المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذي قال فيه الصدر الأول (( آزروه فهو أخي مكملي وتمام مشروعي وركيزة إنقلابي وأرضية ثو



Ahmad
02-01-2005, 05:10 PM
الممهدون . كلنا ممهدون ... كلنا جنود المهدي رافع راية الحق وباسط العدالة الشاملة ومطهّر الأرض من الظلم والفساد...




مقتدى .....إقدامك وإحجامك سيان عندنا لأنك منقوش في ضمائرنا

الشيخ علي المطيري


اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم وإلعن عدوهم وانصر مقتدى ولدهم ((يوم من الصحوة سألت الإمام المقدس الشهيد الصدر الأول(ع ) (( هل يضر الإقدام بالمنهج ويأتي عليه بالتقويض
أم الإحجام تكتيك يضر بالقضية فيأتي عليها بالتشويه))..؟وحينذاك كانت إنتفاضة صفر المباركة عام 1977 ,هذا بعد أن رجعت من مضارب قبيلتي ( بين النجف وكربلاء) حينها قال لي: إنك تضرب على وتر سياسي, له علاقة بالظرف الراهن, قلت نعم, ولكن قبل أن يجيب سماحته عن سؤالي , سألني :: ماذا يعني لك آل الصدر ...؟....قلت ::الصدر في اللغة هو المقدمة لكل الأشياء فلكل شئ صدر , وهو أيضا الدرع الواقي لتلك
الأشياء, وإني والله أرى فيكم ذلك , وإصطلاحا , هو كل ماتقدم على غيره في المسير , وإني والله أراكم على غرة
من ذلك, في وقت تخلف الجهابذة ..؟!! ومرة يكون هذا المسير الى الخير, ومرة يكون الى الشر , فكما كان الإمام الحسين(ء ع ) في مقدمة الداعين الى الخير والسائرين له والسالكين طريقه , فإن يزيد كان في مقدمة الداعين الى
الشر والسائرين له والسالكين طريقه , وأردفت القول: :أنكم ياسيدي آل الصدر بإعتقادي وكل المؤمنين الطيبين
الشرفاء الخيرين في هذا العالم ,أنكم رأس الرمح وإمتداد لمسيرة الخير التي بدئها أجدادكم العظام, وأنتم رأس
النفيضة لهذا التقدم, نحو الطموح المشروع للإنسان على هذه البسيطة .......أطرق رأسه ثم قال :: أنا أعرف تماما أنك أصبحت زورق من ورق تتقاذفه الأمواج حين هبت عليه أول نسمة, في حين أنك شاب قوي وعليك أن تقف كالطود الشامخ, في وجه أعتى الأعاصير, ولا تؤثر فيك هذه النسمات, وأزعم ان فيها من العذوبة, ماتغذي فيك روح الجهاد والرباط والصبر....إحمر وجهي خجلا, وآثرت ان لاأخوض في هذا الغمار, لئلا
يتوقف نبضي فأقضي من لحظتها , شعر بالحرج الذي أنا فيه , فربت على كتفي وهدأ من روعي , لاعليك , لاعليك أعرف أن الحماسة أخذت منك حاجتها, فهنيئا لكل الذين سرت الحماسة في عروقهم, بإتجاه إعلاء كلمة الله وإحقاق الحق, والدفاع عن الأمة, وعن قادتهم الذين يمثلون ضميرهم وطموحاتهم وتطلعاتهم, نحو مستقبل زاهر إسلامي, تكون فيه الحرية للجميع والكرامة مصونة من قبل الجميع .....قال :: عندما أقدمنا على المسير الى كربلاء وهذا نسمة من نسمات منهجنا, كنا نعرف مسبقا ماسيحصل, لأننا لم نكن أصلا على توافق مع السلطة, ناهيك عن عدم إعترافها بنا, كقادة تأريخيين لأمة بايعتنا , لا سيما, وأننا طرحنا نظرية ومشروعا عصريا, يلبي حاجات هذه الأمة التي تعاني من الظلم والحيف الذي لحق بها, جراء فشل كافة المشاريع التي تعاطت معها, والتي
بدورها أفضت الى نتائج سلبية, إكتنفت الغموض طريقة التعامل اليومي لمفردات الحياة الإجتماعية العامة
