مجاهدون
01-28-2005, 10:08 PM
علي باجي
اتفق معظم رموز التيارات السياسية وعدد من الاكاديميين على ان الانتخابات العراقية لن تتم كما يجب لها ان تكون بسبب المناخ الامني المتوتر، واكدوا ان اعلان فئة كبيرة من ابناء الشعب العراقي عدم مشاركتها الانتخابات سيجعل مستقبل هذا البلد مظلما، مما ينعكس سلبا على الاوضاع السياسية والامنية والاجتماعية للدول المجاورة للعراق، وخاصة الكويت كونها الأصغر والأضعف.
ورأوا ان العمليات العسكرية للمقاومة ستزداد شراسة كلما اقترب الموعد المحدد لاجراء الانتخابات، وستشهد الساحة الامنية في العراق مزيدا من إراقة الدماء، وسيسقط العديد من الضحايا مدنيين كانوا ام عسكريين لان عناصر المقاومة لا تريد للعراق الاستقرار والالتفات الى التنمية.
ورغم اتفاق آراء وتصورات الاكاديميين والسياسيين على ان الانتخابات ستجرى في اوضاع متوترة فإنها تباينت حول مستقبل العراق، فالبعض منهم اكد ان الحرب الاهلية هي واقع ومستقبل العراق، في حين قال البعض الاخر ان العراق في طريقه الى الاستقرار والازدهار الامني والاقتصادي والاهم من ذلك السياسي.
«القبس» تسلط الضوء على هذه القضية وتعرض قراءات وتصورات ابرز رموز التيارات السياسية وبعض الاكاديميين المتخصصين.
الامين العام السابق للتجمع الوطني الديموقراطي الدكتور احمد بشارة رسم صورة مشرقة لانعكاسات الانتخابات العراقية على الاوضاع السياسية والامنية في الكويت، واكد ان اتخاذ الحكومة العراقية مبدأ الدائرة الانتخابية الواحدة هو خطوة الى الامام باتجاه تفتيت الفروقات والحواجز بين ابناء الوطن الواحد، مشيرا الى ان الطائفية والعرقية من الممكن ان تضمحلا وتتلاشىا إلى ان تختفيا، وهذه في رأيه خطوة ايجابية يمكن تعميمها وتطبيقها في الكويت.
اما الايجابية الاخرى التي يعتقد بشارة ان الكويتيين يمكن أن يكتسبوها من الانتخابات العراقية فهي اعطاء المرأة دورا اكبر في التمثيل النيابي العراقي القادم، حيث يلزم القانون العراقي الجديد بان يكون التمثيل النيابي للنساء بنحو 25% من جملة مقاعد البرلمان، منوها بان هذا المبدأ يجب ان يطبق في الكويت حيث يرفض البعض منح المرأة حقوقها السياسية.
واضاف بشارة انه يمكن اشتقاق العديد من الايجابيات عند التدقيق في قوائم المرشحين، فالكثير من القوائم ضمت شيعة وسنة واطرافا مختلفة من العراقيين، ومن شأن هذه الظاهرة ان تتجاوز الطائفية والاحقاد بين ابناء الشعب الواحد.
لا يدعو إلى التفاؤل
بدوره قال استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الشايجي ان الانتخابات العراقية المقبلة ستجرى في مناخات امنية غير مستقرة ومتوترة، لان العمليات العسكرية للمقاومة تتصاعد باستمرار، مشيرا الى ان هذه العناصر ترهب العديد من المواطنين العراقيين، وتخلق لديهم ردود أفعال فيعرضون عن المشاركة في الاقتراع خوفا على ارواحهم.
وكشف الشايجي عن قلق ينتاب كبار الساسة في الولايات المتحدة، حيث قال ان احد مسؤولي الادارة الاميركية السابقة اي في عهد بوش الاب سكروكرفت يرى ان الانتخابات العراقية لن تجري في اجواء هادئة، وان الاوضاع تتجه نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار، وكلام هذا المسؤول الاميركي مؤشر خطر يدل على ان الوضع لا يدعو إلى التفاؤل.
