سمير
02-05-2013, 05:00 AM
05/02/2013
خدام كتاب " سحر بارنوخ " لقارئه : لن تتحمل رؤيتناعلى أشكالنا الحقيقية
خدام كتاب " شمس المعارف الكبرى " يحذرون قارئه من حرقه ويطالبونه بوضعه في ماء بملح
الشيخ أحمد سرحان : الاتصال بعالم الجن حتى ولو بالقراءة يدخل في باب
الكُفر والاستعانة بهم غير مباحة
القاهرة - محمود خليل:
انتشرت منذ القدم كتب السحر بين العرب بعد ترجمتها من اللغات القديمة, خاصة العبرانية والسريانية, إلى العربية, كما ساهم كثير من اليهود والمسيحيين الذين أسلموا فى كتابة عدد من هذه الكتب, التي يتجاوز الخمسمئة كتاب ما بين مطبوع ومسموح بنشره وتداوله, وكتب ممنوعة من النشر والتداول, ومخطوطات مكتوبة بخط اليد محفوظة فى دور الكتب فى البلدان العربية والأجنبية وغير مسموع بالاطلاع عليها, وهو الأمر المعمول به في مصر, حيث لا يسمح لأحد سوى الباحثين المتخصصين وفي أضيق الحدود للاطلاع عليها وهي محفوظة في خزانة خاصة, ولها إجراءات معقدة لفتحها.
هذه الكتب التي اتيحت للنشر وصلت الى أيدي القراء فبعضهم يقرأها لمجرد التسلية وحب الاستطلاع, وبعضهم يستخدمها فى ممارسة السحر, سواء لجلب المنافع وطرد الضرر, أو تسخير الشياطين للإضرار بالناس, أو لتحقيق منافع خاصة بهم, وقد حفل السوق العربي بهذه النوعية من الكتب ومن أهم من كتب عن السحر والجان في العالم العربي عبدالفتاح الطوخي الذي ألف بمفرده أكثر من أربعين كتابا, تناول فيها أسرار السحر والسحرة والجان, وكانت كتبه تطبع وتباع في الأربعينات والخمسينات والستينات بصورة علنية في مصر والعالم العربي, لكنها صارت تباع بشكل شبه سري بعد ندرتها بسبب عدم صدور طبعات جديدة بعد وفاة مؤلفها.
أما الكتب الموجودة حاليا في الأسواق فمعظمها منقول عن كتب الطوخي, وبعضها غير كامل, بعد رفع أصحابها لأسرار السحر والأوفاق, وحذف أسرار عمل الأسحار أو توقيتاتها, أو طريقة عملها, مما يجعلها غير ذات فائدة لمن يريد تعلم السحر, لكنها تؤذي من يقرأ التعاويذ والطلاسم الموجودة بها, وتسبب مشاكل كثيرة له.
كتب غالية
بحثنا عن أشهر تلك الكتب وأكثرها انتشارا بين العرب, وتمكنا من رصد أكثر من سبعين كتابا ومخطوطا يتم تداولها سرا وجهرا, وبيعها فى المكتبات وعبر الأنترنت, وكل كتاب له سعره وكلما كان موغلا في القدم ارتفع ثمنه, بل أن البعض ممن يمتلك مخطوطات لتلك الكتب أو استطاع تصويرها يقوم ببيعها بأسعار خيالية على شبكة الانترنت, ويحقق منها مكاسب مادية هائلة, ورغم أن تلك الكتب تحمل كفرا بين ثنايا سطورها, بل وتؤذي من يقرأها بسبب التعاويذ المكتوبة بها, لأن كل حرف وكل كلمة وكل سطر يقوم عليه حارس أو خادم من الجان, فما بالنا وكتاب بكامله موجود داخل المنزل أو يقرأه شخص?, كيف تكون الحياة بين هؤلاء الخدام والحراس من الجن والعفاريت والشياطين?
هذه الكتب التي تمكنا من حصرها "شمس المعارف ولطائف العوارف", "شمس المعارف الكبرى", "الحرف ومجموع الفوائد", "ديوان العفاريت خواص البسملة", "منبع أصول الحكمة", "صحيفة الاوفاق", "قابض الارواح وهادم اللذات ومفرق الجماعات", "شرح العهد القديم", "غاية المغنم فى الروحانيات".
