Osama
01-16-2005, 11:26 AM
البصرة: إريك ايهولم *
ينوي كل شخص تقريبا في مدينة البصرة، اكبر المدن الشيعية في جنوب العراق، المشاركة في الانتخابات العامة التي ستجرى في 30 الشهر الحالي، ويتوقع معظم السكان فوز التحالف الذي تقوده الاحزاب الدينية الشيعية بنسبة كبيرة.
ويبدو هذا شيئا مبهجا للشيعة الذين يرون انهم يشكلون الاغلبية ويتطلعون للحصول على حقوق حرموا منها سابقا. ويعبر كبار القادة الشيعة هنا عن ثقتهم بما يحمله المستقبل، وعن قدرتهم في التواصل مع الجماعات الاخرى، غير ان هناك تيارات قوية من الشكوك والانشقاقات في شوارع هذه المدينة. فعندما يتحدث الناس عن السياسة يتجادلون حول الشائعات والاتهامات والاتهامات المضادة بالخيانة التي تتردد بين الاحزاب الشيعية.
ـ هل كان العملاء الايرانيون وراء محاولات اغتيال زعيم شيعي علماني قبل أيام؟
ـ هل لا يزال لواء بدر الذي يعتقد انه اكبر ميليشيات الاحزاب مركز قوة سريا؟
ـ هل سيبقى انصار الزعيم الديني المنشق مقتدى الصدر مسالمين؟
ويلاحظ ان كل شيعة العراق تقريبا يقدرون آية الله علي السيستاني، ومعظمهم يقول انهم سيلتزمون بدعوته للتصويت. وقد رفضت الاحزاب الشيعية الرئيسية التي تقدمت للانتخابات تحت مظلة السيستاني، الشكوك بخصوص ايران او الميليشيات السرية معتبرة انها مجرد شائعات ستتلاشى بمرور الوقت.
وقال صلاح الموسوي الرئيس المحلي للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية «العراق كان يعيش في عصور مظلمة، والانتقال من الظلام الى الضوء يأخذ وقتا ويتطلب ثمنا»، ويعد المجلس اكبر الاحزاب في التحالف العراقي الموحد.
والسؤال الهام بالنسبة للبصرة والعراق بصفة عامة هو ما اذا كان يمكن توجيه مثل هذا الاستياء وتحويله في السنوات المقبلة الى ممارسة للعمل السياسي الاعتيادي، كما يأمل المسؤولون الاميركيون وتتوقعه القيادات الرئيسية، ام ان الامر سيتحول الى نزاع حزبي يتميز بالعنف؟
ولعل اكثر النقاط حساسية هي العلاقات مع الصدر وميليشياته، وهي جماعة كبيرة تشعر بالغربة عن الاخرين ودخلت في مصادمات مع جماعات شيعية اخرى في الماضي.
ويتذكر انصار السيستاني بمرارة مقتل واحد من كبار علماء الدين، عبد المجيد الخوئي، بعد عودته من المنفى الى النجف بعد بدء الحرب عام 2003. وقد قبض على عدد من انصار الصدر، كما صدر أمر قضائي بالقبض على الصدر نفسه في اطار قضية مقتل الخوئي.
ويقول انصار الصدر من جهتهم انهم لن يمكنهم نسيان عدم دعم الاحزاب الشيعية الرئيسية لهم في العام الماضي عندما قاتلوا القوات البريطانية والاميركية.
وتجدر الاشارة الى ان البصرة، إن لم تكن آمنة بالمقاييس العادية، شهدت في الشهور الاخيرة عنفا سياسيا أقل من وسط العراق، الا ان التوتر تصاعد فيها خلال الاسبوع الماضي بعد ثلاث عمليات انتحارية. ويؤمن كل شخص تقريبا في المدينة ان تلك العمليات هي الطلقات الاولى في حملة ضد الانتخابات من قبل الاصوليين المتطرفين الاجانب.
وقال الموسوي «بالرغم من بعض الحوادث هنا وهناك، نتوقع ان يشارك في التصويت 90 % من الناس، لا يوجد منافسون في البصرة لتحالفنا»، غير انه ظهرت على السطح بعض التوترات الحادة بين الشيعة انفسهم في الاسبوع الماضي بعدما حاول مسلحون ارتدوا ملابس رجال الشرطة اغتيال مجيد التميمي، وهو مهندس ومن القيادات الشيعية العلمانية وعضو المجلس المحلي.