واضاف ان تصريح قائد القوات الاميركية حول احجام اربع محافظات عن المشاركة في الانتخابات، وهي اكبر المناطق في العراق، سيشكك في شرعية اي حكومة يمكن ان تشكل بعد الانتخابات وان هذه المحافظات الاربع تمثل نصف العراق وهم ابناء الطائفة السنية، وتحديدا ما يسمى «المثلث السني»، مؤكدا ان ذلك يدفع الامور نحو المزيد من التوتر وخلق معارضة من ابناء هذه الفئة لا تقبل بنتيجة الانتخابات، وهو مؤشر يراه الشايجي لحرب اهلية مستقبلية.
وحول انعكاسات هذه الصورة القاتمة عن الانتخابات العراقية على الكويت قال الشايجي ان الكويت ستتأثر بلا شك وانها كباقي الدول المجاورة للعراق ستتأثر بهذا المناخ الامني والسياسي غير الصحي، وهذه محصلة طبيعية، فمن غير الممكن ان تستقر دولة وجارتها الاقوى منها تشهد صراعا داخليا.
ازدهار اقتصادي
من جانبه قال استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الغانم انه يرى ان العراق في طريقه الى الاستقرار، لكنه تحفظ على تغيب قطاع عريض من المواطنين العراقيين يمثلون فئة مهمة جدا وهم سكان المثلث السني، واضاف ان هذه الفئة ترى ان الوقت غير مناسب لاجراء الانتخابات في ظل سيادة مفقودة، واشار الى ان الاحداث التي يشهدها المسرح السياسي العراقي ستنعكس بالتأكيد على استقرار الكويت سلبا أو ايجابا، واضاف ان الامور اذا ما سارت وفق ما هو مخطط لها وانتهت الانتخابات بسلام فإن ذلك سيؤدي الى استقرار الامن في الكويت وسيزدهر الاقتصاد وستشهد الكويت استقرارا سياسيا على اثر ذلك.
ولم يبد الغانم قلقا حول العلاقات الكويتية العراقية في المستقبل وقال ان اي حكومة ستأتي بها الانتخابات المقبلة يمكن لها ان تقيم علاقات حسن جوار مع الدول المتاخمة لها لاسيما الكويت، واضاف ان الحكومة الكويتية اقامت خلال التسعينات من القرن الماضي علاقة وثيقة مع الشيعة ورموزهم، وقد استضافتهم اكثر من مرة في الكويت وقدمت الدعم المناسب لهم.. وعليه فإن بعض الاصوات التي تخشى من وصول قائمة شيعية للحكم في العراق يجب ان تكون متفائلة، لان هناك ـ كما اكد ـ علاقات وثيقة بين الحكومة الكويتية ورموز الشيعة وكبارهم.
وتوقع الغانم ان تندلع حرب اهلية اذا لم تتم الانتخابات بالشكل الصحيح، واذا فرضت حكومة مرفوضة من قبل الشعب، وبالتالي ستكون الكويت هي المتضررة من هذا الوضع المتوتر لانها الدولة الاصغر من جملة الدول التي تجاور العراق.
تغذية الحركات
رئىس تحرير مجلة الفرقان والكاتب الصحفي الدكتور وائل الحساوي يعتقد ان وصول تيار سياسي معين إلى الحكم في العراق سيعمل على تقوية الحركات التي تتفق معه بالفكر في الدول المجاورة، وهذا شيء طبيعي، وتوقع ان تكون الانتخابات العراقية مأساة كبيرة لان شريحة مهمة من العراقيين لا يستطيعون الادلاء بأصواتهم بسبب الاوضاع الامنية المتوترة في مناطقهم، ورأى ان تصريحات الياور الاخيرة حول الانتخابات تؤكد ان الوقت غير ملائم لاجرائها، مشيرا الى ان هذه الظروف مجتمعة لن تكون لها انعكاسات ايجابية على استقرار وامن دولة الكويت.