وهناك أيضا كتاب "اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان", "تسخير الشياطين في وصال العاشقين", "السحر العظيم", "المندل والخاتم السليماني والعلم الروحاني", "تسخير الجان لمنفعة الإنسان", "مرشد الإنسان إلى رؤية الجان", "السحر الأحمر", "البداية والنهاية" وهو غير كتاب ابن كثير الشهير , ومن هذه الكتب كذلك "سحر الكهان في حضور الجان", "سحر بارنوخ", "الفتوح الرباني", "اسم الله الأعظم", "سحر هاروت وماروت في الألعاب السحرية", "إغاثة المظلوم في كشف أسرار العلوم", "السر المكشوف في طب الحروف", "رسائل ابن عربي وابن سينا", "منبع أصول الرمل" المسمى "الدرة البهية في العلوم الرملية", "الأصول والوصول في علم الرمل", "نهاية العمل في علم الرمل", "بلوغ الأمل في علم الرمل", "مدهش الألباب في أسرار الحروف وعجائب الحساب", "بداية العباد في أسرار الحروف والأعداد".
يوجد أيضا كتاب "الولاية الإلهية والعلوم اللندنية", "شفاء العليل وتسهيل العسير في أسرار مزامير داوود","أحكام الحكيم في علم التنجيم", "البيان في علم الكوتشينة والفنجان", "القواعد الفلكية في عمل النتائج السنوية"," سر الأسرار في علوم الأخيار", "التابوت الأسود", "الحرز المبارك", "الزايرجة" "الزايرجة الزيتية", "السحر الأبيض, "السهم الصائب لتنقية العلوم الروحانية من الشوائب", "السحر العظيم "سر الأسرار", "السحر العجيب في جلب الحبيب", "أحكام الحكيم في علم التنجيم", * "السحر الأحمر", "السر المكشوف فى طب الحروف", "حديث الطوخى مع الجان", "إغاثة المظلوم في كشف أسرار العلوم".
حجاب العظمة
وهناك أيضا كتب ومخطوطات منها "العزيمة السريانية", "العلم الخفي", "السر الرباني في العالم الجسماني", "رسالة شرح المثلث مع البرهتية الصحيحة", "شرح الغزالى لمنظومة سيدنا على لدائرة الاسم الأعظم", "شرح مثلث الغزالي", "كنز الأسرار وذخيرة الأبرار",
"الجلجلوتية", "الاوفاق", "الطب الروحانى", "الطوالق السليمانية درة روحانية", "دائرة الغزالي", "ترويج البروج", "خزانة الافكار", "شرح الجلجلوتية", "عمليات ومجربات الامام الغزالي", "هداية الاخيار", "الكواكب الدرية فى الاصول الجفرية", "المجربات الإدريسية", "المرجان في الاستيلاء على الجان", "بهجة السامعين في ملوك الجين أجمعين", "جواهر الأسرار في معارف الأحجار", "جواهر الكشوف وأسرار الحروف", "حجاب العظمة",
"خصائص الجلجوتية", "أسرار بدوح في الحب والعشق", "سحر الشيطان وعفاريت الجان في جلب الإنسان", "سحر المغاربة العظيم", " شرح دائره الكبريت الأحمر", "شرح منظومة طمطم في العلوم الروحانية", "صحف موسى", "طلاسم الشفاء", "طلاسم حرق العوارض من المردة والشياطين", "فتح المطالب", "فصل في الدعوة البرهتية وشرحها", اضافة الى كتاب "الكبريت الأحمر والسر الأفخر والدر الجوهر", من تأليف محي الدين بن العربي, "سحر الأنوار وجامع
الأسرار"," شموس الأنوار وكنوز الأسرار الكبرى", من تأليف ابن الحاج الترمساني المغربي, "دعوة الجلجلوتية الكبرى"," مجموعة ابن سينا", "الجواهر اللامعة في استحضار ملوك الجن في الوقت والساعة", "الطب الروحاني للجسم الإنساني"," السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل", والمسمى" الجواهر المصونة واللآلئ المكنونة", "مجموعة ساعة الخبر", من
تأليف , وكتاب "رسائل ابن سبعين", "مفاتيح الكنوز في حل الطلاسم والحروف", "الدر المنظوم وخلاصة السر المكتوم", من تأليف محمد الكشناوي الغلاني, وكتاب "الجفر الجامع والنور اللامع", وهو من الكتب الأساسية في السحر, وينسبه السحرة الى سيدنا "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه, وكتاب" الرحمة في الطب والحكمة", وينسبه البعض الى الأمام السيوطي لكن هناك من ينسبه الى مهدي إبراهيم المقري, "كشف الأسرار المخفية" للمنذري, "مجربات العارقي الهندي", "مجربات داود الحكيم", "المصباح للجلدكي", "الأدوية المفردة للسمرقندي" "التهاطيل", "علم الأسرار لأبي نبهان", "السر المسطور في حروف النور", "السر المظروف في علم بسط الحروف" لمحمد الشافعي الخلوتي.
