المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيض الخعفق وفرخ الخعنفق ... والكيانات الكرتوتيه للمعارضه في الكويت



سمير
03-05-2013, 07:40 AM
04/03/2013


http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/TSFXAXTJTRPHQIDNTUNFDJZT.jpg (http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/TSFXAXTJTRPHQIDNTUNFDJZT.jpg)


د. صلاح الفضلي


في أحد مشاهد المسرحية الكوميدية «فرسان المناخ»، يتقدم حسين عبالرضا (منصور بوحظين) بمعاملة للوزير تخص شركة «بيض الخعفق». وبعد أن قرأ الوزير اسم الشركة، يقول «كأن هذا الاسم مر علي من قبل»، فيرد منصور بوحظين «لا يا سعادة الوزير، بيض الخعفق غير فرخ الخعنفق، لكن ترى بيض الخعفق لنا وفرخ الخعنفق هم لنا».

تذكرت هذا المشهد الكوميدي وأنا أقرأ بيان إعلان «ائتلاف المعارضة»، الذي صدر في ديوان مسلم البراك. هل يمكن لبيض الخعفق، عذرا أقصد ائتلاف المعارضة، أن ينورنا كيف يختلف هذا الائتلاف عن فرخ الخعنفق؟ عذرا مرة أخرى، أقصد كيف يختلف عن «الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور» أو عن تجمع نهج؟

فرغم تعدد المسميات، فإن الوجوه والأسماء كما هي لم تتغير. يفترض عندما يتم الحديث عن ائتلاف أن يكون هذا الائتلاف تجمعا لقوى مختلفة لديها رؤية مشتركة، ولكن ما حصل في الائتلاف الوليد هو العكس، فهناك تجمعات وحركات سياسية كانت منضوية تحت «الجبهة الوطنية للدفاع عـن الدستور» و«نهج» لم تعد ممثلة فـي هذا الائتلاف.

ما يحدث في أوساط تجمع نواب المجلس المبطل من المبالغة في إنشاء كيانات كرتونية بأسماء مختلفة سرعان ما ينفرط عقدها، يدل على عمق الأزمة التي يعانيها تجمع النواب المعارضين. المشكلة الأساسية في تجمع النواب المعارضين تتمحور في عاملين، العامل الأول أنهم يفتقدون رؤية سياسية واضحة تقنع الآخرين بالانضمام لهم.

ورغم محاولة نواب المعارضة إضافة قضايا، مثل: مكافحة الفساد والحكومة المنتخبة والحفاظ على الدستور، كقضايا تتبناها المعارضة، فإن الواقع يقول إن اهتمام النواب السابقين منحصر في معارضة مرسوم الصوت الواحد، لأنه يضر مصالحهم الخاصة.

العامل الثاني لضياع بوصلة نواب المعارضة وتراجع تحركهم يكمن في عدم انسجامهم واختلاف توجهاتهم وعدم قناعة الكثير منهم، بل عدم إيمانه أصلا بأطروحات المعارضة. ورغم المظاهر الشكلية التي تجمعهم، فإن الواقع يقول إن بينهم ما صنع الحداد، وإن كلا منهم يغني على ليلاه ومصالحه.

خلاصة القول، إن نواب المعارضة يضحكون على أنفسهم إذا اعتقدوا بأنهم بمجرد تغيير الاسم من نهج أو الجبهة الوطنية إلى «ائتلاف المعارضة» سيتحولون إلى قوة مؤثرة موحدة الصفوف فهم واهمون، وعليهم أن يدركوا - ولا أظنهم كذلك- أنهم ما لم يعالجوا الاختلالات البنوية في تجمعهم، فمآلهم من فشل إلى فشل، وعندها لن ينفعهم لا «بيض الخعفق» ولا «فرخ الخعنفق».

تعليق: وزير الصحة محمد الهيفي، وفي رده على منتقدي قيامه باصطحاب أسرته في الطائرة الأميرية أثناء قيامه بزيارة رسمية يقول إنه «ليس هناك ما يمنع الوزير من اصطحاب من يريد أثناء سفره». إذا كانت هذه هي الحال، فلا بأس أن يصطحب الوزير في رحلته الرسمية القادمة ربعه بالديوانية وأصدقاء الدراسة وجيرانهم على متن الطائرة الأميرية.

هذا الرد الكارثي المتعجرف من الوزير يدلل على عقلية نسبة كبيرة من المسؤولين في الدولة التي تعتقد بأن المال العام إرث أو مزرعة خاصة يتصرف فيها كيفما شاء، وخصوصا أنه لا حسيب ولا رقيب.