المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفلا تلحدون؟! ..... فواز الكندري



موالى
02-18-2013, 08:04 AM
أفلا تلحدون؟!

فواز الكندري - الكويتية الاخباريه


س: شيخي الفاضل، ما حكم الطواف حول القبور؟
ص: حــرام.
س: وما حكم التمسح بها؟
ص: أعوذ بالله.. حـرام أيضا.
س: طيب، ما حكم الطواف حول القصور؟ والتمسح بالبشوت؟
ص: طوط طووط طووووط طوووووط.

> > >

حين يشعر الإنسان بأن مجتمعه المدني الذي يعيش فيه قد ظلمه، وأن قوانينه الوضعية تمايزت ولم تنصفه، فطرته البشرية تجره إلى عقيدته ودينه الذي سيحاول أن يبحث فيه عن مادة تخفف كمية القهر في جسده.. البحوث التي تجرى على أسباب ارتفاع نسبة الملحدين في بلداننا العربية أغلب أصابعها تشير إلى الإعلام الغربي وقوى الانفتاح والماسونية وغيرها من الأسباب التي يحاولون من خلالها صرف النظر عن اللحى المتخاذلة التي جرعت الشعوب عقاقير الخضوع والخنوع والخذلان.. نحن دائما نتهم الغرب ونصرف أنظارنا عن ذواتنا وذوات من يعيش معنا ومن حولنا.. نحن أشجع خلق الله في انتقاد الغرب.. وأجبن الخلق حين نجامل وننافق بعضنا البعض.

الأمة متفككة، والشعوب مقهورة، والشوارع في أغلب بلداننا يتوسدها الشباب يطالبون بحقوقهم، اعتقالات واسعة، إهانات متتالية، نساء وأطفال في السجون.. وخطبة الجمعة التي يبحث فيها الناس عن الإنصاف وكلمة الحق، أصبحت مكتوبة وتتحدث عن التواضع وكيفية الاغتسال من الجنابة وحق الجار.. ماذا يملك المغبون حتى لا يتواضع..؟

الشعوب يا سادة تريد منكم أن تنصحوها كيف تغتسل من الإهانة.. حقوقهم جرت فوق شوك الحارة بأكملها، حتى لم يتبق جار إلا واشتكى من همومه اليومية.

تتساءلون عن ارتفاع نسبة الإلحاد؟!

صورة «المقبرة» التي تجسدت بكم هي أعظم الأسباب.. برواز هذه الصورة عفيف ويحمل رسالة دين سام.. إلا أن اللوحة عبارة عن أموات.. لوحة فنية رائعة من الخارج، غير أن سائل المصلحة ولعق البلاط أتلفا جمال هذه الصورة ورونقها.. هذه الرسالة السماوية السامية وجدت لنا، وجدت للعدل والمساواة والحرية.. أمسيتم لا ترون إلا ما هو أمامكم.. لأن المظلوم يحبو تحت كروشكم المنتفخة فانعدمت رؤيتكم له.. تتساءلون عن ارتفاع نسبة الملحدين..؟!

حين يطرق بابكم المظلوم يبحث عن رأي عقيدته بما وقع عليه، يكون ردكم: تحمّل الغبن والقهر والظلم ولا تنتقد أحدا، تحمل الاعتقال والضرب والقتل والتنكيل، تحمل كل أذى أصابك، ولا تستخدم لسانك إلا على المائدة.. أتعلمون أن ردكم هذا في الزمان هذا كأنكم تقولون لهم «أفلا تـلحـدون»؟!


http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=31284