مجاهدون
01-31-2005, 11:24 AM
من أكثر الأشياء إثارة للانتباه والتي وجدتها في أوروبا خلال الأسبوعين الماضيين، هذا اليقين المطلق بأن إدارة بوش لا هم لها سوى التحرك نحو غزو إيران حتى توقف إنتاجها للأسلحة النووية. ولكني أقول لهم ما يلي: فريق بوش لا ينوي غزو أي بلد مطلقا، ولكن عليكم ألا تبلغوا الإيرانيين بذلك. نحن ليس لدينا قوات كافية لإنجاز مهامنا في العراق، موازناتنا العسكرية استنفدت عن آخرها. إننا لا نستطيع غزو غرينادا حتى. وإذا كانت إيران ستتخلى عن إنتاج الأسلحة النووية، فسيكون نتيجة فقط لإقناع الدبلوماسية الأوروبية لها.
فعلى مدى عامين ظل الأوروبيون يقولون لإدارة بوش، إن محاولاتها لمنع الدول من إنتاج الأسلحة النووية عن طريق العنف قد فشلت في العراق، وأن الأوروبيين لديهم طريقة أفضل، وهي الدبلوماسية المتعددة الأطراف والتي تستخدم الجزرة والعصا. قال المؤرخ بجامعة أوكسفورد تيموثي غارتون آش، وهو مؤلف كتاب: «العالم الحر: أميركا، أوروبا والمستقبل المدهش للغرب»: «أعتقد أن هذه حالة مثالية، تستطيع أوروبا من خلالها أن تطرح فكرتها الخاصة حول التعاون الأوروبي الأميركي وحول قضية مثل إيران. حسنا، نحن نعتقد أن قصف إيران فكرة خاطئة، فما هي الفكرة الصحيحة؟
فالأوروبيون لا يمكنهم أن يكتفوا فقط بالجزرة، بل يجب عليهم أن يبلغوا إيران أن لديهم عصاهم أيضا. عليهم أن يقولوا لإيران بجدية كافية إنهم سيرفعون الأمر إلى مجلس الأمن الدولي لبحث قضية العقوبات، هذا إذا لم تكن هي مستعدة لعقد صفقة تسمح بالتفتيش الدقيق للمؤسسات النووية مقابل علاقات اقتصادية عادية مع الغرب».
ومن واجب أميركا أن تساعد في ذلك، فالجزرة التي يبحث عنها الإيرانيون حتى يتخلوا عن أسلحتهم النووية ليست هي فقط العلاقات التجارية الطليقة، بل هي التأكيد من قبل الغرب أنهم إذا تخلوا عن أسلحتهم النووية فإن أميركا مستعدة للدخول معهم في اتفاقية عدم اعتداء. ولكن فريق بوش لم يكن راغبا في ذلك، لأن ما يبحث عنه هو تغيير النظام الإيراني وليس التصالح معه. وهذا خطأ، لأن الأولوية الآن يجب أن تكون محاولة تغيير مسلك النظام الإيراني وتقوية الإصلاحيين وتأهيلهم لمواجهة واجبات التغيير بأنفسهم.
وإذا كنا نريد للدبلوماسية المتعددة الأطراف أن تنجح في تفريغ الأزمة الدائرة حول الأسلحة النووية، فإن هذا يقتضي كما قال المستر آش: «ضرورة أن تستخدم أوروبا عصا أغلظ، بينما تستخدم أميركا جزرة أكبر حجما».
