المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ساحر المشاهير والفنانات يعترف !



على
02-01-2005, 10:06 AM
هناك شياطين من الانس أصعب من شياطين الجن وعلى الناس الحذر

هناك مثل شعبي يقول: «رزق الهبل على المجانين»، وتبدو الحقيقة أن «رزق الدجالين.. على المشاهير» فاللجوء إلى الدجالين لم يعد مقصوراً على البسطاء، وإنما تخطاهم إلى طبقات أخرى من المشاهير كالفنانين والإعلاميين ورجال وسيدات الأعمال الكبار والمثقفين.. فالعلم لم يعد يقنع هؤلاء، والطب بات وسيلة لا تحقق غايتهم، لذلك يلجأون إلى أشخاص هم في نظرهم شيوخ مبروكون.

في هذا الحوار نلتقي مع ساحر الفنانات والمشاهير الذي اعتزل السحر والشعوذة وتاب إلى الله توبة نصوحا، وأدى فريضة الحج عسى أن يتقبل الله توبته.. حيث يعترف بحكايته في عالم السحر والشعوذة سواء منه أو من الدجالين الآخـرين، ويقدم نصائحه للناس بألا ينجرفوا في هذا العالم لأنه وهم وليس فيه شيء من الحقيقة وكله «نصب في نصب» ويدعوك إلى قراءة هـذا الحوار لتكتشف بنفسك أساليب خداع الدجالين المختلفة لنصب شباكهم على الضحايا لابتزاز أموالهم.


> كذب المنجمون ولو صدقوا، أو صدفوا ـ متى صدقتها؟ وإلى أي مدى؟ قبل أو بعد التوبة؟

ـ أنا مؤمن ومصدق بها في كل وقت قبل توبتي وبعدها.. ولكن ظروف حياتي التي سبق أن شرحتها ووسوسة الشيطان هما السبب في سلوكي هذا الطريق.

سأروي لك قصة قصيرة تؤكد هذا المعنى: تزوج رجل اسمه عصفور امرأة اسمها جرادة، وكانا يعيشان عيشة الفقر، الأمر الذي كدر جرادة كثيراً، فقالت لزوجها عصفور: اذهب ودبر لك شغلاً حسناً ترزق منه خيراً كثيراً، لأن المعيشة التي نحن فيها سيئة للغاية.

فقال لها: يصعب أن أخالف رغبتك، ولكني أجد الأمر صعباً. والعمل غير ميسر لدي الآن، وربما مع الأيام نحصل على الخير الوفير، لأن من صبر ظفر، والأمور مرهونة بأوقاتها.

فقالت له: إن سمعت مني تجد عملا حسناً، غير أن ذلك يلزمه فصاحة في اللسان، وصمود في العمل.

فقال لها: وما هذا العمل الذي يشترط فيه كلام كثير؟

أجابته: هو أن تعمل منجماً، وتدعي أنك تعلم الغيب، ولا تظن أن ذلك غير ممكن، ولكي تفعل ذلك، تأخذ هذه السبحة وتنادي بصوت جهوري وتقول: أكشف الغيب وأعرف البخت، فمن قصدك وسألك شيئاً مال قلبه فيه، قل له ما يتراءى لك، ولا تظن أن أحداً يعترضك في ذلك!.

فسلم عصفور أمره لله وأخذ السبحة، وخرج يمشي في الحواري والأزقة، وينادي بأعلى صوته «منجم يعرف الغيب، ويكشف الأسرار، ويعمل الأعمال العجيبة»، ولم يزل يمشي من حارة إلى حارة، ومن بلد إلى بلد، حتى وصل إلى شارع واسع. وكان في هذا الشارع قصر الملك، فلما وصل إلى القصر، تصادف وجود الملك مع الملكة في تلك الساعة! وكانت الملكة حبلى، فقالت: هيا بنا نحضر هذا الرجل ونسأله إذا كان يعرف الغيب حقيقة أم لا؟

فلما حضر المنجم بين يدي الملك سأله: هل أنت منجم تعرف الغيب؟ أجابه: نعم أعرف ذلك. فقال له الملك: أخبرني هل ستلد الملكة إبناً أم بنتاً؟

احتار عصفور في أمره ماذا يجيب ! فصار يعد حبوب السبحة ويقول صبي.. بنت حتى انتهى على آخرها، فجاءت آخر حبة «بنتا»، فأعاد العدد مرة ثانية فجاءت آخر حبة «صبيا». فوقع في مأزق وأخذ يفكر. فقال له الملك: تكلم ماذا ظهر لك؟ فقال المنجم: ظهر لي أنها ستلد «صبيا بنتا» وهو كلام مبهم. فقال: عرفنا ذلك! أكشف لي هل ستلد في الطابق الأعلى أو في الطابق الأسفل؟

أخذ عصفور السبحة وصار يعد ويقول.. ستلد فوق.. ستلد تحت، وأخذ يكرر هذا حتى انتهى على آخرها. فقال له: تلد فوق تحت. فقال الملك لمن حوله: خذوا هذا الرجل وأبقوه تحت الحفظ حتى تلد الملكة. فإن صدق في قوله أكرمناه وأحسنا إليه، وإن لم يصدق نجازيه بالجلد على كذبه ـ بما يستحق تأويباً له وعبرة لغيره.

أخذ الحراس عصفور ووضعوه تحت المراقبة، وهو يفكر ماذا يفعل. وذات يوم كانت الملكة في الطابق الأسفل، فأتاها المخاض فولدت ولداً قبل أن يتمكنوا من حملها إلى فوق. وحينما طلعت الطابق الأعلي ولدت بنتاً! وبذلك تحقق كلام عصفور الذي قاله ببديهته من دون معرفة، ولكن حكمة الله اقتضت ذلك. ففرح الملك وأحضر عصفوراً لديه ولاطفه، وأنعم عليه بمال وافر، وقال له: ستقيم عندي، وإذا احتجنا إلى شيء سألناك عنه.


عجائب الصدف
ساء ذلك عصفور لعلمه أن المسألة جاءت عفواً وخاف إذا سئل عن شيء بعد ذلك ولم يجب أن يقع تحت طائلة العذاب، وصار يفكر في حيلة يخرج بها من قصر الملك. وصار يترقب الفرصة إلى أن خرج الملك يوماً في الصباح الى الحمام. وبعد ذهابه ببرهة وجيزة تبعه عصفور ودخل عليه مسرعاً من دون إذن صاحب الحمام، وكان الملك لم يرفع ثيابه عنه. فمسك به عصفور، وقال له: أخرج يا مولاي حالاً. عجل بالخروج من هذا المكان، اسرع لا تبطئ، لا تتأخر. وسحبه من ياقته إلى الخارج.

تعجب الملك من فعله ولم يتمكن من سؤاله، وكان قصد عصفور من ذلك أن يظهر نفسه مجنوناً أمام الملك فيطرده «ولكن جاء الأمر بخلاف ذلك، لأنهما بعد بضع خطوات سقط الحمام على من فيه. تعجب الملك كل العجب، وظن أن عصفوراً ما قصد بإخراجه من الحمام إلا نجاته من الموت فضاعف له الأجر، وضاعف له الإكرام، وأنزله أحسن مكان، وأمر أن يقوموا بخدمته أحسن قيام، وصرح له بالدخول عليه في أي وقت أراد، وأن يطلب منه ما يريد ويرغب.

فطاب العيش لعصفور، وأرسل لامرأته مالاً وافراً، ونسي حالته الأولى، ورغب في الإقامة بقصر الملك بعد أن كان خائفاً من ذلك.

وفي أحد الأيام كان الملك واقفاً أمام شباك القصر يستنشق رائحة الزهور، ويشاهد تلاعب الطيور، وإذا بعصفور (طائر) يطارد جرادة، فاضطرت الجرادة أن تدخل كم الملك والعصفور وراءها. أمسك الملك كمه وهما في داخله، وإذا بعصفور المنجم داخل عليه فرحاً مسروراً، فقال له الملك: جئت حين الحاجة إليك. أخبرني بالحال ما الذي داخل كمي؟ إن عرفت أجزلت عطاءك، وأحسنت جزاءك، وإن لم تعرف لا يكون لك إلا القتل العاجل.

خاف عصفور واضطربت أفكاره وتغيرت أحواله، ورأى الموت نصب عينيه ونسي العز الذي هو فيه، والكرامة التي حصلت له.

