المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتى في الكذب .. خيبة



جليل
01-17-2005, 07:25 AM
أحمد البغدادي

أن يفشل الفكر الديني في المجالات الحضارية في مختلف الفنون, وأن تتوالى خيباتهم في الثقافة والفكر والمسرح والأدب عموما من رواية وقصة لهو أمر طبيعي, لأن الفكر الديني لا يملك أصلا أي مشروع حضاري, لكن أن يفشلوا حتى في تقديم وتسويق الكذب على أنه حقيقة فهذه خيبة ما بعدها خيبة.

الكذبة الأولى تتمثل فيما نشر من رسالة كاذبة أو مفبركة عن صرخة تلك المرأة العراقية الحامل بالحرام من سجانيها الاميركيين في سجن أبو غريب, والتي طالبت بقتلها وقتل صويحباتها الحوامل بالحرام حتى ينتهي عارهن. وقد نقل هذه الرسالة المفبركة موقع »اسلامي« عنوانه مفكرة الإسلام مدعيا أن مراسله قد حصل على هذه الرسالة من جريدة »النيويورك تايمز« الاميركية الشهيرة, دون ان يذكر رقم العدد والتاريخ. ولحسن حظ التيار الديني أن واحداً فقط من المنتمين إليهم صدق هذه الفبركة الإعلامية ونشرها في زاويته, ولم تجد هذه الرسالة أي صدق بسبب زيفها الواضح. وللعلم, الكذب ليس من صفات المؤمن, والقرآن يحثنا على التثبت, لكن كراهية الاميركان أعمتهم عن الحق. وهذا دليل قرآني على عدم صحة إيمانهم. فالمؤمن لا يكذب.

الخيبة الثانية, الأكذوبة الخاصة بتقرير وزارة الخارجية الاميركية الذي يبرئ - بزعمهم - الجمعيات الخيرية الكويتية من تهمة تمويل الارهاب الخارجي. وقد تم تلقف هذا التقرير الكاذب بفرح وحبور, ثم تتجلى خيبة التيار الديني حين تبين أنه زائف ومفبرك, وقد فضح الأخ احمد الصراف هذه الكذبة ولم يرد عليه أحد, فلا الجريدة التي نشرت تلك »الخبرية« الكاذبة اعتذرت, ولا الذين طنطنوا بهذا التقرير في مقالاتهم كانت لديهم فضيلة الاعتذار. لقد تجاهلوا الموضوع حين انفضحت القصة. وقد تناسى هؤلاء الكتاب قول الحق (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى). لقد أدت بهم كراهيتهم للأميركيين الذين حرروهم من ذل الاستعباد الصدامي الى الصد عن كتاب الله.

ماذا نستنتج من هذين الحدثين? أن التيار الديني لا يعرف الله ورسوله حين تعميه الكراهية, وأنه فاقد الأمانة بحجة أن ناقل الكفر ليس بكافر, وأنه لا يتورع عن الكذب على الناس بالفبركات الإعلامية لاعتقاده ان مجاميع الناس أغبياء - وهم محقون في ذلك بالنسبة لمن يصدقهم دون أن يستعمل عقله فيما يعرض عليه, وأنهم يستغلون الكتابة في الصحف اليومية لبث كراهيتهم ضد من له الفضل عليهم وعلى حكومتهم يوم احتلتهم قوات المسلمين من العراقيين البواسل الذين لم يصمدوا أمام الجيش الأميركي اسبوعين.

ان خيبات التيار الديني تتوالى وتفضحهم, لكن للأسف لا أحد يسمع أو يرى, أو بالأصح, لا أحد يريد ان يسمع أو أن يرى.

## ألفان من عناصر الأمن وآليات عسكرية لمواجهة ستة إرهابيين وهرب منهم أربعة?!!