وإستطرد بالقول , كنا قد وضعنا خططا إستباقية, فيما إذا حصلت بعض المتغيرات في الموقف , وقد رأيتم ماتجلى عنها, من تفاصيل أنتم تعرفونها وعايشتموها, لأنكم في الميدان, وفعلا حصل ماكنا قد توقعنا حصوله, وبالجملة حققنا ماكنا نريده, ولو وقتيا, وأهمها مواصلة المسير, وإقامة شعيرة زيارة الأربعين العظيمة, وهذا يعني جوابا على الشطر الأول من السؤال, هو أن هذا الإقدام, لم يؤثر سلبا على المنهج, ولم يقوضه, لأنه كان في الإتجاه المطلوب والصحيح, في هذه المرحلة حصرا, ثم أن هذا الإقدام, يندرج ضمن المنظومة التحريضية في إيقاض مشاعر الناس وشحذ هممهم, تجاه التغيير لبناء, حياة أفضل يحدوها الأمان والسلام , فإذا هذه الأمة بايعت هذا القائد أصبح لزاما عليه أن يتصدى للمسؤلية ويكون مسؤلا أمام الله وأمامهم وعليه تقع مسؤلية القيام بكل التحركات التي تضمن سعادتهم وامانهم وصون كرامتهم وينبغي له أن يقوم بأي عمل يضمن قوة تحرك تلك الجموع بإتجاه الثورة العارمة التي من خلالها تحصل على الحقوق الطبيعية التي شرعها الله للبشر كافة .. وإني لأعتقد أنها إجابة مقتضبة لكنها بليغة .....أما الشق الثاني من السؤال , فإن الذي ينبغي لك أن تعرفه هو
أن الكثير من العناوين قد تأخذ لها حيزا له حدود معينة ذات أبعاد معينة ومضامين تحتوي على الكثير من الرؤى
والتصورات والمفاهيم التي لاتترسخ في العقول ولن تجد لها فاعلية في المسيرة وأيضا من المحتمل أن لاتجد لها من
يقوم بتفعيلها أو حتى التفاعل مع ماتوفرت عليه لأنها فقدت وهجها وبريقها , لأنها في النتيجة لن تترك أثرا
يعتد به وبالتالي تذوب تدريجيا في حالك الأيام .......ولكن يبقى هناك عنوانا مهما لاترقى له أية عناوين
أخرى مهما إنطوت عليه من مفردات وتفاصيل وهو الحلقة المفقودة في صنع الحياة وتدفق الروح فيها وهو الرمزية في الوجود ...ألا وهو ( الدم ) هذا الشئ المتحرك الذي تنبض به العروق هذه الهبة الإلهية التي جعلها الله في هذا الجسد لهو السر الوحيد الذي أمد الله به الحياة وهو سر ومعجزة الوجود لذا نرى أن له من القيمة ما لاتساويها أي قيمة أخرى مطلقا .....وعندما إختار الله دماء بعض صفوته وخاصته وأوليائه فهو اراد بذلك أن تكون هذه الدماء عنوانا للبقاء في كلتا النشأتين الأولى والآخرة في آن واحد , في النشأة الأولى يعتبر المحرك الرئسي الذي من
خلاله تتحرك الأمة الى الجهاد لإحقاق الحق وإقامة العدل بالمتاح والممكن ويجعلها تتمحور حوله ليلهب فيها مشاعر الثورة ويذكي شرارتها في وجه الظلم والطغيان وللتخلص من الطغاة الأشرار وبنفس الوقت يمضي المجاهد الذي جاد بدمه من أجل الله الى العلا مع الرسول ( ص ) على مقعد صدق عند مليك مقتدر , وانتم تعرفون ما أعده الله للشهيد الذي يبتغي من وراء الشهادة وجه الله والطمع بما أعد له في الجنان العلا ....وكربلاء خير شاهدا على أن الدم هو ذلك العنوان المتجذر في العقول والأرواح والعروق الى قيام يوم الدين ......نسأل الله أن يختارنا ويمن علينا بتوفيقاته .......مثال على الفرق بين ماهو يكون ويمضي دون الرجوع إليه من قبل أحد , وبين ماهو كائن ويكون ويبقى كائنا وساكنا ومترسخا ومتجذرا ويصبح من السنن التي يستنبط منها شتى القوانين و يحتذى بها في كافة الميادين من حيث الزمان والمكان ....فلو انت عملت وليمة وذبحت فيها من الخراف والنعاج عددا كبيرا وأكلها الناس وإنتهى كل شئ وحيث أن هذه المذكورة تحتوي على الأرواح والدماء والصوف والجلود والعظام وبقية الأحشاء فنرى أن أروحها ذهبت الى خالقها ودماءهها إمتزجت مع التراب والمياه وضاعت آثارها وأصوافها إستحالت الى مواد اخرى وجلودها كذلك وعظامها وأحشائها ذابت بأفواه السوائب والناس الذين حضروا تلك