فلما رآه الملك توقف عن الجواب، قال له: لماذا لا تجيب؟ تكلم في الحال وإلا قتلتك من دون إهمال.

فتحير عصفور، وقال: ايها الملك لا أقول لك إلا جملة واحدة هي« لولا جرادة ما وقع عصفور» وهو يعني امرأته جرادة التي أوقعته، فظن الملك أنه عرف تماماً أن العصفور الذي في كمه لو لم يطارد الجرادة لما وقع في الأسر. فجاء قوله مطابقاً كل المطابقة لحقيقة الحال.

تعجب الملك من ذلك وأخرج الجرادة والعصفور من كمه، وقال له: حقيقة أنك تعرف الغيب ولا يمكن لأحد أن ينازعك في ذلك! لأنك عرفت أن الملكة تلد ولداً وبنتاً وعرفت أن الحمام على وشك السقوط فأسرعت وأنجيتني منه. والأغرب من هذا كله عرفت كيف أنه لولا جرادة ما وقع العصفور! وكان ذلك كما رأيت بعيني، ومن حيث أن كل شيء وقع كما أخبرت عنه، فاطلب مني ما تريد، بشرط أن تُقيم هنا بالقصر.

فقال عصفور للملك: أرجوك أن تسمح لي أن أذهب إلى بيتي لكي أعيش مع امرأتي.

فأنعم عليه الملك بمال وافر وخير كثير، وذهب الي جرادته هادئ البال.

وإلى هنا يمكن القول «كذب المنجمون ولو صدقوا أو صدفوا».


قارئة الفنجان
> وماذا عن قارئة الفنجان؟

ـ ذهبت مرة لزيارة الشيخة «قارئة الفنجان»، فلما دخلت عليها قابلتني بكل احترام وقالت لي: «اجلس يا شيخ هذا يوم عيد لنا لأنك شرفتنا في منزلنا»، وجلست على فرو صوف.

وبادرتها قائلا: أتيت إليك في أمر مهم. قالت: خير. قلت لها: «انتي بتشوفي الأتر. أم بتقرئي الفنجان؟». قالت: «مش أنا دي الست الكبيرة اللي بتشوف الأتر والفنجان مع بعض»، فقلت لها: وأين هي؟، فأجابت: «الست الكبيرة..! فيه حد ميعرفش الست الكبيرة؟! الست الكبيرة بتحضر على جسمي وتتكلم بلساني»

وسألتها: في أي وقت تحضر؟

قالت: «أنا اللي بحكم عليها أحضرها في أي وقت أشاء».

أخرجت من جيبي منديلين: الأول لأنثى تبلغ من السن 67 عاما والمنديل الثاني منديلي أنا. أخذت الدجالة مني المنديلين وبقيت تشم كل منديل على حدة كما يشم كلب الشرطة أثر الجريمة، ثم تركتني وخرجت. وبعد قليل عادت ومعها مبخرة من النحاس. أشعلت الفحم في المبخرة، وأطلقت البخور، وبعد حوالى ربع الساعة، تغيرت ملامحها، وخبطت بيدها على الأرض ثم قالت: «سعيدة». أجبتها: سعيدة مبارك. فقالت: اسمع يا شيخ.. هات منديل الست. أخذته وقالت: أبكر أم متزوجة؟، أجبتها إنها بكر، فشمت المنديل وقالت: «يا خسارة كل ما يجي عريس يخطبها يخرج ولا يرجع ثاني.. غلبانة حظها أسود من أرن (قرن) الخروب.. مسكينة معمول لها سبعة أعمال كل عمل في مكان.

... لا. لا. لا تتجوز الآن، لسه بدري».

فقلت لها: «يعني إمتى كده؟»، قالت: «بعد هذا سر سهر» (تقصد أحد عشر شهرا)

ثم قالت: تعرف تكتب كتوبا؟ فأجبتها: إيه يعني كتوبا؟ وكانت ابنتها بجواري فقالت: بتقولك إنت بتعرف تكتب؟، فقلت: طبعا. فقالت الشيخة: «دهز هلم وورطة». فقالت ابنتها: بتقولك جهز قلم وورقة. جهزت قلما وورقة فهمهمت: «فرجة همرة، وفرجة هودة، وفرجة دمئية، وديد أهمر تبير، وتدي هود سدير، وهشر سمهات طبار، وهشرة تردم مكس، وهسرة تردم ما ترد، وتيد تومي تبير، وديل هنا، مهاك تلات هيام، تأضر فيها الهادات، وتدبهم هنا، هلسان نهمل لها رده، ونفت لها الاهمال».

وبعد هذه الهمهمة انتفضت أكثر من مرة، ورجعت إلى حالتها الطبيعية، ثم قالت: «اياك تقول الست خدمتك؟».

فقلت لها: «طبعا، لكن الأشياء اللي طلبتها مش فاهم منها حاجة»، فقالت بنتها: «أنا أفسرها لك.. فرجة همرة (فرخة حمرة) وفرجة هودة (فرخة سوداء) فرجة دمئية (فرخة جمعية يعني من كل لون) وتديد أهمد تبير (ديك أحمر كبير) وتدي هسور سدير (جدي أسود صغير) وهشر سمهات طبار (عشر شمعات كبار) وهشرة تردم مكس (عشرة درهم مسك) وهشرة تردم ما ترد (عشرة درهم ماء ورد) وتيد تومي تبير (ديك رومي كبير) وديله هنا (كيلو حنا) مهاك ثلاث هيام (معاك ثلاثة أيام) تأضر فيها الهادات (تحضر فيهم الحاجات) وتدبهم هنا (وتجيبهم هنا) هلسان نهمل لها رده (علشان نعمل لها رضوة) ونفت لها الأهمال (ونفك لها الأعمال).

أجلت الحكم عليها قليلا حتى ترى منديلي.

وبعد قليل حضرت إلى مساعدتها، ومعها فنجان من القهوة وقالت: اتفضل اشرب هذا الفنجان، فقلت لها: المنديل لا يخصني، ولكنه خاص بزميل لي في العمل، فذهبت إلى سيدتها ورجعت وقالت: «تقولك اشرب الفنجان على نيته هو»، فشربت الفنجان.

وبعد قليل حضرت الست قارئة الفنجان، وجلست ثم تثاءبت وتمطعت، ووضعت على وجهها طرحة بيضاء، وأخذت الفنجان، وأخذت تنظر فيه ثم قالت: «صاحب هذا المنديل كم عمره؟، قلت لها: 22 سنة تقريبا، فقالت: هل هو متزوج؟ فقلت لها: لا. فقالت: مريض. فقلت لها: لا، فقالت: أمال أنت عايز أشوف له إيه؟، فقلت لها: لقد خرج منذ شهرين ولم نعرف له مكانا، فنظرت في الفنجان، وقالت: «بتشتموه ليه؟ أهه زعل وسابكم وطفش، وهو حاليا موجود عند أحد التجار في مدينة بور سعيد، وسيحضر لكم بعد سبعة أيام بعد العصر، بس أوعوا تزعلوه منكم تاني».

فقلت لها: أسافر لكي أحضره؟ قالت: لا لأنك لا تعرف مكانه، لأنك لو سافرت، هو سوف يراك وأنت لا تراه، فأنا سأسهر عليه لمدة خمسة أيام حتى أحضره لك، بس على شرط لا يغضبه أحد!

فقلت لها: أخبريني عن حالته حاليا، هل هو تعبان أم مستريح؟ فقالت: إنه حاليا يأكل فولا مدمسا مضافا اليه البيض وسمك ورز، يرتدي بنطلونا وقميصا مقلما ومبسوط وفرحان ومعه مبلغ 135 جنيها.

وهنا انتهت من قراءة الفنجان، ولكني لم أتركها! فقلت لها: أنا صاحب المنديل، فبهتت ولم تتكلم، وقالت: لماذا تفعل ذلك؟ فقلت لها: لكي اختبرك هل تعرفين أم لا؟ فقالت: خليها في سرك أنا امرأة تربي أيتاما، هذا أحسن من ان اتجه الى الانحراف وممارسة الرذيلة!

فلم أرد عليها وخرجت من عندها وأنا ساخط عليها وعلى أمثالها وهكذا تكون حيل النصب، والدجل، والاحتيال، على مئات الضحايا وضعاف النفوس الذين وقعوا في شباك الدجالين.


بيت العفاريت
ويستطرد الشيخ مبروك حديثه فيقول: هناك حكايات كثيرة عن أماكن يسكنها الجان ويهرب الناس من دخولها حتى لا يؤذيهم، ولكنها في الحقيقة حكايات من صنع البشر.

