jameela
12-31-2012, 10:58 AM
جعفر رجب - سمو الرئيس يحب الورد
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/12/31/ced56249-034e-4954-9c2d-a5b7167213fc_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/12/31/ced56249-034e-4954-9c2d-a5b7167213fc.jpg)
قليلة هي اللحظات الرومانسية في حياتنا، فما بالكم في عالم السياسة المتوحش، إلا في الكويت فالوضع مختلف، حالتنا السياسية مليئة بالرومانسية والحب والغرام، والرسائل المعطرة، والورد الأحمر، والغناء تحت الشباك مع عزف على الغيتار، ودب يحمل قلب حب مكتوباً عليه إلى الأبد نحبك...!
مواطن يشتم ويتهم وزيراً في الحكومة بالاختلاس والكذب والسرقة، يدان ويحكم عليه، وهو ذاته متهم رئيسي باقتحام مجلس الأمة، وهو ذاته متهم بالتعرض لمسند الإمارة علنا، وهو ذاته متهم وعليه عشرات القضايا في السب والقذف... هذا المواطن يمرض، ويتوعك صحياً، وما أكثر وعكاته - الله اشفه شفاء لا يسقم - يدخل إلى مستشفى خاص، وينام دون أن يزعجه إنس ولا جان... وفي حالة رومانسية متفردة يقوم سمو رئيس الوزراء شخصيا وبكامل لياقته البدنية، بإرسال باقة من الزهور إلى هذا المواطن الذي لا يحمل منصباً سوى أنه مواطن، مثله مثل أي مواطن آخر... وان دل هذا على شيء فإنما يدل على:
ان رئاسة الوزراء ستصرف ميزانيتها خلال السنوات الأربع - أو الأربعة أشهر- المقبلة على باقات الزهور، لأنها سترسل لكل المواطنين في المستشفيات باقات الورد، متمنية لهم الشفاء العاجل، وطيب الإقامة، وهذا يعني أن كل زهور هولندا لن تكفي الرئاسة لتوزيعها على كل مواطن مريض أو يتمارض، إلا إذا كانت رئاسة الوزراء ترسل الزهور فقط للمواطنين أرباب السوابق!
إن رئاسة الوزراء في الوقت نفسه الذي تلاحق فيها وزيرتها المواطن قضائيا، تقوم بإرسال زهور للمواطن المشكو ضده... وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على انها «تقت» أي «طقت» أي «ضربت» مشاعر وشعور وشعر وزيرتها بعرض الحائط...!
ان سمو رئيس الوزراء مهتم جداً بصحة شعبه، وإن كنت أرى ان ارسال الورد فقط لا يليق بمقام المواطن، يفترض في رئاسة الوزراء تشكيل لجنة للتجمع عند باب المستشفى، لاشعال الشموع، ثم اطلاق البالونات، والحمامات البيضاء، والقاء الأناشيد والشيلات الحماسية، ثم إقامة مراسم دعاء لشفاء هذا المواطن، مع مطالبة الخطباء بالدعاء بالصحة والعافية لكل مواطن يمرض وينام في المستشفى الخاص، ولا بأس باقامة فعاليات شعبية، واشعال الألعاب النارية، وتوزيع الدروع التذكارية على من يمرض... وفي ختام الفعاليات يرسل المريض بطائرة خاصة للعلاج في الخارج!
وأخيراً يدل على أن سمو رئيس الوزراء، لا يقبل أن يمرض عنده مواطن مهما كان، ويتمنى الشفاء العاجل للمواطن، وفي الوقت نفسه يتمنى المواطن الشفاء العاجل للحكومة المريضة!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com
http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=403807&date=31122012
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/12/31/ced56249-034e-4954-9c2d-a5b7167213fc_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/12/31/ced56249-034e-4954-9c2d-a5b7167213fc.jpg)
قليلة هي اللحظات الرومانسية في حياتنا، فما بالكم في عالم السياسة المتوحش، إلا في الكويت فالوضع مختلف، حالتنا السياسية مليئة بالرومانسية والحب والغرام، والرسائل المعطرة، والورد الأحمر، والغناء تحت الشباك مع عزف على الغيتار، ودب يحمل قلب حب مكتوباً عليه إلى الأبد نحبك...!
مواطن يشتم ويتهم وزيراً في الحكومة بالاختلاس والكذب والسرقة، يدان ويحكم عليه، وهو ذاته متهم رئيسي باقتحام مجلس الأمة، وهو ذاته متهم بالتعرض لمسند الإمارة علنا، وهو ذاته متهم وعليه عشرات القضايا في السب والقذف... هذا المواطن يمرض، ويتوعك صحياً، وما أكثر وعكاته - الله اشفه شفاء لا يسقم - يدخل إلى مستشفى خاص، وينام دون أن يزعجه إنس ولا جان... وفي حالة رومانسية متفردة يقوم سمو رئيس الوزراء شخصيا وبكامل لياقته البدنية، بإرسال باقة من الزهور إلى هذا المواطن الذي لا يحمل منصباً سوى أنه مواطن، مثله مثل أي مواطن آخر... وان دل هذا على شيء فإنما يدل على:
ان رئاسة الوزراء ستصرف ميزانيتها خلال السنوات الأربع - أو الأربعة أشهر- المقبلة على باقات الزهور، لأنها سترسل لكل المواطنين في المستشفيات باقات الورد، متمنية لهم الشفاء العاجل، وطيب الإقامة، وهذا يعني أن كل زهور هولندا لن تكفي الرئاسة لتوزيعها على كل مواطن مريض أو يتمارض، إلا إذا كانت رئاسة الوزراء ترسل الزهور فقط للمواطنين أرباب السوابق!
إن رئاسة الوزراء في الوقت نفسه الذي تلاحق فيها وزيرتها المواطن قضائيا، تقوم بإرسال زهور للمواطن المشكو ضده... وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على انها «تقت» أي «طقت» أي «ضربت» مشاعر وشعور وشعر وزيرتها بعرض الحائط...!
ان سمو رئيس الوزراء مهتم جداً بصحة شعبه، وإن كنت أرى ان ارسال الورد فقط لا يليق بمقام المواطن، يفترض في رئاسة الوزراء تشكيل لجنة للتجمع عند باب المستشفى، لاشعال الشموع، ثم اطلاق البالونات، والحمامات البيضاء، والقاء الأناشيد والشيلات الحماسية، ثم إقامة مراسم دعاء لشفاء هذا المواطن، مع مطالبة الخطباء بالدعاء بالصحة والعافية لكل مواطن يمرض وينام في المستشفى الخاص، ولا بأس باقامة فعاليات شعبية، واشعال الألعاب النارية، وتوزيع الدروع التذكارية على من يمرض... وفي ختام الفعاليات يرسل المريض بطائرة خاصة للعلاج في الخارج!
وأخيراً يدل على أن سمو رئيس الوزراء، لا يقبل أن يمرض عنده مواطن مهما كان، ويتمنى الشفاء العاجل للمواطن، وفي الوقت نفسه يتمنى المواطن الشفاء العاجل للحكومة المريضة!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com
http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=403807&date=31122012