فاتن
02-23-2013, 12:29 AM
http://www.jpnews-sy.com/ar/images/news/big/52326.jpg
جهينة نيوز- د. طالب الصراف:
حدثني صديق بعد انقطاع طويل عن زيارة بغداد قائلا: ذهبت إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة، وفي نفس الفترة حاولت تجديد بعض الوثائق كالجنسية وجواز السفر العراقي ولكن يبدو أن الفرق بين الحصول على هذه الوثائق في بلداننا العربية والحصول عليها في أوربا كالفرق بين العصر الجاهلي عصر البداوة، والعصر الإسلامي عصر
الحضارة والمدنية. نعم إن المحصاصة والمشاركة الكلبتوقراطية قد بلغت حتى موظفي المحافظات إن لم تكن النواحي والقرى العراقية.
فمن بين المشاكل التي اعترتني وجعلتني متنقلا في مناطق بغداد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا هي الحصول على جنسية (فسفورية) كما يصفها العراقيون وهذا يتطلب الذهاب إلى مختار المنطقة لتأييد صحة السكن ثم بعد ذلك مصادقة المجلس البلدي ثم توقيع السيد قائمقام الأعظمية بنفسه وليس أحد موظفي القائمّقامية. وبعد أن ذهبت إلى قائمقامية الاعظمية منذ الصباح الباكر وكنت من
المراجعين الأوائل، وبعد الانتظار أكثر من ثلاث ساعات في القائمقامية وإذا بمسؤول الاستعلامات في القائمقامية يعلن: "إن السيد القائمقام من بعد انتهاء اجتماعه في المحافظة سوف لن يباشر أعماله لهذا
اليوم في القائمقامية..." وقد قال أكثر من مراجع أننا أتينا في الأمس وكان الأمر كما أعلن اليوم ويمكن أن يكون غدا كذلك. وهكذا ترى الناس لا يحركون ساكنا وكأن أفواههم قد كممت، إلا أن مشكلتي قد تختلف عن مشاكلهم لأنني في حالة سفر وليس مقيماً في العراق،
فقمت واقفا وقلت هل أن هنالك طريقة أخرى لتوقيع هذا الطلب فكان الجواب لا إلا بحضور القائمقام نفسه، ثم استدركت قائلا وهل هنالك جهة يمكن الرجوع أو الشكوى إليها؟ وإذا بشخص يسير مترنحا ما بين غرف القائمقامية مما يذكرك بجلاوزة النظام السابق وهو يصرخ بأعلى صوته: "ومن هو الذي تريد الشكوى عنده؟ أهو عدنان الأسدي الكذا ابن كذا... والكذا ابن كذا" كلمات نابية لا يستخدمها إلا السقط والفجرة، علماً بأن السيد الأسدي هو الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية.
فقلت له وما شأننا بأعلى موظف في دائرتكم التي تنتسبون إليها وهذا الوصف يسري عليك باعتبارك تابعا له، ثم قلت له يا رجل إنني رجل طاعن في العمر واشتعل الرأس شيبا واشتغل في مهنة التعليم وأحمل شهادة الدكتوراه ولدي كثير من الأشغال، فأجابني: "وأنتم الدكتوراه كذا وكذا.."، كلمات لا يستخدمها إلا العلواني وطارق الهاشمي والعيساوي وميليشياتهم.. فأجبته إذا كانت الدكتوراه عندكم هكذا فهل هنالك عتاب عليك؟ فاعتذر بعض الحاضرين مني وخاصة بعد أن
شاهدوا أن هذا المنحط يحاول أن يرفع يده علي وقالوا: "امسح ذلك بوجهنا فقلت لهم وجوهكم كريمة وأعف وأشرف من هذه الميليشيات والقتلة. وأحدث موقفي هذا بلبلة في القائمقامية لأني طلبت مقابلة مفتش القائمقامية، فقام المسؤول عن المراجعات والاستعلامات معلنا أن القائمقام على وشك الوصول ولا تغادروا، ولا أدري كيف
سمع القائمقام بذلك وجاء على وجه السرعة، فكانت مصائب قوم عند قوم فوائد، وأصبحت المشادة فاتحة خير للآخرين؟ ثم اتصلت بأحد الأشخاص في وزارة الداخلية لأخبره بما جرى فطلب مني الخروج فورا من القائمقامية وبالسرعة الممكنة وإلا قد يحدث لي ما يخشى عقباه من اغتيال أو اختطاف؟! ويستمر صديقي في قصته التي
تكشف الخلايا النائمة لحمايات الإرهاب الوهابي مسترسلا: وفي اليوم الثاني ذهبت إلى دائرة الجنسية في الكرخ لأن سجل ولادة زوجتي هناك، وقدمت طلبا للحصول على الجنسية الحديثة بعد إثبات السكن، وبعد تقديم الطلب والذهاب والإياب ما بين الشعبة رقم 11 ومدير الجنسية إلى حد الإعياء من الانتظار وتكرار التواقيع وإذا بالملازم الأول مسؤول الشعبة 11 اكتشف أمرا خطرا على سلامة العراق أرضا
وشعبا! وذلك بأن من المستندات التي قدمت مع المعاملة هو (باسبورت) جواز سفر زوجتي الذي يحمل فيزا من القنصلية الإيرانية في النجف الأشرف ذهبنا بها إلى زيارة الإمام الرضا(ع) فقال الملازم إن هذه فيزا إيرانية وباستغراب!؟ ثم كتب على نفس المعاملة: (السيد المدير تحتاج المعاملة إلى زيادة من المعلومات) ثم وضع دائرة بقلمه على الفيزا الإيرانية!