ومن هذه الخرافات حكاية منزل مسكون بالجن. فقد توفي رجل في بلدة من عهد غير بعيد، وترك بيتا جميلا، وكان ذلك البيت متسع الأرجاء كثير الغرف مزينا بالنقوش والزخارف البديعة الشكل، اللطيفة المنظر، وفي صحن الدار نافورة من المرمر لطيفة الصنع، وعلى دائرها جملة تماثيل مختلفة الأشكال والألوان والمياه تتدفق من أفواهها.

ولم يكن لذلك الرجل ولد يرثه، فأصبح ذلك البيت من بعد وفاة صاحبه خاويا من الناس خاليا من الإنس، فاتفق أقاربه على بيعه، وكانت آمالهم عظيمة في أنه يساوي مبلغا وفيرا، وما ان أعلنوا خبر بيعه حتى أشيع أنه مسكون بالجن، وداخله عفريت، وامتدت هذه الإشاعة في البلد حتى صارت حديث الناس في سمرهم، وإن خالف أحد هذا الاعتقاد وذهب ناحية البيت فانه لا يعود إلا معتقدا بأن البيت فيه مارد وشياطين! فابتعد الناس عن شرائه، وخاف الورثة سوء العاقبة، خصوصا بعد أن تقدم أحد الناس لشرائه، ودفع فيه ثمنا لا يساوي ربع ثمنه.

وقبل أن يستلم الورثة هذا المبلغ حضر شاب شجاع سمع بخبر البيت، وما يقوله الناس عنه، وكان من الذين لا يبالون بأمر الجن ولا يخافون من العفاريت، فقابل الورثة، وطلب منهم مبلغا من المال، وتكفل لهم بطرد الجن ومسك العفريت أو طرده!

قبلوا منه ذلك وأعطوه نصف الأجر تحت الحساب، وعند المساء ذهب ذلك الشاب وأخذ معه مسدسا يستعين به وقت الحاجة، ولما وصل البيت استراح قليلا وبعد إطفاء الشمعة نام. وبعد قليل شعر بأن يدا تسحب الغطاء عنه، فأمسك بها بكل قوته وقال: من الذي يشد الغطاء؟ من الذي يشد الغطاء؟

قال: أنا عفريت ولازم آخذ منك اللحاف، وإلا لبست جسمك.

فما كان من الشاب إلا أنه صبر قليلا ثم ترك الغطاء بغتة، فانقلب العفريت الذي كان يغالبه على قفاه، فقام الشاب، وركب على صدره، ووجه المسدس إلى رأسه وقال له: أخبرني من أنت وإلا خطفت روحك.

فخاف منه، وقال له: أتركني وسوف أخبرك. ما أنا عفريت ولا جن بل أنا مثلك إنس لا أختلف عنك إلا بقبح منظري.

فتركه وأوقد الشمعة لينظر من هو، فرآه رجلا قبيح المنظر، كأن عينيه تقدحان شررا، قال له: أخبرني ما سبب وجودك في هذا المكان؟

فقال: الضرورة هي التي أجبرتني لأني رجل فقير الحال عديم الكسب، وعندي أسرة كبيرة لا يعولها أحد غيري، فقصدت رجلا لكي يدبر لي عملا أعيش منه، فأمرني بأن أحضر كل ليلة إلى هذا البيت لأقيم فيه، وأوصاني إذا شعرت بدنو أحد من أهله أصفق بيدي، وأضرب على صفيحة أعددتها لهذه الغاية، وإذا رأيته جسورا ولم يعبأ بذلك أطلق الماء دفعة واحدة فتخرج من أفواه التماثيل عموما. وأقف فوق النافورة وأصرخ بأصوات تخيفه.

وقد كنت أفعل ذلك مقابل عشرين قرشا عن كل ليلة، ولا تسأل كم كنت مسرورا بهذا العمل الذي خفف عني وطأة الفقر، ولما كنت أسمع في النهار عن الجن كنت أضحك في نفسي، وأطلب من الله أن يبقي العالم في غفلة لتدوم هذه الحالة، ولكن مع الأسف كانت المدة قصيرة.

فلما سمع الشاب كلامه ساقه أمامه وقدمه للورثة وقص عليهم حكايته، فظهر لهم أن الرجل الذي كان يستأجره هو الذي تقدم ليشتري البيت، ودفع فيه ثمنا بخسا.

وشاعت الأخبار، وعرف الناس عموما أن مسألة الجن هي حديث خرافة، وتقدم جماعة واشتروا البيت وعملوه مدرسة ثم صار بيتا للعلوم.

(انتهى)

أتيت الكبـائـر

> بعد كل ما حكيت كيف ترى نفسك؟ وماذا جنيت؟

ـ لقد ارتكبت كل الكبائر مع بعض الحسناوات من اللائي يترددن علي واستطعت خلال سنوات طويلة أن أكوِّن ثروة طائلة وأصبحت أمتلك برجاً في أرقى أحياء القاهرة. لقد حرمني العمل في «السحر» من حريتي الكاملة فقد كنت لا أستطيع الذهاب الى المنتزهات والاماكن العامة حتى لا يراني أحد الزبائن. ومن هنا كنت أسافر في موسم الحج إلى أوروبا أنا وزوجتي وابني الوحيد أسامة وأخبر زبائني أنني أقوم بأداء فريضة الحج.

> ما سبب اقدامك على التوبة؟ وكيف؟

ـ ذات يوم سافر ابني أسامة ووالدته إلى الإسكندرية وبعد سفرهما بأسبوع اتصلت بي زوجتي وأخبرتني أن أسامة قد غرق في مياه العجمي، ولم تستطع شرطة المسطحات المائية العثور على «جثته»، كادت الصدمة تفقدني عقلي وخارت قواي في لحظة وحاولت أن أتماسك وسافرت بسيارتي أنا والسائق الخاص بي إلى الإسكندرية وهناك وجدت زوجتي ترتدي ملابس الحداد وحولها مجموعة من النسوة يشاركنها حزنها، وسألت أصدقاء أسامة الذين كانوا يسبحون معه عما حدث فتأكدت أن ابني قد غرق بالفعل، وأنهم فشلوا في انقاذه على الرغم من محاولاتهم. عقب وفاة ابني توقفت عن العمل في الدجل والسحر وأصبح يعيش داخلي «هاجس» أن غرق ابني وراءه عملي في السحر أو في النهب والاحتيال ومن هنا قاطعت هذه الأعمال وقررت «التوبة» وقمت بأداء فريضة الحج، وأصبحت أفرق بين الحلال والحرام بل أؤدي الصلاة في المسجد.. وأفكر جديا في التنازل عن جميع ما أملك لاتخلص من المعاصي تماما وأقابل ربي بوجه تائب متذلل إليه..

> ما النصيحة التي توجهها إلى الناس بعد هذه التجربة المريرة؟

ـ استعن بالله في كل أمورك، وإذا سألت فاسأل الله.. اجعل الله أمامك في كل ما تفعله، واتق الله في كل حياتك حتى ينجيك من كل سوء بإذنه ومشيئته.

وأخيرا أخي المسلم هناك شياطين من الأنس أصعب من شياطين الجن فكن حذرا منهم.

على
02-01-2005, 10:28 AM
وراء كل دجال فريق عمل يساعده على الإيقاع بالضحايا


> نسأل محمود ابو زيد وشهرته الشيخ مبروك عن أساليب السحر المختلفة؟

ـ أولاً الأحجبة التي كنت أعطيها لذوي الحاجة متنوعة حسب رغبة الشخص فهناك أحجبة لجلب الرزق، وأخرى للمحبة، أو الزواج، أو الطلاق، وهكذا.

> وماذا عن انواع الأحجبة وما كنت تكتب فيها؟

ـ احجبة النجاح أكتب فيها شوية خرافات وخزعبلات مثل حجاب به ورقة بيضاء مكتوب عليها أحرف مثل «ا ل ز ر ع أ ك ل ه أ ل ج ر ا د و ه ت ب ق ى س ن ة خ ر ا ب» تعني «الزرع أكله الجراد وهتبقى سنة خراب».

وحجاب آخر مكتوب عليه «ف ي م ا ل ط ة ا د ن و ت ن ب ل» وتعني هذه الأحرف «في مالطة أدن وتنبل».

وفي حجاب ثالث: «ن م ح ط ف ي ا ل ن و م» وتعني «نم حط في النوم».

