المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وزير السياحة ‌المصري : مستقبل السياحة الإيرانية لمصر واعد والتخوفات مبالغ فيها



جون
04-14-2013, 04:26 PM
الاحد 25 فروردين 1392 / 03 جمادي الآخرة 1434 / 14 نيسان 2013

2013 April 14


http://media.farsnews.com/Media/9201/Images/jpg/A0113/A1138407.jpg

خاص بوكالة أنباء‌ فارس// القاهرة: مستقبل السياحة الإيرانية لمصر واعد والتخوفات مبالغ فيها


أكد وزير السياحة‌المصري هشام زعزوع أن مستقبل السياحة الإيرانية لبلاده واعد، لافتاً الى ان تجاربه السابقة مع السلفيين في ملف السياحة الشاطئية تجعله متفائلاً بتغيير موقفهم من السياحة الإيرانية، موضحا ان مصر تفتح ذراعيها للإيرانيين كسائحين وهم فضلاء لمصر بإذن الله تعالى.



)القاهرة (فارس)

أكد زعزوع في تصريح خص به مراسل وكالة أنباء فارس، أن السياحة‌ الايرانية الى مصر لم تتوقف بل هنالك بعض الأفراد أو فصائل في

المجتمع المصري لديهم تخوفات من حرصهم الشديد على عقيدتهم الشخصية ، وأن البعض يعتقد خطئاً أن السياحة الإيرانية إلى مصر لها أهداف أخرى غير السياحة في حد ذاتها ، ونحن نحتاج إلى بعض الوقت ،لتعديل مثل هذه المفاهيم ، وطمأنة هؤلاء إلى أن الذي يتخوفون منه ليس في رغبة الجانب الإيراني ، أيران لا تستهدف هذا.



واردف الوزير المصري يقول إني " لم أوقف السياحة الإيرانية ، فقط طبيعة المرحلة التي تأتي بين موسمين في أيران ، موسم النيروز وفي نهايته يأتي العيد ، ولو كان هناك طيران منتظم لجاء السياح الإيرانيون في أعداد أقل بين الموسمين ، ولكن هذه الأعداد القليلة لا تحقق الجدوى الإقتصادية للطيران العارض الذي يعمل عند نقطة

تعادل معينة وفق حمولة معينة إذا ما تحققت له يتم تسيير الرحلة ، وإلا فلا ، وهذه الحمولة ليست متاحة له بين المواسم ، فأنا لم أوقف السياحة الإيرانية".


وخاطب الشعب الايراني قائلاً إن "مصر ستفتح ذراعيها لكم كسائحين فضلاء لمصر بإذن الله ، وأتصور أنكم سوف تتمتعون بزيارة مصر والمعالم السياحية المصرية ، لأنها معالم فريدة لا يوجد لها مثيل في العالم كله ، وأعتقد أن هذه التجربة الثرية التي بدأناها معاً ستذهب الى الوجهة السليمة ، ونطمئن الى سلامتها لكم ولنا ، ونبني عليها في المستقبل حركة سياحة جيدة بالنسبة لكل من ايران ومصر".



واليكم نص الحوار:


فارس: السيد هشام زعزوع وزير السياحة المصري أهلاً بك على موقع وكالة أنباء فارس.

زعزوع: أهلاُ بك وشكراُ على إستضافتي.

فارس: قبل فترة قريبة كانت لكم زيارة تاريخية إلى إيران .. كيف تم الترتيب لهذه الزيارة؟

زعزوع: الواقع والحقيقة أن هذه الزيارة كانت بطلب مني بناءاً على طلب من القطاع المصري الخاص، لفتح هذا السوق " الإيراني " ، وتقدمت إلى الجهات المعنية بدراسة لهذا الملف الذي يعتبر واعداً بالنسبة لنا من الناحية الإقتصادية والسياحية، هذا الملف مغلق منذ 34 عاماً، في تقديري المهني وبعد التطور الذي يشهده الإقتصاد

الإيراني ووجود طبقة تسافر خارج إيران بلغت 10 ملايين سائح ، كان من الواجب عليً ، وبناء علي طلبات من القطاع الذي أمثله أن أتقدم الى الجهات المعنية - لهيئة الأمن القومي، والأمن الوطني - برأيي من

الناحية الفنية البحتة ، فتح هذا السوق هو ضرورة ، والقيادة السياسية في مصر بلغها هذا الطلب ، وطلبت بدورها دراسات إضافية لهذا الملف عن السبب ، وقد أوضحت هذا السبب في الدراسة الإقتصادية التي قدمتها للرئيس أيضاً، هذه الدراسة أسفرت في النهاية عن لقاءات كثيرة ، وتبين للجميع بعدها أننا أمام فرصة ضائعة لمصر إذا لم نتقدم بطلب لفتح هذا الملف ، ولكن طبقاً للضوابط كبداية.

