القمر الاول
02-05-2013, 02:56 PM
Monday, February 04, 2013
كتب شارل أيوب
في دراسة اجرتها مؤسسة تابعة لمصرف يهتم بالتنمية البشرية، تبين ان عدد الفتيات العانسات وصل الى 70% بينما هنالك 30% من الشباب غير متزوجين. ويمكن القول أن سفر 250 الف شاب لبناني الى الخليج جعل هذا الفارق الكبير بالنسبة للفتيات العانسات الذين لا يجدن ازواجاً لهن.
وبدأت هذه الحالة الاجتماعية تنعكس لدى المسيحيين خاصة، وان عدد الطلاب المسيحيين في المدارس يتراجع الى الوراء، ويقول بعضهم ان خلافات القادة الموارنة في ما بينهم والحروب التي بدأت منذ فترة طويلة، منذ أيام المردة والقوات اللبنانية، الى حرب القوات اللبنانية بين الدكتور سمير جعجع وايلي حبيقة، الى حرب بيروت، بشأن العلمين، بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل، ثم الحرب التي شنّها الجيش السوري في دخول المنطقة الشرقية وإزاحة العماد ميشال عون. كذلك حرب السنتين، حيث كان يستشهد كل يوم 100 شاب ولفترة 7 أشهر. كما ان الهجرة الى كندا واميركا فاقت مليون لبناني، اكثريتهم من المسيحيين، ولذلك تجد الفتاة في لبنان صعوبة في اختيار زوجاً لها، ولا تجد امكانية من اجل ايجاد عريس لها تتأقلم وتنسجم معه وتستطيع ان ترتاح في زواج يكون منطلقاً لعائلة سليمة، بل تسمع من الفتيات من يقول ان الشباب في لبنان بلهاء لا يفهمون شيئاً.
وفي المقابل، يردّ الشباب على الفتيات بالقول أنهنّ سطحيات، ولا يهمهن الا المظهر الخارجي. وباتوا يلحقن اصحاب الملايين والسيارات الفخمة كي يصرفوا عليهن.
لذلك فالمشكلة اجتماعية بامتياز واذا كان الموضوع قانون انتخابات وغيره هام، فان المشروع القائم بعدم الزواج وانحسار هذا العدد الى عدد ضئيل، يشكل مشكلة فعلية على مستوى كل الطوائف في لبنان.
وفي احصاء الدراسة التي قدمتها المؤسسة، كتبت تقول ان أرخص شقة صغيرة في الابنية الجديدة سعرها 200 الف دولار، ولا يستطيع شاب راتبه 1500 دولار ان يحصل على مبلغ لدفع ثمن الشقة. ورغم ان صندوق الاسكان ووزارة الاسكان ساهما كثيراً في تقديم مساعدات مع مصرف لبنان والمصارف لاعطاء قروض من أجل الشقق، فان الشباب اللبناني يجد ان عمره وصل الى 30 سنة وهو غير قادر على شراء منزل. وهي مشكلة حقيقية، اذ يطالب الشباب أهلهم بأن يكون لهم منازل.
والسؤال هنا كيف كانت تتم شراء المنازل قبل سنة 1970، ويجري حلها، بينما اليوم تجد ان المشكلة مستعصية.
في القرى المسيحية وفي الجبال حيث الثلوج، تناقص العدد 65% واصبح عدد التلامذة أنقص من الأول بـ65 %، واذا كان المسيحيون يريدون جيلاً جديداً كي يستمروا في لبنان، فعليهم التحضير من الان لانجاب الاولاد كي يكون هذا الجيل الذي يولد اليوم قد بلغ سن العشرين بعد عشرين سنة. لكن لا الكنيسة المسيحية ولا الدولة تسأل عن الموضوع.
أما بالنسبة للطائفة الدرزية، فالأمر نفسه، وعددها لا يزيد ولا ينقص. وهي طائفة مغلقة على نفسها، ولا تريد البحث في اعدادها، بل تبحث في الجغرافيا والمساحة التي تسيطر عليها.