وفي حجاب رابع: «ج ر دل م ز ف ت م ن ه إ ش ر ب» وتعني «جردل مزفت منه إشرب».

وفي حجاب خامس: «س ر ي ر خ ش ب م ت ي ن و د و ل ا ب ص غ ي ر و م ش ط ع ا ج ك ب ي ر» وتعني «سرير خشب متين ودولاب صغير ومشط عاج كبير».

هذه بعض أنواع أحجبة النجاح التي كنت أعطيها لطالبي النجاح، وطبعاً كلها كلام فارغ والناس يعتقدون بها، وفي بعض الأحيان يصادف أن ينجح الطالب أو الطالبة ويأتياني حاملين الهدايا والأتعاب الكبيرة.

> وماذا عن أحجبة الرزق؟

ـ يحضر لي من يشكو قلة الرزق ووقف الحال.. وأطمئنه وأعمل له حجاب الرزق ويأخذه معتقدا أنه بمجرد خروجه من عندي سيلاقي الرزق أمامه كثيرا.

> هل من أمثلة ؟

ـ في يوم حضر إلي رجل أعمال يشكو وقف الحال وقلة الدخل.. فقلت له: ولا يهمك سأعمل لك حجابا تعلقه على شجرة كل ما يهفهف عليه الهواء يكثر زبائنك.. وفعلاً أخذ الحجاب وعلقه على شجرة وبعد أيام عاد إلي وقال: «يا عم الشيخ الحجاب ما جابش نتيجة»، فقلت له: «انت وضعت الحجاب عكس الهواء والحجاب ما بيطرش عموماً. خذ كمان حجاب وغير الشجرة»، وفعلاً فعل ما أمرته به.

> وماذا كتبت في هذه الأحجبة؟

ـ الحجاب الأول كتبت عليه بالقلم الأحمر كلمة واحدة «لا» والحجاب الثاني كتبت عليه «لا الرزق لك». > وماذا عن بقية الأحجبة؟

ـ كل الأحجبة خرافات وكلام غير مفهوم أو كلام ساخر.

> وماذا عن الأساليب الأخرى؟

ـ النوع الثاني هو فتح الكتاب والنساء أكثر زبائنه. يبدأ الشيخ النصاب بالسؤال عن اسم الشخص المراد فتح الكتاب له واسم امه، ثم يهمهم بكلمات غير مفهومة للشخص الواقف أمامه، خصوصا اذا كانت امرأة، ويقول: «ابشري أيتها الجالسة أمامي بحصول المال وبلوغ الآمال وموافقة الرجال والرزق الحلا، وابشري برزق جديد ولابد من الفرح العاجل وقريباً سيحصل اتصال بمن تحبينه، وانت تحبين عشرة من الناس وتهوين الضحك وتكرهين الشر والنكد. قلبك أبيض بتقابلي الناس مقابلة طيبة هم معاكي وشك وشك ظهرك ظهرك وفيه جماعة بينك وبينهم كلام كثير ربنا هينصرك عليهم، وأمامك سكة سفر يمكن بعد نقطتين يومين أسبوعين شهرين سنتين . واعلمي أن الله معاكي ويدلك على كل حاجة»..

وطبعاً كل هذا الكلام نصب في نصب وكل من يشتغل في هذا النصب حافظه عن ظهر قلب لأنه يشمل كل مواصفات السيدات اللواتي يأخذن الكلام ويترجمنه حسبمـا يـدور في رؤوسهن من افكار.

3 فرخات لمرجان
وقد تذهب المرأة إلى هذا النصاب وتقول له: لقد سرقت مني أشياء دلني على مكانها. وعلى الفور يطلب منها قيمة الأتعاب حسب التسعيرة وبعدها يأخذ بياناتها وعنوانها حتى يسخر الجن لمعرفة مكان الأشياء المفقودة ومن الذي أخذها، ويعطيها ورقة تضعها تحت رأسها. وبعد أسبوع تأتي إليه حتى يدلها على السارق والمسروق وتقول: «ها هي الورقة البيضاء لم يظهر فيها شيء كما قلت لي»، فيقول لها: «الخادم هنا مش عندك في البيت، وهنا يتم فتح المحضر ومعرفة السارق، هو احنا بنشتغل في الشارع ولا بنشتغل في قسم شرطة، دي مملكة لها كبير»، ويقوم الدجال بفتح الورقة البيضاء ثم يضعها أمامه على دخان البخور المتصاعد، فإذ بكلام واضح يظهر عليها..

«بسم الله الرحمن الرحيم بالكشف على منزل المذكورة وجدنا أن الذي سرق مسروقاتك رجل لا طويل ولا قصير لا أبيض ولا اسمر وعينه سليمة ومصارينه فيها وجع شديد وفيه عنده حسنة في شعر العانة وإذا أردت مسروقاتك عليك باتباع الشيخ والمطلوب 3 فرخات واحدة سوداء وواحدة بيضاء وواحدة رزي وقدميها للشيخ علشان يعزم عليها وارمي كل فرخة منها لكلب أسود.. إمضاء الجن مرجان، وللعلم أنا مابظهرش من زمان ولكن ظهرت علشانك فقط».

وبعد هذا ينظر النصاب إلى المرأة ويقول لها: «ما رأيك يا ست؟ إن كنت عايزه مسروقاتك ترجع نفذي كلام مرجان»، فتقول المرأة طبعاً وتقوم بتنفيذ ما يقوله مع دفع المعلوم وخلافه. والخدعة هنا أن يقوم الدجال بكتابة أي عبارة يريدها على ورق أبيض بماء البصل النازل من البصلة ولأنه ماء أبيض لا يظهر على الورقة البيضاء، وحينما يضع الدجال الورقة على البخور وصهد النار يظهر الكلام المكتوب على الورقة، والمرأة لا تدري طبعاً .

خدعة المقابر
ويواصل الشيخ مبروك سرده لأساليب النصب والدجل التي يمارسها المشعوذون على ضحاياهم، فيقول:

ـ هناك نوع آخر من الدجالين يقوم بعمل تمثيلية أمامك قبل أن تدخل عليه كأنه لا يعلم بوجودك، فحين تهم بالدخول عليه تشاهده واقفا ورافعا يديه إلى السماء وظهره لك وتسمعه يقول: «ليه يا رب؟ ليه تديني علم الغيب؟ يا رب احجب عني علم الغيب لأني تعبت من خدمة الناس وهم لا يقدرون خدماتي»، وبعد أن يقول هذه الكلمات يستدير ويقول: اسمك ايه؟ ترد.. فيكتب الاسم على ورقة ويدخل غرفة الكشف، وبعد فترة يعود ويقول: «مسكين غلبان. الله يجازي أولاد الحرام. انت عملت فيهم ايه علشان يعملوا لك هذا العمل الاسود؟». ثم يقول: «انت جاي عايز ايه؟». تحكي له مشكلتك، فيدخل غرفة الكشف مرة أخرى ويخرج بعد فترة ويقول: «انت ابن حلال وأمك دعيالك، اسمع يا بني انت معمول لك عمل ومدفون بجوار بئر والبئر في مدافن في إحدى المحافظات التي تنتمي أنت إليها»، بالطبع تقول له: أتوسل إليك فكه . فيقول لك: «أحسن حاجة نطلعه حتى تتخلص منه ولازم تكون معايا».

توافق وتدفع له 500 جنيه وكل المصاريف.. وزيادة في تطمينك يقول لك: «لو ذهبنا ولم نجد المطلوب سأعطيك أضعاف فلوسك التي صرفتها»، وهذا طبعاً يزيد اطمئنانك وثقتك به.

ويذهب بك إلى المكان الذي حدده في المقابر، ويسلم على حارس المقابر. ولو ركزت جيدا في طريقة السلام ستلاحظ أن الدجال وحارس المقابر يعرفان بعضهما بعضا، ولكن طبعاً يحاولان التظاهز بغير ذلك أمامك. يدخل الدجال المقابر ويتلفت يميناً وشمالاً وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة. ويظل يبحث عن البئر حتى يجدها ثم يمسك بعصا ويقول لحارس المقابر: احفر هنا. وطبعاً لا يجد شيئاً، ويستدير الدجال، ويأمر الحارس بالحفر في ناحية اخرى، فيجد العمل وهو عبارة عن قطعة قماش ملفوفة، وعند فتحها تجد أوراقا مكتوبة بالأحمر ومن جملة المكتوب عبارة تقول «لا تجعلوه يتزوج ابداً وخلوه كل ما يخطب واحدة لا ترضى به وإن تزوج يطلق من تاني يوم»، وفي ورقة أخرى صورة فتاة تجري وشاب يجري وراءها.. فيأخذ الدجال الورقة والصورة ويضعهما في ماء حتى تذاب الكتابة من على الورقة ويقول لك: «خلاص فكيت السحر وابطلت مفعول العمل».. طبعاً تهلل وتمنحه مزيدا من الاموال.