فعرفت أن المشكلة أصبحت معقدة ولا يمكن
حلها إلا بالدخول على مدير الدائرة نفسه والاحتجاج على هذا السلوك الطائفي البغيض، فدخلت من باب استعلامات مدير الجنسية وأنا أحمل حقيبة دبلوماسية ولباس موظف رسمي، فأذن لي الموظف المسؤول بالدخول على المدير وبعد السلام تفاجأ المدير من سؤالي التالي: "هل إن الذي حصل على فيزا إيرانية لزيارة الإمام الرضا (ع) أصبح مجرما؟
فقال لي يا أخي ما هي المشكلة؟ والحقيقة كما أظن
أنه يعرف المشكلة لأنه وقّع على المعاملة بقلمه أكثر من مرة إن لم يكن ساهيا، فشرحت له المشكلة وقال هذا لا يمكن أن يحدث وسوف تنتهي المعاملة "بخمس دقائق"، وأرسل أحد موظفيه برتبة رائد وطلب هذا الرائد من كاتب القلم أن يوقع ويختم المعاملة إلا أن الكاتب امتنع لولا صراخ الرائد عليه، وأخبرني الرائد بأن هذه القضية ستبقى إلى غد وليس خلال خمس دقائق.
وفي اليوم التالي وقبل وصولي لدائرة الجنسية - كما يقول صديقي- لا أدري لماذا توجسني شعور بأن أتصل تليفونيا بنائب لرئيس إحدى الجامعات في بغداد للحديث والسلام عليه وأخبرته بما جرى في مديرية جنسية الكرخ بالأمس، فأخبرني هو الآخر بأن أترك وأغادر فورا مديرية الجنسية في الكرخ وإلا تتعرض سلامتي للخطر؟!.
وبعد يومين من وصولي إلى لندن وإذا بفضيحة قضية ميليشيات العيساوي وزير مالية العراق وهي أهم وزارة ينتظر منها أبناء العراق دعم اقتصادهم وأمانهم واستقرارهم، ولكن العكس قد تبنته ميليشيات العيساوي وطارق الهاشمي والدايني وعدنان الدليمي والعلواني ومن يسير على طريقهم، فقد استخدمت هذه المليشيات لغرس الطائفية والكراهية والارتباط بشبكات القاعدة والصداميين وأردوغان والوهابيين الصهاينة والارتزاق من أموال قطر ربيبة
الصهيونية منذ سقوط صدام ونظامه 2003. ولربما يتصور حسن النية أن هذه مشاكل صغيرة لا يمكن التعويل عليها كالمشكلة التي تعرض لها صديقي، ولكنها في الدول المتحضرة تعتبر بادرة بل ظاهرة إرهابية لابد لها من جذور وشبكات ويجب متابعة وملاحقة مصادرها وحاضناتها الصهيونية الوهابية أم القطرية التركية لأنها تدير تنظيمات لسفك وهدر دماء أبناء العراق، وخاصة توجد هذه الخلايا السرطانية في بغداد كخلايا نائمة في دور سبات سوف تأتي حاجة الفوضى إليها لسفك دماء العراقيين، فلا بد من استئصالها قبل أن تستفحل ويصعب
معالجتها كما حدث لسورية اليوم، وخذ اللص قبل أن يأخذك. لذا يقول البعض إن سبب الأزمة السورية هو تهاون الحكومة السورية عندما بدأت التجاوزات على الدولة وعدم وضع حد لأعمال الشغب في درعا منذ البداية وكان الأجدر بالحكومة أن تقضي عليها قبل أن تستفحل, وعدم فسح المجال للدعم الخارجي الصهيوني الوهابي القطري الاردوغاني الذي كان يخطط لها حتى ساعة الصفر، فلم تكن هذه الفوضى في سورية عفوية!!.
