المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رزكار محمد أمين القاضى الذى حاكم صدام حسين.. كنت ضد "إعدام" صدام ؟!!



أمان أمان
02-01-2013, 01:54 PM
http://www.nakhelnews.com/watermark/show.php?path=../images/news/img/sadam-zarkar758585564.jpg


النخيل - فى محاكمة كانت وقتها اشهر محاكمات العصر، وقف صدام حسين امام القاضى العراقى الكردى رزكار محمد امين، و بثقة شديدة ذكر اسمه بالكامل وسنه ومسقط راسه ثم عرف نفسه بصفته رئيسا للعراق، فرد القاضى على صدام بابتسامة، صارت فيما بعد مثار ضجة اعلامية وغلاف عشرات المجلات الملونة فى العالم، علقت عليها الصحف الاجنيبة فقالت (انها اشهر ابتسامة فى تاريخ العراق) والبعض وضع تحتها عناوين الصفحات الاولى وكان منها (احذر صدام.

انها نهايتك)! وبينما تساءل المحللون ان كانت هذه الابتسامة وساما على صدر الرئيس العراقى ام فخا ومقصلة تنتظر رأسه؟ اشادت بعض الاقلام بها وفسرتها على أنها اكبر دليل على أن القاضى الهادئ النزيه يقف تماما فى منتصف المسافة بين الشاكى والمشكو بحقه ولايتخذ موقفا مسبقا نحو المتهم الماثل أمامه ولو فى محكمة الجنايات.

فى بيته بالسليمانية شمال العراق كان لنا مع القاضى رزكار محمد امين لقاء وحوار، بعد سنوات تكرر فيها اعتذاره عن أى حوارات أو مقابلات صحفية لوسائل الإعلام.

لو دخلت بيت هذا القاضى، وجلست مثلى فى الصالون المدهب الذى اشتراه من دمياط، ورأيت الاهرامات الثلاثة - من الكريستال - يضعها امامه، ومؤلفات السنهورى فى مكتبته، لربما فسر لك ذلك اهتمامه بالحديث الينا والتعليق على محاكمة مبارك وما يجرى فى مصر الآن، تابعوا اجاباته على الاسئلة واكتشفوا بأنفسكم.

- على مدى اكثر من عام نقلت فيها محاكمة صدام على شاشات التليفزيون فى العالم، اصبحت وجها معروفا للناس، كيف يشعر القاضى حينما يدخل دائر الشهرة والنجومية؟

رغما عنه يدخل القاضى دائرة الشهرة حينما يكون حكما فى قضايا سياسية كبيرة خاصة لو كان احد اطرافها رئيس دولة مثلما الحال فى محاكمة صدام حسين عام 2005 أو مثل محاكمة حسنى مبارك الان فى مصر. عن نفسى كنت على منصة الحكم لا أهتم بغير اوراق القضية الموضوعة وامامى وما يقال من الادعاء والدفاع والمتهم، دون ان افكر لحظة، بأن كاميرات التليفزيون تصورنى، ودائما كنت اكرر الدعاء (رب بما انعمت عليا فلن أكون ظهيرا للمجرمين).
- هل هناك اوجه للشبه او المقارنة بين محاكمة صدام ومحاكمة مبارك؟

فى كلا المحاكمتين، المتهم رئيس لدولة عربية، والظرف التاريخى والسياسى فى البلاد وقت المحاكمة فى حالة تحول كبير والاجواء ساخنة ومشاعر الناس ملتهبة، والعالم يراقب ما يحدث، وهنا يصبح القضاء اما رمزا للديمقراطية وسيادة القانون و الكرامة الانسانية او يكون رمزا للانتقام والديكتاتورية وتصفية الحسابات القديمة.

- كيف شعرت كمواطن عراقى كردى حين رأيت نفسك قاضيا فوق المنصة و(الرئيس صدام حسين بجلالة قدره) متهما أمامك فى القفص؟

صحيح أنا كردى وتضررت من أشياء كثيرة عهد صدام، وتعرضت للاضطهاد الوظيفى لأنى لم أكن عضوا فى حزب البعث، وهدمت بيوت أسرتى وقريتى، بسبب نظامه، لكنى كقاضى اسقط كل هذه التفاصيل والمشاعر واتجرد منها تماما، بمجرد دخولى ساحة المحكمة، وتحمينى المهنية وتمسكى باحترام القانون واليمين الذى اقسمت عليه وانا ابدأ عملى.

