جمال
01-30-2005, 10:21 AM
أورام سرطانية قاتلة اختفت من دون سبب من أجساد المصابين
يقول البروفسور هيربرت كاباوف، إن «الشفاء التلقائي» للأورام السرطانية موجود ولاحظه معظم الباحثين في الأمراض السرطانية، إلا أنه لم يجرؤ أحد على البحث به خشية فقدان مستقبله الطبي. وهناك اعتقاد راسخ في الطب بأن الشفاء الذاتي للأورام السرطانية متعذر، وتلقى اللائمة على التشخيص أو على الخلل في الأجهزة أو على مهارة الطبيب حينما يتحدث الطبيب عن اختفاء هذا الورم أو ذاك.
ولهذا فليس هناك أي بحث علمي حول «الشفاء التلقائي» للأمراض السرطانية رغم أن ذلك ليس معجزة أو خرافة وإنما ظاهرة موجودة ولكن نادرة الحدوث. وتتطلب الحالة بحث الأسباب البيولوجية والنفسية والجسدية التي تدفع الخلايا السرطانية للانتحار. وأشار كاباوف في حديثه مع مجلة «الطبيب الألماني» إلى أن أشهر كتاب في الأمراض السرطانية، وهو كتاب البروفسور كارل هاينريش باور، ثبت منذ عام 1949 «لا وجود لشفاء تلقائي من السرطان»، وهو ما يمنع الباحثين الألمان من التعرض لهذه الظاهرة.
إلا أن كاباوف، المتخصص في الأبحاث السرطانية في جامعة هامبورغ، لاحق الظاهرة وبحث فيها وسجل ملاحظاته والحالات التي رصدها في كتاب جديد اسمه «المعجزة ممكنة» عن دار«هيردر» في ميونيخ.
ووثق كاباوف 30 حالة تابعها في مشفى هامبورغ طوال السنوات العشرين الماضية وتأكد من عدم عودة المرض إلى الذين شفوا منه. إحدى هذه الحالات تعود إلى رجل عمره 61 سنة كان يعاني من سرطان في الرئة امتد أيضا إلى الكلية. ويقول كاباوف انه منح الرجل سنتين ليعيش فقط، لكنه كان بكامل صحته بعد سنتين. وأصاب الطبيب الوجوم والخجل حينما أثبتت الأشعة اختفاء الأورام، فقد أثار ذلك لدى زملائه الأطباء شعورا بأن تشخيصه كان خاطئا. المهم أن الرجل مات بعد سنوات بسبب امتداد السرطان إلى دماغه، لكن الأشعة والتشريح الطبي المختص بعد الوفاة أثبتت خلو رئته وكليته من الأورام السرطانية.
ودقق في حالة رجل آخر عمره 60 سنة كان يعاني من سرطان الغدد اللمفاوية الذي انتقل سريعا إلى الرئة والأمعاء والمعدة. رفض الرجل العلاجين الجراحي والكيميائي وعبر عن رغبته بقضاء بقية حياته من دون علاج. اختفى السرطان من جسده بعد سنتين، ما يزال يعيش اليوم وبلغ التسعين. وكانت حالة هارالد. ج، 76عاما، أكثر إحراجا بالنسبة لطبيبه فالتر فيبر لأن الأشعة وأجهزة الرنين المغناطيسي كشفت عن ورم في القصبات الهوائية يعتبر من أكثر الأمراض السرطانية عدائية وسرعة في قتل المرضى.
مات خلال السنوات العشر الماضي الآلاف من الألمان بسبب هذا المرض، إلا أن هارالد ما زال على قيد الحياة ولا يعاني من أي سرطان. اختفى السرطان تماما بعد الجولة الثانية من العلاج الكيميائي، أعاد الطبيب الأشعة عدة مرات ولم ير أي ورم. لم يصدق الأشعة وأمر باستئصال فص الرئة المصاب. ولم تثبت الفحوصات المختبرية اللاحقة على الفص المستأصل وجود أية علامة على وجود خلايا سرطانية.