وحول استقرار الاوضاع في مرحلة ما بعد الانتخابات قال الحساوي ان السنة اذا ما قاطعوا الانتخابات فانهم سيشعرون بان التوازن السياسي في العراق قد اختل، وعليه فإنهم سيصعدون اعمال العنف ضد الحكومة التي لم يكن لهم دور في تشكيلها، وبالتالي سينتهي المطاف بالعراق الى حرب طائفية طاحنة او انفصال.. وتحدث عن دور الولايات المتحدة في الانتخابات وقال ان الاميركان يرون ان مصلحتهم تتحقق بإجرائها في اسرع وقت ممكن لانها الوسيلة المناسبة لانقاذهم من المستنقع العراقي، لان الشعب الاميركي لن يقف مكتوف اليدين من توابيت الموتى التي تزفها لهم الطائرات الاميركية.
وانتهى الحساوي إلى ان اي حكومة مقبلة في العراق ستعمل على مساعدة ودعم التيارات الموجودة في الدول المجاورة له، ولاسيما الكويت.. وعليه فإن ذلك يؤدي إلى عدم استقرار سياسي ويؤدي كذلك الى حدوث خلل اجتماعي، متمنيا في ختام حديثه ان تجري الانتخابات العراقية في اجواء صحية وتكون نزيهة من أجل استقرار وامن العراق.
اختلاف الفرقاء
من جانبه اكد النائب د.ناصر الصانع ان الحركة الدستورية التي ينتمي اليها من اولوياتها استقرار العراق وتلاحمه الوطني، لان مجريات الاحداث التي تتم على الساحة العراقية لها انعكاسات سلبية على دول الجوار لاسيما الكويت، ورأى انه من الاولوية ان تتم الهيمنة والسيطرة والسيادة على العراق وثرواته من قبل حكومة عراقية منتخبة.
واضاف ان الجميع ينتظر ما ستسفر عنه الانتخابات العراقية رغم اختلاف الفرقاء على توقيتها لكنه استدرك وقال انها مسألة داخلية وشأن عراقي.
رأى الامين العام لتجمع العلماء الشيعة في الكويت محمد المهري ان للانتخابات العراقية تأثيرا كبيرا على الوضع الامني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي في الكويت، مشيرا الى ان امن الكويت يرتبط بشكل كامل ومباشر بأمن العراق، وبالتالي ستؤثر هذه الانتخابات على الوضع الامني في الكويت.
واضاف ان الجانب الاقتصادي في الكويت يرتبط كذلك بعد الجانب الامني بالاوضاع الاقتصادية في العراق، حيث سيتم تبادل السلع والبضائع بين الطرفين، مؤكدا ان العديد من التجار الكويتيين لديهم رغبة في استثمار اموالهم في العراق.
وتحدث المهري عن تأثير الانتخابات في بعض الجماعات المتطرفة، ورأى انها ستتأثر لاسيما من سماهم باصحاب الفتاوى الجهادية، مؤكدا ان تأثيرهم في الشباب والمراهقين سيضمحل تدريجيا الى ان يختفي امثال بن لادن وبعض المتشددين والتكفيريين.
من جهته اتفق احد علماء الدين الشيعة والاختصاصي في القانون الكويتي احمد حسين احمد مع ما ذهب اليه محمد المهري حول ايجابية الانتخابات العراقية، لكنه تناولها من ناحية تأثيرها على الممارسة الديموقراطية في الكويت، واكد انها ستعمل على اعادة الفكر الحر المتطور، مما سيعمل على دخول المنطقة، والكويت من ضمنها، في انتعاش سياسي وثقافي يثمن الحرية كقيمة انسانية قبل ان يكون مجرد حق تفرضه القوانين واللوائح.
وتوقع بل جزم احمد حسين ان يسود الامان والسلام في المجتمع الكويتي بعد الانتخابات، مما يساعد على وضع خطة عمل استراتيجية شاملة لعلاج الفساد المستشري والترهل الاداري والسياسي والسلبية، مؤكدا ان الكويت تواجه تحديات صعبة لن تتجاوزها الا بالتخطيط الجيد للمستقبل، مشيرا إلى أن هناك قصورا في التخطيط الاقتصادي والرؤية للوضع الحالي والمستقبلي قد تسبب به الروتين وضبابية الرؤية.