فارس: وبصفتك وزيراً للسياحة ، كيف وجدت إيران .. سياحياً ؟

زعزوع: أعتقد أنه واضح أن إيران بلد لها تاريخ ، لا أحد يستطيع أن ينكره ، هذا التاريخ واضح وأنت تزور مدينة مثل طهران ، فقد اُتيح لي أن أزور طهران ، واُتيح لي أيضاً رغم ضيق الوقت أن أزور شيراز ، وهناك معالم تاريخية قديمة، كثيرة جدا، الحقيقة أعجبت جداً بكيفية الحفاظ على هذا التراث الأثري والتاريخي في إيران ، اُتيح لي أيضا أن ازور عدداً من المواقع الأثرية داخل طهران منها متحف " كلستان " وهو متحف رائع جداً، ويعكس حرص الحكومة الإيرانية في الحفاظ علي مواردها

التاريخية والأثرية، وجدت في الحقيقة دفئ، وحميمية شديدة جداً وترحاب من الجانب الإيراني، وحرصهم على نجاح الزيارة، إن طهران في حد ذاتها مدينة عريقة، وهذا ما لفت نظري فيها، وقد اُتيح لي أيضاً أن ازور لساعة من الوقت الذي كان مخصصاً لي موقع السوق

وشاهدت وانبهرت بالنظام والنظافة التي وجدتها في مدينة طهران ، وهي مدينة كبيرة، وأكثر ما لفت نظري أيضاً هذا الترحاب وتلك الحميمية الشديدة التي لمستها من الشعب الإيراني.

فلرس: كإنسان .. ما أكثر ما شد انتباهك ، وتتمنى أن تراه في مصر ؟
شد انتباهي عدة أشياء، أولها نظافة المدينة، وكان واضحاُ أن إيران بها مباني قديمة مثل القاهرة ونتيجةً لسبب أو لآخر فهي لم تجدد كما ينبغي، ولكن رغم هذا القدم الذي يعكس عراقة المدينة، وقدم المدينة نفسها مثل القاهرة على سبيل المثال إلا انني وجدتها مدينة نظيفة جداً ، وكنت أتمنى أن أري مدينتي القاهرة بنفس هذه الدرجة من

النظافة، أيضاً لفت نظري واتمني أن أري ذلك في مصر، أنه وبالرغم من إنطباع مسبق وخاطئ عن الشعب الإيراني إلا أنني اكتشفت أولاً أن الشعب الإيراني متعلم جداً، وثانياً وجدت للمرأة دور فاعل في كل ميادين ومناحي الحياة، وبالذات ووجودها الفاعل في الوزارات، وجدت شعب مثقف، ثالثاً لفت نظري أيضاً وأنا أذهب الى الإجتماعات أن

الشعب الإيراني حريص علي الجانب الصحي، يلعبون الرياضة، والدولة توفر لهم اماكن للرياضة في المتنزهات العامة بلا مقابل، فمن لا يستطيع او لايقدر على أن يشترك في نادي نتيجة لظروفه المالية، يوجد له هذا المتنفس وتلك الخدمة، ووجدت البنية الجسدية للشعب الإيراني في غالبيتها، بنية رياضية سليمة، بسبب إهتمامهم بالجانب الرياضي، وأتمنى أن أري بلدي يهتم بذلك ، فلم أر وجود لظاهرة "

الكرش " عند الإيرانيين، ولم أر للسمنة وجود لا في السيدات ولا في الرجال، وحتي الإنطباع السائد لموظفي الحكومة في اللامبالاه، لم أجده عند موظفي الحكومة في إيران، نفس الجدية والنشاط المعهودة في القطاع الخاص تجدها بين موظفي القطاع العام .

يعملون لساعات طويلة بدون تأفف أو قلق .وهذا إن دل فإنما يدل علي قيمة العمل ومكانته عند الشعب الإيراني. تستطيع ان تقول أنها هذه هي إنطباعاتي ومشاهداتي المبدئية للشعب الإيراني ولإيران. وأعتقد أنها كانت إيجابية جداً بالنسبة لي ولهم .

