أمير الدهاء
11-24-2012, 01:16 AM
علي المتروك مقلبا كتابه الجديد «الحسين سبط من الاسباط»:
2012/11/23
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243758_e.png
مرسوم الصوت الواحد عمق مسيرة الديموقراطية الكويتية
لن يعرقل بعض الاشخاص مسيرتنا فالأشخاص زائلون والوطن «باق»
أنا خريج الحسينيات نشأت فيها وترعرعت قرب منابرها
آل الصباح يشاركون شعبهم المناسبات كافة بروح الأبوة
قلب في صفحات كتابه الجديد «الحسين سبط من الأسباط»
الوجيه الأديب علي المتروك: مرسوم «الصوت الواحد» عمق مسيرة الديموقراطية الكويتية
لن يعرقل بعض الأشخاص مسيرتنا.. فالأشخاص زائلون و«الوطن» باقٍ
الأسرة الحاكمة تتعاون وتتكاتف لتوحيد صفوف الشعب دون تفرقة
آل الصباح يشاركون شعبهم المناسبات كافة بروح الأبوة الحقيقية
«الحسينيات» منتديات دينية وجامعات شاملة للفقه والسيرة
لن نرتقي بديموقراطيتنا إلا بالتجرد وحسن الاختيار
الإمام الحسين صرخة في وجه الظلم والطغيان والتسلط
وثيقة بريطانية تؤكد في 685م عام استشهاد الحسين أن السماء أمطرت دماً
الناخب الكويتي حريص على أن يعطي صوته للمستحق
حوار أجراه عباس دشتي:
اشاد الحاج الاديب علي يوسف المتروك بدور الحكومة في المحافظة على امن واستقرار الكويت اضافة الى المحافظة على الحسينيات والاشراف على حفظ النظام العام، مثمنا دور الاسرة في المساهمة بتوزيع النذور على الحسينيات.
وفي لقاء مطول حول كتابه الجديد بعنوان «الحسين سبط من الاسباط» وكذلك حول مرسوم الضرورة وقرار اللجنة القضائية الاخيرة واعتداءات اسرائيل على غزة، قال المتروك بانه محب لاهل البيت عليهم السلام وان الامام الحسين عليه السلام صرخة في وجه الظلم والطغيان والتسلط وان قطرات الدماء التي نزفت في كربلاء غيرت وجه التاريخ، مشيرا الى انه اعتمد على اوثق المصادر التاريخية والاحاديث النبوية والآيات القرآنية التي اشارت الى فضل اهل البيت عليهم السلام.
وبيّن ان الاهداء جاء وفقا لرؤياي عندما كان الامام الحسين عليه السلام حاملا طفله الرضيع مذبوحا يرفرف بين يديه، مشيرا الى لمحات عن حياة الامام الحسين عليه السلام في الكتاب اضافة الى مستجدات ووثائق مهمة.
وابدى استياءه ممن ينكر الامام الحسين عليه السلام ويوم عاشوراء لطمس الجريمة النكراء مع وجود الكثير من الادلة والبراهين التي تدلل على ذلك وخاصة وثيقة ابن عباس.
وحول اعتداءات اسرائيل على غزة قال انها تعبر عن عجز الانظمة العربية عن الوقوف الى جانب الشعب المحاصر المنكوب، مطالبا اعطاء قضية فلسطين طابعا اسلاميا، واكد ان مرسوم الضرورة بتغيير آلية التصويت انما جاء للارتقاء بالعملية الديموقراطية، كما اشاد بقرارات اللجنة القضائية وقال انها جاءت متأخرة مع انها مطلوبة لابعاد المشبوهين عن مجلس الامة، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
أهل البيت
* ما سبب اهتمامك بأهل البيت عليهم السلام في معظم اعمالك الادبية؟
- السؤال غريب وعجيب بنفس الوقت، لا ينكر احد بان اهل البيت عليهم السلام هم ذرية الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال في الحديث الشريف «اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، ومن هنا كان الواجب على كل مسلم ومسلمة اتباع اهل البيت عليهم السلام، واستكمالا للحديث النبوي الشريف قال الباري عز وجل لرسوله الاكرم عليه الصلاة والسلام {ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، اضافة الى العديد من الآيات والاحاديث المتواترة حول اهل البيت عليهم السلام.