وهنا أوضح لك ان هؤلاء الدجالين لا يعملون طوال شهر رمضان، ويتفرغون لكتابة أوراق يكتبون عليها من خلال خبرتهم بالناس جميع المشاكل التي يعانون منها كأنها «عمل»، ويكتبون في حدود 100 عمل (عمل بمرض، الصداع، النزيف، الخناق، بالتشاجر بين الزوجين، لتعطيل الزواج .. إلخ).

ثم يأخذ الأعمال ويسافر بها إلى محافظة من محافظات وجه قبلي أو بحري وينزل في مقابر بلده ويقوم بدفن عشرة أعمال في المقابر كل واحد بعيد عن الآخر، ثم يذهب إلى بلد آخر في المحافظة ويقوم بدفن عشرة أعمال أخرى بالطريقة نفسها. ويجري ذلك في معظم محافظات مصر، وفي الوقت نفسه يدون في اوراقه اسم البلد واسم المقابر ويرسم «كروكي» للمكان ويقوم بعمل علامات على الرسم للأماكن المدفون فيها العمل وكل هذا في شهر رمضان ـ طبعاً هؤلاء الناس لا يصومون ولا يصلون وبعد انتهاء شهر رمضان وحلول العيد، يبدأ الناس في الذهاب إلى هؤلاء الدجالين.. ويقوم النصاب بممارسة هوايته في استخراج الأعمال بحيث يقوم بفك عدد 10 أعمال في الشهر.

الشيخ إبليس!
> هناك من يتحدث عن استخراج السحر من الحائط او تحت البلاط..؟

ـ توجد كل يوم أساليب جديدة لطرق النصب والدجل لاصطياد الضحية بسهولة. وهذه القصة التي سأرويها لك من الأساليب الشيطانية فعلاً التي استخدمت لاصطياد الضحايا.

في يوم ما دعاني أحد الأصدقاء لتناول الغداء معه فأجبت الدعوة، وذهبت إليه وكان يقطن في حي من أحياء مصر الجديدة، وبينما نحن حول مائدة الطعام. التفت صديقي إلي وقال: أنا عندي من السن 57 عاماً ما رأيت ولا نظرت شيئاً مثل الذي رأيته ونظرته بعيني منذ خمسة عشر يوماً. فقلت له ماذا رأيت؟

قال: بينما أنا واقف بجوار سيارتي أمام العمارة التي اقطن بها، إذا برجل على وجهه أثر الصلاح نظر إليّ. وقال: إسمك هشام؟ قلت: نعم. فقال: يا حاج هشام أنت معمول لك سحر ومحطوط في الشقة التي تسكن بها ومحطوط تحت البلاط إن شئت طلعت معك وأشرت إلى مكانه، فأنا تحت أمرك وأنا لا آخذ على ذلك أجراً من أحد. إنما أجري آخذه من الله. وإذا أردت أن يطلع معنا أحد تختاره أنت ليرى بعينه معك فأيضاً أنا تحت أمرك.

وأراد أن يتركني ويمشي وأمسكت به. فقال: دعني إن العصر يؤذن إني ذاهب إلى المسجد لأصلي. فقلت له: صل عندي في الشقة.

فقال: لو دفعت لي عشرين ألف جنيه على أن أترك صلاة الجماعة ما تركتها.

ذهبنا إلى المسجد وصلينا العصر معاً، وبعد الصلاة رأيت كثيراً من الناس يسلمون عليه ويحاولون أن يقبلوا يده وهو يمنعهم من ذلك ويقول: استغفر الله، فلما رأيت ذلك ازددت حباً وتمسكاً به وقلت له: والله لن أتركك حتى تزورني في شقتي ليحصل لها البركة. وبعد إلحاح شديد قال: لولا أن شقتك ليس مدفونا فيها سحر تحت البلاط لما ذهبت معك، ولكني سأذهب معك لكي اخرجه لك.

وجاء معي ولما وصلنا إلى باب الشقة وجدت صديقين من أعز أصدقائي يسألان عني سلمت عليهما وعرفتهما بالشيخ، وقلت لهما بأنه حضر خصيصاً علشان يطلع سحر معمول لي ومدفون تحت البلاط، وطلبت منهما أن يأخذا بالهما من كل حركة يفعلها الشيخ فهزا رأسيهما بالموافقة.


فن الدجل
تجول الشيخ في الشقة ونحن من ورائه وهو ينظر يميناً وشمالاً وأعلى وأسفل ثم رجع وجلس في مكانه وقال: يا حاج هشام بقالك أد إيه ساكن في الشقة؟ قلت: ثلاث سنوات قال: لما بتسافر إلى بلدك بتسيب الشقة لمين؟ قلت: لا أتركها لأحد فقال لي: ماجتش يوم من الايام ولقيت شيء منقول من مكانه؟.. قلت: نعم.. رأيت مرة أشياء منقولة من مكانها ولكن لم ينقص شيء. فهز رأسه وقال: ربنا سبحانه وتعالى أمر بالستر.

ثم قال: اسمع يا حاج هشام الأعمال المعمولة في الشقة ثلاثة أعمال، واحد تحت البلاط واثنان في الحيطان وهذا يكلفك كثيرا. فقلت له: يا شيخ هل نسيت قولك انك لا تأخذ أجراً.

أجاب: نعم قلت، ولكن لقيت الأعمال عليها خُدام شداد وهم موكلون بها ولازم نطرد الخدام.

فقلت له: وأي شيء تحتاج لطرد الخدام؟

قال: نتفق على مبلغ محدد وبعد ما أطلع لك الأعمال نتحاسب.

واتفقنا على مبلغ محدد. ثم قام الشيخ بعد ذلك وأخرج من جيبه مترا وذهب إلى صالة الشقة وقاس من باب الشقة مترين للداخل، ثم أخرج قلماً من جيبه وخط خطا على الحائط ثم قاس من البلاط لأعلى متراً واحداً ثم خط خطاً وربعه وقال: «كسروا البياض فستجدون السحر على الطوب الأحمر».

وكان المربع الذي حدده 15 سم مربعاً فقلت في نفسي، سأفعل وإن لم أجد شيئاً فسيكون هذا الرجل نصاباً أو بعقله جنون، وكانت دهشتنا أننا وجدنا تحت البياض فوق الطوب الأحمر العمل كما قال. وهو عبارة عن ورقة ملفوفة بعد أن فككناها وجدناها مكتوبة بالحبر الأحمر وفيها كلام غير مفهوم وبداخلها إبر غشيمة (إبر ليس لها خروم) وقطعة عظمة وضرس صغير، فأخذها الشيخ ووضعها في قليل من الماء. نظرنا إلى بعضنا ووجدنا أنفسنا نحن الثلاثة ننحني على يده لكي نقبلها بعد أن رأينا بأعيننا ما أدهشنا، وقلنا له في صوت واحد: طلع لنا الباقي يا شيخ، فطلع العمل الثاني من حائط دورة المياه مثل ما فعل في الأول.

أما العمل الذي تحت البلاط فجاء الشيخ إلى غرفة الجلوس وقعد يعد في البلاط ابتداء من الباب إلى أن عد عشر بلاطات ثم أشار إلى البلاطة الحادية عشرة وقال: اخلعوا هذه البلاطة ستجدون تحتها العمل، فخلعناها فوجدنا تحتها العمل الثالث كما قال.

فقلت له: أطلب ما تشاء يا شيخ. طلب 135 جنيهاً فأعطيته مائتين، بعد ذلك سمعنا عنه أنه هو الشيخ الوحيد الذي يفعل ذلك.


خطة محبوكة
هذا هو الحديث الذي سمعته من صديقي الحاج هشام ونحن على مائدة الطعام. وبعد أن غسلنا أيدينا وجلسنا نشرب القهوة قلت لهشام: ما اسم الشيخ الذي فعل ذلك وما عنوانه؟ قال: لا أعرف له اسم أو عنوان ولكني على موعد معه اليوم في أحد المساجد. فقلت له: إني أحب أن أتقابل معه، فهل عندك مانع؟ فقال: على الرحب والسعة.

