د. حامد العطية
02-17-2013, 06:04 AM
العرب وإيران: من الباغي وعلى من دارت الدوائر؟
د. حامد العطية
يتهم كثير من العرب إيران بأنها معادية لهم، وبأنهم مستهدفون بمخططاتها للسيطرة على المنطقة، ، وجعلوا من مزاعمهم هذه حججاً يتذرعون بها لتبرير ميزانياتهم التسليحية الضخمة واقامة قواعد عسكرية لدول الهيمنة الغربية على أراضيهم، وشن حرب سياسية وإعلامية على الجمهورية الإسلامية.
من بغى على من؟ العرب المعادون لإيران يزعمون بأنها بغت عليهم، فيما تنفي إيران عن نفسها ذلك وتتهم حكومات هذه الدول والدول الغربية بإختلاق الأزمات، بقصد تقويض النظام الإسلامي الثوري فيها، ويهمنا معرفة من هو الباغي والجاني في الخلاف بين إيران وبعض الحكومات العربية وأتباعها؟
ينهى القرآن الكريم عن البغي: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي} [النحل: 90]، ويأمر بقتال الباغي: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا فَإِن بَغَت إِحدَاهُمَا عَلَى الأُخرَى فَقَاتِلُوا الَّتي تَبغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمرِ اللهِ} [الحجرات:9]، كما يرشدنا إلى الوسيلة المثلى للتعرف على الباغي، إذ يبين بأن البغي يرتد على البغاة أنفسهم:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم} [يونس 23]، ويتوعد الحديث النبوي الباغي بالعقوبة العاجلة في الدنيا قبل الآخرة: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم).
أما أن يكون العرب البغاة أو إيران، والدليل على ذلك معرفة من دارت عليه دوائر البغي.
كان أول البغي واشده حرب النظام البعثي الحاكم في العراق على إيران الإسلامية، وكان أزلام النظام البعثي المزهوون باحتلال قواتهم لمناطق حدودية يتبجحون بأنها لن تتوقف عن التقدم داخل الأراضي الإيرانية حتى تصل العاصمة طهران، وفي 2003م احتلت القوات الأمريكية وحلفاؤها العراق ودخلت عاصمته بغداد وبقيت تحت الإحتلال لثمان سنوات.
كان الهدف المعلن للنظام العراقي من عدوانه على إيران استعادة السيادة على مساحات من مناطق حدودية وشط العرب أما الهدف المستتر فقد كان تقويض النظام الإسلامي، وقبل حرب تحرير الكويت تنازل النظام العراقي عن كافة مطالبه وسحب قواته من المناطق الحدودية المتنازع عليها وارسل طائراته الحربية والمدنية إلى إيران، وعلى العكس بالضبط مما أراد الطاغية البعثي فقد كان السقوط مصير نظامه البعثي نتيجة الاحتلال الأمريكي.
هدد الطاغية العراقي بتقسيم إيران متعددة القوميات إلى دويلات إثنية إن هي رفضت الإذعان لمشيئته وشروطه، وبعد ثلاثين عاماً من اطلاق هذا التهديد نجد إيران دولة قوية متماسكة فيما العراق مقسم إلى دويلة عربية وإقليم كردي ويهدد الأكراد بالانفصال وكذلك السنة، وتدعوا جماعات من الشيعة إلى انشاء إقليم خاص بهم، وهكذا أصاب العراق ما هدد به حاكم العراق إيران.
أثناء مؤتمر إعلامي للطاغية صدام قال فيما معناه: لو لم يقبل الإيرانيون بشروطه فسيضربهم مراراً وتكراراً، مع إشارات ذات مغزى، وفهم العراقيون الذين تعودوا على كلام رئيسهم البذيء بأن المقصود ضرب الإيرانيين أو قادتهم بحذاءه، ومرت السنون، ليشهد العالم صور اخراج الجنود الأمريكان للطاغية من حفرته الشهيرة، حيث داسوا على رأسه بأحذيتهم العسكرية، ومرغوا أنفه بالتراب، وانهالوا عليه صفعاً وركلاً، كما تعرض لصنوف أخرى من الإهانة والإذلال أثناء حبسه، لينتهي على حبل المشنقة.
استعملت القوات العراقية الأسلحة الكيماوية في الحرب على إيران، وكانت بيانات القيادة العراقية تصف هذه العمليات بأنها "إبادة للحشرات"، وهو دليل على مدى انحطاط البعثيين وتجردهم الكامل من أبسط القيم الإنسانية، وعلى فكرهم العنصري المقيت، وكان بمقدور إيران الرد بالمثل لكنها امتنعت لأن ذلك يعارض قيمها الإسلامية ، ولكن الرد جاء من عدوة إيران ، ففي الحربين التي شنتهما أمريكا على العراق استعملت قواتها الذخائر المشعة التي تسببت بوفاة وتشوه ومرض الألاف من العراقيين.
