «رم» القريب من العقبة، ففي هذه الأماكن تكون درجات الحرارة بين 18 ـ 20 درجة مئوية طوال فصل الشتاء.

* وادي القمر
* أصبح وادي رم الذي يسمى أيضا «وادي القمر» من أكثر الأماكن جذبا للسياح القادمين من مختلف أنحاء العالم، نظرا لطبيعة تضاريسه التي تشابه تضاريس القمر، وهو عبارة عن رمال حمراء شاسعة تتوسطها جبال شاهقة، وكان صفاء الطبيعة وسكونها في الوادي يجذب السياح قديما.. إلا أن السياح جلبوا معهم هواياتهم التي أصبحت تجذب هواة التسلق والطيران الشراعي وركوب المنطاد للتجول فوق أرجاء الوادي الفسيحة ثم القيام برحلات جماعية على ظهور الجمال والتخييم في الوادي في مخيم خاص مزود بكل ما يلزم للمبيت والتمتع بسكون الليل، وبخاصة في الليالي التي يضيء بها القمر جنبات الوادي، كما تستهوي الزوار الرحلات بسيارات الدفع الرباعي وسط الرمال، ويحلو للأجانب عادة استئجار خيام للمبيت إلى جانب الاستراحة الحديثة التي تقدم الخدمات للزائرين.

وإلى الجنوب من وادي رم وعلى رأس مثلث البحر الأحمر، مدينة العقبة الميناء الوحيد في الأردن والذي يعتبر مركز انطلاق المجموعات السياحية القادمة للأردن، حيث تكثر الفنادق والشاليهات، وتسير الطائرات رحلات يومية من العقبة لعمان، كما تتوفر فيها أمكنة خاصة للتخييم في المخيمات السياحية وقوارب خاصة لممارسة الصيد.

وتشتهر بأنها من بين أفضل المناطق لممارسة رياضة الغوص والرياضات البحرية، وذلك بسبب نظافة شواطئها ووفرة أندية الغوص المجهزة بكافة لوازم هذه الرياضة، وبالإضافة للغوص الذي يتم تعليمه للراغبين في بيئة آمنة والذي يساعد على رؤية التنوع الكبير للكائنات البحرية في خليج العقبة يمكن للزائر التزلج على الماء والإبحار في القوارب الشراعية، حيث تقام مسابقات وبطولات سنوية لهذه الرياضات بمشاركة فرق رياضية من مختلف أنحاء العالم، ومن أهم هذه الفعاليات سباق القوارب الشراعية وسباق الزعانف وعروض التزلج على الماء.

ويحرص السياح الأجانب في العادة على التواجد شمالا من العقبة لمسافة 100 كلم لزيارة مدينة البتراء، وهي المدينة المحفورة في الصخور والتي أقامها الأنباط العرب قبل أكثر من ألفي عام عاصمة لهم، ويعرفها الزائرون باسم «المدينة الوردية» نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها الفريد، وهي مدينة محفورة بالكامل في الصخور، لها مدخل طويل عبارة عن شق صخري يبلغ طوله أكثر من 1200 متر وترتفع حوافه الصخرية إلى 80 مترا، ويفضل السياح امتطاء صهوة جواد لعبورها أو ركوب عربة تجرها الخيول، وفي نهاية الشق تظهر ساحة فسيحة وفي الواجهة تظهر التحفة الأثرية التي يسمونها «الخزنة» بأعمدتها المنحوتة في الصخر وبارتفاع 45 مترا، وفي وسط المدينة يشاهد الزائر مئات المعالم التي حفرها الإنسان من هياكل شامخة وأضرحة ملكية إلى المدرج الكبير الذي يتسع لثلاثة آلاف متفرج وقاعات الاحتفالات وقنوات الماء والحمامات والأسواق والبوابات المقوسة وكل ذلك منحوت في الصخر.

* العلاج في البحر الميت
* أما البحر الميت ومنطقة الأغوار المحيطة به فتتميز بدفئها شتاء، وهي لا تبعد عن العاصمة عمان سوى 55 كيلومترا ومن المعروف أنها أكثر بقاع الأرض انخفاضا عن مستوى سطح البحر. والغرابة التي تتجسد في بحر لا كائن حي فيه بسبب كثافة أملاحه، لكن في مياهه المالحة علاج للكثير من الأمراض، وما زال الناس يستشفون في هذه المياه منذ آلاف السنين، لكن الأبحاث العلمية التي أجريت خلال السنوات القليلة طورت الاستفادة ليس من مياه البحر الميت فحسب بل من الطين والرمل المحيط به، وهناك حاليا شركات تجارية خاصة تقوم باستخلاص المواد التجميلية وتسويقها في مختلف أنحاء العالم حيث تعمل هذه المستحضرات على نقاء البشرة وعلاج بعض الأمراض الجلدية، وتوجد فنادق ومراكز للعلاج الطبيعي على شواطئ البحر الميت، ويحلو للسياح السباحة في مياهه التي تحمل من لا يجيد السباحة بسبب كثافة الماء التي تعادل أربعة أمثال كثافتها في مياه البحر العادية.

كما تقع قريبا من البحر الميت ينابيع زرقاء بمياه معدنية ساخنة ذات خاصية علاجية، وقد تم تطوير الموقع ليصبح منتجعا سياحيا. وإذا كان السياح الأجانب يفضلون زيارة الأماكن الدافئة المشمسة والأماكن الأثرية، فإن الزوار العرب الذين زاد عددهم عن عدد السياح الأجانب في السنوات الأخيرة يفضلون قضاء إجازاتهم الصيفية في الأردن حيث تشكل السياحة العائلية النسبة الأكبر، الأمر الذي استدعى توفير الشقق المفروشة بكثرة إذ عادة ما يأتي الزائر العربي بسيارته الخاصة مع عائلته، وتشكل العادات والتقاليد المشابهة بين دول الخليج والأردن إغراء لهذه العائلات وبخاصة بعد انتشار العديد من المطاعم التي تقدم مختلف الوجبات التقليدية الخليجية والشقق الفندقية أو الشقق المفروشة.

وغالبا ما يقضي الزوار العرب فترة إجازاتهم في العاصمة مع التنقل بين أحراش جرش وعجلون معتدلة الأجواء خلال الصيف وهي لا تبعد سوى خمسين كيلومترا عن عمان وتمتاز بما يحيطها من أشجار حرجية ووديان خضراء كما يقع قريبا منها منتجع «الحمة» للمياه المعدنية.