مقاتل
01-23-2013, 08:35 PM
http://www.assafir.com/Photos/Photos23-01-2013/203791778.jpg
جانب من جنازة أحمد آل مطر، الذي قُتل في كانون الأول الماضي، في المنطقة الشرقية.
(«السفير»)
القطيف ـ «السفير»
صحيح أن قضية التسعة السعوديين المتهمين بتفجيرات الخُبر والمعتقلين منذ أكثر من 17 عاما دون محاكمة والذين كانوا الشرارة الأولى للاحتجاجات التي انطلقت في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية شباط العام 2011، إلا أن سقوط أول الضحايا ناصر المحيشي برصاص الشرطة في تشرين الثاني من العام ذاته بدأ مرحلة جديدة من الاحتجاجات التي لم تهدأ منذ ذلك الوقت، وقد تخللتها مواجهات عنيفة من الطرفين.
بلغ عدد الضحايا الذين سقطوا في الحراك السعودي منذ ذلك الوقت حتى اليوم 15 قتيلا، وفي بعض هذه الحالات أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن هؤلاء توفوا في حوادث دفاع عناصر الشرطة عن انفسهم بعد فتح النار عليهم من قبل من تصفهم بأنهم من مثيري الشغب.
كان آخر الضحايا أحمد آل مطر، البالغ من العمر 17 عاما، الذي قُتل في كانون الأول الماضي. قالت الشرطة إنها ضبطت مسدساً بحوزة المتوفى، إلا أن شهودا عيانا أخبروا والديه بأنه كان يصور حرق عدد من المحتجين الإطارات في القطيف، وردت الشرطة بفتح النار على المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على احتجاز أشخاص من منطقة القطيف، فقتلت أحمد وأصابت ستة آخرين.
الوالد محمد آل مطر يرفض رواية السلطات السعودية، ويطالب بفتح تحقيق محايد ومستقل في الموضوع، ويقول «ما حدث لابني جريمة بشعة، فقد تم استهدافه وقتله برصاص حي في خاصرته ورجليه». ويعتقد أن «الرصاص المستخدم في هذه الحالة، رصاص خارق للدروع».
كان الخبر صادما للعائلة، التي استيقظت يوم الجمعة لتكتشف أن الابن الأكبر من بين ثمانية أخوة لم يعد إلى المنزل منذ البارحة، فخرج الأب الذي يعمل في الرياض ويزور عائلته في عطلة نهاية الأسبوع فقط، للبحث عنه، إلا أنهم عرفوا عن طريق شبكات التواصل الإلكترونية انه قُتل في الليلة السابقة، بينما كانوا يعلمون انه كان خارجا مع أصدقائه لتناول وجبة العشاء.
يروي الأب: «بدأ العويل والنحيب في المنزل، فليس لدينا علم بأن لابننا أي نشاط سياسي أو أنه يشارك في التظاهرات، وهو أمر لا يزال محط استفسار، فلا أعلم أنا ملابسات القتل، وترفض وزارة الداخلية أن تفصح عن نتائج التحقيقات التي أجرتها، كما انني لم أتسلم نتائج التشريح الذي طلبته حتى اليوم».
«أحسست بالفرح، فقتله بهذه الطريقة والتشنيع به يجعل منه شهيدا عند الله، وان كان يناضل ويطالب بالحرية لأبناء بلدنا فهو شهيد أيضا. بكيته لبعض الوقت وهو أمر لا يمكنني السيطرة عليه، إلا أنني عدت وفرحت انه أصبح في مأمن الآن، وفي مكان أرحب من هذه الدنيا»، هذا ما يخبره الوالد لـ«السفير».
يطالب الأب اليوم بمحاكمة من تسبب في مقتل ابنه في حادث يصفه بأنه «بربري وبشع»، معلّقاً بالقول: «كل من يعرف أحمد، يعرف انه مسالم جدا وانه هادئ، والكل يعرفه بالخير وحتى إذا كان مخطئا، فالتنكيل به بهذه الطريقة، هو جريمة». كما يستنكر محمد آل مطر بيان وزارة الداخلية التي تحدثت عن تبادل إطلاق نار، ودفاع الشرطة عن أنفسهم، قائلا إن «مثل هذه البيانات تصدر على عجل بعد كل حادثة قتل دون تدقيق أو تحقيق في الموضوع، وأنا أرفضها جملة وتفصيلا، واعتبرته شهيدا لأنه نكل به وعذب وضرب، وإذا كان حاملا هم هذا البلد فهو بالتأكيد شهيد».
أما أمه المفجوعة، التي لم تتوقف عن البكاء، فكلماتها قليلة: «كان هو رب الأسرة في غياب والده، وهو يلازمنا ليل نهار، ولا نستطيع التصديق بأنه حمل سلاحا في وجه الشرطة».
تم تشييع أحمد آل مطر الذي سلمت السلطات جثمانه لأهله بعد عدة أيام، بحضور جماهيري غفير قُدر عدده بما يقارب الخمسين ألف شخص. ويقول الوالد: «خفف من وطأة الصدمة والفاجعة هذا الكم الكبير من المعزين والمشاركين في التشييع، عندها عرفت أن ابني على حق».
ويبقى محمد آل مطر وعائلته من بين 15 عائلة فقدت أبناءها، وهي تعتبرهم شهداء في سبيل إحقاق الحق وقربانا في سبيل تحقيق المطالب التي يرفعها أهالي المنطقة الشرقية في السعودية ضمن سلسلة مطالب يأتي على رأسها، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإنهاء التمييز الطائفي الذي يمارس ضد الشيعة في المملكة الذين يقدر عددهم بمليوني نسمة من أصل 27 مليون نسمة وهو عدد السكان الإجمالي.