اما سبب انتمائي وتعلقي بأهل البيت عليهم السلام يأتي عن طريق تعبد الآباء والاجداد والعائلة على منهج فقه الشيعة الامامية، حيث ان على كل مسلم الانتماء لهذا البيت كما قال الشافعي:
يا آل بيت رسول الله حبكمُ
فرض من الله في القرآن انزله
يكفيكُم من عظيم الفخر انكمُ
مَنْ لم يصل عليكم لا صلاة له
وعليه لا يمكن ان نطلق على أي انسان صفة الاسلام ان لم يحب اهل البيت عليهم السلام، استنادا على قول الباري عز وجل {قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى}، والقربى هم آل بيت الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
كما نشأت في المجالس الحسينية حيث كنت استمع الى الخطباء وترعرعت قرب هذه المنابر في الحسينية الخزعلية وغيرها، فكانت هذه المجالس السلوة الوحيدة لقضاء وقت الفراغ والاستفادة من روايات اهل البيت عليهم السلام وتاريخهم لذا فاني خريج الحسينيات.
صرخة الحرية
* سبب زيادة ارتباطك بالامام الحسين عليه السلام سواء عن طريق المقالات أو الشعر؟
- في البداية اني اقدر واحترم واحب ولدي كل المودة لاهل البيت عليهم السلام ابتداء من الامام علي حتى الامام الغائب عليهم السلام وجاءت هذه الكوكبة لاستكمال مسيرة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن علينا ان نقف عند الامام الحسين عليه السلام فهو صرخة في وجه الظلم والطغيان والتسلط فهو ضمير الامة والشرار التي ايقظتها من سباتها العميق في نهضته ضد الظلم والطغيان والتسلط، ولهذا فنحن بحاجة الى الامام الحسين عليه السلام في كل زمان، وها نحن بحاجة اليه في الاجواء والظروف التي تحاك للاخوة في غزة جراء الهجوم الاسرائيلي البغيض، لأن الامام الحسين عليه السلام هو بمثابة المقاومة لدفع الظلم وانكار المنكر والقيام في سبيل نهضة الامة وايضا ضميرها عبر هذه القطرات من الدماء التي غيرت وجه التاريخ، وعليه فان الامام الحسين عليه السلام خرج عن نطاق الأمة الاسلامية الى العالم، فان افتخرت الأمم بعلمائها مثل لوثر كنج وابراهام لنكولن او مهاتما غاندي وغيرهم من العظماء، فالامام الحسين عليه السلام رائد عظيم من رواد الحرية حائز على السبق.
ولقد عشق المسيحيون الامام الحسين عليه السلام فأولوا قضية كربلاء الكثير من الاهتمام فأنشدوا وكتبوا الكثير عن تلك الملمحمة مثل سليمان كتاني وبولس سلامة وغيرهما فأصبح الامام الحسين عليه السلام مثلاً يحتذى وفي هذا الصياغ جاءت هذه القصيدة :
يا ثائراً ارسى معالم ثورة
بالعز ترسم للاباة سبيلاً
وعندما يعشق الانسان الامام الحسين عليه السلام فانه يعشق مبادئ الحرية والكرامة والتأكيد على الثورة التي قام بها عندما قال «لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسدا، بل خرجت للاصلاح في امة جدي محمد».