اما بالنسبة للشيعة والسنّة، فليست هنالك مشكلة كبيرة في القرى، بل المشكلة الكبرى هي في المدن. فلا يستطيع من يعمل في المدينة شراء شقة لان اقل شقة سعرها نصف مليون دولار، وهو غير قادر على تقسيط شقة بهذا السعر.
وفي الدراسة، ان الرجل والمرأة باتا يعملان معا، مثل أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وبالتالي، فان المرأة مضطرة للعمل كي تساعد زوجها في المصروف وليس في المشاريع. وإن لم تجد الدولة نوعاً من صندوق بقيمة 10 مليارات ليرة لاعطائه سلفات بفائدة 2 % على مدة 30 سنة كي يستفيد المواطن لشراء شقة وان يفرش المنزل ويستطيع شراء المستلزمات له، فان لبنان ذاهب الى أزمة هي الفتيات العانسات في لبنان، اضافة الى الشباب الذي لا يرغب في الزواج، لان ليس لديه منزل، اضافة الى ان مدخول الموظف تدنى عن سنة 1982 الى نسبة 70 %، اي أن الراتب اليوم يساوي 70 % من راتب سنة 1982، وبالتالي، فان القرار هو أمام الحكومة وامام مجلس النواب، ولا بد من دراسته.
هنالك فئة كبيرة من الفتيات عانسات، وهنالك عدد كبير من الشباب سافر قسراً ورغماً عنه ويريد العودة، اذا تم تأمين قروض له.
وبالامس، نتيجة انه بعد هدم جدار برلين، قام السكان بترك برلين الشرقية حيث كان الحكم الشيوعي، وانتقلوا الى برلين الغربية التي كانت تحت حكم الحلف الاطلسي اي فرنسا وبريطانيا واميركا، فقررت حكومة المانيا صرف 15 مليار دولار على العاطلين عن العمل، وعلى الذين هم بحاجة للزواج. وهكذا تم تحديد قرض يصل الى نصف مليون دولار لكل مواطن، شرط أن يقرر العمل، لا ان يقدم اسباباً لعدم العمل، حيث تعرض الحكومة عليه 3 وظائف، له الحق في المرة الاولى ان يرفضها، وفي الثانية له الحق ان يرفضها، اما في الثالثة فان الحكومة تقطع المساعدة عنه. وهكذا انتعشت اوروبا في برلين الشرقية التي كانت تحت الحكم الشيوعي، وحصلت على مليارات لاعمار برلين الغربية.
واصبحت المانيا الشرقية مع برلين مركزاً لاستقطاب اهم المؤسسات، اذ قررت المستشارة ميركل ان تنقل قصر المستشارية الى برلين الشرقية. كما اعلنت المانيا انها خصصت 50 الف دولار لكل من يتزوج في هذه المرحلة، اضافة الى تخصيص نصف مليون دولار كقرض لشراء المهنة على فترة 30 سنة، وفعلت ذلك المانيا لانها فقدت 6 ملايين شاب في الحرب العالمية الثانية، وفقدت 3 ملايين مدني خارج الجيش الالماني فنزل العدد الى 10 ملايين شاب. وعندما قرر مجلس النواب الالماني السماح للاتراك بالعمل في المانيا من اجل اعادة اعمارها بسرعة، باتوا الان يعترفون انهم اخطأوا لانهم سمحوا لاكثر من مليون ونصف تركي يأتون الى المانيا ويعملون على اعمارها. ولذلك فالحكومة الالمانية اليوم تقدّم راتب اضافي لأي فتاة او شاب يتزوج المانية ولا يتزوج غير المانية.
تلك المشكلة في المانيا، اما في بيروت، حيث نسبة العانسات تزداد بشكل حقيقي وهي مشكلة كبرى، وبالنسبة للشباب ليس عندهم مقدرة على شراء شقة وحتى على ان يكون راتبهم جيد. اضافة الى ان الاستثمار في لبنان بات غير موجود بفعل الحرب. لذلك، سنرى أزمة في السنوات الثلاث، هي اجتماعية تتعلق بالزواج والانجاب في لبنان.