نزلت معه وركبنا سيارته وذهبنا لمقابلة الشي،خ وفي الطريق قلت له: في أي مسجد أعطاك الموعد؟، قال: في مسجد الحسين عند المقصورة، قلت: «على بركة الله». ولما وصلنا إلى المسجد ودخلنا اتجهنا إلى الضريح فوجدناه جالساً بجوار الحائط وهو يتلفت يميناً وشمالاً. سلمنا عليه فرد علينا السلام. وجدته رجلاً أبيض في وجهه أثر السجود، قليل الكلام.

خرجنا معا من المسجد، وجلسنا على مقهى، وبعد قليل وجهت كلامي للشيخ المجهول وقلت له: «فضيلة الشيخ اسمك إيه؟» أجاب: «اسمي جلال».

فقلت له: «يا عمي الشيخ جلال ممكن تتكرم مشكوراً بالزيارة»، قال: «ما أزور أحداً الا بإذن ربك».

فقلت له: «أين تسكن حتى أزورك»، قال: «أرض الله واسعة»، قلت: «إذا أنا حبيت أتقابل معك ففي أي مكان القاك؟» قال: أتركها لله ساعة ما تحب تتقابل معي هتلاقيني أمامك».

قلت له: «لكن المكان العام الذي تقعد فيه فين؟»، قال: «أنا حالياً برتبة عقيد ويمكن بعد شهرين أترقى لرتبة عميد ـ قلت في نفسي حتى الأولياء لهم رتب ـ واضاف: «في هذا الشهر بالذات ليس لي مكان محدد لأني كل يوم في بيت من بيوت أولياء الله الصالحين، وعلى كل حال أنا بكون كل يوم جمعة في مسجد مولانا الحسين رضي الله عنه و«بكون على القهوة اللي بين المسجد وبين الميضة اللي الناس الجهلة بيسموها قهوة المجاذيب».

فقلت له: «لكن آخر الليل بتنام فين؟» قال: «كيف أنام وجهنم مشتعلة والجنة كل يوم تتزين لأهلها، فقلت له: الله معك»، واستأذنت من الحاج هشام وأنا أفكر في سر الشيخ جلال وسر الأعمال والسحر من الحوائط وتحت البلاط فلم أجد ثغرة أصل بها الا أن أتصل بمن يعرفونه ويشهدون له بذلك. فأدركت ان الشيخ جلال لا يسكن إلا في الأحياء المقسمة للبناء أما الأحياء القديمة فلا يقربها.

وبعد حوالي شهر لمحت الشيخ جلال جالساً مع بعض الناس على قهوة قريبة من قسم شرطة الخليفة، ومن محاسن الصدف أنني أعرف اثنين ممن معه، فوقفت بعيداً عن المقهى وأنا أراقبه فوجدته يتكلم معهم بطريقة غير الطريقة التي كان يتكلم بها معي، طريقة بعيدة عن المشيخة المصطنعة. وبعد قليل انصرف الشيخ.

رجعت إلى المقهى وجلست فوجدتهم يتكلمون في سيرة الشيخ جلال، ولمحني صديقي محمد ممن كانوا يجلسون معه فانتقل وجلس بجواري قلت له: «إيه موضوع الشيخ جلال اللي شاغلكم؟» فقال لي: «أتعرفه»؟ قلت: «لا»، قال: «أحسن إنك متعرفوش». قلت له: «يا راجل حرام عليك دا باين عليه راجل طيب دي علامة الصلاة في وجهه»، فضحك صديقي وقال: «هذا الرجل أنا مسميه الشيخ إبليس لأنه بيعمل حاجات مش ممكن إبليس يعملها. كان في الأول بيشتغل قرداتي بيأجر قرد ويلف بيه وآخر النهار يرجعه لصاحبه. وهو أصلاً من الفيوم ومتعرف على جماعة مبلطين ومبيضين محارة، ويتفق معهم على دفن العمل بخمسة جنيهات. هو بيعمل السحر ويلفه في ورق سلوفان ويعطيه للمبلط علشان يدفنه له تحت البلاط وهو بيبلط ويعرفه مكانه وفي سبيل ذلك يعطي المبلط خمسة جنيهات على العمل الواحد الذي يقوم بدفنه.

وأيضاً يفعل ذلك مع عامل المحارة يعطيه العمل (السحر) ليضعه على الحائط ويبيض فوقه ويحدد مكانه للشيخ إبليس، الذي يتقابل مع الضحية بطريقته الخاصة، أحياناً يتقابل مع ضحاياه في الطريق العام وأحياناً يطلع بنفسه يطرق الباب ويتكلم معهم بأسلوبه الخاص. وله طرق كثيرة يقنع بها ضحيته دون أن يشك فيه أحد». وهنا ضحكت وتركت صديقي وانصرفت.

أساليب ملتوية للحصول على المال
> بعض الدجالين لا يطلب مالا.. بل يطلب من الشخص الذي يلجأ اليه شراء الأشياء التي يحتاجها بنفسه، كيف تفسر هذا؟

ـ إن أنت ذهبت إلى أحد هؤلاء الدجالين ليكتب لك حجاباً أو ورقة لتحقيق ما تريد، سيطلب منك أن تشتري بنفسك الأشياء الخاصة لغرضك. مثلا لو ذهبت إلى أحدهم وحكيت حكايتك سيطلب منك شراء بخور اسمه «عود صليبة» ويقول لك ان العود الواحد بجنيه أو جنيه وربع ويكرر عليك هذا السعر عدة مرات، ويطلب منك خمسين عودا. وطبعاً تذهب إلى العطار فتجد أن ثمن العود الواحد أربعة جنيهات، أي أن مجموع ثمن الأعواد سيصل إلى 200 جنيه، بينما تكلفتها لدى الدجال 60 جنيها، فترجع فوراً إلى الدجال وتعطيه المبلغ وتقول له اشتريه انت يا مولانا. ويأخذ الفلوس برضاك كأنه يخدمك من دون مقابل.

وهناك حيلة أخرى أن يطلب منك مجموعة أشياء معظمها متوافر باستثناء عنصرين غير موجودين إطلاقاً مثل «كمون، كزبرة، فلفل اسود، ريشة حداية عاقر، بيض نمل طيار، سن قلم حبر..

وتشتري كل هذه الأشياء، لكنك طبعا لن تجد ريشة حداية عاقر، وبيض نمل طيار، فترجع إلى الدجال الذي يقول لك: «هي مش موجودة فعلاً لأني متفق مع صياد بيعرف الحاجات ديه ولكن هيه غالية شوية»...

وتضطر أنت لدفع ما يطلبه منك ويصل المطلوب إلى 500 جنيه أو أكثر حسب الحالة المادية للشخص الذي أمامه.

الأعمــــــال السفلـــية
> شاعت كثيرا حكايات استخراج الاعمال السفلية؟

ـ هذا الأسلوب معروف لجميع الدجالين والنصابين.. فتأتي السيدة وتعرض مشكلتها فيقول: «لها معمولك عمل خطير جداً ومدفون في أماكن يصعب الوصول إليها.. ولكني سأسخر الجان لإحضار هذا العمل، وسوف أحضر إلى منزلك وأخرج العمل أمامك.. وهنا تنبسط الضحية وتقبل يديه وطبعاً تدفع المعلوم الكبير آلاف الجنيهات» ويحضر الدجال إلى منزل الضحية وتجري عملية النصب. وهنا يطلب النصاب حلة بغطاء ويقول لأصحاب البيت املأوها بأنفسكم، ثم يأخذ غطاء الحلة ليكتب عليه الطلاسم الباطلة، يملأ يد غطاء الحلة بالزيت ثم يقول للضحية:

