المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقالب الزوجية.. كوميديا قد تنقلب إلى تراجيديا



على
02-01-2005, 10:58 AM
النهاية تكون الطلاق أحيانا

في حياتنا كثير من المواقف والطرائف والمقالب يكون بعضها مقصودا والبعض الآخر يأتي من دون قصد. الا ان هذه المقالب او المواقف قد تترك في حياتنا آثارا سلبية او ايجابية حسب نوعيتها، وحسب شخصية متلقيها سواء كان الزوج او الزوجة او الصديق او غيرهم، فالظرفاء من الازواج على سبيل المثال ليسوا كثيرين، وقد تنقلب بعض المواقف الى تراجيديا او دراما حامية تسبب خلافا يصل الى الطلاق في بعض الاحيان.

اما البعض الآخر من الازواج، فإنه عندما يفتعل مقلبا فإنما يكون هدفه تحويل رتابة الحياة الزوجية الى كوميديا لزيادة الالفة والمحبة واضفاء نوع من الفكاهة والدعابة بين الزوجين.

«القبس» ترصد في هذا التحقيق المقلب او الاكذوبة التي يكون هدفها اضفاء نوع من الفكاهة على الحياة، او بغرض الانتقام من موقف ما او الصدمة، او تكون من دون قصد سابق عبر استشراف انطباعات مجموعة من الناس لمعرفة اثر هذه المواقف على حياتهما الزوجية.


تتذكر منى دشتي احد المقالب التي قام بها زوجها نتيجة «طفاسته»، وشراهته، قائلة: اتصل بي زوجي، وكنت حديثة الزواج، ولم اعرف طبعه وعاداته بعد ليفاجئني بأنه دعا اصدقاءه المقربين على العشاء في المنزل، وعليّ الاستعداد لتلبية تلك الدعوة واعداد الطعام المتنوع من مكبوس لحم وورق عنب وبعض اشكال المحاشي، بالاضافة الى مأكولات اخرى كانت تحتاج مني الوقت الطويل لإعدادها.

وتشير الى انها اعترضت في البداية لضيق الوقت ولكونه لم يخبرها قبل الموعد بليلة على الاقل للاستعداد لتلك الدعوة، الا انه اصر لكونه اضطر الى توجيه هذه الدعوة بسبب رهان بينه وبين اصدقائه، وان عليها الاستعانة بشقيقتيه للاستعداد وتوفير وليمة تليق بالدعوة، خصوصا ان امامها حسب تعبيره الوقت، اذ ان العشاء سيكون في ساعة متأخرة.

وتتابع منى سرد ذلك المقلب بقولها:

وافقت تحت ضغطه وبالفعل استعنت بشقيقتيه والخادمة وكان يوما شاقا لإنجاز كل ما طلبه مني من مأكولات ومقبلات. وبعد انتهاء العمل وعودته الى المنزل فوجئت بأنه يطلب احضار الوليمة التي طلبها فاستغربت وسألته عن المعازيم واذ به يجيبني ضاحكا بأنه لا يوجد معازيم، وان ما فعله هو مقلب لأن اليوم كان الاول من ابريل. وعندها ثارت ثائرتي وثرت في وجهه غضبا فراح يهدئ من روعي متسائلا: ايهما اهم انا ام الاصدقاء؟ وعرفت انه اخذ من كذبة ابريل ذريعة ليطلب ما تشتهيه نفسه من الاكل لأنه اكول وشهيته مفتوحة، ومنذ ذلك اليوم لم اعد اصدقه في شيء، الا ان هذا الموقف كان مضحكا كلما تذكرته، وما زلت اذكره واذكره به كلما حدثني عن دعوة احد الى البيت لتناول الغداء او العشاء.


مفاجأة في الطائرة
يحدثنا مشاري يوسف المكيمي عن احد اصدقائه، وقد اسهب في احلامه بالسفر هو واسرته الى باريس وجعلهم يعيشون اجواء السفر الى اوروبا، وكيف ان هذه الرحلة ستكون من اجمل ايام العمر، ويقول:

راحت الاسرة تستعد للسفر الى باريس وتشتري مستلزماته، ومن شدة فرحتها بالرحلة الموعودة اخبرت جميع اصدقائها ومعارفها بأنها ستقضي هذا العام اجازة مميزة في ربوع باريس وستحظى بالتسوق من محلات مدينة الموضة، وبأحلام الشراء من باريس والهدايا التي ستجلبها من هناك.