الوليمة ماتوا وإنتقلوا الى العالم الآخر وبعد كل هذا أصبح كل شئ في عداد الماضي لايذكره احد ودون أن يترك له
أثرا يذكر.......ولكن كربلاء تبقى حاضرة لأن عنوانها دم ذهب قربانا الى الله حاضرة متوهجة بأدق تفاصيلها لدى الذاكرة الإنسانية وأصبحت دمائهم هي القضية التي تتمحور حولها كل العناوين المتبقية وهي العنوان الذي خلق قضية , فإذن أصبح الدم هو العنوان والقضية فلا بد من بقائه مزدهرا في أبهى صوره ولا بد أن تبقى القضية مستمرة لايشوبها التشويه وعلينا إبعاد وإقصاء كل الصور الظلامية والأفكار الضبابية التي تحاول أن تطمس معانيها السامية ومثلها وقيمها , فلو أضظرت الفئة المؤمنة من الأمة أن تحجم عن أثر فلابد من وجود مصلحة آنية لاتؤثر على جوهر القضية مستقبلا وقطعا هذا الإحجام وإتخاذ القرار هو السمة المتوهجة من معاني الشجاعة وإلا لم تعد لنا حاجة للعمل بقاعدة ( الكر والفر ) فبالتالي هو لا يؤثر على القضية ولا على مفرداتها بل العكس قد تعطيها جرعة أو جرعات من الحكمة والتروي والورع في الإبقاء على الطاقات حين لزومها من جديد وتسخير الظروف لصالحها وهذا يجعلها تتمحور أكثر حول إستحقاقات ماخطته لنفسها وبالتالي لا
هذا الإقدام يؤثر على المنهج ولا ذاك الإحجام يسلس البقضية , لأن الإقدام مصحوبا بهدف والإحجام مقرونا بفكر .......أنتهت الإجابة ولملمت اوراقي وتيقنت ان القائد الذي بايعته الأمة يمتلك من المواصفات ما تجعله يمتلكالقلوب ويستحوذ على المشاعر برجاحة عقله يخطو اتجاه الهدف بروية وإبداع , لذا لاغبار على إقدامه وإحجامه .......ومرت الأيام العصيبة حتى لقي الشهيد السعيد ( رض) ربه بوجه أبيض تحفه الملائكة ومعه زينب عصرها لؤلؤة الدين بنت الهدى ( رض ) تاركا وراءه ثلة مؤمنة وفكرا نيرا ومنهجا ثريا ودما لن يجف صار الإمتداد للقضية وقائدا فارسا مقدام تقلد سيف الجهاد وإرتدى الإشارة ليكمل المسيرة كي تبقى القضية حية نابضة , وأطل بمحياه الصبيح المتقد ليعلن إتمامه للمشروع الذي بدأ من الكوفة لينطلق من جديد و من ذات المحراب الذي صنع وفجر القضية ألا وهو الشهيد القائد المقدس الصدر الثاني ليث الأمة
الأبيض ( ع ) الذي قال فيه الصدر الأول (( آزروه فهو أخي مكملي وتمام مشروعي وركيزة إنقلابي وأرضية ثورتي )) وقال فيه (( ماعندي فهو عند إبن عمي )) وقال فيه ((أسأل الله أن يقر به عيني ويريني فيه علما من اعلام الدين )) فكان ذلك حقا وصدقا وتكللت المسيرة تارة بالإقدام وتارة بالإحجام كل حسب ما تتطلبه المرحلة وبعد مخاض عسير إنبثق الفكر الإسلامي المعاصر المتمثل بالحركة الصدرية وقائدها وحاديها الشهيد السعيد المقدس ( ع ) وقد وفقني الله لأسأله نفس السؤال وكأني أجلس أمام الصدر الأول وذات المنطق المألوف من آل الصدر العظام وأخبرته بالإجابة بعد ان هو اجابني ,وترقرقت الدموع في عينيه فرحا لأنه فعلا قد ترجم الفكر الصدري بكل تجلياته ومفرداته الحية الوهاجةالثائرة , ولكي يخرج الدم وهو القضية الى حيز التنفيذ أمرنا بإرتداء الأكفان كي نكون دماءا مشرعة لإرواء جذور قضيتنا فقد آن الأوان وهاهو المشوار قد بدأ ولا يمكن إرجاع عجلة التأريخ الى الوراء لأن ذلك ليس بالإحجام إنما هو إنهزام ....ومرة أخرى, تعفر الأرض بالدم الذي جدد الثورة الحسينية, بوجه الطغيان اليزيدي .....مضى والدم حارا يغلي لاتهدأ كرياته حتى يثأر الله لها فكان السيد المفدى القائد مقتدى الصدر أعز الله المسلمين بوجوده وأدام ظله الوارف الشريف الطاهر هاهو على خطى الدم حتى