عالم مخيف
يروي "م.ن.أ" قصته بعد قراءة كتاب "شمس المعارف" بحذر شديد, متذكرا أحداثه وكأنه مازال يعيشها, محذرا في البداية من شراء تلك الكتب لأنها ستكون بداية الدخول إلى عالم الجن والأرواح, وستدفع بمن يقرأها إلى مجاهل ومشكلات لا قبل له بها, والى عالم مخيف, لم يره من قبل.
ويقول: منذ طفولتي كنت أشعر بميل غريب نحو عالم الأشباح والجن بسبب ما كنا نسمعه من الجدات والأمهات من حكايات الجان والعفاريت, وكذا ما كانت تذيعه الإذاعة المصرية حينذاك من حكايات ألف ليلة وليلة, وفي أحد الأيام وأثناء ذهابي الى المدرسة في فترة الستينيات شاهدت كتاب "ألف ليلة وليلة" لدى أحد باعة الأرصفة, فانتويت شراءه لكني وجدت كتاب "شمس المعارف" بجانبه فشدني العنوان, وورقه الأصفر, فاشتريته بدلا من "ألف ليلة وليلة", وبعد عودتي الى المنزل فتحته وبدأت القراءة وجسمي كله ينتفض وشعر رأسي يقف, وأنفاسي تتهجد, وأشعر كأنني فى عالم آخر.
ومنذ تلك اللحظة تبدلت حياتي تماماً حيث بدأت أشعر بوجود كائنات من حولي, والصور على الحائط تبتسم لي وأشكالها تتغير أحيانا, ما أصابني بالرعب فأزلت كل الصور من البيت, وقررت عدم قراءة الكتاب, لكني بعدما انتهيت من دراسة الجامعة تذكرت الكتاب فبحثت عنه وأعدت القراءة فيه, بعد أن قرأت كثيرا في علم الباراسيكولوجى, وعلم التنويم المغناطيسي, وعادت الأنفاس الغريبة الى الغرفة مرة أخرى, بل بدأت بعض الأشباح تظهر في الشقة, وكنت أشعر بالباب يغلق بقوة, وأشياء تسقط من أماكن متفرقة في المنزل, أو من يلمس جسدي, أو أشاهد أشباحا تنظر من خلف النافذة, وأصواتا تناديني باسمي, وفسرت ذلك تبعا لقراءاتي في الباراسيكولجي أنها تهيؤات كاذبة وتخيلات بصرية.
وقررت فجأة التخلص من الكتاب وحرقه, ونمت على يقين بذلك, لكني بدأت أسمع أصواتاً تتنفس فى غرفتي, وحينما فتحت عيناي تأكدت أن هناك شيئا غير طبيعي فعلاً, فقد شاهدت شخصا في ركن الغرفة يبتسم لي فارتعبت وبصعوبة قلت: مين هنا?... أنت عايز أيه?.. ولما لم يرد بدأت قراءة سورة الزلزلة وقبل أن أصل الى "أشتاتاً" سمعت صوتاً يسألني: أنت عايز تسيبنا ليه?, كانت صدمة لي فلم أستطع النطق, بينما كرر الشبح السؤال, فسألته بعد صمت: أنت مين?, فقال: أصحابك!
ودار حوار بيني وبينه انتهى بطلب أن أضع الكتاب في ماء بملح حتى يذوب, ولا أحرقه, ونفذت ما طلبه مني, ولم أعد أرى أشباحا أو أسمع أنفاسا بعد التخلص من الكتاب.
التعاويذ السحرية
يقول "س.ع.م" عن تجربته بعد قراءة كتاب "سحر بارنوخ": كنت أود تعلم السحر للتخلص من بعض الجيران الذين أصابوني وأسرتي بالسحر, فاشتريت كتاب "سحر بارنوخ" وقد علمت أنه من اقوى كتب السحر اليهودي, وأغلقت غرفتي علي وبدأت القراءة بإمعان موقنا أني سوف اجد غايتي في الكتاب وسوف أوقف الجيران عن أذيتي وأسرتي بسحرهم, ولم أكن اعلم أن الكتاب سيؤدي بي الى طريق غريب, كاد يودي بحياتي لولا وجود عدد من الجن "الطيب" الذي حماني من انتقام الجن "الشرير" الذي كاد يهلكني بسبب قراءة التعاويذ السحرية بالكتاب.