أطلق العراق العشرات من صواريخه الحربية على مدن إيران، وراح ضحيتها مدنيون، واكتفت إيران برد محدود للردع فقط، أما القوات الأمريكية فقد أمطرت العاصمة بغداد ومدن عراقية أخرى بالألاف من صواريخها المتطورة.
ماذا عن حلفاء العراق؟ الكويت أكثرهم حماساً ودعماً للحرب العراقية على إيران، بعد حوالي سنتين من نهاية الحرب احتلت القوات العراقية الكويت، فاضطر حكامها والكثير من سكانها للفرار منها واللجوء للسعودية وغيرها، مخلفين ورائهم الوطن والممتلكات والأموال، وجثث قتلاهم، وكان من بين القتلى الشيخ فهد الأحمد، وكان مولهاً بالطاغية وقادسيته، فكان الجزاء من جنس العمل.
كانت حرب صدام على إيران أكبر مشاريع المملكة السعودية، صرفت عليها مليارات الدولارات، وحشدت لها الدعم الإقليمي والدولي، وسخرت لها موانئها وطرق مواصلاتها، فكانت النتيجة احتلال القوات العراقية لمنطقة الخفجي السعودية ورجم العاصمة الرياض ومدن أخرى بالصواريخ البالستية وتلويث شواطيء السعودية ومياهها الإقليمية بالنفط المتسرب من الابار الكويتية المحترقة، كما تكبدت السعودية المزيد من الخسائر المالية والمعنوية بسبب استعمال القوات الأمريكية وحلفائها أراضيها قواعد للإنطلاق منها في حرب تحرير الكويت، ومن إفرازاتها أيضاً معاداة تنظيم القاعدة أو بعض فصائله للحكومة السعودية، والتدهور الأمني الناجم عن ذلك، وتحملت المملكة خسائر اقتصادية جسيمة، وعلى مدى العقدين الآخيرين من القرن الماضي وحتى اليوم، والسبب الأساسي لكل تلك الكوارث التي حلت بمملكة آل سعود مساندتهم لحرب النظام العراقي على إيران.
شهد الرئيس المصري الأسبق انور السادات بأن العراق هو الباديء بالحرب وبأن رئيسه صدام مجنون، ولكنه وعد بمساعدته لأنه عربي، ولم يثنيه عن ذلك اطلاق لقب الخائن أبي رغال عليه، لأن في حرب صدام على إيران مصلحة عليا لأمريكا والغرب وأتباعهم في المنطقة، وعند سماع نبأ أغتيال السادات لم يحزن البعثيون العراقيون على حليفهم المصري بل عبروا عن فرحهم بإطلاق الرصاص في الهواء.
كانت الثورة الإيرانية كسباً استراتيجياً هاماً للفلسطينيين وقضيتهم، والتفاصيل معروفة للجميع، ولكن ما أن بدأت الحرب حتى اصطف عرفات وحلفاؤه من القادة الفلسطينيين مع الطاغية العراقي، ولم تمض سنتان حتى احتلت القوات الصهيونية لبنان وطردت الفصائل الفلسطينية منها، وغادرها عرفات وهو يجر أذيال الهزيمة والذل إلى اليمن ثم تونس، ولم يعد إلى الضفة العربية إلا بعد اعترافه بالكيان الصهيوني وتخليه عن خيار المقاومة المسلحة، ومنذ ذلك التاريخ لم يصمد الفلسطينيون في غزة إلا بفضل الأسلحة والمساعدات الإيرانية، فيما توالت انتصارات المقاومة اللبنانية المدعومة من إيران، أما ورثة عرفات فلا يحلمون بسوى دويلة في الضفة الغربية، أو لعلها من دون مقاومة أضغاث أحلام.
اختفى الاتحاد السوفيتي، المصدر الرئيسي لأسلحة النظام العراقي في عدوانه على العراق، أما أمريكا التي زودت العراق بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية وهاجمت مراكز تصدير النفط الإيراني واسقطت طائرة إيرانية مدنية فقد انقلب عليها حليف الأمس البعثي واضطرها لشن حربين على قواته أفضت إلى احتلال العراق، وتكبدت فيها عشرات الألاف من القتلى والجرحى والمعوقين والمنتحرين وترليونات الدولارات.
وبعد هذه الخلاصة فهل بقي شك لكل ذي عقل في حقيقة أن العرب وأسيادهم وحلفائهم هم الباغون على إيران، وأن عاقبة البغي وخيمة، في الدنيا قبل الآخرة، لكن كثيراً من العرب وغيرهم وللأسف لا يتعظون، وهم في غيهم وبغيهم مستمرون، فلينتظروا المزيد من العواقب المرة.