فارس: بعد ان عدت من إيران، من المؤكد أنك تحصلت على مفاهيم انتهت بك إلي صياغة بعض التوصيات، معالي الوزير ما هي أهم هذه التوصيات؟

زعزوع: لا .. انا لم تتح لي أكثر من الآتي ، المفاهيم التي تحصلت عليها كانت فيما لمسته من حرص الجانب الإيراني ، وهو مفهوم وأنا كنت متوقعه ، هو حرصه على تطبيع العلاقات مع مصر ، لاحظت ان الجانب الإيراني عنده إحترام شديد جداً للمصريين ولمصر كدولة محورية ومهمة في المنطقة . حرص وإعجاب بمصر وحضارتها ، وحرص على زيارتها ، فأنا كما فهمت أنهم يدرسون الحضارة المصرية في كتبهم ولذلك فهم لديهم ولع شديد جداً بهذه الحضارة . وبالتالي تولد الحرص الشديد منهم على زيارة مصر، فقد لمست حرصاً حقيقياً وليس مصطنعاً ، من جانبهم على مشاهدة مصر وزيارتها. وليس بسبب وجودي هناك أو بسبب زيارتي لهم .

فارس: لكن ألم يحصل لديك ما يمكن صياغته في توصيات لحكومتك أو لرئيس الجمهورية مثلاً ؟
زعزوع: لا .. أنا عرضت الآفاق المستقبلية الواعدة جداً لهذا السوق ، ونقلت للقيادة السياسية حرص الجانب الإيراني على التواصل مع مصر سياحياً ، نقلت للرئيس أيضاً حرصهم على إرسال أكبر عدد ممكن من السائحين ، وحرصهم على زيارة مصر ، نقلت أيضاً رغبتهم في البداية على الفور بتسيير رحلات سياحية بين البلدين، وقبولهم لوجهة نظرنا كبداية في أننا نضع بعض الضوابط للزيارات .

فارس: ما هو تعليقك على بعض ما تردد بأن الوفد المرافق لك في الزيارة الى طهران تضمن عناصر مخابراتية ، وأن الوفد السياحي الإيراني الذي جاء إلى مصر في الرحلة الأولي ضم عناصر مخابراتية أيضاً ؟
زعزوع: الحقيقة لم يحدث هذا من جانبي أنا ، في ما يخص المرافقين لي في هذا الوفد ، اما إذا كانت هناك عناصر مخابراتية في الفوج السياحي الايراني الأول فإن الأمن القومي المصري كان يعلم بـ " دبًة النملة " كما يقولون بالنسبة للرحلة ، والحقيقة والحمد لله لم يكن هناك أي تعليق سلبي على السائحين أو على تصرفاتهم داخل الوطن .

فارس: لماذا إقتصر تنظيم الرحلات السياحية القادمة من إيران على شركات الدولة فقط ، دون شركات القطاع الخاص ؟
زعزوع: لأننا وضعنا ضوابط ، وأردنا أن نُنجح التجربة ، فوجود شركات حكومية سيكون أكثر حرصاً على تلقي التعليمات والإلتزام بها ، وهذا المنطلق يأتي من حرصنا على انجاح السياحة الإيرانية والعلاقات المصرية الإيرانية ، في البداية ، ولكن أعد القطاع السياحي الخاص ، بالمشاركة بعد إستقرار التجربة ، وذلك سيكون قريباً في غضون شهرين او ثلاثة على الأكثر .

فارس: ما هو حجم السوق المتوقع للسياحة الإيرانية إلي مصر.. وكيف تراه مستقبلاَ ؟
إذا نظرت إلى أكبر كتلة إيرانية سافرت للخارج إلى مقصد سياحي ما ، ستجدها كانت في 2011 إلي تركيا ، ووصلت إلى ما يبلغ 2 مليون سائح ، وتحديداً 1.9 مليون ، أملي وأنظر إلى هذا الهدف .

فارس: هل تتوقع أن يتحقق هذا الرقم قريباً ؟
لا أتصور أن يتحقق هذا الرقم قريباً ، ليس لأن هذا السوق غير موجود ، ولكن لإرتباط ذلك بطاقة النقل الجوي ، لا يوجد حتى هذه اللحظة ولمدة منظورة تقرب من العام طاقات نقل تكفي لسفر الملايين ، نحن نحتاج إلى أكثر من 27 رحلة يومياً ما بين طهران ومصر حتي يتحقق رقم قريب من ذلك .