النصف: المهم التعددية
قال سامي النصف «ليس شيئا مهما ان ينجح شيعي او سني او غيرهما طالما هناك خطوة لا يختلف عليها وهي قضية الايمان بالتعددية والديموقراطية».
واكد علي الموسـى وزيــر التخــطيط الــسابق انه اذا كانت نتيــجة الانتخــابات ظهــور حــكومة تـضع تنمية الــعراق عــلى رأس اولوياتها فلن تكون هناك مشكلة مع الكويت.
نار فتنة
يقول مسؤولون كويتيون لـ«رويترز» ان استبعاد السنة من الحــكومة العــراقــية قــد يشعل حربا اهلية يمكن ان تنتــقل اليــهم عــبر الحدود. كما يخـشون من ان يحفز انتصار الشيعة العــراقيين اقرانهم في الكويت على تحدي السلطة والمطالبة بدور اكبر.
نقاط التقاء
قال المحلل السياسي الزميل صالح السعيدي ان الانتخابات العراقية محل اهتمام جميع دول المنطقة لاسيما المجاورة للعراق، واكد ان تداعياتها ستكون بدون شك وبالا على دول الجوار، لكنها ستتوقف على الطريقة التي ستجرى بها الانتخابات.
واضاف السعيدي ان خطورة ما يجري في العراق هو عدم وجود نقاط التقاء بين الاطراف المتصارعة، وبالتالي فإن مستقبله مفتوح على كل الاحتمالات ومن الممكن توقع حدوث اي شيء حتى موعد الانتخابات في 30 يناير المقبل.
انعكاسات
تحـدث الامــين العام الســابق للتــجمع الوطــني الديمــوقراطي الدكـتور احــمد بشارة عن الانعكــاسات الســلبــية للانتــخابات الــعراقـية عــلى الاوضــاع في الكــويت وقــال «ان الامـن قد لا يســتقر بســبب بعــض العــناصر الــتي لا تريد للعراق الاستقرار»، لكنه قلل من هذه المخاوف وقال ان هذه الاوضاع اســتثنائية ومؤقتة، ويمكن ان تنتهي بعد فترة من الزمن.
البغلي: قلق بالغ
قال الوزير السابق علي البغلي «نترقب هذه الانتخابات بقلق بالغ ونتمنى من كل قلوبنا ان تنجح هذه التجربة.. اما اذا كان العكس هو الصحيح وكان هناك، لا سمح الله، حرب اهلية او دمار او خراب او اضطرابات فسينعكس علينا بالسلب».
قال دبلوماسي غربي «ما لا يريدونه (الكويتيون) هنا هو الا يتلقى شخص في العراق اوامر من طهران او يتلقى شخص في الكويت اوامر من بغداد».
الطبطبائي: نذير شؤم
عبر النائب وليد الطبطبائي عما يشعر به جيران العراق الذين تحكمهم نظم سنية من انزعاج، ودعا الى عدم تهميش الاقلية السنية في الانتخابات.
وقال الطبطبائي «اذا كانت هناك اضطرابات او مشاكل فسينعكس ذلك على الكويت... الواقع هو تهميشهم (السنة) حاليا وهذا نذير شؤم في المنطقة».
في استطلاع «القبس»
70% من الكويتيين لا يتابعون الانتخابات العراقية
كشف استطلاع أجرته «القبس» ان 70% من عينة عشوائية شملت 300 مواطن ومواطنة، في مختلف المحافظات غير مكترثين بالانتخابات العراقية، وانها غير مهمة بالنسبة إليهم، في حين توقع 80% ان الاوضاع السياسية والامنية في الكويت لن تتأثر حتى لو وصل إلى سدة الحكم عناصر تأزيم على حد تعبيرهم.
ورأى 15% من اجمالي المواطنين الذين اجابوا عن اسئلة الاستبيان ان للانتخابات العراقية تأثيرا على الاوضاع السياسية والاجتماعية في الكويت.