وقد اصيب التميمي، ولكنه بقي على قيد الحياة وفر الى الكويت للعلاج والحماية. وفي رسالة صوتية مصورة عبر الفيديو الى اعضاء المجلس المحلي في المدينة، وبعضهم كان هدفا غير مباشر لاتهاماته، وفي مقابلة صحافية في مستشفاه اتهم التميمي الاستخبارات الايرانية بمحاولة اغتياله عن طريق عناصر محلية في لواء بدر. وموضوع النفوذ الايراني قضية مطروحة في جميع انحاء العراق، وفي جنوب العراق ذي الاغلبية الشيعية كما ايران نفسها فإن العلاقات مع ايران اكثر تعقيدا، ولكنها ما تزال مثيرة للخلافات.
العلاقات الدينية والشخصية مع ايران مكثفة، ولكن في الوقت ذاته يتذكر سكان البصرة برعب شديد القصف الايراني لمدينتهم خلال الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات، ويسأل البعض عما اذا كان ولاء السياسيين الشيعة الذين كانوا لاجئين في ايران هو ولاء مزدوج.
والسؤال الآخر المطروح في البصرة وغيرها من مراكز تجمعات الشيعة يتعلق بقوة ونيات مقتدى الصدر.
ان الميليشيا التابعة للصدر متوارية عن الانظار الآن، وفي الوقت الذي ترشح فيه عدد من المتعاطفين معه الصدر في قوائم الاحزاب الشيعية الاخرى، فإن تنظيم الصدر أعلن انه يقاطع الانتخابات. ولكن في مكاتب الصدر في البصرة يوجد مزيج محسوس من المعاداة لايران والحكومة العراقية.
وقال الشيخ اسعد البصري رئيس مكتب الصدر في البصرة «ان الاحزاب الشيعية الاخرى تتخذ بعض المواقف المناسبة لمصالحها ولكن ليست جيدة لمصالح الناس، وشعبيتهم لدى الناس هي صفر تقريبا»، واضاف «ان بعض قادة الاحزاب الاخرى لا يتحدثون حتى بالعربية، وقد قضوا وقتا طويلا في ايران وهو ما يثير الشكوك»، في اشارة واضحة الى هؤلاء الذين كانوا لاجئين في ايران. والشيء الذي لم يكن في الحسبان في البصرة، هو درجة التأييد لرئيس الوزراء العلماني اياد علاوي، الذي يحظى بإعجاب هنا بسبب ضربه للميليشيات المتطرفة في الفلوجة واماكن اخرى. ويؤكد بعض الاشخاص المتعلمين جيدا الى انهم سيصوتون لصالح علاوي الذي يتوقع البعض فوز قائمته.
ينوي كل شخص تقريبا في مدينة البصرة، اكبر المدن الشيعية في جنوب العراق، المشاركة في الانتخابات العامة التي ستجرى في 30 الشهر الحالي، ويتوقع معظم السكان فوز التحالف الذي تقوده الاحزاب الدينية الشيعية بنسبة كبيرة.
ويبدو هذا شيئا مبهجا للشيعة الذين يرون انهم يشكلون الاغلبية ويتطلعون للحصول على حقوق حرموا منها سابقا. ويعبر كبار القادة الشيعة هنا عن ثقتهم بما يحمله المستقبل، وعن قدرتهم في التواصل مع الجماعات الاخرى، غير ان هناك تيارات قوية من الشكوك والانشقاقات في شوارع هذه المدينة. فعندما يتحدث الناس عن السياسة يتجادلون حول الشائعات والاتهامات والاتهامات المضادة بالخيانة التي تتردد بين الاحزاب الشيعية.
ـ هل كان العملاء الايرانيون وراء محاولات اغتيال زعيم شيعي علماني قبل أيام؟
ـ هل لا يزال لواء بدر الذي يعتقد انه اكبر ميليشيات الاحزاب مركز قوة سريا؟
ـ هل سيبقى انصار الزعيم الديني المنشق مقتدى الصدر مسالمين؟
ويلاحظ ان كل شيعة العراق تقريبا يقدرون آية الله علي السيستاني، ومعظمهم يقول انهم سيلتزمون بدعوته للتصويت. وقد رفضت الاحزاب الشيعية الرئيسية التي تقدمت للانتخابات تحت مظلة السيستاني، الشكوك بخصوص ايران او الميليشيات السرية معتبرة انها مجرد شائعات ستتلاشى بمرور الوقت.
وقال صلاح الموسوي الرئيس المحلي للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية «العراق كان يعيش في عصور مظلمة، والانتقال من الظلام الى الضوء يأخذ وقتا ويتطلب ثمنا»، ويعد المجلس اكبر الاحزاب في التحالف العراقي الموحد.