وحينما قرأت الكتاب وظهرت الأشباح لي طلبت أن أراهم على حقيقتهم فاخبروني بصعوبة هذا الأمر لأنني لن اتحمل رؤيتهم على أشكالهم الحقيقية, واكتفيت بالصورة الجميلة التي يظهرون بها لي, وحذروني من الاستهزاء بهم لأنهم يسكنون مع الإنس في كل مكان, وهم من يسمون بالعمار الذين يرون ويسمعون كل ما نتلفظ به.
كبير الجن
هناك قصص أخرى يرويها من قرأ تلك الكتب, والضرر الذي أصيبوا به, ليس بمجرد قراءة التعاويذ والطلاسم الموجودة بها, بل مجرد وجودها في المنزل يشعل نار المشكلات والخلافات بين سكانه, ولذلك نقلنا تلك الروايات إلى الشيخ أحمد سرحان, إمام وخطيب جامع عمر مكرم السابق, فأكد أن الاتصال بعالم الجن يدخل في باب الكُفر والاستعانة بهم في أي أمر من الأمور غير المباحة, وبالتالي فقراءة تلك الكتب سواء للاتصال بهم أو تعلم السحر أو لمجرد حب الاستطلاع يعد أمرا رفضه الإسلام, لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعن بهم لا في الجهاد, ولا في الإخبار عن أحوال العدو, وغير ذلك من الأمور رغم أنه مرسل إليهم.
ويوضح أن العرب في الجاهلية كانوا إذا نزلوا واديا أو مكاناً خالياً قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه, أي كانوا يستعيذون بكبير الجن في ذلك الوادي من قومه, فحرم الإسلام ذلك, في قوله تعالى: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً", وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "من نزل منزلاً ثم قال: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك", مشيرا الى أن الجن لا يخدم الإنس إلا إذا استمتع به, كما قال سبحانه وتعالي: "ربنا استمتع بعضنا ببعض".
وقد حرم الإسلام السحر والعرافة والكهانة ومنع المسلمين من ارتياد أماكن السحرة, وأعلن الحرب على السحر والسحرة, لأن الإنسان يتعلم من السحر ما يضره ولا ينفعه, ويكفي أن يكون الضرر هو الكفر والعياذ بالله تعالي, لذلك اغلق الإسلام كل الأبواب المؤدية إليه, بداية من قراءة التعاويذ السحرية أو الاستعاذة بهم ونهاية بممارسة السحر.
الطلاسم الشيطانية
سألنا الشيخ أسامة أحمد, المعالج بالقرآن الكريم, والحاصل على الدكتوراه فى العلوم الروحانية, عن أضرار مطالعة مثل هذه الكتب فحذر من قراءة تلك الكتب بدافع الفضول وحب الاستطلاع, أو حتى لتعلم السحر لأنها تحتوي على طلاسم وعبارات غريبة ما هي إلا نداءات واستغاثات بالشياطين وتحضيرا لها, ومن قرأ تلك الكتب من انتحر ومنهم من اختل عقله, ومنهم من أصيب بالاكتئاب, ومنهم من أصيب بالهلوسة السمعية والبصرية, حيث يسمعون ويتحدثون ويرون كائنات غريبة ما هي إلا الجن والعفاريت الموكلة بحفظ تلك الكتب والطلاسم الشيطانية, أما من لم يصب بشيء من هذا فقد سار في طريق السحر والكفر وصار ساحرا, وخادما لإبليس.
وعلى المسلمين الحذر من قراءة وشراء تلك الكتب, أو الاحتفاظ بها في منازلهم, وعلى من يجدها أو يحتفظ بها أن يتلفها لأنها تضر المسلم وتوقعه في الشرك, مشيرا الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم "من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد", والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العظيم: "وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ",مما يدل على أن تعلم السحر والعمل به كفر, لذا وجب على أهل الإسلام محاربة تلك الكتب, وعدم الاطلاع عليها لأنها تفضي الى الكفر بالله سبحانه وتعالى وتؤذي من يقرأها, بل تؤذي البيت الذي تكون فيه, وساكنيه أيضا.