اتفق معظم رموز التيارات السياسية وعدد من الاكاديميين على ان الانتخابات العراقية لن تتم كما يجب لها ان تكون بسبب المناخ الامني المتوتر، واكدوا ان اعلان فئة كبيرة من ابناء الشعب العراقي عدم مشاركتها الانتخابات سيجعل مستقبل هذا البلد مظلما، مما ينعكس سلبا على الاوضاع السياسية والامنية والاجتماعية للدول المجاورة للعراق، وخاصة الكويت كونها الأصغر والأضعف.
ورأوا ان العمليات العسكرية للمقاومة ستزداد شراسة كلما اقترب الموعد المحدد لاجراء الانتخابات، وستشهد الساحة الامنية في العراق مزيدا من إراقة الدماء، وسيسقط العديد من الضحايا مدنيين كانوا ام عسكريين لان عناصر المقاومة لا تريد للعراق الاستقرار والالتفات الى التنمية.
ورغم اتفاق آراء وتصورات الاكاديميين والسياسيين على ان الانتخابات ستجرى في اوضاع متوترة فإنها تباينت حول مستقبل العراق، فالبعض منهم اكد ان الحرب الاهلية هي واقع ومستقبل العراق، في حين قال البعض الاخر ان العراق في طريقه الى الاستقرار والازدهار الامني والاقتصادي والاهم من ذلك السياسي.
«القبس» تسلط الضوء على هذه القضية وتعرض قراءات وتصورات ابرز رموز التيارات السياسية وبعض الاكاديميين المتخصصين.
الامين العام السابق للتجمع الوطني الديموقراطي الدكتور احمد بشارة رسم صورة مشرقة لانعكاسات الانتخابات العراقية على الاوضاع السياسية والامنية في الكويت، واكد ان اتخاذ الحكومة العراقية مبدأ الدائرة الانتخابية الواحدة هو خطوة الى الامام باتجاه تفتيت الفروقات والحواجز بين ابناء الوطن الواحد، مشيرا الى ان الطائفية والعرقية من الممكن ان تضمحلا وتتلاشىا إلى ان تختفيا، وهذه في رأيه خطوة ايجابية يمكن تعميمها وتطبيقها في الكويت.
اما الايجابية الاخرى التي يعتقد بشارة ان الكويتيين يمكن أن يكتسبوها من الانتخابات العراقية فهي اعطاء المرأة دورا اكبر في التمثيل النيابي العراقي القادم، حيث يلزم القانون العراقي الجديد بان يكون التمثيل النيابي للنساء بنحو 25% من جملة مقاعد البرلمان، منوها بان هذا المبدأ يجب ان يطبق في الكويت حيث يرفض البعض منح المرأة حقوقها السياسية.
واضاف بشارة انه يمكن اشتقاق العديد من الايجابيات عند التدقيق في قوائم المرشحين، فالكثير من القوائم ضمت شيعة وسنة واطرافا مختلفة من العراقيين، ومن شأن هذه الظاهرة ان تتجاوز الطائفية والاحقاد بين ابناء الشعب الواحد.
لا يدعو إلى التفاؤل
بدوره قال استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الشايجي ان الانتخابات العراقية المقبلة ستجرى في مناخات امنية غير مستقرة ومتوترة، لان العمليات العسكرية للمقاومة تتصاعد باستمرار، مشيرا الى ان هذه العناصر ترهب العديد من المواطنين العراقيين، وتخلق لديهم ردود أفعال فيعرضون عن المشاركة في الاقتراع خوفا على ارواحهم.
وكشف الشايجي عن قلق ينتاب كبار الساسة في الولايات المتحدة، حيث قال ان احد مسؤولي الادارة الاميركية السابقة اي في عهد بوش الاب سكروكرفت يرى ان الانتخابات العراقية لن تجري في اجواء هادئة، وان الاوضاع تتجه نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار، وكلام هذا المسؤول الاميركي مؤشر خطر يدل على ان الوضع لا يدعو إلى التفاؤل.