* أمامنا كتاب بعنوان «الحسين سبط من الأسباط» من تأليفك فما الذي دعاك لتأليف هذا الكتاب؟
- جاء تأليف هذا الكتاب رداً على الكثير من الاصدقاء ممن يبحثون عن الحقيقة والدوافع التي ادت الى ثورة الامام الحسين عليه السلام التي جاءت للتصدي للظلم والظالمين، لذا تشجعت لتأليف هذا الكتاب والتصدي لكافة الاقاويل، معتمداً على أوثق المصادر التاريخية والاحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية، التي نوهت بفضل اهل البيت عليهم السلام وحث المسلمين على التمسك بهم والسير على نهجهم.
وتم اعداد فصول الكتاب العشرة متجرداً عن كل موروث طائفي او فئوي مذهبي لتكون المصداقية والحقيقة هما القصد والهدف.
عبدالله الرضيع
* ما سبب اختيارك الطفل الصغير في الاهداء؟
- الاهداء هو الذي يحدد نفسه… والمستحقون كثيرون فتخيرت لمن اهدي الكتاب، وفي ساعة قدرية اهتديت الى من سأهديه هذا الكتاب، حيت تراءى امامي الامام الحسين عليه السلام حاملاً طفله الصغير مذبوحاً يرفرف بين يديه قائلاً: هوّن ما نزل بي انه بعين الله تعالى، اللهم لا يكون اهون عليك من فصيل ناقة صالح».
فأهديت الكتاب الى اصغر مقاتل وشهيد في معسكر الامام الحسين عليه السلام وهو عبدالله الرضيع.
الحسين السبط
* ماذا تقصد بان الامام الحسين عليه السلام سبط من الاسباط؟
- في البداية اود التنويه بأن حديث الاسباط ورد في البخاري عن علي بن مرة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: «حسين مني وانا من حسين، احب الله من احب حسينا، الحسين سبط من الاسباط». وقال الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء أمام القوم «ايها الناس اعلموا انه ليس في شرق الارض ومغربها سبط غيري، فأنا خلاصة الاسباط».
وبالمناسبة هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تدل على مكانة ومنزلة الاسباط الذين لهم منزلة عظيمة عند الباري عز وجل حتى صنفهم مع النبيين والشهداء.
لمحات
* ما الفصول التي يتكون منها الكتاب؟
- نعلم جلياً بأن معظم الشيعة يركزون على احداث كربلاء والتي ادت الى استشهاد الامام الحسين عليه السلام، ثم الاحداث التي حدثت باهل بيته، وهناك القليل ممن يعلم عن حياة الامام الحسين عليه السلام خلال 54 عاماً من عمره الشريف، فيتضمن الكتاب لمحات عن حياته ابتداء مع جده الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ثم مع ابيه ثم اخيه عليهما السلام حتى استشهاده عام 61 من الهجرة.
ويتألف الكتاب من 10 فصول تضمنت حياته من الولادة الى الاستشهاد وما جرى في حياته من الاحداث، وقد حاولت جاهداً تحري الصدق والحقيقة وانا اوثق مصادر الروايات، فاذا وجد نقص من هنا وهناك فأستسمح القارئ عذراً ليقوم باكمال هذا النقص وأنا كما قال الامام الشافعي:
«قولي صواب يحتمل الخطأ
وقول غيري خطأ يحتمل الصواب
فليس هناك انسان يمتلك كل الحقيقة وغيره لا يمتلك الا الفراغ.
الوثيقة البريطانية
* ما الادلة التي اعتمدت عليها حول غضب الطبيعة يوم مقتل الامام الحسين عليه السلام؟
- لم اشر إلى هذه الملعومات عبطا، وانما وفق روايات اكثرها من اهل البيت عليهم السلام، وخاصة السيدة زينب والامام زين العابدين عليهما السلام، اضافة الى العديد من الرواة.
وهنا بودي الاشارة الى الوثيقة البريطانية التي جاءت باحدى الصحف البريطانية انه في عام 685 «مطرت السماء دماً وتحول الحليب والزبدة الى دم» وهذه الوثيقة موجودة في كتاب The anglo-Saxon chronicle وللعلم يصادف هذا التاريخ الميلادي عام 61 من الهجرة عام استشهاد الامام الحسين عليه السلام.