فارس: إذا افترضنا أنه لتسيير رحلات بين البلدين لن يكون في استطاعة شركات الطيران المصرية ، ألا يمكن عرض ذلك علي الجانب الإيراني للإسهام في تذليل هذه العقبات ؟
زعزوع: سنرى ذلك ، وأن هذا جزء من المخطط ، لكنني أرى أنه في السنة الأولي سيكون صعباً ، فلك أن تتخيل أن نزول ما بين اثنين إلي ثلاث طائرات في اليوم على مدار العام للمقاصد السياحية في شرم الشيخ أو أسوان مثلاً سيحقق لنا هذا الرقم في العام ما يقرب من 200 ألف سائح فقط ، وهذا الرقم على بساطته كبداية سيسهم في حل مشكلة أهلنا في أسوان والأقصر ، ذلك أن الوضع السياحي في تلك المناطق وصل الى حالة صعبة جداَ ، وهذا الرقم أعتقد أنه بداية جيدة لأنك لو حسبتها بالورقة والقلم ستجد ان طاقات النقل للطائرة الواحدة سواء كانت مصرية أو إيرانية ما بين 170 إلي 180 فرد ، وأنا بحسبها حتي لوصلت نسبة الإشغال للطائرة الواحدة 200 فرد ، إذن أنت في حاجة إلي 1000 رحلة طيران سنوياً لتحقيق رقم الـ 200 ألف سائح ، لأنك إذا قسمت الألف رحلة طيران علي 365 يوم ستجد أنك في حاجة إلى 2.7 رحلة يومية ، ولك أن تتخيل حجم الرحلات اليومية من إيران الى تركيا التي يأتي إليها سنوياً حوالي 2 مليون سائح .

فارس: هذا يأخذنا إلي أن نتساءل هل ترى أنه لابد لمزيد من الجهود من وزارة الطيران المصرية لتسهيل إيقاع حركة الطيران بين البلدين ؟
زعزوع: أنا أعتقد أن مثل هذه الأمور إن شاء الله كلها ستحدث إذا ما نجحت التجربة ، لأنني حتى أكون صادق معك ، لأن التجربة في بدايتها وتفرض علينا بعض الضوابط ، وهذه الضوابط تضع بعض القيود على النقل ، ولأن التجربة في البداية أيضاً فهي تعتمد على الطيران العارض " الشارتر " الغير منتظم ، وطاقات النقل محدودة ومن الممكن أن تزيد ، لكن في نفس الوقت ، ولكي أكون صادق معك أنا على المستوى الشخصي لست متعجلاً ، أريد أن اُنجح التجربة ، ولكن رغبتي في نجاح التجربة مرتبطة بالإطمئنان نفسياً لها أولاً ،وإطمئنان كل من يعمل معي في هذا الملف إلى سلامة هذا القرار .أليس كذلك ؟بل نعم. فبالتالي نحن نريد أن نأخذ المسائل تدريجياً إلى أن نصل إلى إطمئنان كامل للتجربة .

فارس: معالي الوزير ، أنت تتحدث إلى وكالة أنباء إيرانية ، الإيرانيون يتساءلون ما هي المعوقات التي تواجه وزير السياحة ، وتعطل نمو أو إزدهار أو نجاح التجربة ؟
زعزوع: أعتقد أنه لا يوجد تعطيل أكثر من أن بعض أفراد أو فصائل في المجتمع المصري لديهم تخوفات من حرصهم الشديد على عقيدتهم الشخصية ، وأن البعض يعتقد خطئاً أن السياحة الإيرانية إلى مصر تستهدف أهداف أخرى غير السياحة في حد ذاتها ، ونحن نحتاج إلى بعض الوقت ،لتعديل مثل هذه المفاهيم ، وطمأنة هؤلاء إلى أن الذي يتخوفون منه ليس في رغبة الجانب الإيراني ، أيران لا تستهدف هذا ، والدليل على ذلك أن البرامج السياحية التي تم تصميمها لم يكن بها حرص خاص على مزارات دينية محددة ، ولا حرص من الجانب الإيراني على ضرورة إدخالها ، أيضاً أنا لا أقول أن السائح الإيراني لابد أن يحرم منها طوال الوقت ، ولكن كبداية ، هناك فهم نبيل لديهم على إنجاح التجربة ، لأنهم لا يريدون إخافة الشعب المصري عموماً ، ولا السلفيين بوجه خاص من قدومهم إلى مصر ، وإنشاء الله التجربة ستنجح ، أما تطور العلاقة من الناحية التجارية والفنية أعتقد أن ذلك سيساعدنا على تطور الأمور الى المنحى الصحيح.