إن ما يحدث في بغداد وعموم العراق من تحضير وتنظيم لخلايا نائمة ناعمة عميلة، هو جزء من مشروع لتنفيذ أجندة لها ساعة صفر للقيام بانتفاضة فوضوية غرضها إشعال فتنة طائفية إلا أنها خاسرة دون جدل أو نقاش، لأنها محدودة في ديموغرافية وقد كشفت عن عورتها في شعاراتها.
إن إطلاق سراح المعتقلين عشوائيا وإلغاء المادة 4 إرهاب سيخلق ويسبب احتجاجات وتظاهرات أكثر بعشرات المرات بوجه السلطات التي تقرر ذلك لأن أكثر من 70% من أبناء الشعب العراقي فقد عشرات الآلاف من أبنائه نتيجة الإرهاب الصدامي والطائفي بعد 2003، وما المقابر الجماعية في عهد صدام والأحزمة الناسفة والمفخخات بعده إلا شاهد على حقيقة ضرورة المادة الرابعة في معالجة تلك
الأحداث قانونيا لأن العائلات العراقية فقدت الأبناء والآباء والنساء والأطفال بسبب الإرهابيين الذين تدافع عنهم القائمة اللاعراقية.
وقد صدق الحديث النبوي القائل "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".. وهذا الحديث النبوي الشريف مذكور في الصحيحين وغيرهما وأرجو قراءة النصوص لمعرفة المناسبة التي قال النبي محمد (ص) فيها هذا
الحديث حين ظفر بأبي عزة القرشي الجمحي، وماذا كان مصيره بعد أن أصدر النبي (ص) الحكم عليه، وخاصة نحن اليوم نواجه التكفيريين الزنادقة الذين لم يفعل الجمحي عشر ما فعلوا، وكذلك ما فعله طارق الهاشمي وبطانته إلا أن الأخير الذي قتل واغتال العشرات من المسلمين العراقيين لم ينفذ به حكم الإعدام كما نفذ في الجمحي.
إن القائمة العراقية صنعتها الحكومة السعودية والصهيونية لتمزيق العراق والدليل على ذلك وصف طارق الهاشمي لها حين قال: "إنها قائمة رأسها سني وطربوشها شيعي" أي إن رأسها طارق الهاشمي أو النجيفي أو عبد الكريم السامرائي أو العيساوي مؤخرا، أما الطربوش فهو علاوي أو بطانته، ولا سمح الله أن يأتي يوم يكون
طربوش القائمة العراقية من الكتلة الشيعية والله أعلم، وذلك لأن مغريات الحياة كثيرة، فإذا كانت القائمة العراقية قد تفسخت وتهشمت نتيجة للعمالة واستلام الأموال السعودية القطرية الخليجية مقابل التخريب في العراق، فليس بالغريب أن بعض الأفراد من المكوّن الشيعي قد امتدت لهم يد الترغيب والتخريب لإحداث الفوضى داخل المكون المذكور وهم ليس بمعصومين أمام المغريات السعودية الوهابية والقطرية.
إن أحد الأسباب للتدخل المباشر من قبل أردوغان الأتاتوركي العثماني الصهيوني في الشأن العراقي هو استجداء واستنجاد الطائفي المجرم طارق الهاشمي وبطانته له، وأن هذا التحفيز الطائفي العلني السافر من قطر والسعودية أصبح وصمة عار لطارق الهاشمي والعيساوي والقائمة العراقية ومن يحاول ضم العراق للعثمانيين الجدد حيث يقول طارق الهاشمي في مقابلة له في جريدة الحياة,-
والمقابلة منشورة على موقعه الالكتروني الإخباري- "بأن اردوغان أعلن أنه سيناقش القضية العراقية في واشنطن وأن موقف أردوغان كان واضحا، موقف أخي العزيز أردوغان كان مشرفا ومسؤولا.. أرى من حق تركيا لحرصها على استقرار العراق أن تفعل ما تشاء من أجل ذلك، وإكمال الصفحة التالية من التغيير.. ويؤسفني أن أقول إن الهيمنة وتبعية البلد لإيران حرمت العراق من دوره التاريخي في
مناصرة إخوانه العرب والمسلمين...."، هذا بعض مما قاله طارق الهاشمي فهل يستطيع زعيم سياسي شيعي أن يقول ويعبر بنفس ماقاله الهاشمي بحق رئيس الجمهورية الإسلامية محمود أحمدي نجاد؟ أو أن حينها ستقام الدنيا ولا تقعد فتتنافس وسائل الإعلام العربية الغربية بالسب واللعن لتلك الشخصية التي تفوهت بمثل ما تفوه به الهاشمي ولكن الشخصية المقصودة تختلف! وهل يسكت
أعضاء القائمة العراقية بلصق التهمة وإطلاق الألقاب البذيئة على شخصيات الكيان السياسي الشيعي ورميهم بالعمالة والتبعية لإيران؟ والغريب أننا لم نسمع تعليقا واحدا ينتقد تصريحات طارق الهاشمي؛ لا من الكتلة السنية ولا الكردية بتبعيته لتركية وعثمانيته الصريحة. فإذا كانت هذه صلافة قيادة المكون السياسي السني في القائمة
العراقية فلا غرابة من كلمات العلواني عضو القائمة المذكورة التي وصف فيها السياسيين الشيعة قائلا: هؤلاء الجبناء عملاء إيران الذين باعوا شرفهم وعرضهم ودينهم.. وهنا عندنا ثورة في محافظة الأنبار على أولاد الخنازير الكلاب.."، والغريب أن أعضاء البرلمان الذين حضروا اجتماع يوم الأحد المصادف 6-1-2013 الذي دعا إليه النجيفي مقسم وممزق العراق سميت جلسته تشاورية اختصت بما يحدث في
الرمادي ولكن لم ولن يشجب بل لم يتفوه واحد منهم ويستنكر كلمات أحمد العلواني القذرة التي تعبر عن خبث السرائر وسوء الضمائر، ولكن لا ضمير لمن لا ضمير له.