مع ذلك، لا يعتقد كاباوف بأن شفاء الحالة الأخيرة كان بسبب العلاج الكيميائي، ويعزو حالات «الشفاء التلقائي» إلى عملية بيولوجية نفسية لا بد للعلم من سبر غورها. وربما يكمن السبب في عملية «الموت المبرمج للخلايا» التي يعتقد أنها العملية التي توازن نمو الخلايا في جسم الإنسان. فأي خلل في هذه العملية في خلية واحدة قد يؤدي إلى نشوء سلسلة انقسامات تسبب نمو الخلايا غير الطبيعية. وربما تعكس العملية نفسها لهذا السبب أو ذاك وتسبب الانتحار المبرمج للخلايا السرطانية.
ويعتقد الباحث الألماني أن البحث الذي نشره الاميركي ديف سانديب وزملاؤه في مجلة «نيو انغلاند جورنال اوف مديسن» قد يلقي ضوءا على بعض مسببات «الشفاء التلقائي» للأورام السرطانية. كان سانديب بصدد الكشف عن أسباب الفرق في العدوانية بين نفس النوع من أورام الغدد الليمفاوية حينما وقع على دور الخلايا المناعية (الليمفوسايت) في هذه العملية، فبعض المصابين بورم الغدد اللمفاوية يعيشون سنتين فقط، في حين يعيش آخرون فترة عشرين سنة. تبين من الدراسة أن العملية تعتمد إلى حد بعيد على تركيز الليمفوسايت قرب موقع الإصابة السرطانية. واستنتج سانديب من ذلك وجود بنية بيولوجية عضوية خاصة لهذه الخلايا تقرر سرعة نمو وانقسام الخلايا السرطانية.
وعلى أية حال، يرمي كاباوف من خلال أبحاثه إلى الكشف عن أسباب «الشفاء التلقائي» للأورام السرطانية كي يستطيع توظيفها في إيجاد معادلة تدفع الخلايا السرطانية للانتحار. وعلى هذا الأساس فقد قرر كسر «المحظور» والبدء بأول دراسة علمية حول هذا الموضوع.
يقول البروفسور هيربرت كاباوف، إن «الشفاء التلقائي» للأورام السرطانية موجود ولاحظه معظم الباحثين في الأمراض السرطانية، إلا أنه لم يجرؤ أحد على البحث به خشية فقدان مستقبله الطبي. وهناك اعتقاد راسخ في الطب بأن الشفاء الذاتي للأورام السرطانية متعذر، وتلقى اللائمة على التشخيص أو على الخلل في الأجهزة أو على مهارة الطبيب حينما يتحدث الطبيب عن اختفاء هذا الورم أو ذاك.
ولهذا فليس هناك أي بحث علمي حول «الشفاء التلقائي» للأمراض السرطانية رغم أن ذلك ليس معجزة أو خرافة وإنما ظاهرة موجودة ولكن نادرة الحدوث. وتتطلب الحالة بحث الأسباب البيولوجية والنفسية والجسدية التي تدفع الخلايا السرطانية للانتحار. وأشار كاباوف في حديثه مع مجلة «الطبيب الألماني» إلى أن أشهر كتاب في الأمراض السرطانية، وهو كتاب البروفسور كارل هاينريش باور، ثبت منذ عام 1949 «لا وجود لشفاء تلقائي من السرطان»، وهو ما يمنع الباحثين الألمان من التعرض لهذه الظاهرة.
إلا أن كاباوف، المتخصص في الأبحاث السرطانية في جامعة هامبورغ، لاحق الظاهرة وبحث فيها وسجل ملاحظاته والحالات التي رصدها في كتاب جديد اسمه «المعجزة ممكنة» عن دار«هيردر» في ميونيخ.