فارس: معالي الوزير يبدو أن مشكلتك فقط تنحصر مع التيار السلفي في هذا الملف ، وليس كل التيارات الدينية كما يبدو ؟
زعزوع: لا يوجد أي معوقات مع أي فصيل سياسي آخر ، حتى المعارضة والتيار المدني لا يوجد لديهم اي تحفظ على التجربة ، والدليل أن لدي ملف كامل أستطيع أن اُطلعك عليه لمقالات وأراء من مختلف توجهات كتاب الرأي في الصحف والجرائد ووسائل الإعلام واسعة الإنتشار، من أسماء لها وزنها في الشارع المصري، من كل التيارات ، ومن أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، وحتى من تيارات دينية ، كلها لديها فهم لتجربتنا ، وترحب بها ، وأنا أرى أنه إن كان هناك فهم خاص من مجموعة أو فئة أو حتى فصيل سياسي ، في المجتمع لديهم تلك المخاوف ، فإن الحوار أفضل شيئ لتبديد مثل هذه المخاوف ، وإنشاء الله سنشرح ونؤكد ما يطمئن الجميع .

فارس: معالي الوزير .. وزارة السياحة لديها مشروع قديم يحمل إسم " إحياء مسار آل البيت " ، هذا المشروع دعمته الوزارة في السابق ، من أجل خدمة السياحة الداخلية التي تستهدف مراقد آل البيت ، إلى أين وصل هذا المشروع ؟

زعزوع: نعم لدينا مثل هذا المشروع ، وقد صدر له كتيبات من الوزارة تشرحه ، وتُحدد مسارة ، وفيه شرح لأهم المزارات ، وهو عبارة عن شارع يحمل إسم "الأشراف "، وفي الكتيب شرح لأهم مزارات ومراقد آل البيت ، و ما يسمي تحديداً بالعتبات المقدسة ، هذا المشروع تم إعداده ، وإنتاجه كمقصد سياحي ، لكنه توقف بعدها .

فارس: كم يكلف هذا المشروع تقريباً ؟

زعزوع: والله لا أذكر تحديداً ، فقد اُنتج واُعد منذ فترة طويلة قبل قدومي للوزارة .

فارس: في ظل مستحدثات الكلام حول هذا النوع من السياحة ، ألم تستدع المشروع للإطلاع عليه مجدداً حتى ولو لخدمة السياحة الداخلية ، ألا يجدر بالسائح المصري أن نعتني بمقصده السياحي أيضاً ؟
زعزوع: نعم أنا أوافقك الرأي ، وبالفعل مطلوب ان نعيد النظر فيه .

فارس: هناك طوائف دينية متعددة مثل البهرة والإسماعيلية يأتون من خارج مصر خصيصاً لزيارة مراقد آل البيت ، يحدث ذلك من سنين طويلة، يأتون فُرادى وجماعات ، ولم يعترضهم أحد ، تُرى معالي الوزير لماذا كل هذه الضجة حول السائح الإيراني ؟

زعزوع: أعتقد عدم فهم لطبيعة الملف ، هذا الملف كان مغلقاَ منذ 34 عاماً ، وكلمة إيران ومصر كانت كلمة غير تقليدية ، وأعتقد أن تبدأ

زيارات للرئيس مرسي وزيارات للرئيس أحمدي نجاد ، وإجتماعات بين الرئيسين في أكثر من لقاء ، ثم بعدها مباشرة أذهب انا في زيارة رسمية لفتح السوق المصرية أمام السائح الإيراني ، كل ذلك تُرجم خطئاً للأسف من أن هناك توجه لتشييع مصر ، هكذا صوروا المسائل وبالتالي حدث ما يحدث الآن .