إن مسؤولية ما يحدث في العراق تتحمله نفس الجهات التي وضعت أجندة سفك وهدر دماء أبناء الشعب السوري المسلم، إلا أن الفارق كبير وسوف تدفع تلك الجهات الداخلية العميلة والخارجية الطائفية والاستعمارية ثمنا باهظا، لأن العراق يختلف عن سورية من حيث الديموغرافية والجغرافية وسلطة المرجعية الدينية وارتباط الجماهير بها، وإذا كانت تركيا وحلفاءها من عملاء للصهيونية لا يعرفون ذلك فإن أسيادهم أكثر حصافة وخبرة بمعرفة ذلك.
وليس الكيان الشيعي السياسي وحده يعرف بأن المقصود من الحرب على سورية ليس النظام السوري وحسب بل الهدف الرئيسي هو إسقاط النظام السياسي في العراق وإعادة الحكم إلى ما كان عليه قبل 2003 في عهد صدام، وقد كتب عن ذلك حتى المراقبين الأجانب أمثال الكاتب والمحلل السياسي جيفري ارونسون Geoffrey
Aronson مدير مؤسسة الشرق الأوسط للسلام في واشنطن، إذ كتب مقالة تحت عنوان (يسعى جدول الأعمال الطائفية إعادة السنة في سورية والعراق) يقول: "إن أغلب هذه المجاميع التي تقاتل لتحديد وتقرير مصير مستقبل سورية لم يكن هدفها الحقيقي وثمن معركتها هو الظفر بسورية وإنما الظفر بالعراق..."، لذا فإن هؤلاء
الإرهابيين يستخدمون سورية رغم هذا التدمير لها كمحطة ينتقلون منها لتدمير العراق واستعباد أهله ونهب ثرواته وهدم مراكز الأئمة المقدسة بالبلدوزرات كما يفعلون في تونس اليوم وبعض البلدان الإسلامية وقبلها فعلت حكومة آل سعود.
لقد بذلت العائلة السعودية كل جهودها لإقناع الرئيس الأمريكي بعدم فسح المجال للشيعة في قيادة الحكم في العراق كما تعمل اليوم بالبحرين، إذ قام بمحاولة تنفيذ هذا المشروع السعودي الوهابي نائب الرئيس الأمريكي السابق دك تشيني، إلا إن إرادة الله أقوى من ذلك فسلط الظالم على الظالم، وقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"
الأمريكية سنة 2002 أن دك تشيني كان يحذر الإدارة الأمريكية كلسان حال للعائلة السعودية من مغبة تغيير نظام صدام. ثم إن ملك السعودية نفسه حذر أمريكا بأنها لم تستفد من إسقاط صدام، إلا أن الإدارة الأمريكية اعتقدت بأنها تختار أشخاص يديرون شؤون العراق حسب ما تريد ولكنها لم تفلح في ذلك. وكما أن السعودية وقطر
وتركيا تطمع في سرقة أموال وثروات أبناء الشعب العراقي فإن هنالك دولاً أخرى تطمع في ذلك. ويعتقد حلف العملاء المذكور أن إضعاف سورية هو إضعاف للعراق وبالتالي يمكن تفكيكه بشعارات طائفية وهابية وقومية عثمانية أردوغانية والتعاون مع قوى داخلية عميلة، ومن ثم استغلال ثروات العراق والهيمنة على مقدراته، إلا أن المعادلة قد انقلبت في سورية والعراق لتلقم حجراً لأمراء آل سعود وحكام قطر والصهيونية، وما بين رمشة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، وأن يد الله فوق أيديهم.