كتب شارل أيوب
في دراسة اجرتها مؤسسة تابعة لمصرف يهتم بالتنمية البشرية، تبين ان عدد الفتيات العانسات وصل الى 70% بينما هنالك 30% من الشباب غير متزوجين. ويمكن القول أن سفر 250 الف شاب لبناني الى الخليج جعل هذا الفارق الكبير بالنسبة للفتيات العانسات الذين لا يجدن ازواجاً لهن.
وبدأت هذه الحالة الاجتماعية تنعكس لدى المسيحيين خاصة، وان عدد الطلاب المسيحيين في المدارس يتراجع الى الوراء، ويقول بعضهم ان خلافات القادة الموارنة في ما بينهم والحروب التي بدأت منذ فترة طويلة، منذ أيام المردة والقوات اللبنانية، الى حرب القوات اللبنانية بين الدكتور سمير جعجع وايلي حبيقة، الى حرب بيروت، بشأن العلمين، بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل، ثم الحرب التي شنّها الجيش السوري في دخول المنطقة الشرقية وإزاحة العماد ميشال عون. كذلك حرب السنتين، حيث كان يستشهد كل يوم 100 شاب ولفترة 7 أشهر. كما ان الهجرة الى كندا واميركا فاقت مليون لبناني، اكثريتهم من المسيحيين، ولذلك تجد الفتاة في لبنان صعوبة في اختيار زوجاً لها، ولا تجد امكانية من اجل ايجاد عريس لها تتأقلم وتنسجم معه وتستطيع ان ترتاح في زواج يكون منطلقاً لعائلة سليمة، بل تسمع من الفتيات من يقول ان الشباب في لبنان بلهاء لا يفهمون شيئاً.
وفي المقابل، يردّ الشباب على الفتيات بالقول أنهنّ سطحيات، ولا يهمهن الا المظهر الخارجي. وباتوا يلحقن اصحاب الملايين والسيارات الفخمة كي يصرفوا عليهن.
لذلك فالمشكلة اجتماعية بامتياز واذا كان الموضوع قانون انتخابات وغيره هام، فان المشروع القائم بعدم الزواج وانحسار هذا العدد الى عدد ضئيل، يشكل مشكلة فعلية على مستوى كل الطوائف في لبنان.
وفي احصاء الدراسة التي قدمتها المؤسسة، كتبت تقول ان أرخص شقة صغيرة في الابنية الجديدة سعرها 200 الف دولار، ولا يستطيع شاب راتبه 1500 دولار ان يحصل على مبلغ لدفع ثمن الشقة. ورغم ان صندوق الاسكان ووزارة الاسكان ساهما كثيراً في تقديم مساعدات مع مصرف لبنان والمصارف لاعطاء قروض من أجل الشقق، فان الشباب اللبناني يجد ان عمره وصل الى 30 سنة وهو غير قادر على شراء منزل. وهي مشكلة حقيقية، اذ يطالب الشباب أهلهم بأن يكون لهم منازل.
والسؤال هنا كيف كانت تتم شراء المنازل قبل سنة 1970، ويجري حلها، بينما اليوم تجد ان المشكلة مستعصية.
في القرى المسيحية وفي الجبال حيث الثلوج، تناقص العدد 65% واصبح عدد التلامذة أنقص من الأول بـ65 %، واذا كان المسيحيون يريدون جيلاً جديداً كي يستمروا في لبنان، فعليهم التحضير من الان لانجاب الاولاد كي يكون هذا الجيل الذي يولد اليوم قد بلغ سن العشرين بعد عشرين سنة. لكن لا الكنيسة المسيحية ولا الدولة تسأل عن الموضوع.
أما بالنسبة للطائفة الدرزية، فالأمر نفسه، وعددها لا يزيد ولا ينقص. وهي طائفة مغلقة على نفسها، ولا تريد البحث في اعدادها، بل تبحث في الجغرافيا والمساحة التي تسيطر عليها.
