المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السقوط الكبير لخلايا التكفير!



على
02-01-2005, 10:16 AM
بعد أقل من 24 ساعة على العملية الناجحة التي نفذتها القوات الأمنية ضد أحد أوكار الارهابيين في السالمية صباح الأحد, وجهت هذه القوات ضربة موجعة جديدة للإرهاب كان ميدانها هذه المرة منطقة مبارك الكبير, حيث داهمت في الساعة الثانية فجراً موقعاً للإرهابيين فتساقطوا جميعاً ولم يفلت منهم أحد, فقد قتل أربعة وأصيب ثلاثة, فيما استسلم ثلاثة آخرون لقوات الأمن.

واستشهد خلال العملية مواطن بريء عندما طالته رصاصات الإرهابيين الغادرة أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر, كما أصيب ثلاثة من رجال الأمن إصابة أحدهم خطيرة.(راجع ص2-12)
وعزز من أهمية عملية الأمس التي استغرقت تسع ساعات أن أحد الذين ألقي القبض عليهم فيها هو الزعيم الروحي للشبكة الارهابية عامر خليف العنزي الذي كان شقيقه ناصر قتل في المداهمة التي جرت في السالمية أول من أمس, وحسب تأكيد مصدر أمني ل¯ »السياسة« فإن عمليتي أمس وأول من أمس شكلتا »ضربة قاصمة« للإرهابيين وستؤدي الى كشف كل أوكارهم الأخرى واستسلام الباقين لرجال الأمن تباعاً.

بداية عملية أمس جاءت نتيجة معلومات وردت الى رجال أمن الدولة تفيد بتحصن مجموعة من المطلوبين على ذمة قضايا أمنية في أحد المنازل بمنطقة مبارك الكبير فتوجهت قوة كبيرة قوامها 300 رجل أمن مسلح الى المنطقة المبلغ عنها وداهمت المنزل الذي يتحصن فيه الارهابيون لكنهم تمكنوا من الفرار بأسلحتهم الخفيفة الى القطعة 7 وفي طريقهم الى هناك كانوا يطلقون النار على كل من يصادفهم خشية ان يكون من رجال الأمن وجراء ذلك قتلوا المواطن محمد منصور الفريح, كما حاولوا قتل مواطن آخر يدعى محمد المقداد بعد ان رفض اعطاءهم سيارته لكنه نجح في الإفلات منهم.

وعندما رأى الإرهابيون أنهم محاصرون من كل الجهات من قبل رجال الأمن لجأوا الى مسكن إمام مسجد كمال الدين بن همام الذي يقضي حالياً اجازة العيد في سورية, وعلى الفور تم استدعاء رجال القوات الخاصة لاقتحام المسكن بعد ان رفض الارهابيون الاستسلام وردوا على هذا المطلب بقولهم: »سنقتلكم يا كفار« وبدأ تبادل اطلاق النار بين الجانبين بشكل كثيف دلت عليه عشرات الطلقات الفارغة التي ملأت الساحة المحيطة بالمسكن وطالت ابواب ونوافذ المنازل المجاورة حيث لم يستسلم المطلوبون الا بعد نفاد ذخيرتهم واسفرت العملية عن مقتل اربعة ارهابيين هم: محمد ماطر مرزوق عبيد »كويتي« وعلي بن عبد الرحمن بن فهد »سعودي« وعثمان زيد مطشر وضايف جمروز عواد »وكلاهما بدون, كما اصيب منهم ايضا كل من: فايز علي موسى »الذي توفي ليلاً متأثرا بجراحه« ومحمد عيسى واحمد نغيمش, واعتقل ثلاثة اخرون وهم: عامر خليف العنزي واحمد مسامح »كويتيان« وعبد الله بن عون »بدون«.

واصيب في العملية ثلاثة من رجال الامن بينهم ضابطان هما النقيب مشاري السداني والملازم اول حمد السمحان, اصابة احدهما خطيرة وكذلك الرقيب اول محمد باسم البصيري نقلوا على اثرها الى مستشفى العدان فيما نقل المصابون من الارهابيين, الى مستشفى مبارك مصحوبين بحراسة مسلحة.

على هذا الصعيد اولت القيادة السياسية عملية مبارك الكبير اهتماماً كبيراً, فقد بعث سمو امير البلاد الشيخ جابر الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ سعد العبد الله السالم وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد برقيات تعزية الى ذوي المواطن محمد منصور الفريح, مؤكدين ان تضحيته الغالية في سبيل الوطن ستظل خالدة في نفوس المواطنين, كما اشادت برقيات اخرى بعثتها القيادة السياسية الى المصابين من رجال الامن بما قدموه من تضحيات وتفان في سبيل الكويت.

وشددت تصريحات كبار المسؤولين امس على ان المواجهة ستتواصل مع الجماعات الارهابية حتى يتم استئصال والقضاء على جميع اوكارها.
في هذا الاطار جدد سمو رئيس مجلس الوزراء وصفه لهؤلاء الارهابيين ب¯ »الفئة الضالة« التي تحاول »العبث بأمن الوطن وسلامته بازهاقها للأنفس التي حرمها الله تعالى وترويعها للآمنين, بما يتنافى مع مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف وقيم مجتمعنا السامية«.
واشاد سموه في رسالة وجهها الى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ نواف الاحمد بالتضحيات الجسيمة لرجال الامن في سبيل الحفاظ على امن الوطن وسلامته.

الشيخ نواف الأحمد ألمح بدوره إلى استمرار تعقب الإرهابيين أينما وجدوا, مؤكدا في تصريح إلى الصحافيين أن»التحقيقات مع الفئة الضالة الذين قبض عليهم ستوضح أهدافهم, ومن وراءهم , ومن يغذي هذه المجموعة الارهابية المنظمة ويتعاون معهم«.
وفي السياق في نفسه أكد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل وزير الاعلام بالوكالة فيصل الحجي تعرض الكويت »لخطر حقيقي« واصرار الحكومة على التصدي لكل اشكال الإرهاب وعدم التهاون مع التطرف بأنواعه كافة و»الخارجين عن الملة والقانون« وقال الحجي ان الاحداث كانت متوقعة وصدرت تعليمات صريحة من سمو الشيخ صباح بضرورة اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها واستئصال السرطان قبل ان يستشري في المجتمع, لكنه رفض خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف المحلية أمس الربط بين الجماعات الارهابية والجمعيات الدينية والخيرية في البلاد, موضحا ان المواجهة الآن هي مع »هذه الجماعات التي تحمل فكرا تكفيريا ولها ارتباطات خارجية«.

وقال الوزير الحجي إن »الطريق صعب وطويل« ولكن لابد من خوضه, كما اعترف بأن »الخطر كبير ولم نكن ندرك أن حجمه بهذا الشكل«, مشيراً الى ان مجلس الوزراء اتخذ قراراً باستئصال هذه الظاهرة.
وأوضح من جهة أخرى انه سيتخذ الاجراءات القانونية بحق حزب الامة الذي اعلن اسلاميون تأسيسه قبل أيام لمخالفته قوانين البلاد.

وقد أعلن مجلس الأمة على لسان رئيسه جاسم الخرافي امس »دعم السلطة التشريعية لجميع الاجراءات التي تتخذها السلطة التنفيذية للتصدي للارهاب وحفظ امن واستقرار البلاد«.
وقال الخرافي في تصريح الى الصحافيين »سنظهر للجميع في جلسة مجلس الأمة اليوم ان الكويت تقف يدا واحدة في مثل هذه المواقف لحماية أمن البلد«, لكنه اعرب عن اعتقاده بأن الارهاب في الكويت ليس ظاهرة.