جمال
01-22-2013, 05:49 PM
http://watan.com/files/imagecache/max485/news/2013/01/20/mostabed.jpg
تاريخ النشر: 2013/01/20
المصدر: العصر
المدافع الحاسم عن النظام سيكون الحرس الوطني: "ذلك أن الملك عبد الله قضى حياته في بناء هذه القوة النخبوية الإمبراطوري. وقد دربتها الولايات المتحدة وجهزتها بعشرات المليارات من الدولارات من طائرات الهليكوبتر والعربات المدرعة".
في الأسبوع الماضي، أكد الرئيس أوباما على مدى أهمية تحالفه مع آل سعود بشكل عملي، وذلك ليس باستضافة رئيس دولة مثله، ولكن مجرد وزير (وزير الداخلية السعودي، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز) في المكتب البيضاوي، وهذا نادرا ما يفعله رئيس أمريكي. بعد ذلك، أعلن البيت الأبيض أن أوباما والأمير السعودي "نوها بالشراكة القوية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية".
في الواقع، لقد أغدقت إدارة أوباما بشكل مستمر على المملكة العربية السعودية بكمية هاءلة، وغير مسبوقة، من الأسلحة بمختلف أنواعها، وفعلت الشيء نفسه مع الحكام في البحرين. وقد صنعت كل هذا حفاظا على تحالف أوثق من أي وقت مضى مع حكام الخليج الذين سحقوا الحركات الديمقراطية في بلدانهم.
كما هو الحال دائما، فإن الأساس المنطقي لهذا الدعم الأمريكي الثابت للاستبداد العربي مشكوك فيها في أحسن الأحوال. ويلاحظ "ريدل" أنه: "بإمكان الولايات المتحدة أن تعيش من دون نفط السعودية، في حين أن الصين والهند واليابان وأوروبا لا يمكنهم ذلك"، ولكن من السخيف التفكير في أن من يحكم المملكة العربية السعودية سيرفض بيع نفطها في الأسواق العالمية.
ويقول "ريدل" إن "حرب CIA ضد تنظيم القاعدة يعتمد بشكل كبير على المملكة"، وهذا الأمر قريب من الحقيقة، ولكنه يظهر أن هذه "الحرب" التي لا نهاية لها وراء أكثر الأعمال الأمريكية السيئة في المنطقة، وإنها لسخرية حقا أن الحكومة الوحيدة التي لها صلات مع مرتكبي هجمات 9/11، أصبحت أقرب حليف للولايات المتحدة في "الحرب على الإرهاب"، في حين أن الحكومات التي لا علاقة لها بالأحداث -بدءا من إيران- أصبحت عدوا دائما للولايات المتحدة.
ويقول "ريدل" أيضا: "إن السعوديين كانوا أيضا طرفا رئيسا في احتواء إيران على مدى عقود". ولكن عندما يتعلق الأمر بالقمع والاستبداد، فإن إيران –بما هي أفظع من قدرة نظامها- لا تضاهي السعودية.
ليس هناك سبب في النظر إلى إيران على أنها العدو اللدود للولايات المتحدة، كما إنه، من المؤكد، ليس هناك مبرر لفرض الاستبداد المطلق على الملايين من الناس في العالم العربي لمجرد أن تلك الأنظمة معادية أيضا لإيران.
ولكن، كما أكدت الأسبوع الماضي، النقطة هنا ليست الاعتراض على دعم الولايات المتحدة للحكام المستبدين في العالم، بل أن يتم الاعتراف بهذا الواقع.
رغم وضوح هذه الحقيقة واضحة -أن الولايات المتحدة ليس لديها اعتراض على أي استبداد كان، بل أكثر من ذلك، فهي تدعم المستبدين ووفية لمصالحهم-، فإن جحافل من "الخبراء" الأجانب يدعون بلا خجل بأن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو ملتزمون بنشر الحرية والديمقراطية ومحاربة الاستبداد لتبرير كل التدخلات الجديدة لأمريكا وحلف شمال الأطلسي.
ولك أن تستمع إلى الخطاب المخادع الذي يتقيأه قادة الولايات المتحدة السياسيين وخدمهم في "مجموعة السياسة الخارجية" عندما يأتي وقت الطعن في الأنظمة المعارضة للولايات المتحدة في ليبيا وسوريا وإيران، بأن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو -المحسنين المتحمسين لأسوأ الحكام في العالم- يعارضون هذه الأنظمة حرصا على الديمقراطية وحقوق الإنسان، ليتبين لك مدى زيفه وغروره بشكل صارخ جدا، إلى درجة أنه يوهمك بأن الناس على استعداد للدفاع عنه بلا خجل.