خدام كتاب " سحر بارنوخ " لقارئه : لن تتحمل رؤيتناعلى أشكالنا الحقيقية
خدام كتاب " شمس المعارف الكبرى " يحذرون قارئه من حرقه ويطالبونه بوضعه في ماء بملح
الشيخ أحمد سرحان : الاتصال بعالم الجن حتى ولو بالقراءة يدخل في باب
الكُفر والاستعانة بهم غير مباحة
القاهرة - محمود خليل:
انتشرت منذ القدم كتب السحر بين العرب بعد ترجمتها من اللغات القديمة, خاصة العبرانية والسريانية, إلى العربية, كما ساهم كثير من اليهود والمسيحيين الذين أسلموا فى كتابة عدد من هذه الكتب, التي يتجاوز الخمسمئة كتاب ما بين مطبوع ومسموح بنشره وتداوله, وكتب ممنوعة من النشر والتداول, ومخطوطات مكتوبة بخط اليد محفوظة فى دور الكتب فى البلدان العربية والأجنبية وغير مسموع بالاطلاع عليها, وهو الأمر المعمول به في مصر, حيث لا يسمح لأحد سوى الباحثين المتخصصين وفي أضيق الحدود للاطلاع عليها وهي محفوظة في خزانة خاصة, ولها إجراءات معقدة لفتحها.
هذه الكتب التي اتيحت للنشر وصلت الى أيدي القراء فبعضهم يقرأها لمجرد التسلية وحب الاستطلاع, وبعضهم يستخدمها فى ممارسة السحر, سواء لجلب المنافع وطرد الضرر, أو تسخير الشياطين للإضرار بالناس, أو لتحقيق منافع خاصة بهم, وقد حفل السوق العربي بهذه النوعية من الكتب ومن أهم من كتب عن السحر والجان في العالم العربي عبدالفتاح الطوخي الذي ألف بمفرده أكثر من أربعين كتابا, تناول فيها أسرار السحر والسحرة والجان, وكانت كتبه تطبع وتباع في الأربعينات والخمسينات والستينات بصورة علنية في مصر والعالم العربي, لكنها صارت تباع بشكل شبه سري بعد ندرتها بسبب عدم صدور طبعات جديدة بعد وفاة مؤلفها.
أما الكتب الموجودة حاليا في الأسواق فمعظمها منقول عن كتب الطوخي, وبعضها غير كامل, بعد رفع أصحابها لأسرار السحر والأوفاق, وحذف أسرار عمل الأسحار أو توقيتاتها, أو طريقة عملها, مما يجعلها غير ذات فائدة لمن يريد تعلم السحر, لكنها تؤذي من يقرأ التعاويذ والطلاسم الموجودة بها, وتسبب مشاكل كثيرة له.
كتب غالية
بحثنا عن أشهر تلك الكتب وأكثرها انتشارا بين العرب, وتمكنا من رصد أكثر من سبعين كتابا ومخطوطا يتم تداولها سرا وجهرا, وبيعها فى المكتبات وعبر الأنترنت, وكل كتاب له سعره وكلما كان موغلا في القدم ارتفع ثمنه, بل أن البعض ممن يمتلك مخطوطات لتلك الكتب أو استطاع تصويرها يقوم ببيعها بأسعار خيالية على شبكة الانترنت, ويحقق منها مكاسب مادية هائلة, ورغم أن تلك الكتب تحمل كفرا بين ثنايا سطورها, بل وتؤذي من يقرأها بسبب التعاويذ المكتوبة بها, لأن كل حرف وكل كلمة وكل سطر يقوم عليه حارس أو خادم من الجان, فما بالنا وكتاب بكامله موجود داخل المنزل أو يقرأه شخص?, كيف تكون الحياة بين هؤلاء الخدام والحراس من الجن والعفاريت والشياطين?
هذه الكتب التي تمكنا من حصرها "شمس المعارف ولطائف العوارف", "شمس المعارف الكبرى", "الحرف ومجموع الفوائد", "ديوان العفاريت خواص البسملة", "منبع أصول الحكمة", "صحيفة الاوفاق", "قابض الارواح وهادم اللذات ومفرق الجماعات", "شرح العهد القديم", "غاية المغنم فى الروحانيات".