فارس: هل تعتقد أن مثل هذا التقارب المصري الإيراني الذي تترجمه مثل هذه الزيارات ، كان هناك ما يعيقه من توجهات سياسية دفعتكم إلي إعلان وقف البرامج السياحية القادمة من إيران لمدة شهر ونصف الشهر ؟

زعزوع: هي لم تتوقف ، أنا لم أوقف السياحة الإيرانية ، فقط طبيعة المرحلة التي تأتي بين موسمين في أيران ، موسم النيروز وفي نهايته يأتي العيد ، ولو كان هناك طيران منتظم لجاء السياح الإيرانيون في أعداد أقل بين الموسمين ، ولكن هذه الأعداد القليلة لا تحقق الجدوى الإقتصادية للطيران العارض الذي يعمل عند نقطة تعادل معينة وفق حمولة معينة إذا ما تحققت له يتم تسيير الرحلة ، وإلا فلا ، وهذه الحمولة ليست متاحة له بين المواسم ، فأنا لم أوقف السياحة الإيرانية.

فارس: ولكن سمعنا تصريحات منقولة علي لسان سيادتكم بصدور قرار منكم بوقف تسيير الرحلات القادمة من طهران لمدة شهر ونصف، أليس كذلك؟

زعزوع: إطلاقاً .. أنا أؤكد وأكرر انه لم يصدر قرار ، لا مني ولا من غيري بوقف الرحلات ، التصريح الذي نقل عني كان بسبب سوء فهم ، لقد تُرجم خطئأ ، أنا قلت أن هناك توقف مؤقت لحركة السياحة الإيرانية القادمة الى لمصر ، لمدة شهر أو شهر ونصف ، نظراً لطبيعة المرحلة ، التي تأتي بين موسمين ، موسم النيروز ، والإمتحانات ، إيران مثلنا

لديها إمتحانات ، وعندها أعياد ، والموسمين قريبين من بعضهما ، فكان طبيعياً أن تقل حركة السياحة المسافرة ، ولو كان هناك طيران منتظم ، لجاء الأيرانيون بأعداد أقل ، ولو تم تنفيذ البرامج بأحجام قليلة فإن الشركات ستحقق خسارة ، ونحن منتظرون حتى تكتمل الأعداد لتصل الى نسبة تجارية تسمح بوجود طيران عارض مستمر ، وأريد أن أضيف أن هذه الفترة هي بالنسبة لي فرصة للإلتقاء بالقوي السياسية

المختلفة وعلى رأسها السلفيين ، لشرح هذا الملف ، لأننا سبق وأن تحاورنا سابقاً في ملفات سياحية ، وكانت أكثر عنفاً من هذا الملف ، مثل الملف الخاص بسياحة الشواطئ وما كان يصفه البعض بسياحة العري ، والتماثيل وغيرها ، وإنتهت حواراتنا بالإيجاب ، وأنا لي تجربة شخصية كهشام زعزوع فقد تحاورت في السابق مع قيادات سلفية أذكر منهم علي سبيل المثال الدكتور نادر بكار ورفاقه ، حول قضايا

كانت تبدو شائكة وقتها ، وقد حدثت نقلة نوعية بعد هذه اللقاءات في تناولهم لهذه الملفات ، وتفهمهم لطبيعتها، ودعمهم لها ،واليوم هم أصبحوا داعمون لنا لإنجاح جهودنا المختلفة . وعلى سبيل المثال فإن الدكتور طارق سري جاء إلى برلين وشارك في فعاليات المؤتمر السياحي لدعمنا ، وقال أنه لم يكن يتصور أن هذه الصناعة تعمل بهذا الحجم وذلك التعقيد ، وأنها صناعة حقيقية وبها أدوات فنية ،

وديناميكيات دولية يجب الإلتزام بها ، وبالتالي حصل تفهم ، وحصل دعم ، إلى حد أنهم قالوا في تصريحات واضحة أننا ندعم السياحة المصرية بالكامل ، وقالوا ذلك حتى عندما سئلوا عن السياحة الشاطئية ، ولما جاءت السياحة الإيرانية حدث ما حدث من خلافات في وجهات النظر ، وخرجت تصريحات شديدة العدائية لفتح هذا الملف ، هنا أقول أن هذه الفترة التي بين الموسمين هي فرصة لكي نجتمع واُبدد هذه المخاوف بإذن الله ، ونتفق على أن الأمور ليست بهذا الشكل الذي تم تصويره .

فارس: هل بدأتم لقاءات فعلية مع السلفيين تحديداً في الوقت الحالي ؟
زعزوع: لا .. أنا كان لي دون ذكر أسماء وحتى لا اُحرج أحداً لقاءات ، ولكن حتي أكون دقيقاً كلها لقاءات تليفونية ، وخلال التليفون شعرت بفهم أفضل ، وأصبحت هناك أسئلة وإنتباه أكثر ، وكل أملي الأسبوع القادم وعلى أقصى تقدير قبل نهاية شهر ابريل الحالي أن يكون هناك لقاء موسع معهم ، وأنا طلبت هذا مع عدد منهم ، لكي نجلس ونتحاور ، وإن شاء الله سنصل الى نقطة تفاهم .