ووثق كاباوف 30 حالة تابعها في مشفى هامبورغ طوال السنوات العشرين الماضية وتأكد من عدم عودة المرض إلى الذين شفوا منه. إحدى هذه الحالات تعود إلى رجل عمره 61 سنة كان يعاني من سرطان في الرئة امتد أيضا إلى الكلية. ويقول كاباوف انه منح الرجل سنتين ليعيش فقط، لكنه كان بكامل صحته بعد سنتين. وأصاب الطبيب الوجوم والخجل حينما أثبتت الأشعة اختفاء الأورام، فقد أثار ذلك لدى زملائه الأطباء شعورا بأن تشخيصه كان خاطئا. المهم أن الرجل مات بعد سنوات بسبب امتداد السرطان إلى دماغه، لكن الأشعة والتشريح الطبي المختص بعد الوفاة أثبتت خلو رئته وكليته من الأورام السرطانية.
ودقق في حالة رجل آخر عمره 60 سنة كان يعاني من سرطان الغدد اللمفاوية الذي انتقل سريعا إلى الرئة والأمعاء والمعدة. رفض الرجل العلاجين الجراحي والكيميائي وعبر عن رغبته بقضاء بقية حياته من دون علاج. اختفى السرطان من جسده بعد سنتين، ما يزال يعيش اليوم وبلغ التسعين. وكانت حالة هارالد. ج، 76عاما، أكثر إحراجا بالنسبة لطبيبه فالتر فيبر لأن الأشعة وأجهزة الرنين المغناطيسي كشفت عن ورم في القصبات الهوائية يعتبر من أكثر الأمراض السرطانية عدائية وسرعة في قتل المرضى.
مات خلال السنوات العشر الماضي الآلاف من الألمان بسبب هذا المرض، إلا أن هارالد ما زال على قيد الحياة ولا يعاني من أي سرطان. اختفى السرطان تماما بعد الجولة الثانية من العلاج الكيميائي، أعاد الطبيب الأشعة عدة مرات ولم ير أي ورم. لم يصدق الأشعة وأمر باستئصال فص الرئة المصاب. ولم تثبت الفحوصات المختبرية اللاحقة على الفص المستأصل وجود أية علامة على وجود خلايا سرطانية.
مع ذلك، لا يعتقد كاباوف بأن شفاء الحالة الأخيرة كان بسبب العلاج الكيميائي، ويعزو حالات «الشفاء التلقائي» إلى عملية بيولوجية نفسية لا بد للعلم من سبر غورها. وربما يكمن السبب في عملية «الموت المبرمج للخلايا» التي يعتقد أنها العملية التي توازن نمو الخلايا في جسم الإنسان. فأي خلل في هذه العملية في خلية واحدة قد يؤدي إلى نشوء سلسلة انقسامات تسبب نمو الخلايا غير الطبيعية. وربما تعكس العملية نفسها لهذا السبب أو ذاك وتسبب الانتحار المبرمج للخلايا السرطانية.
ويعتقد الباحث الألماني أن البحث الذي نشره الاميركي ديف سانديب وزملاؤه في مجلة «نيو انغلاند جورنال اوف مديسن» قد يلقي ضوءا على بعض مسببات «الشفاء التلقائي» للأورام السرطانية. كان سانديب بصدد الكشف عن أسباب الفرق في العدوانية بين نفس النوع من أورام الغدد الليمفاوية حينما وقع على دور الخلايا المناعية (الليمفوسايت) في هذه العملية، فبعض المصابين بورم الغدد اللمفاوية يعيشون سنتين فقط، في حين يعيش آخرون فترة عشرين سنة. تبين من الدراسة أن العملية تعتمد إلى حد بعيد على تركيز الليمفوسايت قرب موقع الإصابة السرطانية. واستنتج سانديب من ذلك وجود بنية بيولوجية عضوية خاصة لهذه الخلايا تقرر سرعة نمو وانقسام الخلايا السرطانية.
وعلى أية حال، يرمي كاباوف من خلال أبحاثه إلى الكشف عن أسباب «الشفاء التلقائي» للأورام السرطانية كي يستطيع توظيفها في إيجاد معادلة تدفع الخلايا السرطانية للانتحار. وعلى هذا الأساس فقد قرر كسر «المحظور» والبدء بأول دراسة علمية حول هذا الموضوع.