http://www.jpnews-sy.com/ar/news.php?id=52326
جهينة نيوز- د. طالب الصراف:
حدثني صديق بعد انقطاع طويل عن زيارة بغداد قائلا: ذهبت إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة، وفي نفس الفترة حاولت تجديد بعض الوثائق كالجنسية وجواز السفر العراقي ولكن يبدو أن الفرق بين الحصول على هذه الوثائق في بلداننا العربية والحصول عليها في أوربا كالفرق بين العصر الجاهلي عصر البداوة، والعصر الإسلامي عصر
الحضارة والمدنية. نعم إن المحصاصة والمشاركة الكلبتوقراطية قد بلغت حتى موظفي المحافظات إن لم تكن النواحي والقرى العراقية.
فمن بين المشاكل التي اعترتني وجعلتني متنقلا في مناطق بغداد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا هي الحصول على جنسية (فسفورية) كما يصفها العراقيون وهذا يتطلب الذهاب إلى مختار المنطقة لتأييد صحة السكن ثم بعد ذلك مصادقة المجلس البلدي ثم توقيع السيد قائمقام الأعظمية بنفسه وليس أحد موظفي القائمّقامية. وبعد أن ذهبت إلى قائمقامية الاعظمية منذ الصباح الباكر وكنت من
المراجعين الأوائل، وبعد الانتظار أكثر من ثلاث ساعات في القائمقامية وإذا بمسؤول الاستعلامات في القائمقامية يعلن: "إن السيد القائمقام من بعد انتهاء اجتماعه في المحافظة سوف لن يباشر أعماله لهذا
اليوم في القائمقامية..." وقد قال أكثر من مراجع أننا أتينا في الأمس وكان الأمر كما أعلن اليوم ويمكن أن يكون غدا كذلك. وهكذا ترى الناس لا يحركون ساكنا وكأن أفواههم قد كممت، إلا أن مشكلتي قد تختلف عن مشاكلهم لأنني في حالة سفر وليس مقيماً في العراق،
فقمت واقفا وقلت هل أن هنالك طريقة أخرى لتوقيع هذا الطلب فكان الجواب لا إلا بحضور القائمقام نفسه، ثم استدركت قائلا وهل هنالك جهة يمكن الرجوع أو الشكوى إليها؟ وإذا بشخص يسير مترنحا ما بين غرف القائمقامية مما يذكرك بجلاوزة النظام السابق وهو يصرخ بأعلى صوته: "ومن هو الذي تريد الشكوى عنده؟ أهو عدنان الأسدي الكذا ابن كذا... والكذا ابن كذا" كلمات نابية لا يستخدمها إلا السقط والفجرة، علماً بأن السيد الأسدي هو الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية.
فقلت له وما شأننا بأعلى موظف في دائرتكم التي تنتسبون إليها وهذا الوصف يسري عليك باعتبارك تابعا له، ثم قلت له يا رجل إنني رجل طاعن في العمر واشتعل الرأس شيبا واشتغل في مهنة التعليم وأحمل شهادة الدكتوراه ولدي كثير من الأشغال، فأجابني: "وأنتم الدكتوراه كذا وكذا.."، كلمات لا يستخدمها إلا العلواني وطارق الهاشمي والعيساوي وميليشياتهم.. فأجبته إذا كانت الدكتوراه عندكم هكذا فهل هنالك عتاب عليك؟ فاعتذر بعض الحاضرين مني وخاصة بعد أن
شاهدوا أن هذا المنحط يحاول أن يرفع يده علي وقالوا: "امسح ذلك بوجهنا فقلت لهم وجوهكم كريمة وأعف وأشرف من هذه الميليشيات والقتلة. وأحدث موقفي هذا بلبلة في القائمقامية لأني طلبت مقابلة مفتش القائمقامية، فقام المسؤول عن المراجعات والاستعلامات معلنا أن القائمقام على وشك الوصول ولا تغادروا، ولا أدري كيف
سمع القائمقام بذلك وجاء على وجه السرعة، فكانت مصائب قوم عند قوم فوائد، وأصبحت المشادة فاتحة خير للآخرين؟ ثم اتصلت بأحد الأشخاص في وزارة الداخلية لأخبره بما جرى فطلب مني الخروج فورا من القائمقامية وبالسرعة الممكنة وإلا قد يحدث لي ما يخشى عقباه من اغتيال أو اختطاف؟! ويستمر صديقي في قصته التي
تكشف الخلايا النائمة لحمايات الإرهاب الوهابي مسترسلا: وفي اليوم الثاني ذهبت إلى دائرة الجنسية في الكرخ لأن سجل ولادة زوجتي هناك، وقدمت طلبا للحصول على الجنسية الحديثة بعد إثبات السكن، وبعد تقديم الطلب والذهاب والإياب ما بين الشعبة رقم 11 ومدير الجنسية إلى حد الإعياء من الانتظار وتكرار التواقيع وإذا بالملازم الأول مسؤول الشعبة 11 اكتشف أمرا خطرا على سلامة العراق أرضا
وشعبا! وذلك بأن من المستندات التي قدمت مع المعاملة هو (باسبورت) جواز سفر زوجتي الذي يحمل فيزا من القنصلية الإيرانية في النجف الأشرف ذهبنا بها إلى زيارة الإمام الرضا(ع) فقال الملازم إن هذه فيزا إيرانية وباستغراب!؟ ثم كتب على نفس المعاملة: (السيد المدير تحتاج المعاملة إلى زيادة من المعلومات) ثم وضع دائرة بقلمه على الفيزا الإيرانية!
