المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدم العراقي ينتصر على سيف الإرهاب



على
01-30-2005, 09:55 PM
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق.ويبدو أن العراقيين يدقون هذا الباب بأيديهم النازفة اليوم, وسيفتحونه, وسيدخلون منه إلى فناء الحرية والكرامة والعيش الانساني اللائق.
والمفارقة هنا أن الشعوب تنتزع حريتها من مستعمر, ومن مستبد, وتدفع الدم مقابل الفوز بها, الا أن الشعب العراقي, ومن دون شعوب العالم كلها, ينتزع حريته اليوم من إرهابيين وشذاذ آفاق وعدميين, أتوا الى بلاده لقضاء أغراض أجنبية, وأخذوا يعيثون فسادا في أرضه, وتقتيلا في اهله, وتعطيلا لأرزاقه, وتدميرا لثرواته.

وهؤلاء الإرهابيون الاجانب حاولوا سرقة تحرير العراق عندما تقدمت اليه جيوش التحالف, التي تنتمي الى دول تؤمن بحق الشعوب في الحرية, وتناهض أنظمة البطش والطغيان, وأنقذته من مآسي الاستبداد, وعصابات النظام المتسلط.. حاولوا سرقة التحرير, وإرجاع عقارب الزمن الى ايام السواد الكالح, واعادة ثقافة القتل والنهب والموت والقبور الجماعية. لكنهم فشلوا لافتقارهم الى المشروع البديل, ولإصرار الشعب العراقي على خيار الحرية, وحرصه على عدم تمكين أحد من سرقتها منه, ورفضه العودة الى أيام الظلام والظلم بعد أن تنشق الهواء النقي, واستمتع بكرامته الانسانية وباسترجاع حقوقه.

الارهابيون الآن يسابقون خيار الحرية بخيار الموت والاستعباد, ويعتمدون لذلك قتل العراقيين, وإفشال حقوقهم الديمقراطية في اختيار ممثليهم, وتعطيل ارادتهم في بناء الدولة الحديثة والحرة.. يريدون أن يظل العراق متسربلا بالسواد, مهددا بالحروب الاهلية, ومعرضا للتمزق , والتقسيم, ولاهتراء نسيجه الوطني. والمؤسف أن هؤلاء الارهابيين ليسوا من العراق, وكناية عن جماعات من مقاولي الدم والذبح, ومن المرتزقة العاملين لحسابات أنظمة استبدادية خائفة, ترى في قيامة العراق نهاية لها.

العراقيون الشجعان يدقون اليوم باب الحرية بأيديهم المضرجة, وسينتصرون بدمهم على سيف الارهاب الخارجي, وسيذهبون الى صناديق الاقتراع. وستجرى الانتخابات بمن حضر, وتحت أسنة الرماح, وسينتهي الارهابيون الى الهزيمة, وسيفشلون في تعطيل العملية السياسية في هذا البلد, كما فشلوا في سرقة حريته وتحريره.

لقد قتل هؤلاء الكثير من الابرياء العراقيين, وحاولوا تدمير ثروة العراق ما استطاعوا, ووصلت بهم قباحة العمل حدود تهديد الناس الذاهبين الى أخذ حريتهم, وبناء نظامهم الديمقراطي تحت أنظار العالم ومشاركة الامم المتحدة.. لكن شيئا من هذا التهديد لن يفيدهم, ولن يجعلهم يهزمون إرادة شعب ذاق طعم الحرية, وجاهز لدق بابها بالايدي النازفة, وبأرواح الشهداء, وكذلك لن يوصلهم (التهديد) الى نفاذ إرادتهم باشاعة حرية يريدونها هم وتحت اشرافهم.

موعدنا اليوم مع هذا الشعب العراقي, والذي نرى أنه يخوض معركته الاخيرة في حربه على الارهاب..وسينتصر.