ولكن الأوروبيين لا يجيدون استخدام العصا بصورة مقنعة. وهذا هو السبب الذي يجعل هذه اللحظة حاسمة. أين نقف إذن، إذا فشلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي الدول التي تقود المفاوضات مع إيران، في مجهوداتها، وإذا أتضح أن استخدام أميركا للعنف في العراق، قد كان مكلفا وخطيرا، حتى إذا كلل بالنجاح؟ هل هناك أية طريقة أخرى تمكن الغرب من مساعدة العالم العربي الإسلامي في قضية الإصلاح؟
نعم هناك بديل أفضل للأوروبيين الضعفاء وللمحافظين الجدد، إنه البديل البيئي الأخضر. أنا شخصيا من البيئيين الخضر. ويؤمن البيئيون الخضر بأننا إذا ركزنا كل طاقاتنا على تخفيض سعر النفط، عن طريق الاقتصاد في استخدام الطاقة، وبتطوير مشاريع الطاقات البديلة، وتوسيع استخدام الطاقة النووية، فإننا سنحقق الإصلاح بطريقة أكثر فعالية من أية طريقة أخرى. اعطني برميلا من النفط لا يزيد سعره عن 18 دولارا أضمن لك إصلاحا سياسيا شاملا من الجزائر وحتى إيران. فكل هذه النظم تعاني من انفجارات سكانية ونقص شديد في فرص التوظيف.
وهي تسد هذه الفجوة بمداخيل النفط. إذا قللت من مداخيل النفط فإنك ستجبرها إجبارا على إصلاح اقتصاداتها، وتحقيق الانفتاح في مناهجها التعليمية وتحرير نسائها حتى تتمكن شعوبها من التنافس مع الآخرين. إن الأمر فعلا على هذه الدرجة من البساطة.
ولكن فريق بوش عندما يرفض تخفيض الاستهلاك الأميركي من الطاقة، فإنه لا يحرم نفسه فقط من أكثر الأدوات فعالية في دفع الإصلاح الذاتي في الشرق الأوسط، بل يحرم نفسه كذلك من أي خيار عسكري. وكما أوضح رتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، فإنه في ظل الأوضاع المتأزمة الحالية لأسواق النفط، وباستمرار هذه المعدلات العالية لاستهلاك الطاقة في أميركا، فإن أية ضربة عسكرية أميركية على إيران، وهى من أكبر الدول المنتجة للنفط، ستدفع الأسعار النفطية لاختراق كل السقوف، مما يسبب مشاكل حقيقية لاقتصادنا.
وقد قال المستر هاس: «سياستنا النفطية هي التي كبلت أيادينا»، فسياسة بوش، الصائبة من حيث الجوهر، بنشر الديمقراطية والإصلاح في الشرق الأوسط، لا يمكن أن تنجح إلا إذا انتقلت من موقف المحافظين الجدد إلى موقع البيئيين الخضر.
فعلى مدى عامين ظل الأوروبيون يقولون لإدارة بوش، إن محاولاتها لمنع الدول من إنتاج الأسلحة النووية عن طريق العنف قد فشلت في العراق، وأن الأوروبيين لديهم طريقة أفضل، وهي الدبلوماسية المتعددة الأطراف والتي تستخدم الجزرة والعصا. قال المؤرخ بجامعة أوكسفورد تيموثي غارتون آش، وهو مؤلف كتاب: «العالم الحر: أميركا، أوروبا والمستقبل المدهش للغرب»: «أعتقد أن هذه حالة مثالية، تستطيع أوروبا من خلالها أن تطرح فكرتها الخاصة حول التعاون الأوروبي الأميركي وحول قضية مثل إيران. حسنا، نحن نعتقد أن قصف إيران فكرة خاطئة، فما هي الفكرة الصحيحة؟
فالأوروبيون لا يمكنهم أن يكتفوا فقط بالجزرة، بل يجب عليهم أن يبلغوا إيران أن لديهم عصاهم أيضا. عليهم أن يقولوا لإيران بجدية كافية إنهم سيرفعون الأمر إلى مجلس الأمن الدولي لبحث قضية العقوبات، هذا إذا لم تكن هي مستعدة لعقد صفقة تسمح بالتفتيش الدقيق للمؤسسات النووية مقابل علاقات اقتصادية عادية مع الغرب».