«خذي الغطاء برفق وغطي الحلة وحاسبي على الزيت اللي فوق أحسن يندلق وبعدين ميجيش العمل» ثم يحذرها مرات عن موضوع سكب الزيت، وتقوم بتغطية الحلة بنفسها ويقول لها اجلسي أمامي ويزيد من البخور أمامه ويظل هكذا وينادي بأعلي صوته هات يا جن يا احمر العمل وارميه في الحلة، هات يا جن يا ابيض العمل وارميه في الحلة، احضروا بسرعة احسن أصرفكم بالنار .. وبعد حوالي خمس دقائق من هذه المظاهرة مع النداء على الجن يقول الدجال للمرأة ارفعي الغطاء من على الحلة، وانظري داخلها فتلاقي بداخلها لفافة العمل وهي عبارة عن ورقة فيها ذرات زجاج وحبات رمل ومسحوق من الشمع وخصلات شعر ومكتوب في الورقة باللون الأحمر كلام غريب عبارة عن الحروف إياها.. تمسك المرأة بالورقة وتفرح «إن العمل اتفك» وتزيد في دفع المعلوم وتضاعفه.. والحيلة هنا.. عندما يمسك الدجال بغطاء الحلة لكتابة الطلاسم الخرافية عليه يقوم بلصق هذه اللفافة في بطن غطاء الحلة بسرعة ومن دون أن يلاحظه أحد.. ويشغل المرأة بموضوع الزيت لشد انتباهها حتى لا ترى اللفافة الملصوقة وهذا الأسلوب من فك العمل يتقاضون عليه آلاف الجنيهات ولا يستطيع أحد كشفه بسهولة»

على
02-01-2005, 10:44 AM
الأحجبة مجرد خزعبلات والمجني عليهم شركاء في الجرم



لكي تعمل في هذه المهنة لا بد أن تعرف أدق أسرار المشاهير
> من أنت وكم عمرك؟

ـ اسمي محمد أبو زيد وشهرتي الشيخ مبروك. عمري 55 سنة، حاصل على ليسانس آداب قسم وثائق ومكتبات منذ أكثر من 32 سنة. وبعد تخرجي في الجامعة بخمس سنوات بدأت حياتي الوظيفية وكان عمري وقتها 28 سنة، كموظف بسيط في وزارة الأوقاف. لم تكن لي أي علاقات نسائية، فلم أكن شابا وسيما ينجذب إليه الجنس اللطيف ودخلي البسيط لا يكفي لدعوة فتاة أو زميلة عمل على كوب ليمون في «كازينو»، لذلك عشت حياتي وفترة مراهقتي وشبابي أعاني الحرمان العاطفي خاصة والحرمان عامة من كل شيء حيث كنت أقيم في «حارة» في أحد الأحياء الشعبية داخل بيت على وشك الانهيار تشاركني الإقامة فيه الفئران والعناكب، حوائطه رطبة بسبب المياه الجوفية التي تسبح فوقها بيوت «الحارة». لذلك عانيت كثيرا في حياتي وأصابني الفقر بالعديد من العقد النفسية أولها بالطبع الاكتئاب الذي تعانيه الأغلبية العظمى من الناس.

الراقصة ابتسام

> كيف اتجهت الى الدجل والسحر؟

ـ ذات يوم كنت عائدا للتو من صلاة الجمعة وكنت أرتدي جلبابا أبيض وطاقية بيضاء، كنت ألبسهما مرة واحدة في الأسبوع أثناء تأدية صلاة الجمعة لعدم وجود بديل لهما، وفي يدي مسبحة. وبمجرد أن دخلت السكن سمعت طرقا على باب الحجرة، وعند فتح الباب وجدت سيدة ارستقراطية آية في الجمال والأناقة، بهرني شكلها ومظهرها حتى أنني «تلجلجت» في الرد عليها عندما سألتني: حضرتك الشيخ مبروك؟ وتذكرت أنها قادمة للسؤال عن الشيخ مبروك الذي انتقل إلى رحمة الله منذ شهرين، وكان يعمل في أمور السحر والشعوذة والدجل. وتأكدت أنها قادمة لقضاء حاجة من هذا القبيل، وتذكرت الفقر والقحط الذي أعيش فيه، مما دفعني إلى الكذب عليها قائلا: ماذا تريدين من الشيخ مبروك؟

قالت: اسمح لي بالدخول وسأخبرك بما أريد..

أجبتها وجسمي يرتعش من الخوف خشية أن يكون شاهدها أحد الجيران: تفضلي يا هانم.

ثم عرفتني بنفسها قائلة: أنا مدام ابتسام.. شوف يا عم الشيخ مبروك أنا سمعت عنك منذ فترة طويلة، وكنت أتصور أنك شيخ كبير وذقنه طويلة.

فقاطعتها بسرعة: الموضوع يا أختاه ليس بالسن.. المهم إنجاز العمل المطلوب.

قالت: أنا بكل صراحة أعمل راقصة وقد كنت فنانة مشهورة في شارع محمد علي، ولم يكن هناك فرح من الأفراح الشعبية إلا وتكون الراقصة «ابتسام» على رأس قائمة الفنانين الذين سوف يقومون بإحيائه. ومنذ فترة لاحظت أن طلبي لإحياء الأفراح يقل، وحتى من يطلبني يفاصل في الأجر بعد أن كنت آخذ الأجر الذي أريده، وكانت الأفراح التي أحييها يسودها الاحترام من المتفرجين. ولكن خلال هذه الفترة لاحظت أن الشجار دائما يحدث بين المتفرجين في الحفلات التي أحييها، مما أصابني بالإحباط، كما لاحظت أن بعض أفراد الفرقة التي تعمل معي بدأوا يلجأون إلى فنانات غيري لكثرة الطلب عليهم لأنهم يريدون أن يعملوا يوميا مثلما كانت الحال معي. ونبهتني إحدى صديقاتي الى أن هذا الوضع غير طبيعي، أي أن هناك أحدا عمل عملا لي كنوع من الغيرة.. ونصحتني بالحضور إليك لأن اسمك مشهور ولك بركات كثيرة مع الناس.

بمجرد أن سمعت بداية كلامها عرفت مشكلتها قبل أن تحكيها وقلت لها: عرفت مشكلتك. ومن فضلك انتظري ولا تتكلمي واصمتي تماما.

وجلست أمامها أفكر في كيفية استغلال هذه الفرصة للحصول على المال الذي سيخرجني من الفقر الذي أعيش فيه. وظللت أسبح بالمسبحة التي في يدي وأهز رأسي يمينا وشمالا لأوهمها بأنني أفكر وأفحص مشكلتها مع الجان الذي استخدمه لفك الأسحار والأعمال. وفجأة بدأت أرعش جسمي وأنظر إليها فوجدتها تدقق النظر فيّ، فقلت في نفسي «أزيد شويتين» في الرعشة لأزيد ثقتها بي. وظللت على هذه الحال لدقائق بسيطة، وفجأة أوقفت الرعشة وبعد برهة نظرت إليها وقلت لها: أنت يا ست ابتسام معمول لك عمل صعب جدا بوقف الحال وتطفيش الزبائن منك وتخريب الأفراح والحفلات التي تحيينها، والعياذ بالله، وقد قامت «بعمله» واحدة من الراقصات سامحها الله. والعمل مدفون في مكان صعب يحتاج إلى عمل دؤوب وجهد كبير لاستخراجه وإبطال مفعوله.

الضحية الأولى

> ماذا فعلت ابتسام بعد سماع كلامك؟

ـ فوجئت بهذه السيدة الجميلة تقوم من مكانها وتأخذ بيدي وتقبلها وتقول: بركاتك يا شيخ مبروك.. وإيه العمل يا عم الشيخ؟

قلت لها : اصبري فإن مع العسر يسرا.

فقالت: منذ شهرين لم يطلبني أحد في فرح.

أجبتها: كل عقدة ولها حلال اهدئي وهدئي من روعك ومخاوفك.

فقالت: أنا في «عرضك» يا عم الشيخ وتحت أمرك في كل حاجة تطلبها.

نظرت إلى هذا الجمال وهو يتوسل إلي قائلا في نفسي: كنت أخاف أن أنظر إلى أي امرأة حتى لا تنفر مني لأن شكلي غير وسيم، والآن هذا الجمال كله في بيتي وبين يدي.

قلت لها: المشكلة ليست بهذه السهولة، فالراقصة التي قامت بعمل السحر لك انفقت عليه عشرة آلاف جنيه ويحرسه «مارد» رجيم. مثل هذا السحر سوف يتكلف عطارة فقط من بخور وزيوت طبية وروائح عطرية نحو 500 جنيه.

قالت: «الفلوس كثيرة يا عم الشيخ بس كفاية وقف الحال اللي أنا فيه ومش أنا بس دي الفرقة الموسيقية كمان».

ثم فتحت ابتسام حقيبة يدها وأخرجت لفافة من النقود وقدمتها لي وهي تقول: هذا المبلغ تحت الحساب وبعد حل العمل وعودة شهرتي سوف أقدم لك ما تشاء.