وحتى "ريدل" يلاحظ أن السبب الحقيقي لهذه التدخلات: أن السعوديين، كما كتب: "براغماتيون ودعموا الثورات (في ليبيا وسوريا) التي تقوض أعداء المملكة، وخاصة إيران".
الخطاب التافه نفسه يتدفق على النقاش حول التدخل في مالي. البلدان نفسها التي تتسلح بأسوأ انتهاكات لحقوق الإنسان في القارة الأفريقية تغري نفسها اليوم بأنها تحمي حقوق الإنسان بقصف مالي...
إنه النقاش المشوه الدعائي بشكل صارخ الذي يُكرر مرارا على مدى عقود.
وإنها الطريقة السعودية المُحبة لجورج بوش وتوني بلير التي مكنتهم من القول لمواطنيهم أن حليفهم السابق صدام حسين، كان لا بد من الهجوم عليه وتنحيته من السلطة، ويرجع ذلك، جزئيا، إلى استبداده (يوردون سجلا سابقا من انتهاكات حقوق الإنسان ارتكبت عندما كان مدعوما من قبل الولايات المتحدة وحلفائها)..
وتستهدف، وبشكل خطير، هذه الدعاية حول التزام الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو بحقوق الإنسان والديمقراطية سكان تلك البلدان، ولا تعمل إلا هناك، حيث إن الناس في البلدان التي فرصت السياسات المؤيدة للاستبداد يدركون تماما هذه الحقيقة، واستطلاعات الرأي العام تثبت هذا وبشكل لا لبس فيه.
ولكن عندما يوجد جهاز هائل ممن نصبوا أنفسهم خبراء، يطلقون على أنفسهم اسم "مجموعة السياسة الخارجية"، يعتمدون على نشر هذه الخرافات، ووسائل إعلام أمريكية ترى العالم بمنظور الحكومة الأمريكية، فمن السهل أن نرى لماذا هذه الأساطير، رغم سخافتها، تشتغل بفعالية أكبر.
بقلم: غلين غرينوالد (Glenn Greenwald) / صحيفة "الغارديان" البريطانية
تاريخ النشر: 2013/01/20
المصدر: العصر
المدافع الحاسم عن النظام سيكون الحرس الوطني: "ذلك أن الملك عبد الله قضى حياته في بناء هذه القوة النخبوية الإمبراطوري. وقد دربتها الولايات المتحدة وجهزتها بعشرات المليارات من الدولارات من طائرات الهليكوبتر والعربات المدرعة".
في الأسبوع الماضي، أكد الرئيس أوباما على مدى أهمية تحالفه مع آل سعود بشكل عملي، وذلك ليس باستضافة رئيس دولة مثله، ولكن مجرد وزير (وزير الداخلية السعودي، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز) في المكتب البيضاوي، وهذا نادرا ما يفعله رئيس أمريكي. بعد ذلك، أعلن البيت الأبيض أن أوباما والأمير السعودي "نوها بالشراكة القوية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية".
في الواقع، لقد أغدقت إدارة أوباما بشكل مستمر على المملكة العربية السعودية بكمية هاءلة، وغير مسبوقة، من الأسلحة بمختلف أنواعها، وفعلت الشيء نفسه مع الحكام في البحرين. وقد صنعت كل هذا حفاظا على تحالف أوثق من أي وقت مضى مع حكام الخليج الذين سحقوا الحركات الديمقراطية في بلدانهم.
كما هو الحال دائما، فإن الأساس المنطقي لهذا الدعم الأمريكي الثابت للاستبداد العربي مشكوك فيها في أحسن الأحوال. ويلاحظ "ريدل" أنه: "بإمكان الولايات المتحدة أن تعيش من دون نفط السعودية، في حين أن الصين والهند واليابان وأوروبا لا يمكنهم ذلك"، ولكن من السخيف التفكير في أن من يحكم المملكة العربية السعودية سيرفض بيع نفطها في الأسواق العالمية.