القاضى الحق مثل الطبيب يقيس الضغط ويحلل الدم ويختبر ضربات القلب دون ان يفكر ان كان مريضه مدرس او عامل او رئيس جمهورية، هو يقوم بعمله بحياد وتجرد والنتائج لن يؤثر فيها اسم المريض او درجته الوظيفية .

- كيف كنت تعزل نفسك عن تعليقات الناس فى الشارع أو عن ضغط الرأى العام؟

انا حاكمت صدام على مدى 8 جلسات، 7 منهم علنية وواحدة سرية، وطوال عام ونصف تقريبا، لم احاول عزل نفسى عن الشعب، لكن الخبرة فى القضاء لاكثر من 20 عاما كانت تعطينى المناعة ضد التأثر باى ضغط، حتى زوجتى واولادى لم يعلموا بأمر محاكمتى لصدام الا بعدما رأونى معه فى التليفزيون، كنت اتجنب ان تصبح قضيته مثار جدل وتعليق فى البيت، اما فى الشارع فقد سمعت مئات التعليقات من الناس، ومعظمها كان ايجابيا، يدل على ان الشعوب فى بلادنا ميالة بالفطرة للخير والعدالة والكرامة الانسانية.

- فى حين كان صدام يهاجم المحكمة بعنف ويرد على التهم المنسوبة اليه بالسخرية وبالسب احيانا، رأيناك تخاطبه (سيد صدام)؟

يبتسم ويهز راسه مجيبا.. نعم.. كنت اقول له سيد صدام، ولم اكن استفز من هجومه او سبه.. القاضى يجب الا يخضع للضغط او الاستفزاز والا وجب عليه ان يتنحى فى الحال حتى لا يأتى حكمه متأثرا بالاهواء او حالته النفسية تجاه المتهم.
عندى دعاء اقوله كل صباح قبل ان اذهب للمحكمة ( اللهم انى اعوذ بك أن أذل او أذل او أظلم أو أظلم او أجهل أو يجهل عليا)، وفى نظرى المتهم امانة فى يد القاضى، واحترامه واجب خاصة لو كان كبيرا فى السن .

- هل تستطيع ان تتوقع شعور الناس لو ان القاضى الذى ينظر قضية مبارك قال له (سيد حسنى)؟
ليس هناك اى عيب لو قال القاضى (سيد حسنى) او (سيد جمال) بل عليه ان يفعل ذلك، بشرط ان ينادى ممثلى الادعاء والدفاع والشهود بنفس اللقب ويقول يا سيد فلان بحيث لا تكون هناك محاباة لأحد او تمييز، القانون لا يجرم احترام الناس ولكن الممنوع بحكم الشرع والقانون هو المعاملة الخاصة .

- كيف ترى محاكمة مبارك التى تتوالى جلساتها الان؟
لى عدة ملاحظات عليها:

اولا: انها محاكمة عادية فى اطار القانون المصرى الاعتيادى يعنى ليست محاكمة استثنائية ولا بموجب قانون خاص وهذا فى حد ذاته جيد وايجابى.

وعندنا فى العراق عام 1958 جاء عبدالكريم القاسم وقتل الملك السابق واسرته، بموجب الثورة وكذا حين قامت الثورة فى رومانيا مثلا وقتلت شاوشيسكو وزوجته، انتم فى مصر افضل بكثير، لان ثورة يوليو حين قامت جعلت الملك يغادر البلاد، ولم تشنقه ولم تقتل احدا من اسرته .