وحان وقت السفر وتوجهت الأسرة الى المطار وعند الإعلان عن اقلاع طائرة الى بيروت فوجئت الأسرة بالأب يقول: هيا للاستعداد.. وبسبب الفرحة بالرحلة الموعودة وشدة الازدحام لم تنتبه الأسرة الى ان ما اعلن عنه هو قيام رحلة بيروت، وعندما حلقوا في الجو واعلن قائد الطائرة عن التوجه الى الاراضي اللبنانية وان باريس التي يقصدها الأب هي باريس العرب «بيروت» فوجئ افراد الأسرة بالمقلب الذي لم يكن مضحكا نهائيا بالنسبة الى الزوجة او الابناء بل ولد الخلاف في البداية، الا انه اصبح ذكرى طريفة عندما قضوا أياما جميلة هناك، وبات الموقف مضحكا عندما يتذكرونه أينما ذهبوا.. وقبل كل رحلة الى الخارج.


عيد زواج
وتبدو رومانس احمد انسانة رومانسية فهي اسم على مسمى تماما وتحب الاجواء الرومانسية التي تؤجج المشاعر والمفاجآت خصوصا التي تكون متزامنة مع المناسبات كأعياد الميلاد وغيرها.

وتتحدث عن اول مفاجأة اعدتها لزوجها في عيد زواجهما.. من انها لم تبد له اولا اي علامات تجعله يتذكر تلك المناسبة التي عادة ما ينساها بسبب زحام العمل وطبيعته المختلفة عن طبيعتها، حيث ابدت له في ذلك اليوم ومنذ بدايته انها تعاني المرض، وقد تذهب الى الطبيب ومن ثم ستعود لتنام في فراشها لأنها مجهدة وتحس بالمرض.

وعندما انتهى الزوج من عمله وعاد الى المنزل وجد الإضاءة خافتة وهدوءا يبشر بأن لا احد مستيقظ.. ولما دخل فوجئ بالأنوار تضاء مرة واحدة وبالأهل وزوجته يحيطون به قائلين: عيد زواج سعيد.. فقد اعدت رومانس وليمة وحفلة كبيرة دعت اليها اهل زوجها وأهلها وبعض الاصدقاء المقربين. وكانت مفاجأة له.

وتقول انه بعد ذلك اليوم اصبح يطلق عليها لقب «أم المفاجآت»، ومن وقتها اصبح تاريخ عيد زواجهما لا ينسى بالنسبة اليه.. وتشير الى ان المفاجآت السارة تحديدا تترك اثرا ايجابيا وذكرى سعيدة، وتقوي العلاقة بين الزوجين.


مبروك.. ربحت سيارة
يعتبر جواد علي ان بعض المقالب البسيطة مثل «ملح الطعام» تضفي روح النكتة.. ويقول ان زوجته اتصلت به بعد ان اشتركا في مسابقة كانت الجائزة الأولى فيها سيارة حديثة. وقبل الإعلان عن نتائج الفرز بيوم اتصلت به زوجته على هاتف مكتبه وهي تتحدث بلهجة وطريقة ونبرة المذيعة حليمة بولند مقلدة صوتها لتقول له انه فاز بالجائزة الأولى، والف ألف مبروك لك.. وعليك ان تحضر حالا لاجراء لقاء مصور معك في احد الفنادق، حيث ستكرم وتسلم مفاتيح السيارة هناك.

ويكمل جواد سرد تفاصيل المقلب الطريف قائلا: لقد كانت فرحتي لا توصف رغم معرفتي واقتناعي بأن حظي عاثر وانني اخر انسان يمكن ان يفوز بقلم كجائزة، وليس سيارة.. ومن دون وعي مني خرجت مسرعا وفي الطريق اخبرت زوجتي عبر هاتفي النقال بالمكالمة السعيدة التي تلقيتها وبأنني متوجه الى الفندق المذكور.. واخذت احلم بالسيارة وبحظي الذي انقلب 180 درجة.

ودخلت الفندق وسألت الاستعلامات عن المذيعة.. لكنهم اخبروني بأنهم لا يعرفون شيئا عن الموضوع. وبينما اتلفت يمينا ويسارا اذ بزوجتي تدخل من الباب الرئيسي للفندق متجهة نحوي.. اعتقدت في البداية انها جاءت لتشاركني فرحتي، فجلسنا ننتظر المذيعة حتى كانت المفاجأة عبارة عن كيكة كتبت عليها زوجتي «عيد ميلاد سعيد وتعيش وتاكل غيرها».. عندها عرفت انه مقلب من زوجتي كانت تقصد من ورائه اسعادي رغم انه اصابني بخيبة امل كبيرة وقتها لخسارتي السيارة التي كان سعرها اغلى بكثير من سعر الكيكة.