واضاف ان تصريح قائد القوات الاميركية حول احجام اربع محافظات عن المشاركة في الانتخابات، وهي اكبر المناطق في العراق، سيشكك في شرعية اي حكومة يمكن ان تشكل بعد الانتخابات وان هذه المحافظات الاربع تمثل نصف العراق وهم ابناء الطائفة السنية، وتحديدا ما يسمى «المثلث السني»، مؤكدا ان ذلك يدفع الامور نحو المزيد من التوتر وخلق معارضة من ابناء هذه الفئة لا تقبل بنتيجة الانتخابات، وهو مؤشر يراه الشايجي لحرب اهلية مستقبلية.
وحول انعكاسات هذه الصورة القاتمة عن الانتخابات العراقية على الكويت قال الشايجي ان الكويت ستتأثر بلا شك وانها كباقي الدول المجاورة للعراق ستتأثر بهذا المناخ الامني والسياسي غير الصحي، وهذه محصلة طبيعية، فمن غير الممكن ان تستقر دولة وجارتها الاقوى منها تشهد صراعا داخليا.
ازدهار اقتصادي
من جانبه قال استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الغانم انه يرى ان العراق في طريقه الى الاستقرار، لكنه تحفظ على تغيب قطاع عريض من المواطنين العراقيين يمثلون فئة مهمة جدا وهم سكان المثلث السني، واضاف ان هذه الفئة ترى ان الوقت غير مناسب لاجراء الانتخابات في ظل سيادة مفقودة، واشار الى ان الاحداث التي يشهدها المسرح السياسي العراقي ستنعكس بالتأكيد على استقرار الكويت سلبا أو ايجابا، واضاف ان الامور اذا ما سارت وفق ما هو مخطط لها وانتهت الانتخابات بسلام فإن ذلك سيؤدي الى استقرار الامن في الكويت وسيزدهر الاقتصاد وستشهد الكويت استقرارا سياسيا على اثر ذلك.
ولم يبد الغانم قلقا حول العلاقات الكويتية العراقية في المستقبل وقال ان اي حكومة ستأتي بها الانتخابات المقبلة يمكن لها ان تقيم علاقات حسن جوار مع الدول المتاخمة لها لاسيما الكويت، واضاف ان الحكومة الكويتية اقامت خلال التسعينات من القرن الماضي علاقة وثيقة مع الشيعة ورموزهم، وقد استضافتهم اكثر من مرة في الكويت وقدمت الدعم المناسب لهم.. وعليه فإن بعض الاصوات التي تخشى من وصول قائمة شيعية للحكم في العراق يجب ان تكون متفائلة، لان هناك ـ كما اكد ـ علاقات وثيقة بين الحكومة الكويتية ورموز الشيعة وكبارهم.
وتوقع الغانم ان تندلع حرب اهلية اذا لم تتم الانتخابات بالشكل الصحيح، واذا فرضت حكومة مرفوضة من قبل الشعب، وبالتالي ستكون الكويت هي المتضررة من هذا الوضع المتوتر لانها الدولة الاصغر من جملة الدول التي تجاور العراق.
تغذية الحركات
رئىس تحرير مجلة الفرقان والكاتب الصحفي الدكتور وائل الحساوي يعتقد ان وصول تيار سياسي معين إلى الحكم في العراق سيعمل على تقوية الحركات التي تتفق معه بالفكر في الدول المجاورة، وهذا شيء طبيعي، وتوقع ان تكون الانتخابات العراقية مأساة كبيرة لان شريحة مهمة من العراقيين لا يستطيعون الادلاء بأصواتهم بسبب الاوضاع الامنية المتوترة في مناطقهم، ورأى ان تصريحات الياور الاخيرة حول الانتخابات تؤكد ان الوقت غير ملائم لاجرائها، مشيرا الى ان هذه الظروف مجتمعة لن تكون لها انعكاسات ايجابية على استقرار وامن دولة الكويت.