ويقول ابو العلاء المعري:
وعلى الافق من دما الشهيدين علي ونجله شاهدان
فهما في أواخر الليل فجران وفي اوليائه شفقان
ثبتا في قميصه ليجئ الحشر مستعدياً الى الرحمن
كما جاء في تاريخ ابن عساكر والصواعق المحرقة
«انه لما جيء برأس الحسين الى ابن زياد سالت حيطانها دماً».
وكما ذكرت ان اعظم شاهدة على هذه القضية السيدة زينب عليها السلام.
ثورة دامية
* ما سبب اطلاق اسم الحسين على كافة شعائر اهل البيت؟
- كما اسلفت بان ثورة الامام الحسين عليه السلام ثورة دامية وقلت «ان الحزن من زمان صديقي وبقلبي من الاسى كربلاء» لان كربلاء تمثل صورة دامية بسبب الاحداث الكثيرة التي هزت الكيان الانساني وضميره، ولهذا فان هذه الاحداث تتجدد سنويا للتعرف على ما جرى على اهل البيت عليهم السلام والامام الحسين عليه السلام، ولا ننسى انه يعتبر بل يمثل مبادئ وقيم انسانية رفيعة وستكون باقية ما بقي الدهر. والجدير بالذكر ان هذه المأساة اتسمت بالحرارة فاختزلت الزمن، فهي تتجدد في كل عام يهل فيه محرم، فتعود الذكرى غضة طرية كما يقول احد الشعراء الحسينيين:
بنفسي من لازال غضا مصابه
كما لم يزل غضا لدى الدهر مصحف
محاولات
* ما رأيك بمن ينكر يوم عاشوراء والحرص على صوم هذا اليوم؟
- لا يمكن الاستدلال على صحة تاريخ الصوم، حيث فنده الكثير من المؤرخين وذوي الاختصاص، وما هذه الا تبريرات لطمس هذه الجريمة النكراء بخلق الاعذار ووضع الاسباب وفي السنة الماضية رددت على من يقول بان عاشوراء يوم فرح وسرور.
عذرا حفيد المصطفى عن قائل من زار قبرك مشرك.
ولمدع نسبا دجل في عالم يحدث به عن ساحة الايمان
في يوم عاشوراء يدعو جاهدا ليكون يوم مسرة وتهان
فافرح بعاشوراء وارقص شائعا وانشر بما رويت من هذيان
في يوم حزن المصطفى لك فرحة فكم على ما قلت تفترقان
فنرى ان كل حزب بما لديهم فرحون، ولكن يبقى الامام الحسين عليه السلام اقوى من كل واعد، فأولئك الذين يروجون في يوم عاشوراء كثيرا من المغالطات اصبحوا هذه الايام في قائمة النسيان، لتعود للشعب الكويتي مسلماته باحترام يوم الحسين وشعائر اهل البيت.
مستجدات
* ما المستجدات التي تطرقت اليها في كتابك؟
- لقد ابتعدت عن كل ما هو بعيد عن الحقيقة والواقع، وبذلت كل ما في جهدي من اجل ابراز الحقائق، مثل الاشارة الى اربعة اشخاص الذين كتبوا من الكوفة للامام الحسين عليه السلام يدعونه الى الكوفة وهم سليمان بن حرد والمسيب بن نجي ورفاعه بن شداد وحبيب بن مظاهر الاسدي فلم يبق مع الامام الحسين عليه السلام في كربلاء الا حبيب بن مظاهر الذي استشهد معه وخرج الثلاثة الآخرون فأصبحوا النواة لثورة التوابين حيث اجتمعوا ولاموا انفسهم لعدم نصرته ومن هنا اطلقوا على انفسهم التوابين لتقاعسهم عن نصرة امامهم، وعندما اعلنوا الثورة تصدى لهم الجيش الاموي، وابادهم في مواجهة غير متكافئة.