فارس: هل تعتقد أن ماحدث امام منزل السفير الإيراني بالقاهرة قبل أيام كان هو السبب في خروج مثل هذه " التصريحات " بأنكم أوقفتم السياحة الإيرانية رغم تأكيدكم عدم صحة ذلك ؟

زعزوع: أنا طبعاً ضد ما حدث أمام منزل القائم بالأعمال الإيراني ، وهوغير لائق ، وغير مقبول أن يحدث هذا ، لكن قيل لي أن عددهم لم يزد عن 50 فرداً ، وأن غالبيتهم ليسوا مصريين ، بل من إخوتنا السوريين ، وقد أعلنوا عن أنفسهم برفع العلم السوري ، ما يدل على ان ما حدث ليس تصرفاً مصرياً أو نابعاً من الشعب المصري .

فارس: في المقابل كيف ترى ما حدث من إتحاد الطلاب الإيراني وممثلي الشعب الإيراني عندما ذهبوا إلي منزل القائم بالأعمال المصري وقدموا له الزهور ؟

زعزوع: هذا تصرف أخجلني ،هذا تصرف وذاك تصرف ، بين ما حدث أمام سفارتنا في طهران ، وما حدث أمام منزل سفير إيران بالقاهرة ، فما حدث غير مقبول دينياً ، فنحن مأمورون دينياً بالحفاظ على سلامة وأمن من يزور مصر أو يقيم فيها ، وهو واجب ديني وأخلاقي في الأساس .

فارس: ما هو تفسيرك لرفض التيار السلفي للسياحة الإيرانية ، في الوقت الذي تتدفق فيه السياحة الصهيونية إلى مصر ، ولا يعترضها أحد ؟
زعزوع: السياحة الإسرائيلية واجهت رفضاً شديداً في البداية ، وكان هناك رفض شديد لهم ، لكن مع الوقت الأمور تم قبولها بإعتبار أنها سياحة للسياحة فقط ، وأن أجهزة الأمن في مصر لها عيون ساهرة ، للحفاظ على أي خروج عن القواعد ، فتم قبولها ، وأعتقد في هذا الملف الحالي " الإيراني " أن التيار السلفي لديه تخوف من دخول مفاهيم معينة ، من انه مع تدفق السياحة الإيرانية سيحدث تشييع لمصر ، وانا شخصياً أرى في ذلك مبالغة . وأن هذا التخوف مبالغ فيه .

فارس: كيف ستبدد هذه المخاوف لديهم ، ماذا ستقول لهم ؟
زعزوع: سأقول الكثير والكثير ، فمصر يدخلها ملايين السياح من مختلف الأعراق والديانات ، ولم نسمع في السابق ، أن السياح ينشرون الهندوسية أو السيخية ، أو يدعو الملحدون منهم إلى الإلحاد حينما يزورون مصر ، السائح يأتي للسياحة ، وحتى لو افترضنا أن لديه هدف معين ، هل سيستطيع في هذا البرنامج المشحون بالزيارات أن يجد الوقت الكافي لنشر التشيع في تلك المدة الصغيرة التي لا تتجاوز في أغلبها 10 أيام .

أين يجد الوقت لفعل هذا ؟! ، ثم لماذا لم تتخوف دولة مثل تركيا من أن ينشر حوالي 2 مليون سائح يأتون إليها من إيران المذهب الشيعي في بلادهم ، ولم نسمع طوال هذه السنوات الطويلة من عمر السياحة الإيرانية إلى تركيا أن المذهب الشيعي إنتشر هناك ، وليس من المنطق أن نغلق الباب امام السياحة الإيرانية ، ودولة مثل الإمارات بينها وبين إيران صراع حدود ومع ذلك لم تغلق الباب أمامهم . الكلام كثير ، والتخوفات أراها غير مبررة . وسيتم تبديدها كلها بإذن الله .

فارس: سمعت منكم في مؤتمر صحفي قبل أيام بأن مصر دخلها الآلاف من الشيعة العراقيين بعد الإحتلال الأمريكي وأقاموا في تجمعات كبيرة حول بعضهم البعض في مدن مصرية مثل 6 أكتوبر وغيرها ، ولم نسمع أن التشيع إنتشر بين المصريين!