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2367&ChannelId=56905&ArticleId=2037&Author=
جانب من جنازة أحمد آل مطر، الذي قُتل في كانون الأول الماضي، في المنطقة الشرقية.
(«السفير»)
القطيف ـ «السفير»
صحيح أن قضية التسعة السعوديين المتهمين بتفجيرات الخُبر والمعتقلين منذ أكثر من 17 عاما دون محاكمة والذين كانوا الشرارة الأولى للاحتجاجات التي انطلقت في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية شباط العام 2011، إلا أن سقوط أول الضحايا ناصر المحيشي برصاص الشرطة في تشرين الثاني من العام ذاته بدأ مرحلة جديدة من الاحتجاجات التي لم تهدأ منذ ذلك الوقت، وقد تخللتها مواجهات عنيفة من الطرفين.
بلغ عدد الضحايا الذين سقطوا في الحراك السعودي منذ ذلك الوقت حتى اليوم 15 قتيلا، وفي بعض هذه الحالات أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن هؤلاء توفوا في حوادث دفاع عناصر الشرطة عن انفسهم بعد فتح النار عليهم من قبل من تصفهم بأنهم من مثيري الشغب.
كان آخر الضحايا أحمد آل مطر، البالغ من العمر 17 عاما، الذي قُتل في كانون الأول الماضي. قالت الشرطة إنها ضبطت مسدساً بحوزة المتوفى، إلا أن شهودا عيانا أخبروا والديه بأنه كان يصور حرق عدد من المحتجين الإطارات في القطيف، وردت الشرطة بفتح النار على المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على احتجاز أشخاص من منطقة القطيف، فقتلت أحمد وأصابت ستة آخرين.
الوالد محمد آل مطر يرفض رواية السلطات السعودية، ويطالب بفتح تحقيق محايد ومستقل في الموضوع، ويقول «ما حدث لابني جريمة بشعة، فقد تم استهدافه وقتله برصاص حي في خاصرته ورجليه». ويعتقد أن «الرصاص المستخدم في هذه الحالة، رصاص خارق للدروع».
كان الخبر صادما للعائلة، التي استيقظت يوم الجمعة لتكتشف أن الابن الأكبر من بين ثمانية أخوة لم يعد إلى المنزل منذ البارحة، فخرج الأب الذي يعمل في الرياض ويزور عائلته في عطلة نهاية الأسبوع فقط، للبحث عنه، إلا أنهم عرفوا عن طريق شبكات التواصل الإلكترونية انه قُتل في الليلة السابقة، بينما كانوا يعلمون انه كان خارجا مع أصدقائه لتناول وجبة العشاء.
يروي الأب: «بدأ العويل والنحيب في المنزل، فليس لدينا علم بأن لابننا أي نشاط سياسي أو أنه يشارك في التظاهرات، وهو أمر لا يزال محط استفسار، فلا أعلم أنا ملابسات القتل، وترفض وزارة الداخلية أن تفصح عن نتائج التحقيقات التي أجرتها، كما انني لم أتسلم نتائج التشريح الذي طلبته حتى اليوم».
«أحسست بالفرح، فقتله بهذه الطريقة والتشنيع به يجعل منه شهيدا عند الله، وان كان يناضل ويطالب بالحرية لأبناء بلدنا فهو شهيد أيضا. بكيته لبعض الوقت وهو أمر لا يمكنني السيطرة عليه، إلا أنني عدت وفرحت انه أصبح في مأمن الآن، وفي مكان أرحب من هذه الدنيا»، هذا ما يخبره الوالد لـ«السفير».
يطالب الأب اليوم بمحاكمة من تسبب في مقتل ابنه في حادث يصفه بأنه «بربري وبشع»، معلّقاً بالقول: «كل من يعرف أحمد، يعرف انه مسالم جدا وانه هادئ، والكل يعرفه بالخير وحتى إذا كان مخطئا، فالتنكيل به بهذه الطريقة، هو جريمة». كما يستنكر محمد آل مطر بيان وزارة الداخلية التي تحدثت عن تبادل إطلاق نار، ودفاع الشرطة عن أنفسهم، قائلا إن «مثل هذه البيانات تصدر على عجل بعد كل حادثة قتل دون تدقيق أو تحقيق في الموضوع، وأنا أرفضها جملة وتفصيلا، واعتبرته شهيدا لأنه نكل به وعذب وضرب، وإذا كان حاملا هم هذا البلد فهو بالتأكيد شهيد».
أما أمه المفجوعة، التي لم تتوقف عن البكاء، فكلماتها قليلة: «كان هو رب الأسرة في غياب والده، وهو يلازمنا ليل نهار، ولا نستطيع التصديق بأنه حمل سلاحا في وجه الشرطة».
تم تشييع أحمد آل مطر الذي سلمت السلطات جثمانه لأهله بعد عدة أيام، بحضور جماهيري غفير قُدر عدده بما يقارب الخمسين ألف شخص. ويقول الوالد: «خفف من وطأة الصدمة والفاجعة هذا الكم الكبير من المعزين والمشاركين في التشييع، عندها عرفت أن ابني على حق».
ويبقى محمد آل مطر وعائلته من بين 15 عائلة فقدت أبناءها، وهي تعتبرهم شهداء في سبيل إحقاق الحق وقربانا في سبيل تحقيق المطالب التي يرفعها أهالي المنطقة الشرقية في السعودية ضمن سلسلة مطالب يأتي على رأسها، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإنهاء التمييز الطائفي الذي يمارس ضد الشيعة في المملكة الذين يقدر عددهم بمليوني نسمة من أصل 27 مليون نسمة وهو عدد السكان الإجمالي.
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2367&ChannelId=56905&ArticleId=2037&Author=