وحول استقرار الاوضاع في مرحلة ما بعد الانتخابات قال الحساوي ان السنة اذا ما قاطعوا الانتخابات فانهم سيشعرون بان التوازن السياسي في العراق قد اختل، وعليه فإنهم سيصعدون اعمال العنف ضد الحكومة التي لم يكن لهم دور في تشكيلها، وبالتالي سينتهي المطاف بالعراق الى حرب طائفية طاحنة او انفصال.. وتحدث عن دور الولايات المتحدة في الانتخابات وقال ان الاميركان يرون ان مصلحتهم تتحقق بإجرائها في اسرع وقت ممكن لانها الوسيلة المناسبة لانقاذهم من المستنقع العراقي، لان الشعب الاميركي لن يقف مكتوف اليدين من توابيت الموتى التي تزفها لهم الطائرات الاميركية.
وانتهى الحساوي إلى ان اي حكومة مقبلة في العراق ستعمل على مساعدة ودعم التيارات الموجودة في الدول المجاورة له، ولاسيما الكويت.. وعليه فإن ذلك يؤدي إلى عدم استقرار سياسي ويؤدي كذلك الى حدوث خلل اجتماعي، متمنيا في ختام حديثه ان تجري الانتخابات العراقية في اجواء صحية وتكون نزيهة من أجل استقرار وامن العراق.
اختلاف الفرقاء
من جانبه اكد النائب د.ناصر الصانع ان الحركة الدستورية التي ينتمي اليها من اولوياتها استقرار العراق وتلاحمه الوطني، لان مجريات الاحداث التي تتم على الساحة العراقية لها انعكاسات سلبية على دول الجوار لاسيما الكويت، ورأى انه من الاولوية ان تتم الهيمنة والسيطرة والسيادة على العراق وثرواته من قبل حكومة عراقية منتخبة.
واضاف ان الجميع ينتظر ما ستسفر عنه الانتخابات العراقية رغم اختلاف الفرقاء على توقيتها لكنه استدرك وقال انها مسألة داخلية وشأن عراقي.
رأى الامين العام لتجمع العلماء الشيعة في الكويت محمد المهري ان للانتخابات العراقية تأثيرا كبيرا على الوضع الامني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي في الكويت، مشيرا الى ان امن الكويت يرتبط بشكل كامل ومباشر بأمن العراق، وبالتالي ستؤثر هذه الانتخابات على الوضع الامني في الكويت.
واضاف ان الجانب الاقتصادي في الكويت يرتبط كذلك بعد الجانب الامني بالاوضاع الاقتصادية في العراق، حيث سيتم تبادل السلع والبضائع بين الطرفين، مؤكدا ان العديد من التجار الكويتيين لديهم رغبة في استثمار اموالهم في العراق.
وتحدث المهري عن تأثير الانتخابات في بعض الجماعات المتطرفة، ورأى انها ستتأثر لاسيما من سماهم باصحاب الفتاوى الجهادية، مؤكدا ان تأثيرهم في الشباب والمراهقين سيضمحل تدريجيا الى ان يختفي امثال بن لادن وبعض المتشددين والتكفيريين.
من جهته اتفق احد علماء الدين الشيعة والاختصاصي في القانون الكويتي احمد حسين احمد مع ما ذهب اليه محمد المهري حول ايجابية الانتخابات العراقية، لكنه تناولها من ناحية تأثيرها على الممارسة الديموقراطية في الكويت، واكد انها ستعمل على اعادة الفكر الحر المتطور، مما سيعمل على دخول المنطقة، والكويت من ضمنها، في انتعاش سياسي وثقافي يثمن الحرية كقيمة انسانية قبل ان يكون مجرد حق تفرضه القوانين واللوائح.
وتوقع بل جزم احمد حسين ان يسود الامان والسلام في المجتمع الكويتي بعد الانتخابات، مما يساعد على وضع خطة عمل استراتيجية شاملة لعلاج الفساد المستشري والترهل الاداري والسياسي والسلبية، مؤكدا ان الكويت تواجه تحديات صعبة لن تتجاوزها الا بالتخطيط الجيد للمستقبل، مشيرا إلى أن هناك قصورا في التخطيط الاقتصادي والرؤية للوضع الحالي والمستقبلي قد تسبب به الروتين وضبابية الرؤية.
