مرجان
02-21-2013, 07:33 AM
تاريخ الخبر : 19/02/2013
الأنظمة الخليجية في مجملها مازالت تفكر بعقلية تسلطية عفى عليها الزمن ولا يمكن لها الاستمرار، وإلا فما معنى أن يحكم على شاعر قطري بالسجن المؤبد فقط، لأنه هجا الحاكم؟
كيف يمكن القبول في عصر الحريات والانفتاح بأن يظل هناك أناس مسجونون لعشرات السنين من دون محاكمة في السعودية، وأن تكون مناصب الدولة القيادية محتكرة لأبناء الأسرة الحاكمة؟
هناك شواهد عديدة تدلل على أن هذه الأنظمة مازالت تعيش في عقلية الماضي، ولا تريد أن تنظر بواقعية للتغيرات الكبيرة التي حدثت في المجتمعات العربية
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/TSFXAXTJTRPHQIDNTUNFDJZT.jpg (http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/TSFXAXTJTRPHQIDNTUNFDJZT.jpg)
د. صلاح الفضلي - الكويتية
رغم أن دول العالم في مجملها تتجه نحو مزيد من الديمقراطية وإعطاء الشعوب حقوقها المشروعة، فإن دول الخليج تبدو تسير عكس هذا الاتجاه، فمن بين دول العالم أجمع تعد الأنظمة الخليجية هي الأبطأ في تبني مبادرات إصلاحية لمزيد من الحريات والمشاركة الشعبية.
ومع أن ما حصل من ثورات شعبية في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا والبحرين ينبغي أن يدفع الأنظمة الخليجية لأخذ العبرة والعظة مما حصل في مجتمعات ليست بعيدة عنها وتتشابه معها في كثير من العوامل التي تدفع شعوب هذه الدول للثورة، فإن هناك شواهد عديدة تدلل على أن هذه الأنظمة مازالت تعيش في عقلية الماضي، ولا تريد أن تنظر بواقعية للتغيرات الكبيرة التي حدثت في المجتمعات العربية ككل، وهذه الأنظمة تريد أن تقنع نفسها بأنها محصنة من مطالبات التغيير، تحت المقولة التي رددها رؤساء الأنظمة التي سقطت وهي «إحنا غير».
الأنظمة الخليجية في مجملها مازالت تفكر بعقلية تسلطية عفى عليها الزمن ولا يمكن لها الاستمرار، وإلا فما معنى أن يحكم على شاعر قطري بالسجن المؤبد فقط، لأنه هجا الحاكم؟
وكيف يمكن القبول في عصر الحريات والانفتاح بأن يظل هناك أناس مسجونون لعشرات السنين من دون محاكمة في السعودية، وأن تكون مناصب الدولة القيادية محتكرة لأبناء الأسرة الحاكمة؟
وكيف لا تكون الأنظمة الخليجية تسير عكس حركة التاريخ والسلطة في البحرين تدعو إلى حوار مع المعارضة، بينما قادة المعارضة في السجن واتهامات التخوين بالخيانة والعمالة مستمرة بحق المطالبين بالإصلاح؟
وكيف لهذه الأنظمة أن تستوعب التغيرات الحاصلة في مجتمعاتها إذا كانت السلطة في الإمارات تعتبر أن مجرد نقد بعض تصرفات السلطة هو محاولة لقلب نظام الحكم؟، وكيف لهذه الأنظمة أن تستوعب أننا نعيش حقبة جديدة مختلفة عما سبق، والسلطة في الكويت تحيل عشرات المغردين للمحكمة لتعليقات عابرة وتعتبرها جريمة أمن دولة؟ أي «أمن دولة» بهذه الهشاشة الذي تهزه تغريدات من شباب يافع محبط مما يجري في مجتمعه؟
على الأنظمة الخليجية أن تعي أن ما يؤخر المطالبات الشعبية الواسعة ليس رضا شعوبها عنها، وإنما بسبب البحبوحة المالية الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، وليس بسبب الإدارة الجيدة لهذه الأنظمة. هذه البحبوحة مجرد إبر مخدرة، ولكن في ظل تفشي الفساد الإداري والمالي، فحتى هذه الإبر المخدرة لن تجدي نفعاً.
إذا لم تبادر الأنظمة الخليجية إلى مبادرات إصلاحية جذرية، فإنها سوف تندم كثيراً، لأن الأمور لا يمكن أن تعود إلى الوراء، فالتغيير باتجاه الملكيات والإمارات الدستورية قادم لا محالة، وإن بصيغ مختلفة، وعاجلاً أم آجلاً سوف تجبر هذه الأنظمة على القبول بالتغيرات، ولكن إذا لم تبادر هذه الأنظمة إلى ذلك، فإن الكلفة سوف تكون باهظة، ولذلك فالأفضل لها أن تفكر بحكمة وبصيرة تستشرف بها المستقبل ولا تكابر وتدس رأسها في الرمال، ومن الأحسن لها أن يكون التغيير «بيدها.. لا بيد عمرو».
