المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سليمان الفهد بلغ سن الرشد فتوقف عن الكتابه



الفتى الذهبي
02-01-2013, 11:37 AM
01/02/2013

http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2013/02/01/3bd6702d-95aa-4436-ab42-2aeadfbf8e00_main.jpg

سليمان الفهد

جلس مسترخياً على الكنبة، وممسكاً بعصاه التي لم تفارقه منذ زمن، وراح يسرد «سالفته» مع المرض: «شوف، ترى هاالحالة صارت معي منذ أكثر من سنة ونص»، ثم أكمل باقي فصولها انطلاقاً من مراكش، حيث مبيته الشتوي وعشقه الدائم ومكوثه فيها لأسابيع بمرافقه زوجته وابنه، ثم انتقاله الى نيويورك للعلاج على يد «ابناء العم» الأطباء اليهود هناك، وصولاً الى الكويت والشكوى من عدم الالتزام بالمواعيد، وغياب الجانب الإنساني عند بعضهم.

سليمان الفهد توقف عن الكتابة لأنه لم يعد قادراً على ممارستها، بعدما بلغ «سن الرشد» كما يحكي، ويصل الى الـ75 عاماً في شهر مايو المقبل، وهو في السعي ليجمع حصاد العمر من مقالات وحوارات اجراها على مدى الستين عاماً من حياته مع القلم كاتباً ومفكراً، بدءاً من «الطليعة» و«العربي» مروراً بـ«السياسية» و«الوطن» وصولاً الى «القبس» وانتهاء بـ«الجريدة».

مصر لا تغادره أبداً، «يسولف» عنها لو انها حاضرة أمامه، فهي بعقله وروحه، فالشقة التي ورثها عن والده وتطل على ميدان التحرير في قلب القاهرة، صارت ملتقى للادباء والصعاليك والكتاب والفنانين الذين ارتبط بهم لسنوات وله معهم صولات وجولات دارت رحاها على أرض الكنانة ونشرت على صدر صحفها.

هذا المكان بات جزءاً من ذاكرته التي يحياها ويستمتع بها، مثلما كان المغرب محطته الأولى والأساسية في ترحاله وسفراته، والصداقات التي انشأها مع ناسها ومقاهيها وأهلها. رحلته مع الصحافة انطلقت من دمشق عام 1958، ومصر عام 1966والكويت منذ منتصف الستينات حتى الــ2010 عندما اضطره المرض الى التوقف عن الكتابة.

اختار الانصياع لنداء المرض وتحييد القلم تزامناً مع بلوغه سن الرشد، وهو يدخل عامه الخامس والسبعين، معلناً انه بصدد التجميع لارثه الفكري، ومطلقاً دعوته للزملاء لمساعدته على انجاز هذه المهمة.

إذا كان من حقه ان يستريح، فمن واجبنا ان نقف معه ونمد له يد العون حفاظاً على انتاجه وما قدمته يداه وفكره وخطه قلمه على صفحات القبس، فهذا أضعف الإيمان بأبي نواف.


حمزة عليان