المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا الأسد ما زال قوياً في سوريا؟



طائر
03-08-2013, 02:49 PM
تحليلات اخبارية


Thursday, March 07, 2013



نور نعمه - الديار


لا تدعم الولايات المتحدة الشعب السوري سوى بالكلمات الطيبة وبالخطابات الرنانة التي لا تترجم على ارض الواقع، اذ يسمع السوريون تصريحات لجون كيري ومسؤولين اميركيين اخرين داعمة لثورتهم فيما لا يلمسون موقفا جادا ولا مساعدة فعلية في ساحة القتال.

والمضحك هنا ان الادارة الاميركية وجهت انتقادات لاذعة للمعارضة السورية التي لاقت رصيداً لا بأس به من الانتقادات والاتهامات من المسؤولين الاميركيين ما لم يفعله مسؤولون روسيون يبدون علناً تأييدهم لنظام الاسد.

والآن، جاء تصريح جون كيري بعد قيامه بجولة على دول الخليج ليؤكد اصرار واشنطن على العمل سويا مع حلفائها العرب على دعم الثورة السورية بالاساليب السلمية وحث دول الخليج على امداد السلاح للمعارضة السورية المعتدلة.

ماذا يعني ذلك؟

هذا التصريح يدل على ان واشنطن غير واثقة من الثوار السوريين، فمن جهة تدعمهم بكلامها الجميل ومن جهة اخرى تتهمهم بالتطرف وبالارهاب.

هاتان العبارتان «المعارضة السورية المعتدلة» و«المعارضة السورية المتطرفة» ليستا سوى تعابير مخادعة للشعب السوري. فواشنطن لا تميز بينهما بل تعرف ان لا وجود لمعارضة معتدلة، فإما متطرف ضد النظام ويريد اسقاطه واما مؤيد للنظام.

لكن من يملك السلاح في سوريا؟

المتطرفون وحدهم في سوريا يملكون السلاح الثقيل والقنابل. المتطرفون وحدهم يتمتعون بالقدرة على احداث تفجيرات موجعة للنظام.

اصحاب الذقون الطويلة هم الوحيدون الذين يسهل وصول السلاح الى ايديهم.

وخلاصة القول ان واشنطن غير عازمة على تسليح الاطراف المعتدلة في سوريا لذلك تتحايل على السوريين بابداء خوفها من وصول السلاح الى الجماعات المتطرفة فهي تهدف الى تمديد الازمة السورية قدر المستطاع لتهديم سوريا وتغيير خريطتها وحدودها الجغرافية.

هكذا تستمر واشنطن بتحايلها على الشعب السوري وبدفعه الى المزيد من التقاتل الداخلي موهمة اياه بانها تساعده وتمد له يد العون في الوقت الذي يلقى نظام الاسد تاييدا مطلقا من روسيا و الصين وايران التي تحبط بدورها اي محاولة تضعف النظام.

هذا الواقع الذي سردناه يأتي في خانة توعية الشعب السوري من الخداع والغدر اللذين يتعرض لهما. فلقد حان الوقت ليصحى ويعلم ان الحوار بات ضروريا لوقف الالم الذي يتعاظم يوميا في سوريا.

وحان الوقت كي يعرف الشعب السوري ان واشنطن هي رأس الحربة فهي التي تحرض وتمول مع دول خليجية اتفقت معها كي تنهي النظام السوري، لكن الرئيس بشار الاسد بقي صامدا امام كل التهويلات وبقي قويا يدافع عن الارض والعرض.