16 شباط 2013م
د. حامد العطية
يتهم كثير من العرب إيران بأنها معادية لهم، وبأنهم مستهدفون بمخططاتها للسيطرة على المنطقة، ، وجعلوا من مزاعمهم هذه حججاً يتذرعون بها لتبرير ميزانياتهم التسليحية الضخمة واقامة قواعد عسكرية لدول الهيمنة الغربية على أراضيهم، وشن حرب سياسية وإعلامية على الجمهورية الإسلامية.
من بغى على من؟ العرب المعادون لإيران يزعمون بأنها بغت عليهم، فيما تنفي إيران عن نفسها ذلك وتتهم حكومات هذه الدول والدول الغربية بإختلاق الأزمات، بقصد تقويض النظام الإسلامي الثوري فيها، ويهمنا معرفة من هو الباغي والجاني في الخلاف بين إيران وبعض الحكومات العربية وأتباعها؟
ينهى القرآن الكريم عن البغي: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي} [النحل: 90]، ويأمر بقتال الباغي: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا فَإِن بَغَت إِحدَاهُمَا عَلَى الأُخرَى فَقَاتِلُوا الَّتي تَبغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمرِ اللهِ} [الحجرات:9]، كما يرشدنا إلى الوسيلة المثلى للتعرف على الباغي، إذ يبين بأن البغي يرتد على البغاة أنفسهم:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم} [يونس 23]، ويتوعد الحديث النبوي الباغي بالعقوبة العاجلة في الدنيا قبل الآخرة: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم).
أما أن يكون العرب البغاة أو إيران، والدليل على ذلك معرفة من دارت عليه دوائر البغي.
كان أول البغي واشده حرب النظام البعثي الحاكم في العراق على إيران الإسلامية، وكان أزلام النظام البعثي المزهوون باحتلال قواتهم لمناطق حدودية يتبجحون بأنها لن تتوقف عن التقدم داخل الأراضي الإيرانية حتى تصل العاصمة طهران، وفي 2003م احتلت القوات الأمريكية وحلفاؤها العراق ودخلت عاصمته بغداد وبقيت تحت الإحتلال لثمان سنوات.
كان الهدف المعلن للنظام العراقي من عدوانه على إيران استعادة السيادة على مساحات من مناطق حدودية وشط العرب أما الهدف المستتر فقد كان تقويض النظام الإسلامي، وقبل حرب تحرير الكويت تنازل النظام العراقي عن كافة مطالبه وسحب قواته من المناطق الحدودية المتنازع عليها وارسل طائراته الحربية والمدنية إلى إيران، وعلى العكس بالضبط مما أراد الطاغية البعثي فقد كان السقوط مصير نظامه البعثي نتيجة الاحتلال الأمريكي.
هدد الطاغية العراقي بتقسيم إيران متعددة القوميات إلى دويلات إثنية إن هي رفضت الإذعان لمشيئته وشروطه، وبعد ثلاثين عاماً من اطلاق هذا التهديد نجد إيران دولة قوية متماسكة فيما العراق مقسم إلى دويلة عربية وإقليم كردي ويهدد الأكراد بالانفصال وكذلك السنة، وتدعوا جماعات من الشيعة إلى انشاء إقليم خاص بهم، وهكذا أصاب العراق ما هدد به حاكم العراق إيران.
أثناء مؤتمر إعلامي للطاغية صدام قال فيما معناه: لو لم يقبل الإيرانيون بشروطه فسيضربهم مراراً وتكراراً، مع إشارات ذات مغزى، وفهم العراقيون الذين تعودوا على كلام رئيسهم البذيء بأن المقصود ضرب الإيرانيين أو قادتهم بحذاءه، ومرت السنون، ليشهد العالم صور اخراج الجنود الأمريكان للطاغية من حفرته الشهيرة، حيث داسوا على رأسه بأحذيتهم العسكرية، ومرغوا أنفه بالتراب، وانهالوا عليه صفعاً وركلاً، كما تعرض لصنوف أخرى من الإهانة والإذلال أثناء حبسه، لينتهي على حبل المشنقة.
استعملت القوات العراقية الأسلحة الكيماوية في الحرب على إيران، وكانت بيانات القيادة العراقية تصف هذه العمليات بأنها "إبادة للحشرات"، وهو دليل على مدى انحطاط البعثيين وتجردهم الكامل من أبسط القيم الإنسانية، وعلى فكرهم العنصري المقيت، وكان بمقدور إيران الرد بالمثل لكنها امتنعت لأن ذلك يعارض قيمها الإسلامية ، ولكن الرد جاء من عدوة إيران ، ففي الحربين التي شنتهما أمريكا على العراق استعملت قواتها الذخائر المشعة التي تسببت بوفاة وتشوه ومرض الألاف من العراقيين.