وثيقة
* ما رأيك بمن ينكر على الامام الحسين عليه السلام وانه خرج على امام زمانه؟
- سمعت الكثير من هذه الاقاويل مثل ابن العربي وهذه المقولة ترددت على اكثر من لسان من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ولكني ضمنت هذا الكتاب وثيقة وهي عبارة عن كتاب ارسله الى يزيد جوابا على كتابه لان ابن عباس يشكره لعدم مبايعته بعد مقتل الامام الحسين عليه السلام فرد برسالة يقول فيه «ثم انك الكاتب لابن مرجانه انه يستقبل حسيناً من الرجال وامرته بمعاجلته وترك معاودته والالحاح عليه حتى يقتله ومن معه من بني عبدالمطلب اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فنحن ليس كآبائك الاجلاف الجفاة، ويقول انه من اعجب الاعاجيب وماعشت ذاك الدهر عجبا حملك بنات عبدالمطلب وظلمك صغارا من ولده اليك بالشام كالسبى المجلوب ترك الناس انك قهرتنا لذا فابن عباس ينكر ذلك، لانهم حاصروا الامام الحسين عليه السلام فأراد ان يعود ولكنهم لم يرضوا بذلك، والسؤال هنا كيف بالحسين قادم ليأخذ الاموال والمركز والمنصب وصاحبا اهل بيته كما اشار ابن عباس الى يزيد بانك ارسلت من يقتل الحسين في قلة فخرج من اجل صيانة حرمة بيت الله الحرام وحل احرامه يوم عرفة وحول حجته الى عمرة مفردة.
ومن جهة اخرى هناك العديد من الاحاديث النبوية الشريفة التي تدل على منزلة ومكانة اهل البيت بما فيهم الامام الحسين عليه السلام ومن هذه الاحاديث قال الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم «لا تتقدموهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم»، اضافة الى حديث الثقلين وحديث السفينة وحديث باب حطه وهذه الأحاديث متواترة من اكثر من 40 مصدرا.
للاسف فان السياسة لعبت دورا كبيرا في تجزئة الامة الى نحل وملل.
عجز
* كيف رأيت الاعتداءات الاسرائيلية على غزة ومصادفتها شهر المحرم؟
- كما حوصر الامام الحسين عليه السلام في صحراء كربلاء مع فارق العدد والعدة، نرى ان التاريخ يعيد نفسه بمحاصرة اسرائيل لأهالي غزة.
وقد كشفت هذه القضية مع الاسف الشديد عجز الانظمة العربية من الوقوف الى جانب هذا الشعب المحاصر والمنكوب، ومن هنا تبقى هذه القضية مطروحة على بساط البحث كما قال الامام محمد مهدي شمس الدين في كتابه بعنوان «اسرائيل بين واقع الانظمة وخيارات الامة».
لقد اثبت اهل غزة بما لديهم من اسلحة لا تقارن بما لدى اسرائيل من قوة هائلة، انهم حققوا معادلة لا يتصورها الخيال وعلينا ان نتصور لو ان هؤلاء لديهم اسلحة اكثر تطورا لرأيت النتائج عكس هذا، ولرأيت ان من يطلب الصلح والهدنة والانفكاء هي اسرائيل، كما جاء في الآية المباركة {لا يقاتلونكم الا في قرى محصنة أو من وراء جدار بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون}.
لقد حان الوقت ان تعطى قضية فلسطين طابعا اسلاميا فتشرك الشعوب الاسلامية في معالجة هذا الوضع كتركيا وباكستان وايران وغيرها من الدول الاسلامية لتكون المعادلة والضغط اكبر بكثير من لو انفردت الدول العربية لهذا الموضوع، خصوصا ان احوال هذه الدول لا تسر هذه الايام لما يجتاحها من قلاقل وعدم الاستقرار ومخاضات عسيرة.