وهناك أيضا كتاب "اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان", "تسخير الشياطين في وصال العاشقين", "السحر العظيم", "المندل والخاتم السليماني والعلم الروحاني", "تسخير الجان لمنفعة الإنسان", "مرشد الإنسان إلى رؤية الجان", "السحر الأحمر", "البداية والنهاية" وهو غير كتاب ابن كثير الشهير , ومن هذه الكتب كذلك "سحر الكهان في حضور الجان", "سحر بارنوخ", "الفتوح الرباني", "اسم الله الأعظم", "سحر هاروت وماروت في الألعاب السحرية", "إغاثة المظلوم في كشف أسرار العلوم", "السر المكشوف في طب الحروف", "رسائل ابن عربي وابن سينا", "منبع أصول الرمل" المسمى "الدرة البهية في العلوم الرملية", "الأصول والوصول في علم الرمل", "نهاية العمل في علم الرمل", "بلوغ الأمل في علم الرمل", "مدهش الألباب في أسرار الحروف وعجائب الحساب", "بداية العباد في أسرار الحروف والأعداد".
يوجد أيضا كتاب "الولاية الإلهية والعلوم اللندنية", "شفاء العليل وتسهيل العسير في أسرار مزامير داوود","أحكام الحكيم في علم التنجيم", "البيان في علم الكوتشينة والفنجان", "القواعد الفلكية في عمل النتائج السنوية"," سر الأسرار في علوم الأخيار", "التابوت الأسود", "الحرز المبارك", "الزايرجة" "الزايرجة الزيتية", "السحر الأبيض, "السهم الصائب لتنقية العلوم الروحانية من الشوائب", "السحر العظيم "سر الأسرار", "السحر العجيب في جلب الحبيب", "أحكام الحكيم في علم التنجيم", * "السحر الأحمر", "السر المكشوف فى طب الحروف", "حديث الطوخى مع الجان", "إغاثة المظلوم في كشف أسرار العلوم".
حجاب العظمة
وهناك أيضا كتب ومخطوطات منها "العزيمة السريانية", "العلم الخفي", "السر الرباني في العالم الجسماني", "رسالة شرح المثلث مع البرهتية الصحيحة", "شرح الغزالى لمنظومة سيدنا على لدائرة الاسم الأعظم", "شرح مثلث الغزالي", "كنز الأسرار وذخيرة الأبرار",
"الجلجلوتية", "الاوفاق", "الطب الروحانى", "الطوالق السليمانية درة روحانية", "دائرة الغزالي", "ترويج البروج", "خزانة الافكار", "شرح الجلجلوتية", "عمليات ومجربات الامام الغزالي", "هداية الاخيار", "الكواكب الدرية فى الاصول الجفرية", "المجربات الإدريسية", "المرجان في الاستيلاء على الجان", "بهجة السامعين في ملوك الجين أجمعين", "جواهر الأسرار في معارف الأحجار", "جواهر الكشوف وأسرار الحروف", "حجاب العظمة",
"خصائص الجلجوتية", "أسرار بدوح في الحب والعشق", "سحر الشيطان وعفاريت الجان في جلب الإنسان", "سحر المغاربة العظيم", " شرح دائره الكبريت الأحمر", "شرح منظومة طمطم في العلوم الروحانية", "صحف موسى", "طلاسم الشفاء", "طلاسم حرق العوارض من المردة والشياطين", "فتح المطالب", "فصل في الدعوة البرهتية وشرحها", اضافة الى كتاب "الكبريت الأحمر والسر الأفخر والدر الجوهر", من تأليف محي الدين بن العربي, "سحر الأنوار وجامع
الأسرار"," شموس الأنوار وكنوز الأسرار الكبرى", من تأليف ابن الحاج الترمساني المغربي, "دعوة الجلجلوتية الكبرى"," مجموعة ابن سينا", "الجواهر اللامعة في استحضار ملوك الجن في الوقت والساعة", "الطب الروحاني للجسم الإنساني"," السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل", والمسمى" الجواهر المصونة واللآلئ المكنونة", "مجموعة ساعة الخبر", من
تأليف , وكتاب "رسائل ابن سبعين", "مفاتيح الكنوز في حل الطلاسم والحروف", "الدر المنظوم وخلاصة السر المكتوم", من تأليف محمد الكشناوي الغلاني, وكتاب "الجفر الجامع والنور اللامع", وهو من الكتب الأساسية في السحر, وينسبه السحرة الى سيدنا "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه, وكتاب" الرحمة في الطب والحكمة", وينسبه البعض الى الأمام السيوطي لكن هناك من ينسبه الى مهدي إبراهيم المقري, "كشف الأسرار المخفية" للمنذري, "مجربات العارقي الهندي", "مجربات داود الحكيم", "المصباح للجلدكي", "الأدوية المفردة للسمرقندي" "التهاطيل", "علم الأسرار لأبي نبهان", "السر المسطور في حروف النور", "السر المظروف في علم بسط الحروف" لمحمد الشافعي الخلوتي.