لاتموت القضية ولا يقوض الإقدام , وبعد عام وعندما بلغ السيل الزبى كان الإقدام السلمي للقائد فتعانقت الكلمة
معى الكفن فهاهي جريدة الحوزة الناطقة الشريفة وهاهو جيش المهدي ( عج ) هما سلاحا المرحلة لأن المحتل قد إستباح كل مفردات الحياة العراقية المسلمة ولم تبق لديه محرمات يقف عندها وطبقا لسياساته الهمجية الرعناء والتي ضاقت ذرعا بالفكر الإسلامي الصدري بدأت المواجهة مع الشعب العراقي بكل مكوناته والتعرض الى شخصية القائد والرمز الحقيقي الذي جسد المشروع الإسلامي والأطروحة الوطنية العراقية والعربية والإسلامية والذي جعل كل المشاريع تتهافت وتقف خجلا وتوجسا لعدم إرتقائها أو حتى التقرب منه وإفتقارها لأدنى سقف من المشروعية لدى الأمة لذلك أرغمت الجماهير على هذه المواجهة من قبيل الدفاع عن النفس فحسب , ولكن المحتل الغاصب, أرادها أن تكون مواجهة حقيقية, ليبرز قوته, مع شعب أعزل, ولكي يتخذها غطاءا لفرض بعض مناهجه التي عجز عن التداول بها بادئ الأمر, ولم يتمكن من تمريرها, وذلك ليقظة الأمة, لكل تحركاته, وبعد كل الذي حصل وما هو عليه الآن أقول :: إذا حصل نوع من الإحجام, لتفادي أزمة حقيقية, قد تؤدي الى أوضاع أكثر مأساوية, فهذا لا يعني في القاموس العسكري السياسي هزيمة أو إنهزام, بل العكس هو الصحيح, فإن متطلبات المرحلة, قد تفرض هذا, ولكن, علينا ان لانرضخ للإملاءات مطلقا , ويبقى خروج المحتل, من الوطن وتسليم الإدارة الى أهل العراق, هو
المطلب الأول, وإطلاق سراح جميع المعتقلين, وبلا إستثناء, وترك العراق لأهله, يقررون مصيره, فهم الأقدر على ذلك ,فلا يفهم من أحد, إذا حصل هذا من قبل السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله وحفظه, هو إنهزام أو إنكفاء, فهو قد يرى, أن من المصلحة الآن, أن يكون الوضع هكذا, فلا إقدام بلا تقدير وحساب , ولا إحجام بلا تدبير وارتقاب ...
فلك ألف ألف تحية أيها القائد الإسلامي,والممهد لدولة الإمام المهدي, فداك الدم والولد والمال, تحية لك ياإبن رسول الله وفاطمة الزهراء, تحية لك
من الأعماق ....تحية إكبار وإجلال لكل الشهداء, من الجنوب الى الشمال, تحية للأبطال في, السليمانية وأربيل ودهوك وكركوك والموصل الفيحاء والرمادي وتكريت وديالى وبغداد والكوت وكربلاءوالحلة والنجف والديوانية والسماوة والعمارة والناصرية والبصرة الخضراء, التي جسدت أرقى صورة للوحدة الإسلامية, فكانت صاعقة على رأس ( دودي بلير ), تحية للعمائم التي فاوضت المحتل, لإنتزاع حقها, والذي ماكان يتصور, أن يقف أمام هذا الشمم والإباء , وتحية خاصة لكل, حجر في مدينة الصدر المنورة, وفي الفلوجة المحاصرة, وفي الكوفة البطلة ................... (( ياأيها الذين آمنوا إتقوا الله وكونوا مع الصادقين))


ـ هذه إشارة للذين قالوا إننا إنهزمنا أو تقهقرنا خطوة الى الوراء ــ
أقف خاشعا لكل الأنامل التي خطت حروف الحق الناطقة في
لحظات الإنتفاضة الباسلة

الشيخ الدكتور علي المطيري




Ahmad
mohamadamam@yahoo.com