النصف: المهم التعددية
قال سامي النصف «ليس شيئا مهما ان ينجح شيعي او سني او غيرهما طالما هناك خطوة لا يختلف عليها وهي قضية الايمان بالتعددية والديموقراطية».
واكد علي الموسـى وزيــر التخــطيط الــسابق انه اذا كانت نتيــجة الانتخــابات ظهــور حــكومة تـضع تنمية الــعراق عــلى رأس اولوياتها فلن تكون هناك مشكلة مع الكويت.
نار فتنة
يقول مسؤولون كويتيون لـ«رويترز» ان استبعاد السنة من الحــكومة العــراقــية قــد يشعل حربا اهلية يمكن ان تنتــقل اليــهم عــبر الحدود. كما يخـشون من ان يحفز انتصار الشيعة العــراقيين اقرانهم في الكويت على تحدي السلطة والمطالبة بدور اكبر.
نقاط التقاء
قال المحلل السياسي الزميل صالح السعيدي ان الانتخابات العراقية محل اهتمام جميع دول المنطقة لاسيما المجاورة للعراق، واكد ان تداعياتها ستكون بدون شك وبالا على دول الجوار، لكنها ستتوقف على الطريقة التي ستجرى بها الانتخابات.
واضاف السعيدي ان خطورة ما يجري في العراق هو عدم وجود نقاط التقاء بين الاطراف المتصارعة، وبالتالي فإن مستقبله مفتوح على كل الاحتمالات ومن الممكن توقع حدوث اي شيء حتى موعد الانتخابات في 30 يناير المقبل.
انعكاسات
تحـدث الامــين العام الســابق للتــجمع الوطــني الديمــوقراطي الدكـتور احــمد بشارة عن الانعكــاسات الســلبــية للانتــخابات الــعراقـية عــلى الاوضــاع في الكــويت وقــال «ان الامـن قد لا يســتقر بســبب بعــض العــناصر الــتي لا تريد للعراق الاستقرار»، لكنه قلل من هذه المخاوف وقال ان هذه الاوضاع اســتثنائية ومؤقتة، ويمكن ان تنتهي بعد فترة من الزمن.
البغلي: قلق بالغ
قال الوزير السابق علي البغلي «نترقب هذه الانتخابات بقلق بالغ ونتمنى من كل قلوبنا ان تنجح هذه التجربة.. اما اذا كان العكس هو الصحيح وكان هناك، لا سمح الله، حرب اهلية او دمار او خراب او اضطرابات فسينعكس علينا بالسلب».
قال دبلوماسي غربي «ما لا يريدونه (الكويتيون) هنا هو الا يتلقى شخص في العراق اوامر من طهران او يتلقى شخص في الكويت اوامر من بغداد».
الطبطبائي: نذير شؤم
عبر النائب وليد الطبطبائي عما يشعر به جيران العراق الذين تحكمهم نظم سنية من انزعاج، ودعا الى عدم تهميش الاقلية السنية في الانتخابات.
وقال الطبطبائي «اذا كانت هناك اضطرابات او مشاكل فسينعكس ذلك على الكويت... الواقع هو تهميشهم (السنة) حاليا وهذا نذير شؤم في المنطقة».
في استطلاع «القبس»
70% من الكويتيين لا يتابعون الانتخابات العراقية
كشف استطلاع أجرته «القبس» ان 70% من عينة عشوائية شملت 300 مواطن ومواطنة، في مختلف المحافظات غير مكترثين بالانتخابات العراقية، وانها غير مهمة بالنسبة إليهم، في حين توقع 80% ان الاوضاع السياسية والامنية في الكويت لن تتأثر حتى لو وصل إلى سدة الحكم عناصر تأزيم على حد تعبيرهم.
ورأى 15% من اجمالي المواطنين الذين اجابوا عن اسئلة الاستبيان ان للانتخابات العراقية تأثيرا على الاوضاع السياسية والاجتماعية في الكويت.