فعرفت أن المشكلة أصبحت معقدة ولا يمكن
حلها إلا بالدخول على مدير الدائرة نفسه والاحتجاج على هذا السلوك الطائفي البغيض، فدخلت من باب استعلامات مدير الجنسية وأنا أحمل حقيبة دبلوماسية ولباس موظف رسمي، فأذن لي الموظف المسؤول بالدخول على المدير وبعد السلام تفاجأ المدير من سؤالي التالي: "هل إن الذي حصل على فيزا إيرانية لزيارة الإمام الرضا (ع) أصبح مجرما؟
فقال لي يا أخي ما هي المشكلة؟ والحقيقة كما أظن
أنه يعرف المشكلة لأنه وقّع على المعاملة بقلمه أكثر من مرة إن لم يكن ساهيا، فشرحت له المشكلة وقال هذا لا يمكن أن يحدث وسوف تنتهي المعاملة "بخمس دقائق"، وأرسل أحد موظفيه برتبة رائد وطلب هذا الرائد من كاتب القلم أن يوقع ويختم المعاملة إلا أن الكاتب امتنع لولا صراخ الرائد عليه، وأخبرني الرائد بأن هذه القضية ستبقى إلى غد وليس خلال خمس دقائق.
وفي اليوم التالي وقبل وصولي لدائرة الجنسية - كما يقول صديقي- لا أدري لماذا توجسني شعور بأن أتصل تليفونيا بنائب لرئيس إحدى الجامعات في بغداد للحديث والسلام عليه وأخبرته بما جرى في مديرية جنسية الكرخ بالأمس، فأخبرني هو الآخر بأن أترك وأغادر فورا مديرية الجنسية في الكرخ وإلا تتعرض سلامتي للخطر؟!.
وبعد يومين من وصولي إلى لندن وإذا بفضيحة قضية ميليشيات العيساوي وزير مالية العراق وهي أهم وزارة ينتظر منها أبناء العراق دعم اقتصادهم وأمانهم واستقرارهم، ولكن العكس قد تبنته ميليشيات العيساوي وطارق الهاشمي والدايني وعدنان الدليمي والعلواني ومن يسير على طريقهم، فقد استخدمت هذه المليشيات لغرس الطائفية والكراهية والارتباط بشبكات القاعدة والصداميين وأردوغان والوهابيين الصهاينة والارتزاق من أموال قطر ربيبة
الصهيونية منذ سقوط صدام ونظامه 2003. ولربما يتصور حسن النية أن هذه مشاكل صغيرة لا يمكن التعويل عليها كالمشكلة التي تعرض لها صديقي، ولكنها في الدول المتحضرة تعتبر بادرة بل ظاهرة إرهابية لابد لها من جذور وشبكات ويجب متابعة وملاحقة مصادرها وحاضناتها الصهيونية الوهابية أم القطرية التركية لأنها تدير تنظيمات لسفك وهدر دماء أبناء العراق، وخاصة توجد هذه الخلايا السرطانية في بغداد كخلايا نائمة في دور سبات سوف تأتي حاجة الفوضى إليها لسفك دماء العراقيين، فلا بد من استئصالها قبل أن تستفحل ويصعب
معالجتها كما حدث لسورية اليوم، وخذ اللص قبل أن يأخذك. لذا يقول البعض إن سبب الأزمة السورية هو تهاون الحكومة السورية عندما بدأت التجاوزات على الدولة وعدم وضع حد لأعمال الشغب في درعا منذ البداية وكان الأجدر بالحكومة أن تقضي عليها قبل أن تستفحل, وعدم فسح المجال للدعم الخارجي الصهيوني الوهابي القطري الاردوغاني الذي كان يخطط لها حتى ساعة الصفر، فلم تكن هذه الفوضى في سورية عفوية!!.