اما بالنسبة للشيعة والسنّة، فليست هنالك مشكلة كبيرة في القرى، بل المشكلة الكبرى هي في المدن. فلا يستطيع من يعمل في المدينة شراء شقة لان اقل شقة سعرها نصف مليون دولار، وهو غير قادر على تقسيط شقة بهذا السعر.
وفي الدراسة، ان الرجل والمرأة باتا يعملان معا، مثل أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وبالتالي، فان المرأة مضطرة للعمل كي تساعد زوجها في المصروف وليس في المشاريع. وإن لم تجد الدولة نوعاً من صندوق بقيمة 10 مليارات ليرة لاعطائه سلفات بفائدة 2 % على مدة 30 سنة كي يستفيد المواطن لشراء شقة وان يفرش المنزل ويستطيع شراء المستلزمات له، فان لبنان ذاهب الى أزمة هي الفتيات العانسات في لبنان، اضافة الى الشباب الذي لا يرغب في الزواج، لان ليس لديه منزل، اضافة الى ان مدخول الموظف تدنى عن سنة 1982 الى نسبة 70 %، اي أن الراتب اليوم يساوي 70 % من راتب سنة 1982، وبالتالي، فان القرار هو أمام الحكومة وامام مجلس النواب، ولا بد من دراسته.
هنالك فئة كبيرة من الفتيات عانسات، وهنالك عدد كبير من الشباب سافر قسراً ورغماً عنه ويريد العودة، اذا تم تأمين قروض له.
وبالامس، نتيجة انه بعد هدم جدار برلين، قام السكان بترك برلين الشرقية حيث كان الحكم الشيوعي، وانتقلوا الى برلين الغربية التي كانت تحت حكم الحلف الاطلسي اي فرنسا وبريطانيا واميركا، فقررت حكومة المانيا صرف 15 مليار دولار على العاطلين عن العمل، وعلى الذين هم بحاجة للزواج. وهكذا تم تحديد قرض يصل الى نصف مليون دولار لكل مواطن، شرط أن يقرر العمل، لا ان يقدم اسباباً لعدم العمل، حيث تعرض الحكومة عليه 3 وظائف، له الحق في المرة الاولى ان يرفضها، وفي الثانية له الحق ان يرفضها، اما في الثالثة فان الحكومة تقطع المساعدة عنه. وهكذا انتعشت اوروبا في برلين الشرقية التي كانت تحت الحكم الشيوعي، وحصلت على مليارات لاعمار برلين الغربية.
واصبحت المانيا الشرقية مع برلين مركزاً لاستقطاب اهم المؤسسات، اذ قررت المستشارة ميركل ان تنقل قصر المستشارية الى برلين الشرقية. كما اعلنت المانيا انها خصصت 50 الف دولار لكل من يتزوج في هذه المرحلة، اضافة الى تخصيص نصف مليون دولار كقرض لشراء المهنة على فترة 30 سنة، وفعلت ذلك المانيا لانها فقدت 6 ملايين شاب في الحرب العالمية الثانية، وفقدت 3 ملايين مدني خارج الجيش الالماني فنزل العدد الى 10 ملايين شاب. وعندما قرر مجلس النواب الالماني السماح للاتراك بالعمل في المانيا من اجل اعادة اعمارها بسرعة، باتوا الان يعترفون انهم اخطأوا لانهم سمحوا لاكثر من مليون ونصف تركي يأتون الى المانيا ويعملون على اعمارها. ولذلك فالحكومة الالمانية اليوم تقدّم راتب اضافي لأي فتاة او شاب يتزوج المانية ولا يتزوج غير المانية.
تلك المشكلة في المانيا، اما في بيروت، حيث نسبة العانسات تزداد بشكل حقيقي وهي مشكلة كبرى، وبالنسبة للشباب ليس عندهم مقدرة على شراء شقة وحتى على ان يكون راتبهم جيد. اضافة الى ان الاستثمار في لبنان بات غير موجود بفعل الحرب. لذلك، سنرى أزمة في السنوات الثلاث، هي اجتماعية تتعلق بالزواج والانجاب في لبنان.