ومن واجب أميركا أن تساعد في ذلك، فالجزرة التي يبحث عنها الإيرانيون حتى يتخلوا عن أسلحتهم النووية ليست هي فقط العلاقات التجارية الطليقة، بل هي التأكيد من قبل الغرب أنهم إذا تخلوا عن أسلحتهم النووية فإن أميركا مستعدة للدخول معهم في اتفاقية عدم اعتداء. ولكن فريق بوش لم يكن راغبا في ذلك، لأن ما يبحث عنه هو تغيير النظام الإيراني وليس التصالح معه. وهذا خطأ، لأن الأولوية الآن يجب أن تكون محاولة تغيير مسلك النظام الإيراني وتقوية الإصلاحيين وتأهيلهم لمواجهة واجبات التغيير بأنفسهم.
وإذا كنا نريد للدبلوماسية المتعددة الأطراف أن تنجح في تفريغ الأزمة الدائرة حول الأسلحة النووية، فإن هذا يقتضي كما قال المستر آش: «ضرورة أن تستخدم أوروبا عصا أغلظ، بينما تستخدم أميركا جزرة أكبر حجما».
ولكن الأوروبيين لا يجيدون استخدام العصا بصورة مقنعة. وهذا هو السبب الذي يجعل هذه اللحظة حاسمة. أين نقف إذن، إذا فشلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي الدول التي تقود المفاوضات مع إيران، في مجهوداتها، وإذا أتضح أن استخدام أميركا للعنف في العراق، قد كان مكلفا وخطيرا، حتى إذا كلل بالنجاح؟ هل هناك أية طريقة أخرى تمكن الغرب من مساعدة العالم العربي الإسلامي في قضية الإصلاح؟
نعم هناك بديل أفضل للأوروبيين الضعفاء وللمحافظين الجدد، إنه البديل البيئي الأخضر. أنا شخصيا من البيئيين الخضر. ويؤمن البيئيون الخضر بأننا إذا ركزنا كل طاقاتنا على تخفيض سعر النفط، عن طريق الاقتصاد في استخدام الطاقة، وبتطوير مشاريع الطاقات البديلة، وتوسيع استخدام الطاقة النووية، فإننا سنحقق الإصلاح بطريقة أكثر فعالية من أية طريقة أخرى. اعطني برميلا من النفط لا يزيد سعره عن 18 دولارا أضمن لك إصلاحا سياسيا شاملا من الجزائر وحتى إيران. فكل هذه النظم تعاني من انفجارات سكانية ونقص شديد في فرص التوظيف.
وهي تسد هذه الفجوة بمداخيل النفط. إذا قللت من مداخيل النفط فإنك ستجبرها إجبارا على إصلاح اقتصاداتها، وتحقيق الانفتاح في مناهجها التعليمية وتحرير نسائها حتى تتمكن شعوبها من التنافس مع الآخرين. إن الأمر فعلا على هذه الدرجة من البساطة.
ولكن فريق بوش عندما يرفض تخفيض الاستهلاك الأميركي من الطاقة، فإنه لا يحرم نفسه فقط من أكثر الأدوات فعالية في دفع الإصلاح الذاتي في الشرق الأوسط، بل يحرم نفسه كذلك من أي خيار عسكري. وكما أوضح رتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، فإنه في ظل الأوضاع المتأزمة الحالية لأسواق النفط، وباستمرار هذه المعدلات العالية لاستهلاك الطاقة في أميركا، فإن أية ضربة عسكرية أميركية على إيران، وهى من أكبر الدول المنتجة للنفط، ستدفع الأسعار النفطية لاختراق كل السقوف، مما يسبب مشاكل حقيقية لاقتصادنا.
وقد قال المستر هاس: «سياستنا النفطية هي التي كبلت أيادينا»، فسياسة بوش، الصائبة من حيث الجوهر، بنشر الديمقراطية والإصلاح في الشرق الأوسط، لا يمكن أن تنجح إلا إذا انتقلت من موقف المحافظين الجدد إلى موقع البيئيين الخضر.