عالم مخيف
يروي "م.ن.أ" قصته بعد قراءة كتاب "شمس المعارف" بحذر شديد, متذكرا أحداثه وكأنه مازال يعيشها, محذرا في البداية من شراء تلك الكتب لأنها ستكون بداية الدخول إلى عالم الجن والأرواح, وستدفع بمن يقرأها إلى مجاهل ومشكلات لا قبل له بها, والى عالم مخيف, لم يره من قبل.
ويقول: منذ طفولتي كنت أشعر بميل غريب نحو عالم الأشباح والجن بسبب ما كنا نسمعه من الجدات والأمهات من حكايات الجان والعفاريت, وكذا ما كانت تذيعه الإذاعة المصرية حينذاك من حكايات ألف ليلة وليلة, وفي أحد الأيام وأثناء ذهابي الى المدرسة في فترة الستينيات شاهدت كتاب "ألف ليلة وليلة" لدى أحد باعة الأرصفة, فانتويت شراءه لكني وجدت كتاب "شمس المعارف" بجانبه فشدني العنوان, وورقه الأصفر, فاشتريته بدلا من "ألف ليلة وليلة", وبعد عودتي الى المنزل فتحته وبدأت القراءة وجسمي كله ينتفض وشعر رأسي يقف, وأنفاسي تتهجد, وأشعر كأنني فى عالم آخر.
ومنذ تلك اللحظة تبدلت حياتي تماماً حيث بدأت أشعر بوجود كائنات من حولي, والصور على الحائط تبتسم لي وأشكالها تتغير أحيانا, ما أصابني بالرعب فأزلت كل الصور من البيت, وقررت عدم قراءة الكتاب, لكني بعدما انتهيت من دراسة الجامعة تذكرت الكتاب فبحثت عنه وأعدت القراءة فيه, بعد أن قرأت كثيرا في علم الباراسيكولوجى, وعلم التنويم المغناطيسي, وعادت الأنفاس الغريبة الى الغرفة مرة أخرى, بل بدأت بعض الأشباح تظهر في الشقة, وكنت أشعر بالباب يغلق بقوة, وأشياء تسقط من أماكن متفرقة في المنزل, أو من يلمس جسدي, أو أشاهد أشباحا تنظر من خلف النافذة, وأصواتا تناديني باسمي, وفسرت ذلك تبعا لقراءاتي في الباراسيكولجي أنها تهيؤات كاذبة وتخيلات بصرية.
وقررت فجأة التخلص من الكتاب وحرقه, ونمت على يقين بذلك, لكني بدأت أسمع أصواتاً تتنفس فى غرفتي, وحينما فتحت عيناي تأكدت أن هناك شيئا غير طبيعي فعلاً, فقد شاهدت شخصا في ركن الغرفة يبتسم لي فارتعبت وبصعوبة قلت: مين هنا?... أنت عايز أيه?.. ولما لم يرد بدأت قراءة سورة الزلزلة وقبل أن أصل الى "أشتاتاً" سمعت صوتاً يسألني: أنت عايز تسيبنا ليه?, كانت صدمة لي فلم أستطع النطق, بينما كرر الشبح السؤال, فسألته بعد صمت: أنت مين?, فقال: أصحابك!
ودار حوار بيني وبينه انتهى بطلب أن أضع الكتاب في ماء بملح حتى يذوب, ولا أحرقه, ونفذت ما طلبه مني, ولم أعد أرى أشباحا أو أسمع أنفاسا بعد التخلص من الكتاب.
التعاويذ السحرية
يقول "س.ع.م" عن تجربته بعد قراءة كتاب "سحر بارنوخ": كنت أود تعلم السحر للتخلص من بعض الجيران الذين أصابوني وأسرتي بالسحر, فاشتريت كتاب "سحر بارنوخ" وقد علمت أنه من اقوى كتب السحر اليهودي, وأغلقت غرفتي علي وبدأت القراءة بإمعان موقنا أني سوف اجد غايتي في الكتاب وسوف أوقف الجيران عن أذيتي وأسرتي بسحرهم, ولم أكن اعلم أن الكتاب سيؤدي بي الى طريق غريب, كاد يودي بحياتي لولا وجود عدد من الجن "الطيب" الذي حماني من انتقام الجن "الشرير" الذي كاد يهلكني بسبب قراءة التعاويذ السحرية بالكتاب.
