الناصع الحسب
02-19-2013, 07:37 AM
لماذا كثر التصبيح...؟
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/authorblock/authors/49473.jpg
الاسم: عبداللطيف الدعيج
صراحة أشعر بالحرج وأنا أنوي الاعتراض على تسمية المدينة الجديدة التي أعلن مجلس الوزراء عن نية إنشائها بمدينة «صباح الأول».
أشعر بالحرج لأن المرحوم الشيخ صباح الأول يستاهل، يستاهل لأنه من خلف لنا هذه السلالة الكريمة، ويستاهل أكثر لأنه من اختاره الكويتيون الأوائل ولم يفرض نفسه على أحد. لهذا أشعر بالحرج.. لكن «ايش حادك يا مسمار قال المطرقة»، والجماعة زادوا الكيلة شوي. فلم يبق شيخ لم يسمّ باسمه شيء، ولم يبق شي لم تتم تسميته باسم شيخ!
قبل الاستقلال.. كانت المناطق «جي وان، وجي تو». وهي تسمية إنكليزية حسب النظام البريدي لمدينة «غلاسكو» في المملكة المتحدة. ومع بدء النهضة اتخذت المناطق تسميات أبجدية مؤقتة.
فأصبح لدينا منطقة «واو» ومنطقة باء ومنطقة جيم أو ميم لم أعد أتذكر. لكن بعد الاستقلال أصبحت منطقة واو الدسمة، وباء تحولت الى الشويخ، وميم او جيم الى كيفان. ثم لحقتهما بعد ذلك ما تمت تسميته بالمناطق النموذجية، الدعية والفيحاء والقادسية والعديلية والروضة والعمرية والمنصورية، ثم الخالدية والجابرية اللتان تمت تسميتهما بذلك لوجود قصور شيدها من سكنها أولا من الشيوخ. وأعتقد أن التسمية كانت «شعبية» أكثر منها رسمية، حيث من المحتمل أن الناس كانوا يشيرون إلى الخالدية بوصفها المنطقة التي فيها قصر المرحوم الشيخ خالد. فتمت تسميتها بالخالدية انسجاما مع الوضع، وهو أمر طبيعي ومقبول.
لكن بعد حل مجلس الأمة، وبعد بداية شعور أبناء الأسرة الحاكمة أنهم «غير». بدأت التسميات التي ليس لها معنى تكر. فأصبحت لدينا مناطق ومؤسسات وإدارات تحمل أسماء الشيوخ. وبعض هؤلاء الشيوخ أساء إلى الكويت أكثر مما خدمها، في اشارة واضحة الى ان الاسرة الحاكمة تريد ان تعلن ان «الكويت» لها، وأنها ليست دولة أو وطنا لكل الكويتيين.
وفي هذا إشارة أو انعكاس لواقع سياسي وليس مصادفة أو أمرا عارضا، وإلا لماذا لم نر أو نتلمس هذا الإصرار على «تصبيح» الكويت قبل حل مجلس الأمة سنة 1976..؟!
إن وجود مدينة أو مدينتين، أو ضاحية هنا ومؤسسة هناك باسم الشيوخ الأمراء الذين قدموا وأثروا في الواقع الكويتي أمر حتمي وضروري. وأفضل مائة مرة من استيراد أسماء لا تمتّ للكويت أو الكويتيين بصلة، لكن أن يصل الأمر بأن يتحول كل شيء إلى «صباحي» وأن يستكثر علينا أحدهم تسمية حارة باسم عبدالعزيز الصقر، فهذا زيادة كثيرا في الكيل، زيادة تسمح لنا أو تجبرنا على الاعتراض حتى على تسمية منطقة أو شارع باسم من اختاره الكويتيون حاكما لهم.
عبداللطيف الدعيج
http://www.alqabas.com.kw/node/741045
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/authorblock/authors/49473.jpg
الاسم: عبداللطيف الدعيج
صراحة أشعر بالحرج وأنا أنوي الاعتراض على تسمية المدينة الجديدة التي أعلن مجلس الوزراء عن نية إنشائها بمدينة «صباح الأول».
أشعر بالحرج لأن المرحوم الشيخ صباح الأول يستاهل، يستاهل لأنه من خلف لنا هذه السلالة الكريمة، ويستاهل أكثر لأنه من اختاره الكويتيون الأوائل ولم يفرض نفسه على أحد. لهذا أشعر بالحرج.. لكن «ايش حادك يا مسمار قال المطرقة»، والجماعة زادوا الكيلة شوي. فلم يبق شيخ لم يسمّ باسمه شيء، ولم يبق شي لم تتم تسميته باسم شيخ!
قبل الاستقلال.. كانت المناطق «جي وان، وجي تو». وهي تسمية إنكليزية حسب النظام البريدي لمدينة «غلاسكو» في المملكة المتحدة. ومع بدء النهضة اتخذت المناطق تسميات أبجدية مؤقتة.
فأصبح لدينا منطقة «واو» ومنطقة باء ومنطقة جيم أو ميم لم أعد أتذكر. لكن بعد الاستقلال أصبحت منطقة واو الدسمة، وباء تحولت الى الشويخ، وميم او جيم الى كيفان. ثم لحقتهما بعد ذلك ما تمت تسميته بالمناطق النموذجية، الدعية والفيحاء والقادسية والعديلية والروضة والعمرية والمنصورية، ثم الخالدية والجابرية اللتان تمت تسميتهما بذلك لوجود قصور شيدها من سكنها أولا من الشيوخ. وأعتقد أن التسمية كانت «شعبية» أكثر منها رسمية، حيث من المحتمل أن الناس كانوا يشيرون إلى الخالدية بوصفها المنطقة التي فيها قصر المرحوم الشيخ خالد. فتمت تسميتها بالخالدية انسجاما مع الوضع، وهو أمر طبيعي ومقبول.
لكن بعد حل مجلس الأمة، وبعد بداية شعور أبناء الأسرة الحاكمة أنهم «غير». بدأت التسميات التي ليس لها معنى تكر. فأصبحت لدينا مناطق ومؤسسات وإدارات تحمل أسماء الشيوخ. وبعض هؤلاء الشيوخ أساء إلى الكويت أكثر مما خدمها، في اشارة واضحة الى ان الاسرة الحاكمة تريد ان تعلن ان «الكويت» لها، وأنها ليست دولة أو وطنا لكل الكويتيين.
وفي هذا إشارة أو انعكاس لواقع سياسي وليس مصادفة أو أمرا عارضا، وإلا لماذا لم نر أو نتلمس هذا الإصرار على «تصبيح» الكويت قبل حل مجلس الأمة سنة 1976..؟!
إن وجود مدينة أو مدينتين، أو ضاحية هنا ومؤسسة هناك باسم الشيوخ الأمراء الذين قدموا وأثروا في الواقع الكويتي أمر حتمي وضروري. وأفضل مائة مرة من استيراد أسماء لا تمتّ للكويت أو الكويتيين بصلة، لكن أن يصل الأمر بأن يتحول كل شيء إلى «صباحي» وأن يستكثر علينا أحدهم تسمية حارة باسم عبدالعزيز الصقر، فهذا زيادة كثيرا في الكيل، زيادة تسمح لنا أو تجبرنا على الاعتراض حتى على تسمية منطقة أو شارع باسم من اختاره الكويتيون حاكما لهم.
عبداللطيف الدعيج
http://www.alqabas.com.kw/node/741045