إن ما يحدث في بغداد وعموم العراق من تحضير وتنظيم لخلايا نائمة ناعمة عميلة، هو جزء من مشروع لتنفيذ أجندة لها ساعة صفر للقيام بانتفاضة فوضوية غرضها إشعال فتنة طائفية إلا أنها خاسرة دون جدل أو نقاش، لأنها محدودة في ديموغرافية وقد كشفت عن عورتها في شعاراتها.
إن إطلاق سراح المعتقلين عشوائيا وإلغاء المادة 4 إرهاب سيخلق ويسبب احتجاجات وتظاهرات أكثر بعشرات المرات بوجه السلطات التي تقرر ذلك لأن أكثر من 70% من أبناء الشعب العراقي فقد عشرات الآلاف من أبنائه نتيجة الإرهاب الصدامي والطائفي بعد 2003، وما المقابر الجماعية في عهد صدام والأحزمة الناسفة والمفخخات بعده إلا شاهد على حقيقة ضرورة المادة الرابعة في معالجة تلك
الأحداث قانونيا لأن العائلات العراقية فقدت الأبناء والآباء والنساء والأطفال بسبب الإرهابيين الذين تدافع عنهم القائمة اللاعراقية.
وقد صدق الحديث النبوي القائل "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".. وهذا الحديث النبوي الشريف مذكور في الصحيحين وغيرهما وأرجو قراءة النصوص لمعرفة المناسبة التي قال النبي محمد (ص) فيها هذا
الحديث حين ظفر بأبي عزة القرشي الجمحي، وماذا كان مصيره بعد أن أصدر النبي (ص) الحكم عليه، وخاصة نحن اليوم نواجه التكفيريين الزنادقة الذين لم يفعل الجمحي عشر ما فعلوا، وكذلك ما فعله طارق الهاشمي وبطانته إلا أن الأخير الذي قتل واغتال العشرات من المسلمين العراقيين لم ينفذ به حكم الإعدام كما نفذ في الجمحي.
إن القائمة العراقية صنعتها الحكومة السعودية والصهيونية لتمزيق العراق والدليل على ذلك وصف طارق الهاشمي لها حين قال: "إنها قائمة رأسها سني وطربوشها شيعي" أي إن رأسها طارق الهاشمي أو النجيفي أو عبد الكريم السامرائي أو العيساوي مؤخرا، أما الطربوش فهو علاوي أو بطانته، ولا سمح الله أن يأتي يوم يكون
طربوش القائمة العراقية من الكتلة الشيعية والله أعلم، وذلك لأن مغريات الحياة كثيرة، فإذا كانت القائمة العراقية قد تفسخت وتهشمت نتيجة للعمالة واستلام الأموال السعودية القطرية الخليجية مقابل التخريب في العراق، فليس بالغريب أن بعض الأفراد من المكوّن الشيعي قد امتدت لهم يد الترغيب والتخريب لإحداث الفوضى داخل المكون المذكور وهم ليس بمعصومين أمام المغريات السعودية الوهابية والقطرية.
إن أحد الأسباب للتدخل المباشر من قبل أردوغان الأتاتوركي العثماني الصهيوني في الشأن العراقي هو استجداء واستنجاد الطائفي المجرم طارق الهاشمي وبطانته له، وأن هذا التحفيز الطائفي العلني السافر من قطر والسعودية أصبح وصمة عار لطارق الهاشمي والعيساوي والقائمة العراقية ومن يحاول ضم العراق للعثمانيين الجدد حيث يقول طارق الهاشمي في مقابلة له في جريدة الحياة,-
والمقابلة منشورة على موقعه الالكتروني الإخباري- "بأن اردوغان أعلن أنه سيناقش القضية العراقية في واشنطن وأن موقف أردوغان كان واضحا، موقف أخي العزيز أردوغان كان مشرفا ومسؤولا.. أرى من حق تركيا لحرصها على استقرار العراق أن تفعل ما تشاء من أجل ذلك، وإكمال الصفحة التالية من التغيير.. ويؤسفني أن أقول إن الهيمنة وتبعية البلد لإيران حرمت العراق من دوره التاريخي في
مناصرة إخوانه العرب والمسلمين...."، هذا بعض مما قاله طارق الهاشمي فهل يستطيع زعيم سياسي شيعي أن يقول ويعبر بنفس ماقاله الهاشمي بحق رئيس الجمهورية الإسلامية محمود أحمدي نجاد؟ أو أن حينها ستقام الدنيا ولا تقعد فتتنافس وسائل الإعلام العربية الغربية بالسب واللعن لتلك الشخصية التي تفوهت بمثل ما تفوه به الهاشمي ولكن الشخصية المقصودة تختلف! وهل يسكت
أعضاء القائمة العراقية بلصق التهمة وإطلاق الألقاب البذيئة على شخصيات الكيان السياسي الشيعي ورميهم بالعمالة والتبعية لإيران؟ والغريب أننا لم نسمع تعليقا واحدا ينتقد تصريحات طارق الهاشمي؛ لا من الكتلة السنية ولا الكردية بتبعيته لتركية وعثمانيته الصريحة. فإذا كانت هذه صلافة قيادة المكون السياسي السني في القائمة
العراقية فلا غرابة من كلمات العلواني عضو القائمة المذكورة التي وصف فيها السياسيين الشيعة قائلا: هؤلاء الجبناء عملاء إيران الذين باعوا شرفهم وعرضهم ودينهم.. وهنا عندنا ثورة في محافظة الأنبار على أولاد الخنازير الكلاب.."، والغريب أن أعضاء البرلمان الذين حضروا اجتماع يوم الأحد المصادف 6-1-2013 الذي دعا إليه النجيفي مقسم وممزق العراق سميت جلسته تشاورية اختصت بما يحدث في
الرمادي ولكن لم ولن يشجب بل لم يتفوه واحد منهم ويستنكر كلمات أحمد العلواني القذرة التي تعبر عن خبث السرائر وسوء الضمائر، ولكن لا ضمير لمن لا ضمير له.