ويقول "ريدل" إن "حرب CIA ضد تنظيم القاعدة يعتمد بشكل كبير على المملكة"، وهذا الأمر قريب من الحقيقة، ولكنه يظهر أن هذه "الحرب" التي لا نهاية لها وراء أكثر الأعمال الأمريكية السيئة في المنطقة، وإنها لسخرية حقا أن الحكومة الوحيدة التي لها صلات مع مرتكبي هجمات 9/11، أصبحت أقرب حليف للولايات المتحدة في "الحرب على الإرهاب"، في حين أن الحكومات التي لا علاقة لها بالأحداث -بدءا من إيران- أصبحت عدوا دائما للولايات المتحدة.
ويقول "ريدل" أيضا: "إن السعوديين كانوا أيضا طرفا رئيسا في احتواء إيران على مدى عقود". ولكن عندما يتعلق الأمر بالقمع والاستبداد، فإن إيران –بما هي أفظع من قدرة نظامها- لا تضاهي السعودية.
ليس هناك سبب في النظر إلى إيران على أنها العدو اللدود للولايات المتحدة، كما إنه، من المؤكد، ليس هناك مبرر لفرض الاستبداد المطلق على الملايين من الناس في العالم العربي لمجرد أن تلك الأنظمة معادية أيضا لإيران.
ولكن، كما أكدت الأسبوع الماضي، النقطة هنا ليست الاعتراض على دعم الولايات المتحدة للحكام المستبدين في العالم، بل أن يتم الاعتراف بهذا الواقع.
رغم وضوح هذه الحقيقة واضحة -أن الولايات المتحدة ليس لديها اعتراض على أي استبداد كان، بل أكثر من ذلك، فهي تدعم المستبدين ووفية لمصالحهم-، فإن جحافل من "الخبراء" الأجانب يدعون بلا خجل بأن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو ملتزمون بنشر الحرية والديمقراطية ومحاربة الاستبداد لتبرير كل التدخلات الجديدة لأمريكا وحلف شمال الأطلسي.
ولك أن تستمع إلى الخطاب المخادع الذي يتقيأه قادة الولايات المتحدة السياسيين وخدمهم في "مجموعة السياسة الخارجية" عندما يأتي وقت الطعن في الأنظمة المعارضة للولايات المتحدة في ليبيا وسوريا وإيران، بأن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو -المحسنين المتحمسين لأسوأ الحكام في العالم- يعارضون هذه الأنظمة حرصا على الديمقراطية وحقوق الإنسان، ليتبين لك مدى زيفه وغروره بشكل صارخ جدا، إلى درجة أنه يوهمك بأن الناس على استعداد للدفاع عنه بلا خجل.
وحتى "ريدل" يلاحظ أن السبب الحقيقي لهذه التدخلات: أن السعوديين، كما كتب: "براغماتيون ودعموا الثورات (في ليبيا وسوريا) التي تقوض أعداء المملكة، وخاصة إيران".
الخطاب التافه نفسه يتدفق على النقاش حول التدخل في مالي. البلدان نفسها التي تتسلح بأسوأ انتهاكات لحقوق الإنسان في القارة الأفريقية تغري نفسها اليوم بأنها تحمي حقوق الإنسان بقصف مالي...
إنه النقاش المشوه الدعائي بشكل صارخ الذي يُكرر مرارا على مدى عقود.
وإنها الطريقة السعودية المُحبة لجورج بوش وتوني بلير التي مكنتهم من القول لمواطنيهم أن حليفهم السابق صدام حسين، كان لا بد من الهجوم عليه وتنحيته من السلطة، ويرجع ذلك، جزئيا، إلى استبداده (يوردون سجلا سابقا من انتهاكات حقوق الإنسان ارتكبت عندما كان مدعوما من قبل الولايات المتحدة وحلفائها)..
وتستهدف، وبشكل خطير، هذه الدعاية حول التزام الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو بحقوق الإنسان والديمقراطية سكان تلك البلدان، ولا تعمل إلا هناك، حيث إن الناس في البلدان التي فرصت السياسات المؤيدة للاستبداد يدركون تماما هذه الحقيقة، واستطلاعات الرأي العام تثبت هذا وبشكل لا لبس فيه.
ولكن عندما يوجد جهاز هائل ممن نصبوا أنفسهم خبراء، يطلقون على أنفسهم اسم "مجموعة السياسة الخارجية"، يعتمدون على نشر هذه الخرافات، ووسائل إعلام أمريكية ترى العالم بمنظور الحكومة الأمريكية، فمن السهل أن نرى لماذا هذه الأساطير، رغم سخافتها، تشتغل بفعالية أكبر.
بقلم: غلين غرينوالد (Glenn Greenwald) / صحيفة "الغارديان" البريطانية