مسافر
01-17-2013, 08:11 AM
د. صلاح الفضلي - جريدة الكويتية
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/TSFXAXTJTRPHQIDNTUNFDJZT.jpg
الزميل عبدالرزاق الشايجي، انضم كلاعب محترف إلى فريق محمد هايف وأسامة المناور وناصر المصري، ضمن جوقة رافعي شعار «الكويت دولة سنيّة»، ومن قبلهم طرحه النائب السابق فيصل المسلم. لنأخذها حبّة حبّة، ما الهدف من رفع شعار «الكويت دولة سنية؟».
إذا كان ذلك لمجرد تأكيد أن غالبية السكان هم من المواطنين السنة، فهذا أمر بديهي لا يحتاج إلى إثبات، ولا أعتقد أن عاقلا أو ساذجا ينطلي عليه هذا الكلام، وإذا أردنا أن نطبق هذا المعيار على بقية المجتمعات، بحيث تتكون هوية كل دولة تبعاً لمذهب أغلبية مواطنيها، فإن من اللازم أن تكون البحرين دولة شيعية، لأن أغلبية سكانها من الشيعة، مع يقيني المطلق بأن الشايجي لا يقبل بذلك، حتى لو وصلت نسبتهم إلى 99 بالمئة!
لنكن واقعيين ونقول: إن رفع شعار «الكويت دولة سنية» يرمي إلى ما هو أبعد من ذلك، وكما صرح بعض مؤيدي هذا الشعار بأنه يأتي للتأكيد على أن هوية الكويت كدولة يجب أن تكون «سنية» لأن غالبية سكانها سنة، وبالتالي على «غير السنة» أن يفهموا هذا الوضع ويتقبلوه ويعرفوا حدودهم، وهنا مربط الفرس.
مادامت «الجوقة» إياها تتكلم عن هوية الدولة، يحق لنا أن نتساءل عمن يحدد هوية الدولة، أليس هو الدستور؟! دستور دولة الكويت حدد هوية الكويت بشكل واضح وجليّ بأنها دولة عربية مسلمة، ولم يُشر لا من قريب ولا من بعيد إلى «مذهب الدولة»، وبالتالي فالقول إن هوية الكويت «سنية» تخرّص من رافعي الشعار إياه.
الكويت بنص الدستور - الذي لا يفهمه أو لا يريد أن يفهمه أصحاب هذا الشعار- دولة مدنية ومواطنوها متساوون في الحقوق والواجبات، ولكن هايف ومناور والشايجي وأضرابهم يريدون أن يقولوا إن السنة هم المواطنون من الدرجة الأولى، وإن ما عداهم مواطنون من الدرجة الثانية، وهذا ما لا يمكن قبوله ولا السماح به.
الشايجي -لا فُض فوه- يعتبر أن مجرد الاعتراض على شعار «الكويت دولة سنية» هو استفزاز للسنة، ويبدو أن الشايجي يطبق مقولة «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»، فالشيعة هم من يعانون الاستفزازات المتكررة ممن هم على نمط تفكيره.
بكل بساطة نصّب «مولانا الشايجي» نفسه ناطقا رسميا باسم السنة في الكويت، واعتبر أنهم مستفزون من الاعتراض على الشعار، ولذا لابد من التأكيد على أن الفكر الإقصائي الذي يمثله الشايجي ومن هم على شاكلته هو الوحيد الذي يتبنى هذه الأفكار المتطرفة، وهذا ما يدفع الكثيرين للتخوف من حاملي هذا الفكر.
إذا كان جماعة هايف ومناور والشايجي يصرحون بهذه الأفكار ذات المنحى الإقصائي، وهم مازالوا في المعارضة، فكيف ستكون عليه الحال -لا سمح الله ووقانا شر ذلك اليوم- إذا ما تمكنوا من الوصول إلى السلطة
كما يحلمون؟!
أن يكون رافعو شعار «الكويت دولة سنية» من ضمن مدعي الدفاع عن الدستور يؤكد عدم مصداقيتهم في ما يدعون، وإلا لاحترموا ما يقوله الدستور بكل نصوصه، ولكن الحقيقة أنهم يرمون إلى دولة وفقا لفكرهم المتطرف، «قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر».
ولأنه لا يمكن للشايجي وأمثاله أن يتطرقوا لموضوع حتى لو كان عن «لعبة المقصي» دون أن يقحموا الأسطوانة المشروخة للتدخل الإيراني، فإن الشايجي يعتبر أن كل ما يحدث في الكويت هو «لتهيئة أجواء الألفة والمحبة مع إيران والعراق».
باختصار وبنصّ الدستور، الكويت دولة مدنية ذات نظام ديمقراطي، وهي لجميع مواطنيها دون تمييز، ومن لا يعجبه ذلك «يطق راسه بالطوفة».