الارتقاء بالديموقراطية
* بعد صدور مرسوم الضرورة بصوت واحد، ما رأيك فيما يدور في الساحة السياسية؟
- اصبح التصويت بأكثر من صوت ضربا من الماضي لا يمكن العودة اليه، وربما يأتي الحديث في المستقبل عن تغيير الدوائر لتكون اكثر ملاءمة لتحقيق العدالة، وذلك من شأنه ان يعمق المسيرة الديموقراطية، وكنت اتمنى ممن قاطعوا الانتخابات الا يفعلوا ذلك، ولكن طالما اننا امام واقع دافع فلا يعرقل مسيرة الوطن اشخاص مهما كبر شأنهم، فالاشخاص زائلون والوطن هو الباقي.
ولاحظت بأن الناس اكثر اهتماما وتفكيرا بالاختيار، فلا نجد اثنين الا والحديث يدور بينهما عن المرشح المناسب، ومن هنا اصبح الناخب اكثر اهتماما بأن يضع صوته يوم الانتخاب لمن يستحق هذا الصوت.
ولا يمكن ان نرتقي بالعملية الديموقراطية الا بحسن الاختيار والتجرد، فالصوت أمانة يسألك الله عنها يوم القيامة، ويبقى في البدء والانتهاء ان نتيجة ذلك الاختيار ومخرجاته هم من يمثل الامة بعد انتهاء الانتخابات.
بعيدا عن الشبهات
* ما رأيك بقرار اللجنة القضائية بإقصاء 37 مرشحا؟
- من حيث المبدأ لا اختلف مع ان من يرشح نفسه لعضوية مجلس الامة مشرعا وراعيا لحقوق الناس ألا تكون عليه شبهات، فالقرآن الكريم يقول {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}.
وكنت اتمنى ان هذه الهيئة القضائية قد قامت بهذه الاجراءات قبل قيام هؤلاء بالترشيح، واما في هذا الوقت بالذات فقد خلق ارباكا للعملية الانتخابية اضافة الى ارباك ممن يقاطعون هذه الانتخابات.
الحسينيات والأسرة الواحدة
* كيف ترى اجواء المحرم في الكويت ودور الحكومة بتسهيل كافة الامور؟
- الحسينيات معروفة بأنها منتديات دينية وهي عبارة عن جامعة شاملة فيها التاريخ والسيرة والفقه، وهي بدعة حسنة واستذكار مصائب اهل البيت عليهم السلام على قول الامام الصادق عليه السلام «رحم الله من احيا امرنا»، وتعتبر هذه الحسينيات من التراث الكويتي.
واما دور الحكومة نعلم جليا بأن الحكومة تقوم على اساس التراحم والتفاهم، كما ان الاسرة الحاكمة تعمل جاهدة من اجل التكاتف والتعاون ووحدة الصف بين ابناء الشعب دون تفرقة، فالاسرة تقوم بزيارة الحسينيات بل المساهمة والمساعدة وعلى رأسهم سمو امير البلاد المفدى الذي قام بتوزيع الارز والسكر والخرفان قبل فترة، وهذه سمة قديمة منذ ايام المغفور له الشيخ مبارك الصباح.
وروى لي احد الكبار ان المغفور له الشيخ مبارك الصباح كان جالسا بالكشك قرب سوق الصفافير فنزل ورأى عاملا في السوق فسأله عن بقية العمال فرد عليه بأنهم لم يأتوا لأن اليوم تحاريم أي وفاة الامام الحسين ابن فاطمة عليهما السلام، فنهره وقال له اذهب ولا تعمل في مثل هذه المناسبات.
فكانت هذه الروح الابوية الحقيقية من قبل الاسرة على ابنائها والمشاركة في كافة المناسبات واحياء الشعائر.
وهنا لا ننسى دور الحكومة في المساهمة في حفظ النظام خلال هذه الليالي بوجود مراكز رجال امن.
