د. حامد العطية
01-26-2013, 12:16 AM
عرفة والعرفان الفلسطيني لمحور المقاومة
د. حامد العطية
اسمه عرفة، عرفته منذ سبعينيات القرن الماضي، معرفة عابرة، فظ لا يطاق، ثم شاءت المقادير أن نلتقي في سورية، موطنه الثاني بعد وطنه الضائع فلسطين، كان قد تقاعد مؤخراً من وظيفته في الكويت، اشترى بمدخراته بيتاً فاخراً في ريف دمشق، وما جنى ولداه أعظم، إذ تزوجا بإختين وحيدتين لأب فلسطيني ثري، فتقاعدا مبكراً، كنت يومها أعيش في المنفى الاختياري في سورية، زارني فاستقبلته على مضض، وحدثني بقصة له مع عراقي من أهل الجنوب، قال: تعطلت سيارتي، وأنا في طريقي من الكويت إلى سورية عابراً الأراضي العراقية، فجلست على قارعة الطريق أنتظر العون، لم يمض وقت طويل حتى خرج لي من بين بساتين النخيل رجل، ساعدني في اصلاحها وأصر على استضافتي، لم يكن مجرد غداء بسيط بل وليمة، خروف كامل تصدر مائدة الرجل، شكرته ثم مضيت في طريقي. قبل أيام كنت أسير في أحد شوارع دمشق عندما لمحت الرجل قادماً بإتجاهي، فعبرت إلى الرصيف المقابل لئلا يراني، وماذا أفعل غير ذلك؟ فلست مستعداً لأولم له خروفاً، لم أصدق ما سمعته، ما هكذا يقابل المعروف يا عرفة! والرجل في غربة، وما ادراك أنه طامع بوليمة، ولو عملت بالمثل السوري: لاقني ولا تطعمني لكان لك من الشاكرين.
يسجل على معظم الفصائل الفلسطينية نكران المعروف، في الأردن اصطدموا بالجيش في 1970م فأجبروا على الرحيل إلى لبنان، وسرعان ما عادوا لعادتهم القديمة، فكانت الحرب الأهلية واحتلال الصهاينة للجنوب والعاصمة بيروت، ومن ثم اصطفوا مع النظام العراقي في حربه على إيران الإسلامية، متناسين وقوفها مع القضية الفلسطينية واغتيال النظام العراقي لبعض قادتهم، وبدلاً من التضامن مع الكويت التي استضافت عشرات الآلاف منهم ووفرت لهم المأوى والعمل والمال ساندوا النظام العراقي المحتل للكويت.
آخر الجاحدين حركة حماس، لولا الدعم المالي والتسليحي الإيراني لتعذر عليها الصمود في غزة، وعلى الرغم مما صدر أو سيصدر من مسؤولين في حماس أو إيران فالعلاقة بينهما فاترة أو على حافة القطيعة إن لم تكن مقطوعة بالفعل، ومن طرف حماس أيضاً، ويأتي هذا بعد زمن قصير جداً من اضطرارها للإعتراف بأن إيران هي المصدر الوحيد لصواريخها التي استعملتها في قصف أهداف في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، فماذا يسمى هذا غير الجحود وبأبشع صوره؟
بينما يكمل الصهاينة مشروعهم التوراتي باستيطان كل أرض فلسطين وتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى تستقبل حماس أعداء المقاومة في لبنان من أتباع جعجع والحريري وتهرع هي وبقية الفصائل الفلسطينية الجاحدة إلى أحضان قطر حاملة لواء المشروع الغربي الصهيوني في المنطقة لعلها تحظى بفتات وطن، فلننتظر ونرى.
25 كانون الثاني 2013م
د. حامد العطية
اسمه عرفة، عرفته منذ سبعينيات القرن الماضي، معرفة عابرة، فظ لا يطاق، ثم شاءت المقادير أن نلتقي في سورية، موطنه الثاني بعد وطنه الضائع فلسطين، كان قد تقاعد مؤخراً من وظيفته في الكويت، اشترى بمدخراته بيتاً فاخراً في ريف دمشق، وما جنى ولداه أعظم، إذ تزوجا بإختين وحيدتين لأب فلسطيني ثري، فتقاعدا مبكراً، كنت يومها أعيش في المنفى الاختياري في سورية، زارني فاستقبلته على مضض، وحدثني بقصة له مع عراقي من أهل الجنوب، قال: تعطلت سيارتي، وأنا في طريقي من الكويت إلى سورية عابراً الأراضي العراقية، فجلست على قارعة الطريق أنتظر العون، لم يمض وقت طويل حتى خرج لي من بين بساتين النخيل رجل، ساعدني في اصلاحها وأصر على استضافتي، لم يكن مجرد غداء بسيط بل وليمة، خروف كامل تصدر مائدة الرجل، شكرته ثم مضيت في طريقي. قبل أيام كنت أسير في أحد شوارع دمشق عندما لمحت الرجل قادماً بإتجاهي، فعبرت إلى الرصيف المقابل لئلا يراني، وماذا أفعل غير ذلك؟ فلست مستعداً لأولم له خروفاً، لم أصدق ما سمعته، ما هكذا يقابل المعروف يا عرفة! والرجل في غربة، وما ادراك أنه طامع بوليمة، ولو عملت بالمثل السوري: لاقني ولا تطعمني لكان لك من الشاكرين.
يسجل على معظم الفصائل الفلسطينية نكران المعروف، في الأردن اصطدموا بالجيش في 1970م فأجبروا على الرحيل إلى لبنان، وسرعان ما عادوا لعادتهم القديمة، فكانت الحرب الأهلية واحتلال الصهاينة للجنوب والعاصمة بيروت، ومن ثم اصطفوا مع النظام العراقي في حربه على إيران الإسلامية، متناسين وقوفها مع القضية الفلسطينية واغتيال النظام العراقي لبعض قادتهم، وبدلاً من التضامن مع الكويت التي استضافت عشرات الآلاف منهم ووفرت لهم المأوى والعمل والمال ساندوا النظام العراقي المحتل للكويت.
آخر الجاحدين حركة حماس، لولا الدعم المالي والتسليحي الإيراني لتعذر عليها الصمود في غزة، وعلى الرغم مما صدر أو سيصدر من مسؤولين في حماس أو إيران فالعلاقة بينهما فاترة أو على حافة القطيعة إن لم تكن مقطوعة بالفعل، ومن طرف حماس أيضاً، ويأتي هذا بعد زمن قصير جداً من اضطرارها للإعتراف بأن إيران هي المصدر الوحيد لصواريخها التي استعملتها في قصف أهداف في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، فماذا يسمى هذا غير الجحود وبأبشع صوره؟
بينما يكمل الصهاينة مشروعهم التوراتي باستيطان كل أرض فلسطين وتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى تستقبل حماس أعداء المقاومة في لبنان من أتباع جعجع والحريري وتهرع هي وبقية الفصائل الفلسطينية الجاحدة إلى أحضان قطر حاملة لواء المشروع الغربي الصهيوني في المنطقة لعلها تحظى بفتات وطن، فلننتظر ونرى.
25 كانون الثاني 2013م