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/TSFXAXTJTRPHQIDNTUNFDJZT.jpg
الزميل عبدالرزاق الشايجي، انضم كلاعب محترف إلى فريق محمد هايف وأسامة المناور وناصر المصري، ضمن جوقة رافعي شعار «الكويت دولة سنيّة»، ومن قبلهم طرحه النائب السابق فيصل المسلم. لنأخذها حبّة حبّة، ما الهدف من رفع شعار «الكويت دولة سنية؟».
إذا كان ذلك لمجرد تأكيد أن غالبية السكان هم من المواطنين السنة، فهذا أمر بديهي لا يحتاج إلى إثبات، ولا أعتقد أن عاقلا أو ساذجا ينطلي عليه هذا الكلام، وإذا أردنا أن نطبق هذا المعيار على بقية المجتمعات، بحيث تتكون هوية كل دولة تبعاً لمذهب أغلبية مواطنيها، فإن من اللازم أن تكون البحرين دولة شيعية، لأن أغلبية سكانها من الشيعة، مع يقيني المطلق بأن الشايجي لا يقبل بذلك، حتى لو وصلت نسبتهم إلى 99 بالمئة!
لنكن واقعيين ونقول: إن رفع شعار «الكويت دولة سنية» يرمي إلى ما هو أبعد من ذلك، وكما صرح بعض مؤيدي هذا الشعار بأنه يأتي للتأكيد على أن هوية الكويت كدولة يجب أن تكون «سنية» لأن غالبية سكانها سنة، وبالتالي على «غير السنة» أن يفهموا هذا الوضع ويتقبلوه ويعرفوا حدودهم، وهنا مربط الفرس.
مادامت «الجوقة» إياها تتكلم عن هوية الدولة، يحق لنا أن نتساءل عمن يحدد هوية الدولة، أليس هو الدستور؟! دستور دولة الكويت حدد هوية الكويت بشكل واضح وجليّ بأنها دولة عربية مسلمة، ولم يُشر لا من قريب ولا من بعيد إلى «مذهب الدولة»، وبالتالي فالقول إن هوية الكويت «سنية» تخرّص من رافعي الشعار إياه.
الكويت بنص الدستور - الذي لا يفهمه أو لا يريد أن يفهمه أصحاب هذا الشعار- دولة مدنية ومواطنوها متساوون في الحقوق والواجبات، ولكن هايف ومناور والشايجي وأضرابهم يريدون أن يقولوا إن السنة هم المواطنون من الدرجة الأولى، وإن ما عداهم مواطنون من الدرجة الثانية، وهذا ما لا يمكن قبوله ولا السماح به.
الشايجي -لا فُض فوه- يعتبر أن مجرد الاعتراض على شعار «الكويت دولة سنية» هو استفزاز للسنة، ويبدو أن الشايجي يطبق مقولة «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»، فالشيعة هم من يعانون الاستفزازات المتكررة ممن هم على نمط تفكيره.
بكل بساطة نصّب «مولانا الشايجي» نفسه ناطقا رسميا باسم السنة في الكويت، واعتبر أنهم مستفزون من الاعتراض على الشعار، ولذا لابد من التأكيد على أن الفكر الإقصائي الذي يمثله الشايجي ومن هم على شاكلته هو الوحيد الذي يتبنى هذه الأفكار المتطرفة، وهذا ما يدفع الكثيرين للتخوف من حاملي هذا الفكر.
إذا كان جماعة هايف ومناور والشايجي يصرحون بهذه الأفكار ذات المنحى الإقصائي، وهم مازالوا في المعارضة، فكيف ستكون عليه الحال -لا سمح الله ووقانا شر ذلك اليوم- إذا ما تمكنوا من الوصول إلى السلطة
كما يحلمون؟!
أن يكون رافعو شعار «الكويت دولة سنية» من ضمن مدعي الدفاع عن الدستور يؤكد عدم مصداقيتهم في ما يدعون، وإلا لاحترموا ما يقوله الدستور بكل نصوصه، ولكن الحقيقة أنهم يرمون إلى دولة وفقا لفكرهم المتطرف، «قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر».
ولأنه لا يمكن للشايجي وأمثاله أن يتطرقوا لموضوع حتى لو كان عن «لعبة المقصي» دون أن يقحموا الأسطوانة المشروخة للتدخل الإيراني، فإن الشايجي يعتبر أن كل ما يحدث في الكويت هو «لتهيئة أجواء الألفة والمحبة مع إيران والعراق».
باختصار وبنصّ الدستور، الكويت دولة مدنية ذات نظام ديمقراطي، وهي لجميع مواطنيها دون تمييز، ومن لا يعجبه ذلك «يطق راسه بالطوفة».