ثانيا :ان الجلسات الاولى التى اذاعها التليفزيون لمحاكمة مبارك، ظهر فيها الصخب والفوضى الشديدة، ويذكرنى ذلك بمحاكمة وزير الداخلية العراقى عهد الملك، كانت الناس فى ساحة المحكمة تهتف وتصفق وتحمل المشانق فى يديها وتطالب بالاعدام للمتهم، وهذه جميعا اجراءات معيبة ولا يليق ان نراها بدولة كبيرة مثل مصر، لأنها تتنافى مع الاسلوب الانسانى والاخلاقى ومعايير المحاكمات العادلة.

ثالثا: منظر مبارك على السرير فى المحاكمة غريب ولافت للنظر فإن كان مريضا فعلا فهذا معناه أننا نحاكم متهما يقع تحت ضغط نفسى وبدنى شديد!.
رابعا: يعجبنى اداء وثبات المستشار محمد رفعت واتمنى له التوفيق فى مهمته الشاقة، واشفق عليه من اى ضغوط قد يتعرض لها .

- هل تتوقع انه يتعرض لضغوط بالضرورة؟

فى الغالب تكون هناك ضغوط، خاصة فى القضايا السياسية التى تتسم بهذا القدر من الحساسية، اخطرها ضغط الراى العام او تهديدات بعض الخصوم السياسية، و قد يكون ضمنها محاولات خارجية للتأثير على الحكم.

- هل تعرضت لضغط من جهات خارجية اثناء محاكمتك صدام؟
صمت لحظات ثم اومأ برأسه :نعم.. بالفعل كانت هناك محاولات للتدخل والضغط والتهديد، وقد كنت رئيس هيئة المحكمة المكونة من 5 قضاة وكان يفترض ظهورنا جميعا فوق المنصة اثناء الجلسات، لكنى ظهرت منفردا لانى الوحيد الذى قبلت مواجهة الراى العام والصحافة وكاميرات التليفزيون بينما تجنب الباقون الظهور خوفا من تهديدات القتل والانتقام، ومن جانبى كنت مصرا على ان اذهب للمحكمة قاضيا واعود منها قاضيا، ولا اتحول ابدأ الى أداة فى يد احد، لذا عندما زاد الضغط لدرجة لم اقبلها ولا ارتضيها على شرف المهنة، تنحيت عن المحاكمة، وجاء قاضى غيرى وهو الذى اصدر على صدام حكم الاعدام شنقا فجر عيد الاضحى .

- هل تتوقع ان يكون الإعدام هو أيضا مصير حسنى مبارك؟

فى القضاء لا مجال للتوقعات، لأنى لا استطيع أن أحكم طالما لم اطلع على اوراق القضية بنفسى ولكن كموقف نفسى انا ضد اعدام حسنى مبارك.

- لماذا؟

عقوبة الإعدام قاسية جدا وتميل للانتقام أكثر ما تميل للإصلاح و فيها الخطأ لا يمكن تداركه، هى فى احقيقة قتل ولكن بأسم القانون وهذا شئ غير انسانى.

- (ولكم فى القصاص حياة يا أولى الالباب)؟

القصاص فى الاسلام ليس المقصود به الاعدام بالذات، لكنه العقوبة التى تكافئ الجريمة ايا كانت درجة هذه العقوبة سجن مدى الحياة او حبس بما لا يزيد عن 5 سنوات او غرامة، وهناك فى القران دوما دعوات للعفو والاصلاح والتسامح (وان يعفو خيرا)، وفى الاصل جاء القصاص فى الاسلام ليحد من عدد القتلى والضحايا، بحيث يكون العين بالعين والسن بالسن، واذا قتل شخص ايما كان لا يقوم اهله بقتل قبيلة امامه او 10 اشخاص مثلا من عائلة خصمه، بل يكون قصاصا بشروط، نفس مقابل نفس، وبعد محاكمة علنية عادلة، ويمكن لولى الدم من اهل القتيل ان يعفو ويتنازل مقابل تعويض يرتضيه.

- كم مرة اصدرت حكم الاعدام فى ساحة القضاء؟

مرة واحدة فقط، وكان حكما بالاعدام شنقا على شاب استدرج فتاة لمنطقة نائية وقتلها، واعترف انه كان يقيم علاقة معها ثم الحت عليه بالزواج فأراد ان يتخلص منها. والعجيب، انى بعد هذه القضية بسنوات، كنت فى عزاء احد الاصدقاء، وفجأة رأيت هذا الشاب يمر من امامى، وعرفت بعدها ان حاكم الاقليم اصدر عفوا عاما شمله وبعض من ادينوا فى قضايا اخرى!.