مواقف مادية
فلاح مبارك كان من الذين يرون ان بعض المقالب او المواقف تشعل نارا وجحيما في الحياة الزوجية وقد تؤدي الى الطلاق في احيان كثيرة خصوصا ان شخصية الزوج العربي لا تتقبل المزاح او المقالب الكاذبة دائما.. ويعتبرها البعض خدعة مؤذية وقع فيها.

ويشير الى ان صديقاً له اقدم على تطليق زوجته بسبب احدى هذه الخدع، حيث طلبت منه في احدى المرات مبلغا كبيرا من المال لشراء الملابس الشتوية لها وللأولاد ولدفع اقساط متراكمة عليها.. لكنه فوجئ بعد فترة من الزمن بأن المبلغ الذي اعطاها إياه كان مصيره الضياع في شراء الماكياج عندما فوجئ باتصال من احدى الشركات به نتيجة تأخره في سداد المتبقي عليه من شراء زوجته للماكياج.. والمفاجأة الاكبر ان زوجته عللت فعلتها بأنها اشترت الماكياج من اجله.. الامر الذي اشعل البيت حريقا ادى الى وقوع الطلاق لأن الزوجة لا تضع الماكياج نهائيا في المنزل ولم تتزين به للزوج.


ملح الحياة ونيرانها..المقالب بين الزوجين لا تتوقف وان كان بعضها ايجابيا فإن البعض الآخر سلبي.. ولكن الدافع وراءها جميعا هو حالة او موقف.. علي خليل يعتبر ان المقالب المضحكة تضفي نوعا من الفكاهة والبهجة على الأسرة وتجعل الحياة اكثر اشراقا وحيوية وان المواقف الكوميدية لاتظهر لدى كثير من الأسر بسبب طبيعة شخصية كلا الزوجين التي تكون في معظم الاحيان جادة او منهكة بسبب طبيعة العمل وعناء الحياة العملية او الميل الى التعاطي المباشر والضروري فقط وبما تفرضه ظروف الحياة..

وفي المقابل فإن ظهور المواقف الطريفة والكوميدية والمضحكة التي لا تقلب غما عادة ما تكون بين طرفين متفاهمين يتمتعان بالراحة المشتركة في حياتهما ومشاعرهما بعضهما تجاه بعض وتمتعهما بروح الدعابة.

ويؤكد عبدالشافي مسعود ذلك ويقول: انه في بعض الاحيان تجد ان احد الزوجين يتمتع بخفة الدم بينما الآخر بالجدية وهنا قد يحدث التصادم بسبب المقالب او المواقف لاختلاف النموذجين بعضهما عن بعض.

أما نبيلة شاهين فإنها تقول ان بعض الأزواج والزوجات لا يتقبل احدهم موقفا حتى لو كان بغرض الدعابة من الطرف الآخر ويأخذ الموضوع على محمل الجد، الامر الذي يثير الخلاف.. وتضيف: كلنا يعرف ان الزوجات على سبيل المثال لا يتقبلن المزاح من الزوج في أي أمر قد يمس مشاعرهن أو يهدد حياتهن الزوجية.

وتشير الى موقف حدث مع والدتها لم تنسه قائلة: دخل والدي ذات يوم الى المنزل وبصحبته فتاة جميلة جعلها تنتظر عند الباب ثم دخل الى والدتي يخبرها ان الشرع حلل له الزواج بأربع وقد جلب زوجة ثانية ثم اصطحبها وهي في حالة ذهول بين المصدقة لما تسمع وغير المصدقة، وقال لها هذه زوجتي الجديدة فما رأيك؟ هنا أصيبت أمي بانهيار وإغماء ولم يتمكن والدي من اخبارها بالحقيقة إلا عندما افاقت ليقول لها: اردت ان اختبر حبك لي وهذه خادمتك التي انتظرتها طويلا نتيجة تأخر معاملتها اكثر من ثلاثة اشهر. ولكن الهيئة التي رأت أمي عليها الخادمة لم تقتنع معها بأنها خادمة وليست زوجة ثانية. وهذا الموقف جعلها دائما تقول له: «ليس لك أمان».

اما نادر الكندري فيعتبر تقبل المقالب او المواقف يعتمد على طبيعتها وعلى شخصية متلقيها ومدى استيعابه لها.

وترى فاطمة حبيب ان الصداقة والحميمية بين الزوجين واضفاء روح خفة الدم لا تتطلب غموضا او مقالب بل حياة طبيعية في مسيرة تحمل معها المواقف المضحكة التي تضفي على الحياة طعمها.