وحينما قرأت الكتاب وظهرت الأشباح لي طلبت أن أراهم على حقيقتهم فاخبروني بصعوبة هذا الأمر لأنني لن اتحمل رؤيتهم على أشكالهم الحقيقية, واكتفيت بالصورة الجميلة التي يظهرون بها لي, وحذروني من الاستهزاء بهم لأنهم يسكنون مع الإنس في كل مكان, وهم من يسمون بالعمار الذين يرون ويسمعون كل ما نتلفظ به.
كبير الجن
هناك قصص أخرى يرويها من قرأ تلك الكتب, والضرر الذي أصيبوا به, ليس بمجرد قراءة التعاويذ والطلاسم الموجودة بها, بل مجرد وجودها في المنزل يشعل نار المشكلات والخلافات بين سكانه, ولذلك نقلنا تلك الروايات إلى الشيخ أحمد سرحان, إمام وخطيب جامع عمر مكرم السابق, فأكد أن الاتصال بعالم الجن يدخل في باب الكُفر والاستعانة بهم في أي أمر من الأمور غير المباحة, وبالتالي فقراءة تلك الكتب سواء للاتصال بهم أو تعلم السحر أو لمجرد حب الاستطلاع يعد أمرا رفضه الإسلام, لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعن بهم لا في الجهاد, ولا في الإخبار عن أحوال العدو, وغير ذلك من الأمور رغم أنه مرسل إليهم.
ويوضح أن العرب في الجاهلية كانوا إذا نزلوا واديا أو مكاناً خالياً قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه, أي كانوا يستعيذون بكبير الجن في ذلك الوادي من قومه, فحرم الإسلام ذلك, في قوله تعالى: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً", وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "من نزل منزلاً ثم قال: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك", مشيرا الى أن الجن لا يخدم الإنس إلا إذا استمتع به, كما قال سبحانه وتعالي: "ربنا استمتع بعضنا ببعض".
وقد حرم الإسلام السحر والعرافة والكهانة ومنع المسلمين من ارتياد أماكن السحرة, وأعلن الحرب على السحر والسحرة, لأن الإنسان يتعلم من السحر ما يضره ولا ينفعه, ويكفي أن يكون الضرر هو الكفر والعياذ بالله تعالي, لذلك اغلق الإسلام كل الأبواب المؤدية إليه, بداية من قراءة التعاويذ السحرية أو الاستعاذة بهم ونهاية بممارسة السحر.
الطلاسم الشيطانية
سألنا الشيخ أسامة أحمد, المعالج بالقرآن الكريم, والحاصل على الدكتوراه فى العلوم الروحانية, عن أضرار مطالعة مثل هذه الكتب فحذر من قراءة تلك الكتب بدافع الفضول وحب الاستطلاع, أو حتى لتعلم السحر لأنها تحتوي على طلاسم وعبارات غريبة ما هي إلا نداءات واستغاثات بالشياطين وتحضيرا لها, ومن قرأ تلك الكتب من انتحر ومنهم من اختل عقله, ومنهم من أصيب بالاكتئاب, ومنهم من أصيب بالهلوسة السمعية والبصرية, حيث يسمعون ويتحدثون ويرون كائنات غريبة ما هي إلا الجن والعفاريت الموكلة بحفظ تلك الكتب والطلاسم الشيطانية, أما من لم يصب بشيء من هذا فقد سار في طريق السحر والكفر وصار ساحرا, وخادما لإبليس.
وعلى المسلمين الحذر من قراءة وشراء تلك الكتب, أو الاحتفاظ بها في منازلهم, وعلى من يجدها أو يحتفظ بها أن يتلفها لأنها تضر المسلم وتوقعه في الشرك, مشيرا الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم "من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد", والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العظيم: "وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ",مما يدل على أن تعلم السحر والعمل به كفر, لذا وجب على أهل الإسلام محاربة تلك الكتب, وعدم الاطلاع عليها لأنها تفضي الى الكفر بالله سبحانه وتعالى وتؤذي من يقرأها, بل تؤذي البيت الذي تكون فيه, وساكنيه أيضا.