- واين اذن حق القتلى والضحايا ؟


العدالة هى النظرة الشاملة للضحية والمجرم والجريمة معا، والقاضى لابد ان تكون له دراية كاملة بالقانون وعلم النفس والطب الشرعى وعلم الاجتماع مع الوضع فى الاعتبار الظروف المحيطة بالجريمة عند وقوعها، والجانب الانسانى الذى قد يخفف الحكم عن الجانى بحكم سنه او حجم الضغط والاستفزاز الذى تعرض له قبل فعله الاجرامى مباشرة، لهذا فى كثير جدا من دول العالم يستبعدون عقوبة الاعدام، وحتى فى محاكم الابادة الجماعية وجرائم الحرب صاروا يحكمون على المدان بالسجن مدى الحياة وليس بالاعدام، وهى نظرية فى العقاب دعى لها مفكرين كبار امثال روسو وبيكاريا ومونتيسكو، مراعاة للجانب الانسانى والخطأ البشرى عند الجانى .

- واين الجانب الانسانى عند المجنى عليه؟ وماذا لو رفضت ام شهيد فى الثورة ان تعفو او تقبل اتعويض واصرت ان يكون الاعدام هو القصاص العادل؟

حين نؤسس لدولة ديمقراطية لابد ان تكون دولة قانون ولا تسير احكامها وفق الراى العام.. ربما الام التى تطالب بالاعدام ليست على صواب واحكامها منحازة أوعاطفية، والقاضى لا يتعلم من الشعب كيف يدير عمله ويصدر احكامه، لانه اقسم على الحياد والنزاهة وبالتالى عليه ان ينسى اسماء وصفات المتهمين والخصوم اثناء المحاكمة ولا يتصرف الا وفق الملفات والورق

والاعراف القضائية ولا يبالى مطلقا بما يدور خارج ساحة المحكمة ولا بالهتاف ولا باليافطات و ليس من الشيم الاخلاقية ولا من القيم الاسلامية ان يتهاون القاضى فى حماية المتهم من الاهانة، لانه داخل القفص فى موقف ضعف ولو كان يحاكم فى ظرف سياسى ثورى، وقتها سيكون مثل اسير حرب، والاسرى لهم حقوق فى الاسلام.

- أحب ان اعرف رايك فى محاكمة مبارك بتهمة الفساد السياسى ؟

لا جريمة الا بنص ولاعقوبة الا بنص، ولا اظن ان فى قانون العقوبات المصرى نصا محددا بشأن ما يسمى الفساد السياسى، وحتى لو تم الاتفاق على تشريع قانون جديد للفساد السياسى، فلا يجوز تطبيق القانون بأثر رجعى على متهم الا اذا كان سيتسبب فى تخفيف عقوبته، هذا من ناحية القانون، اما من ناحية المنطق العقلى فيستحيل ان يتحمل شخص او عدة اشخاص مسؤلية الفساد فى 30 سنة متعاقبة، واين كان الشعب؟ الم يكن شريكا بصمته على الاقل؟

سكوت الناس وفساد النخبة وتصفيق المنافقين وتضليل اصحاب الرأى والدجل السياسى جميعهم شركاء فى الجريمة، وجميعهم ساهموا فى صناعة الديكتاتور، ويتحملون مسؤلية الظلم والفساد معه.

- يسأل الناس ان لم تطبق احكام الاعدام فى الفاسدين بعد قيام الثورة، فمتى تكون اذن؟
اقول لهم حين تطبق الشريعة الاسلامية فى كل مناحى الحياة، وتتوفر الوظائف و الحقوق فى السكن والرعاية الصحية والحياة الكريمة لكل مواطن، وقتها يحق لكم اعدام من يمارس الفساد.. انا لا يهمنى ان اعدم احمد او محمود، الاهم ان نؤسس المستقبل ونضمن احترام دولة القانون الذى قامت من اجلها الثورة، واذا كان حسنى مبارك قد انتهك حرمة القضاء وتعدى على الكرامة الانسانية والقانون فى محاكمات الاخوان المسلمين، فماذا سيكون الفارق، لو ان الاخوان فعلوا معه نفس الشئ بمجرد توليهم الحكم.