* هل من كلمة اخيرة؟
- في البداية ادعو الباري عز وجل ان يكتب لوطننا الكويت عهدا جديدا وبرلمانا جديدا، وباعتقادي ان صدور كتابي الجديد جاءت في وقت مناسب، اضافة الى باقة من الشعر في رثاء الامام الحسين عليه السلام. كما اني اتمنى لـ«الوطن» الغراء التوفيق حيث انها الصحيفة التي تعمل بمهنية وحرفية في مجال الصحافة اضافة الى انها صحيفة وطنية.
المزيد من الصورhttp://alwatan.kuwait.tt/images/dot4line.jpg
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243758_b.png (http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243758_o.png)
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243759_b.png (http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243759_o.png)
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243760_b.png (http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243760_o.png)
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243761_b.png (http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243761_o.png)
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=235221&YearQuarter=20124
2012/11/23
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243758_e.png
مرسوم الصوت الواحد عمق مسيرة الديموقراطية الكويتية
لن يعرقل بعض الاشخاص مسيرتنا فالأشخاص زائلون والوطن «باق»
أنا خريج الحسينيات نشأت فيها وترعرعت قرب منابرها
آل الصباح يشاركون شعبهم المناسبات كافة بروح الأبوة
قلب في صفحات كتابه الجديد «الحسين سبط من الأسباط»
الوجيه الأديب علي المتروك: مرسوم «الصوت الواحد» عمق مسيرة الديموقراطية الكويتية
لن يعرقل بعض الأشخاص مسيرتنا.. فالأشخاص زائلون و«الوطن» باقٍ
الأسرة الحاكمة تتعاون وتتكاتف لتوحيد صفوف الشعب دون تفرقة
آل الصباح يشاركون شعبهم المناسبات كافة بروح الأبوة الحقيقية
«الحسينيات» منتديات دينية وجامعات شاملة للفقه والسيرة
لن نرتقي بديموقراطيتنا إلا بالتجرد وحسن الاختيار
الإمام الحسين صرخة في وجه الظلم والطغيان والتسلط
وثيقة بريطانية تؤكد في 685م عام استشهاد الحسين أن السماء أمطرت دماً
الناخب الكويتي حريص على أن يعطي صوته للمستحق
حوار أجراه عباس دشتي:
اشاد الحاج الاديب علي يوسف المتروك بدور الحكومة في المحافظة على امن واستقرار الكويت اضافة الى المحافظة على الحسينيات والاشراف على حفظ النظام العام، مثمنا دور الاسرة في المساهمة بتوزيع النذور على الحسينيات.
وفي لقاء مطول حول كتابه الجديد بعنوان «الحسين سبط من الاسباط» وكذلك حول مرسوم الضرورة وقرار اللجنة القضائية الاخيرة واعتداءات اسرائيل على غزة، قال المتروك بانه محب لاهل البيت عليهم السلام وان الامام الحسين عليه السلام صرخة في وجه الظلم والطغيان والتسلط وان قطرات الدماء التي نزفت في كربلاء غيرت وجه التاريخ، مشيرا الى انه اعتمد على اوثق المصادر التاريخية والاحاديث النبوية والآيات القرآنية التي اشارت الى فضل اهل البيت عليهم السلام.
وبيّن ان الاهداء جاء وفقا لرؤياي عندما كان الامام الحسين عليه السلام حاملا طفله الرضيع مذبوحا يرفرف بين يديه، مشيرا الى لمحات عن حياة الامام الحسين عليه السلام في الكتاب اضافة الى مستجدات ووثائق مهمة.
وابدى استياءه ممن ينكر الامام الحسين عليه السلام ويوم عاشوراء لطمس الجريمة النكراء مع وجود الكثير من الادلة والبراهين التي تدلل على ذلك وخاصة وثيقة ابن عباس.