المغامرة الساحرة

> وماذا فعلت بعد ذلك؟

ـ تناولت لفافة الفلوس في خوف وبيد مرتعشة، فهذه أول مرة أقوم فيها بالنصب والاحتيال على «مخاليق الله». وما إن خرجت بقدمها خارج باب شقتي حتى أغلقت الباب بسرعة بعد أن قدمت لي عنوان بيتها في «المهندسين» وتواعدنا على لقاء بعد أسبوع واحد. ثم عددت الفلوس التي قدمتها لي فوجدتها 750 جنيها.. كان هذا المبلغ هو أكبر مبلغ أمسكته يدي.. كدت أطير من الفرحة وخرجت من بيتي لأشتري اللحم والخضروات والسمن البلدي وقررت مقاطعة لحوم الجمعيات التعاونية وأصبحت أتعامل مع أفضل «جزار» في الحي.

> وماذا فعلت في السحر المطلوب منك؟

ـ توجهت إلي حي الغورية وقمت بشراء بخور و «عرق حلاوة» وكمية من الزيوت العطرية، وتوجهت في الموعد إلى شقة «ابتسام» وأخبرتها بأنه جرى فك العمل، ولم يتبق إلا عمل تحويطة توقف مفعول أي سحر جديد وأشعلت الفحم وأطلقت البخور وظللت أحرك شفتي كأنني أردد بعض التمائم في غرفة الصالون... ووقعت مفاجأة لم أتوقعها فقد فوجئت بأنها تمسك يدي وتقبلها وتقول لقد دق جرس التلفون الآن وأخبرني أحد وكلاء الفنانين عن طلبي في أحد الأفراح الكبرى التي لن تقل «النقطة» فيها عن عشرة آلاف جنيه.

> وماذا كان موقفك؟

ـ لم أصدق نفسي مما حدث أمامي، وقلت في نفسي لقد لعب القدر لصالحي، بالنسبة إلى ابتسام التي حصلت منها عقب الانتهاء من عمل التحويطة على 2000 جنيه وهذا هو المبلغ الذي طلبته منها، وندمت لأنني لم أطلب أكثر من ذلك.

وجه السعد

> وماذا عن خطواتك بعد مرحلة ابتسام؟ ـ كانت مدام ابتسام قدم السعد بالنسبة إلي فقد جلبت لي العديد من الزبائن حتى أصبحت أشهر «ساحر» يتعامل معه الوسط الفني، لذلك قدمت استقالتي من الوظيفة وأصبحت امتلك وقتي الذي سخرته كاملاً في خدمة العوانس والمسحورين من علية القوم. وبالطبع فان أغلب زبائني من النساء لأنهن بصفة عامة يعتقدن في السحر، ومن الممكن للساحر الذي يتمتع بالذكاء أن يسلبهن كل أموالهن. وأهم هذه الشخصيات إعلامية تلفزيونية متزوجة بإعلامي وممثل مشهور جاءتني لأعالجها لأنها تشعر بأنها دائماً مريضة وعصبية جداً، وعندما ذهبت إلى الأطباء قالوا لها أنها سليمة جداً وليس بها أي أمراض عضوية، وعلى الرغم من ذلك كانت تشعر بأنها مريضة وأن هناك جنا يطاردها وكان السبب في تطليق زوجها منها. وطبعاً أخذت منها أثرها لأعرف ما بها من أمراض.

وبعد يومين قلت لها: إنك معمول لك عمل من إحدى صديقاتك المذيعات لأنك مشهورة وتريد هدمك والقضاء عليك حتى تأخذ مكانك، وانتهزت فرصة أنك تعرضت لحادث وعملت لك العمل حتى تبعد عنها أي شبهة.

فقالت: كلامك صحيح مائة في المائة.. أنا عملت فعلاً حادث سيارة، ولكن كيف عرفت ذلك؟

قلت لها: هذا شغلي..

وهكذا اتفقت معها على مبلغ 6 آلاف جنيه في الجلسة الواحدة مقابل إبعاد الجان الذي كان وراء طلاقها من زوجها.

نجاة والسندريلا

ايضا الفنانة الكبيرة نجاة كانت تزورني باستمرار في الفترة التي تلت وفاة شقيقتها الفنانة سعاد حسني، وقررت بعد عدة لقاءات معي أن تعتزل الغناء وترتدي الحجاب.

وهناك فنانة مشهورة تدعي (م.ح) في الخمسين من العمر كانت تشكو من أن زميلة لها في الفن وتقريباً في السن نفسها تحاول بكل الطرق أن تخطف أدوارها وتقوم بتمثيلها وكثيراً ما حدثت مشاكل معها لأنها معروفة في الوسط الفني بخطافة الأدوار. وتريد هذه الفنانة أن تعمل لها عملا يبعدها عن الفن حتى ولو مؤقتاً حتى تدخل في طي النسيان، وتستطيع هي أن تأخذ فرصتها كاملة.

وكنت طبعاً أعرف هذه الحكاية من مصادري الخاصة، وقلت لها: لا يهمك شيء هذا موضوع بسيط.

وقمت بعمل العمل اللازم كالمتبع. والمصادفة الكبرى، أن الفنانة المطلوب العمل لها ابتعدت فترة لأنها كانت تنوي اعتزال الفن وأن تتحجب وظلت فترة على هذه الحال، ولكنها فجأة رجعت مرة ثانية.. وأثناء ذلك حضرت إلي الفنانة الجميلة لتشكرني وقبلت يدي وقالت: يا مولانا كل ما تطلبه مجاب، وأعطتني مبلغاً كبيراً. وظلت صلتي بها مستمرة.

استخبارات فنية

> وما مصادرك الخاصة؟

ـ لكي تستمر في هذه المهنة، خصوصا مع المشاهير لابد من أن تعرف عنهم كل صغيرة وكبيرة، فكنت أجمع الجرائد والمجلات خصوصا الفنية لأعرف أخبار الفنانين لا سيما الفنانات المشهورات. وكان يساعدني في هذا شخص عينته لهذا الغرض خصيصاً. كما كنت أستعين بأحد العمال الذين يعملون في التصوير مع الفنانات ليجلب لي أخبارهن أولاً بأول.

> من من المشهورات أيضاً ترددن عليك؟

ـ هناك فنانة شابة تشق طريقها في الفن بسرعة الصاروخ، وسبق اتهامها في قضية مشهورة حضرت إلي لكي أعمل لها عملا أفسد به القضية، وعملا آخر لزوجها حتى لا يطلقها.

وقمت بعمل عدة أحجبة وأوراق مكتوب عليها طلاسم لا تفهمها طبعاً لكي تضعها في الماء ثم تقوم برشها لكي يخطو عليها زوجها، وأخرى توضع في الشاي لكي يشربها الزوج.. والأحجبة تلبسها عند ذهابها إلى المحكمة يوم المحاكمة.

وحدث أنها حصلت على البراءة واستمر زوجها معها ولم يطلقها.. وطبعاً السبب ليس الأحجبة لأن المكتوب فيها كلام فارغ.

هناك أيضاً زوجة فنان مشهور تزوج زوجها فنانة مشهورة عليها.. وحضرت إلي لأعمل لها عملا يفسد هذا الزواج لأنها خطفته منها وهي التي فتحت لها بيتها وكانت صديقة لها..وطمأنتها بأن زوجها سيرجع إليها ويطلق الفنانة خلال شهر، وعملت لها عدة أحجبة، ولكن الأحجبة لم تأت بنتيجة. فعادت الزوجة بعد مرور الشهر.. وقالت ان الزوج لم يرجع إليها، فهدأت من روعها وعملت لها أحجبة أخرى وأخبرتها أنه سيعود إليها قريباً.

ولأنني أعرف أن أغلب حياة الفنانين دائماً لا تستقر ويحدث الطلاق سريعاً طلبت منها الصبر.. وطبعاً في كل مرة كنت أتقاضى منها مبالغ كبيرة..

وحدث ما كنت أتوقعه فلم يستمر الفنان مع الفنانة العربية وطلقها ورجع إلى زوجته..

وعندما اتصلت بها لأهنئها أثنت علي وأرسلت مبلغا كبيراً «حلاوة» رجوع زوجها.

لا يوجد
02-09-2005, 03:21 PM
وراء كل دجال فريق عمل يساعده على الإيقاع بالضحايا


مقولة صائبة تماما وتنطبق على حزب التكفير والتطبير فى قم المقدسة