أطلق العراق العشرات من صواريخه الحربية على مدن إيران، وراح ضحيتها مدنيون، واكتفت إيران برد محدود للردع فقط، أما القوات الأمريكية فقد أمطرت العاصمة بغداد ومدن عراقية أخرى بالألاف من صواريخها المتطورة.
ماذا عن حلفاء العراق؟ الكويت أكثرهم حماساً ودعماً للحرب العراقية على إيران، بعد حوالي سنتين من نهاية الحرب احتلت القوات العراقية الكويت، فاضطر حكامها والكثير من سكانها للفرار منها واللجوء للسعودية وغيرها، مخلفين ورائهم الوطن والممتلكات والأموال، وجثث قتلاهم، وكان من بين القتلى الشيخ فهد الأحمد، وكان مولهاً بالطاغية وقادسيته، فكان الجزاء من جنس العمل.
كانت حرب صدام على إيران أكبر مشاريع المملكة السعودية، صرفت عليها مليارات الدولارات، وحشدت لها الدعم الإقليمي والدولي، وسخرت لها موانئها وطرق مواصلاتها، فكانت النتيجة احتلال القوات العراقية لمنطقة الخفجي السعودية ورجم العاصمة الرياض ومدن أخرى بالصواريخ البالستية وتلويث شواطيء السعودية ومياهها الإقليمية بالنفط المتسرب من الابار الكويتية المحترقة، كما تكبدت السعودية المزيد من الخسائر المالية والمعنوية بسبب استعمال القوات الأمريكية وحلفائها أراضيها قواعد للإنطلاق منها في حرب تحرير الكويت، ومن إفرازاتها أيضاً معاداة تنظيم القاعدة أو بعض فصائله للحكومة السعودية، والتدهور الأمني الناجم عن ذلك، وتحملت المملكة خسائر اقتصادية جسيمة، وعلى مدى العقدين الآخيرين من القرن الماضي وحتى اليوم، والسبب الأساسي لكل تلك الكوارث التي حلت بمملكة آل سعود مساندتهم لحرب النظام العراقي على إيران.
شهد الرئيس المصري الأسبق انور السادات بأن العراق هو الباديء بالحرب وبأن رئيسه صدام مجنون، ولكنه وعد بمساعدته لأنه عربي، ولم يثنيه عن ذلك اطلاق لقب الخائن أبي رغال عليه، لأن في حرب صدام على إيران مصلحة عليا لأمريكا والغرب وأتباعهم في المنطقة، وعند سماع نبأ أغتيال السادات لم يحزن البعثيون العراقيون على حليفهم المصري بل عبروا عن فرحهم بإطلاق الرصاص في الهواء.
كانت الثورة الإيرانية كسباً استراتيجياً هاماً للفلسطينيين وقضيتهم، والتفاصيل معروفة للجميع، ولكن ما أن بدأت الحرب حتى اصطف عرفات وحلفاؤه من القادة الفلسطينيين مع الطاغية العراقي، ولم تمض سنتان حتى احتلت القوات الصهيونية لبنان وطردت الفصائل الفلسطينية منها، وغادرها عرفات وهو يجر أذيال الهزيمة والذل إلى اليمن ثم تونس، ولم يعد إلى الضفة العربية إلا بعد اعترافه بالكيان الصهيوني وتخليه عن خيار المقاومة المسلحة، ومنذ ذلك التاريخ لم يصمد الفلسطينيون في غزة إلا بفضل الأسلحة والمساعدات الإيرانية، فيما توالت انتصارات المقاومة اللبنانية المدعومة من إيران، أما ورثة عرفات فلا يحلمون بسوى دويلة في الضفة الغربية، أو لعلها من دون مقاومة أضغاث أحلام.
اختفى الاتحاد السوفيتي، المصدر الرئيسي لأسلحة النظام العراقي في عدوانه على العراق، أما أمريكا التي زودت العراق بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية وهاجمت مراكز تصدير النفط الإيراني واسقطت طائرة إيرانية مدنية فقد انقلب عليها حليف الأمس البعثي واضطرها لشن حربين على قواته أفضت إلى احتلال العراق، وتكبدت فيها عشرات الألاف من القتلى والجرحى والمعوقين والمنتحرين وترليونات الدولارات.
وبعد هذه الخلاصة فهل بقي شك لكل ذي عقل في حقيقة أن العرب وأسيادهم وحلفائهم هم الباغون على إيران، وأن عاقبة البغي وخيمة، في الدنيا قبل الآخرة، لكن كثيراً من العرب وغيرهم وللأسف لا يتعظون، وهم في غيهم وبغيهم مستمرون، فلينتظروا المزيد من العواقب المرة.
16 شباط 2013م