والسؤال الهام بالنسبة للبصرة والعراق بصفة عامة هو ما اذا كان يمكن توجيه مثل هذا الاستياء وتحويله في السنوات المقبلة الى ممارسة للعمل السياسي الاعتيادي، كما يأمل المسؤولون الاميركيون وتتوقعه القيادات الرئيسية، ام ان الامر سيتحول الى نزاع حزبي يتميز بالعنف؟
ولعل اكثر النقاط حساسية هي العلاقات مع الصدر وميليشياته، وهي جماعة كبيرة تشعر بالغربة عن الاخرين ودخلت في مصادمات مع جماعات شيعية اخرى في الماضي.
ويتذكر انصار السيستاني بمرارة مقتل واحد من كبار علماء الدين، عبد المجيد الخوئي، بعد عودته من المنفى الى النجف بعد بدء الحرب عام 2003. وقد قبض على عدد من انصار الصدر، كما صدر أمر قضائي بالقبض على الصدر نفسه في اطار قضية مقتل الخوئي.
ويقول انصار الصدر من جهتهم انهم لن يمكنهم نسيان عدم دعم الاحزاب الشيعية الرئيسية لهم في العام الماضي عندما قاتلوا القوات البريطانية والاميركية.
وتجدر الاشارة الى ان البصرة، إن لم تكن آمنة بالمقاييس العادية، شهدت في الشهور الاخيرة عنفا سياسيا أقل من وسط العراق، الا ان التوتر تصاعد فيها خلال الاسبوع الماضي بعد ثلاث عمليات انتحارية. ويؤمن كل شخص تقريبا في المدينة ان تلك العمليات هي الطلقات الاولى في حملة ضد الانتخابات من قبل الاصوليين المتطرفين الاجانب.
وقال الموسوي «بالرغم من بعض الحوادث هنا وهناك، نتوقع ان يشارك في التصويت 90 % من الناس، لا يوجد منافسون في البصرة لتحالفنا»، غير انه ظهرت على السطح بعض التوترات الحادة بين الشيعة انفسهم في الاسبوع الماضي بعدما حاول مسلحون ارتدوا ملابس رجال الشرطة اغتيال مجيد التميمي، وهو مهندس ومن القيادات الشيعية العلمانية وعضو المجلس المحلي.
وقد اصيب التميمي، ولكنه بقي على قيد الحياة وفر الى الكويت للعلاج والحماية. وفي رسالة صوتية مصورة عبر الفيديو الى اعضاء المجلس المحلي في المدينة، وبعضهم كان هدفا غير مباشر لاتهاماته، وفي مقابلة صحافية في مستشفاه اتهم التميمي الاستخبارات الايرانية بمحاولة اغتياله عن طريق عناصر محلية في لواء بدر. وموضوع النفوذ الايراني قضية مطروحة في جميع انحاء العراق، وفي جنوب العراق ذي الاغلبية الشيعية كما ايران نفسها فإن العلاقات مع ايران اكثر تعقيدا، ولكنها ما تزال مثيرة للخلافات.
العلاقات الدينية والشخصية مع ايران مكثفة، ولكن في الوقت ذاته يتذكر سكان البصرة برعب شديد القصف الايراني لمدينتهم خلال الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات، ويسأل البعض عما اذا كان ولاء السياسيين الشيعة الذين كانوا لاجئين في ايران هو ولاء مزدوج.
والسؤال الآخر المطروح في البصرة وغيرها من مراكز تجمعات الشيعة يتعلق بقوة ونيات مقتدى الصدر.
ان الميليشيا التابعة للصدر متوارية عن الانظار الآن، وفي الوقت الذي ترشح فيه عدد من المتعاطفين معه الصدر في قوائم الاحزاب الشيعية الاخرى، فإن تنظيم الصدر أعلن انه يقاطع الانتخابات. ولكن في مكاتب الصدر في البصرة يوجد مزيج محسوس من المعاداة لايران والحكومة العراقية.
وقال الشيخ اسعد البصري رئيس مكتب الصدر في البصرة «ان الاحزاب الشيعية الاخرى تتخذ بعض المواقف المناسبة لمصالحها ولكن ليست جيدة لمصالح الناس، وشعبيتهم لدى الناس هي صفر تقريبا»، واضاف «ان بعض قادة الاحزاب الاخرى لا يتحدثون حتى بالعربية، وقد قضوا وقتا طويلا في ايران وهو ما يثير الشكوك»، في اشارة واضحة الى هؤلاء الذين كانوا لاجئين في ايران. والشيء الذي لم يكن في الحسبان في البصرة، هو درجة التأييد لرئيس الوزراء العلماني اياد علاوي، الذي يحظى بإعجاب هنا بسبب ضربه للميليشيات المتطرفة في الفلوجة واماكن اخرى. ويؤكد بعض الاشخاص المتعلمين جيدا الى انهم سيصوتون لصالح علاوي الذي يتوقع البعض فوز قائمته.