زعزوع: نعم وقلت اكثر من ذلك ، قلت أن المصريين ذهبوا الى العراق وأقاموا فيه لعقود ، ذهبوا كسُنة وعاشوا في كنف العراق كسُنة أيضاً ، وعادوا إلي مصر سُنة ، ولم يتأثروا بغير مذهبهم ، رغم بقائهم لسنوات طويلة بين إخوانهم العراقيين ، فهل سيتأثروا ببضع ساعات يقضيها السائح الإيراني في مصر ؟! حتى لو أراد هؤلاء السياح فعلاً نشر المذهب الشيعي ! فأنا أرى أن هناك مبالغة شديدة في هذا الأمر .

فارس: هل تتوقع أن تؤثر مثل هذه الضجة على نوعية أخرى لسائحين شيعة يأتون من العراق أو الكويت أو لبنان أو البحرين ويمكن أن تؤثر فيهم سلباً وتخوفهم من زيارة مصر ؟

زعزوع: أتمنى وأطمع أن لا يحدث هذا ، وأنا مقبل على زيارات وجولات في هذه الدول وآمل ألا يحدث أي تاثير علپ هذه الأسواق المستقرة نوعاً إلى مصر .

فارس:‌هناك المجلس الأعلي لرعاية آل البيت في مصر ، ويقول أن لديه المئات من المرشدين السياحيين المتخصصين في سياحة العتبات المقدسة ، هل تتوقع أن تتم الإستعانة بهم مستقبلاً ؟
زعزوع: الحقيقة ليس في الوقت الحالي .أعتقد .

فارس: بمعنى آخر .. هل سيتم منح تراخيص إرشاد سياحي للناطقين باللغة الفارسية ، مثلما تمنح الوزارة تراخيص الإرشاد التقليدية للغات مثل الفرنسية والإيطالية بل وحتى العبرية ؟
زعزوع: طبعاً .. فمع الحركة السياحية ، أعتقد أنه سيتم دراسة مثل هذه العروض والإهتمام بها جداً من قبل المعاهد المتخصصة .

فارس: كيف ترى مستقبل الإستثمارات الإيرانية في مصر ، وخاصة في المجال السياحي ، إذا إعتبرنا أن هناك فندقة مملوكة لدول وأفراد خليجيين ، ومثلها يملكها ليبيون وغيرها من الفنادق المملوكة للعرب والأجانب ، هل تعتقد أن يتم فتح المجال أمام الجانب الإيراني أيضاً في هذا المجال ؟

زعزوع: نعم ، و" ليه لأ " .. فأنا أرحب بذلك ، وهل تعلم ان هذا المبنى الذي نجلس بداخله سوياً الآن - برج النيل الإداري - به مقر لبنك مصر إيران ، وكانت لإيران إستثمارات كثيرة ، وكانت بيننا شراكة مهمة في
مجالات مختلفة .. مثل بنك مصر إيران ..

ومصر إيران للغزل والنسيج ، وكانت هناك إستثمارات كثيرة بين البلدين في عهد الشاه وتوقفت بعد الثورة ، فلماذا لا تعود الأمور إلى طبيعتها ، وعموماً رأس المال لا عقيدة له ، رأس المال دائماً يبحث عن الفرص ويدرس المخاطر ، فإذا كان لدينا ثقة بالله أولاُ ثم بأنفسنا بعد ذلك فلماذا لا يتم مراجعة فرص الإستثمار وطرحها ، فنحن نرحب بكل الإستثمارات بما فيها الإستثمارات الإيرانية .

فارس: معالي الوزير في نهاية حوارنا بما تتوجه إلى الشعب الإيراني ؟
زعزوع: أقول له إن شاء الله بإذن الله مصر تفتح ذراعيها لكم كسائحين فضلاء لمصر ، وأتصور أنكم سوف تتمتعون بزيارة مصر والمعالم السياحية المصرية ، لأنها معالم فريدة لا يوجد لها مثيل في العالم كله ، وأعتقد أن هذه التجربة الثرية التي بدأناها معاً ستذهب الى الوجهة السليمة ، ونطمئن الى سلامتها لكم ولنا ، ونبني عليها في المستقبل حركة سياحة جيدة بالنسبة لكل من ايران ومصر.

فارس: معالي الوزير شكراً لكم على هذا الوقت الطيب مع وكالة أنباء فارس .
زعزوع: شكراً لكم .. شكراً جزيلاً .