الانتقام واهانة القانون مشهد سئ يجب ان يمحى ولا يتكرر ابدا حتى تنتقل البلاد لعهد جديد وتكون الثورة قد ادت لتغيير حقيقى.

- وما هو العنوان الذى ستختاره لمذكراتك التى تكتبها الان عن محاكمة صدام؟
حين اعتليت منصة القضاء ورأيت صدام أمامى يحاكم، شعرت بعظمة الله وادركت ان كل حال يزول وقلت فى نفسى: سبحان الله يعز من يشاء ويزل من يشاء. كان انطباعى انه الآن شخص متهم بموجب القانون وانا فوق كرسى القضاء بموجب القانون.. اذن لابد ان يبقى القانون سيد الموقف واليه نحتكم وماعاذ الله ان يصاب القاضى بالغرور، احذر نفسى وزملائى من الغرور حين تختلط المشاعر وتتصاعد الاحداث ويكون القاضى هو الحكم الفصل. هى مشاعر انسانية ورؤية يجب ان تكون استراتيجية وواقعية للقضية ولاحوال الدنيا والبشر. فكروا معى فى اسم لكتاب يجمع كل هذا معا.

- السيد رئيس المحكمة الجنائية العليا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

أتقدم بوافر التقدير والاحترام لسعادتكم وأقدم لكم كتاب استقالتى من إدارة محاكمة الرئيس صدام حسين والآخرين الذين معه، استقالة مسببة. وللتاريخ فإننى أضع أسبابها بين أيديكم راجياً تحقيق العدالة فى عراقنا الحبيب.

1- أنتم تعلمون سعادتكم مدى فداحة الضغوط التى تمارس على إدارة المحكمة من قبل السلطة الحاكمة الحالية، ضغوط دولية وسلطوية لا يمكن للفرد ومهما يكن أن يتحملها، ولا يمكن لأى فرد يملك قليلاً من الشرف أن يتقبلها.. فهؤلاء يا صاحب السعادة لا يريدون محكمة تحاكم الرئيس صدام حسين وأصحابه بل يريدون منّا أن نأخذ دور ممثلين فى مسرحية يتم تأليفها وإخراجها من قبلهم.
2- عظمة هذا الرجل صدام حسين وشيبته ووقاره، والحق الذى يقف به أمام المحكمة، تجعل إدارة المحكمة فى موقف ضعف لا تحسد عليه وتجعلنا فى حيرة من أمرنا وصراع كبير بين ضمير عاشق خالص مع بعضه لهذا الرجل العظيم وبين ما يملى علينا من رغبات لمجاميع طائفية لا تملك فى تلك المحكمة غير الحقد والكراهية والطائفية.

3- وفوق عظمة هذا الرجل تأتى عظمة القانون والشرع الذى لا تملكه محكمتنا هذه، فلا قانون سابق يؤهلنا لنحاكم هذا الرجل، ولا قانون جديد يشّرع لنا محاكمته على أعمال قديمة، فانتهينا إلى شعور بأننا أصبحنا مفضوحين أمام ضمائرنا وعيون الشعوب الشريفة.

هذه أسباب، وهناك أسباب أخرى كثيرة، قد استطيع أن اذكر منها؛ إجلالى وتقديرى لشخص هذا الرجل وثقتى بنزاهته وتجرده من أطماع يتقاتل عليها الفرقاء.. عليه أرجو قبول الاستقالة التى لا رجعة فيها ومهما كانت الأسباب وكان الله فى عون من سوف يجلس على كرسينا هذا حتى ولو اختاروا بديلاً مصنوعاً من الخشب فو الله إن وقف هذا البديل أمام ذاك الرجل فسوف يحى فيه ضميره الخشبي.


2013/02/01