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=31501
الأنظمة الخليجية في مجملها مازالت تفكر بعقلية تسلطية عفى عليها الزمن ولا يمكن لها الاستمرار، وإلا فما معنى أن يحكم على شاعر قطري بالسجن المؤبد فقط، لأنه هجا الحاكم؟
كيف يمكن القبول في عصر الحريات والانفتاح بأن يظل هناك أناس مسجونون لعشرات السنين من دون محاكمة في السعودية، وأن تكون مناصب الدولة القيادية محتكرة لأبناء الأسرة الحاكمة؟
هناك شواهد عديدة تدلل على أن هذه الأنظمة مازالت تعيش في عقلية الماضي، ولا تريد أن تنظر بواقعية للتغيرات الكبيرة التي حدثت في المجتمعات العربية
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/TSFXAXTJTRPHQIDNTUNFDJZT.jpg (http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/TSFXAXTJTRPHQIDNTUNFDJZT.jpg)
د. صلاح الفضلي - الكويتية
رغم أن دول العالم في مجملها تتجه نحو مزيد من الديمقراطية وإعطاء الشعوب حقوقها المشروعة، فإن دول الخليج تبدو تسير عكس هذا الاتجاه، فمن بين دول العالم أجمع تعد الأنظمة الخليجية هي الأبطأ في تبني مبادرات إصلاحية لمزيد من الحريات والمشاركة الشعبية.
ومع أن ما حصل من ثورات شعبية في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا والبحرين ينبغي أن يدفع الأنظمة الخليجية لأخذ العبرة والعظة مما حصل في مجتمعات ليست بعيدة عنها وتتشابه معها في كثير من العوامل التي تدفع شعوب هذه الدول للثورة، فإن هناك شواهد عديدة تدلل على أن هذه الأنظمة مازالت تعيش في عقلية الماضي، ولا تريد أن تنظر بواقعية للتغيرات الكبيرة التي حدثت في المجتمعات العربية ككل، وهذه الأنظمة تريد أن تقنع نفسها بأنها محصنة من مطالبات التغيير، تحت المقولة التي رددها رؤساء الأنظمة التي سقطت وهي «إحنا غير».
الأنظمة الخليجية في مجملها مازالت تفكر بعقلية تسلطية عفى عليها الزمن ولا يمكن لها الاستمرار، وإلا فما معنى أن يحكم على شاعر قطري بالسجن المؤبد فقط، لأنه هجا الحاكم؟
وكيف يمكن القبول في عصر الحريات والانفتاح بأن يظل هناك أناس مسجونون لعشرات السنين من دون محاكمة في السعودية، وأن تكون مناصب الدولة القيادية محتكرة لأبناء الأسرة الحاكمة؟
وكيف لا تكون الأنظمة الخليجية تسير عكس حركة التاريخ والسلطة في البحرين تدعو إلى حوار مع المعارضة، بينما قادة المعارضة في السجن واتهامات التخوين بالخيانة والعمالة مستمرة بحق المطالبين بالإصلاح؟
وكيف لهذه الأنظمة أن تستوعب التغيرات الحاصلة في مجتمعاتها إذا كانت السلطة في الإمارات تعتبر أن مجرد نقد بعض تصرفات السلطة هو محاولة لقلب نظام الحكم؟، وكيف لهذه الأنظمة أن تستوعب أننا نعيش حقبة جديدة مختلفة عما سبق، والسلطة في الكويت تحيل عشرات المغردين للمحكمة لتعليقات عابرة وتعتبرها جريمة أمن دولة؟ أي «أمن دولة» بهذه الهشاشة الذي تهزه تغريدات من شباب يافع محبط مما يجري في مجتمعه؟
على الأنظمة الخليجية أن تعي أن ما يؤخر المطالبات الشعبية الواسعة ليس رضا شعوبها عنها، وإنما بسبب البحبوحة المالية الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، وليس بسبب الإدارة الجيدة لهذه الأنظمة. هذه البحبوحة مجرد إبر مخدرة، ولكن في ظل تفشي الفساد الإداري والمالي، فحتى هذه الإبر المخدرة لن تجدي نفعاً.
إذا لم تبادر الأنظمة الخليجية إلى مبادرات إصلاحية جذرية، فإنها سوف تندم كثيراً، لأن الأمور لا يمكن أن تعود إلى الوراء، فالتغيير باتجاه الملكيات والإمارات الدستورية قادم لا محالة، وإن بصيغ مختلفة، وعاجلاً أم آجلاً سوف تجبر هذه الأنظمة على القبول بالتغيرات، ولكن إذا لم تبادر هذه الأنظمة إلى ذلك، فإن الكلفة سوف تكون باهظة، ولذلك فالأفضل لها أن تفكر بحكمة وبصيرة تستشرف بها المستقبل ولا تكابر وتدس رأسها في الرمال، ومن الأحسن لها أن يكون التغيير «بيدها.. لا بيد عمرو».
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=31501