إن مسؤولية ما يحدث في العراق تتحمله نفس الجهات التي وضعت أجندة سفك وهدر دماء أبناء الشعب السوري المسلم، إلا أن الفارق كبير وسوف تدفع تلك الجهات الداخلية العميلة والخارجية الطائفية والاستعمارية ثمنا باهظا، لأن العراق يختلف عن سورية من حيث الديموغرافية والجغرافية وسلطة المرجعية الدينية وارتباط الجماهير بها، وإذا كانت تركيا وحلفاءها من عملاء للصهيونية لا يعرفون ذلك فإن أسيادهم أكثر حصافة وخبرة بمعرفة ذلك.
وليس الكيان الشيعي السياسي وحده يعرف بأن المقصود من الحرب على سورية ليس النظام السوري وحسب بل الهدف الرئيسي هو إسقاط النظام السياسي في العراق وإعادة الحكم إلى ما كان عليه قبل 2003 في عهد صدام، وقد كتب عن ذلك حتى المراقبين الأجانب أمثال الكاتب والمحلل السياسي جيفري ارونسون Geoffrey
Aronson مدير مؤسسة الشرق الأوسط للسلام في واشنطن، إذ كتب مقالة تحت عنوان (يسعى جدول الأعمال الطائفية إعادة السنة في سورية والعراق) يقول: "إن أغلب هذه المجاميع التي تقاتل لتحديد وتقرير مصير مستقبل سورية لم يكن هدفها الحقيقي وثمن معركتها هو الظفر بسورية وإنما الظفر بالعراق..."، لذا فإن هؤلاء
الإرهابيين يستخدمون سورية رغم هذا التدمير لها كمحطة ينتقلون منها لتدمير العراق واستعباد أهله ونهب ثرواته وهدم مراكز الأئمة المقدسة بالبلدوزرات كما يفعلون في تونس اليوم وبعض البلدان الإسلامية وقبلها فعلت حكومة آل سعود.
لقد بذلت العائلة السعودية كل جهودها لإقناع الرئيس الأمريكي بعدم فسح المجال للشيعة في قيادة الحكم في العراق كما تعمل اليوم بالبحرين، إذ قام بمحاولة تنفيذ هذا المشروع السعودي الوهابي نائب الرئيس الأمريكي السابق دك تشيني، إلا إن إرادة الله أقوى من ذلك فسلط الظالم على الظالم، وقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"
الأمريكية سنة 2002 أن دك تشيني كان يحذر الإدارة الأمريكية كلسان حال للعائلة السعودية من مغبة تغيير نظام صدام. ثم إن ملك السعودية نفسه حذر أمريكا بأنها لم تستفد من إسقاط صدام، إلا أن الإدارة الأمريكية اعتقدت بأنها تختار أشخاص يديرون شؤون العراق حسب ما تريد ولكنها لم تفلح في ذلك. وكما أن السعودية وقطر
وتركيا تطمع في سرقة أموال وثروات أبناء الشعب العراقي فإن هنالك دولاً أخرى تطمع في ذلك. ويعتقد حلف العملاء المذكور أن إضعاف سورية هو إضعاف للعراق وبالتالي يمكن تفكيكه بشعارات طائفية وهابية وقومية عثمانية أردوغانية والتعاون مع قوى داخلية عميلة، ومن ثم استغلال ثروات العراق والهيمنة على مقدراته، إلا أن المعادلة قد انقلبت في سورية والعراق لتلقم حجراً لأمراء آل سعود وحكام قطر والصهيونية، وما بين رمشة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، وأن يد الله فوق أيديهم.
http://www.jpnews-sy.com/ar/news.php?id=52326