وحول اعتداءات اسرائيل على غزة قال انها تعبر عن عجز الانظمة العربية عن الوقوف الى جانب الشعب المحاصر المنكوب، مطالبا اعطاء قضية فلسطين طابعا اسلاميا، واكد ان مرسوم الضرورة بتغيير آلية التصويت انما جاء للارتقاء بالعملية الديموقراطية، كما اشاد بقرارات اللجنة القضائية وقال انها جاءت متأخرة مع انها مطلوبة لابعاد المشبوهين عن مجلس الامة، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
أهل البيت
* ما سبب اهتمامك بأهل البيت عليهم السلام في معظم اعمالك الادبية؟
- السؤال غريب وعجيب بنفس الوقت، لا ينكر احد بان اهل البيت عليهم السلام هم ذرية الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال في الحديث الشريف «اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، ومن هنا كان الواجب على كل مسلم ومسلمة اتباع اهل البيت عليهم السلام، واستكمالا للحديث النبوي الشريف قال الباري عز وجل لرسوله الاكرم عليه الصلاة والسلام {ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، اضافة الى العديد من الآيات والاحاديث المتواترة حول اهل البيت عليهم السلام.
اما سبب انتمائي وتعلقي بأهل البيت عليهم السلام يأتي عن طريق تعبد الآباء والاجداد والعائلة على منهج فقه الشيعة الامامية، حيث ان على كل مسلم الانتماء لهذا البيت كما قال الشافعي:
يا آل بيت رسول الله حبكمُ
فرض من الله في القرآن انزله
يكفيكُم من عظيم الفخر انكمُ
مَنْ لم يصل عليكم لا صلاة له
وعليه لا يمكن ان نطلق على أي انسان صفة الاسلام ان لم يحب اهل البيت عليهم السلام، استنادا على قول الباري عز وجل {قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى}، والقربى هم آل بيت الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
كما نشأت في المجالس الحسينية حيث كنت استمع الى الخطباء وترعرعت قرب هذه المنابر في الحسينية الخزعلية وغيرها، فكانت هذه المجالس السلوة الوحيدة لقضاء وقت الفراغ والاستفادة من روايات اهل البيت عليهم السلام وتاريخهم لذا فاني خريج الحسينيات.
صرخة الحرية
* سبب زيادة ارتباطك بالامام الحسين عليه السلام سواء عن طريق المقالات أو الشعر؟
- في البداية اني اقدر واحترم واحب ولدي كل المودة لاهل البيت عليهم السلام ابتداء من الامام علي حتى الامام الغائب عليهم السلام وجاءت هذه الكوكبة لاستكمال مسيرة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن علينا ان نقف عند الامام الحسين عليه السلام فهو صرخة في وجه الظلم والطغيان والتسلط فهو ضمير الامة والشرار التي ايقظتها من سباتها العميق في نهضته ضد الظلم والطغيان والتسلط، ولهذا فنحن بحاجة الى الامام الحسين عليه السلام في كل زمان، وها نحن بحاجة اليه في الاجواء والظروف التي تحاك للاخوة في غزة جراء الهجوم الاسرائيلي البغيض، لأن الامام الحسين عليه السلام هو بمثابة المقاومة لدفع الظلم وانكار المنكر والقيام في سبيل نهضة الامة وايضا ضميرها عبر هذه القطرات من الدماء التي غيرت وجه التاريخ، وعليه فان الامام الحسين عليه السلام خرج عن نطاق الأمة الاسلامية الى العالم، فان افتخرت الأمم بعلمائها مثل لوثر كنج وابراهام لنكولن او مهاتما غاندي وغيرهم من العظماء، فالامام الحسين عليه السلام رائد عظيم من رواد الحرية حائز على السبق.
ولقد عشق المسيحيون الامام الحسين عليه السلام فأولوا قضية كربلاء الكثير من الاهتمام فأنشدوا وكتبوا الكثير عن تلك الملمحمة مثل سليمان كتاني وبولس سلامة وغيرهما فأصبح الامام الحسين عليه السلام مثلاً يحتذى وفي هذا الصياغ جاءت هذه القصيدة :
يا ثائراً ارسى معالم ثورة
بالعز ترسم للاباة سبيلاً
وعندما يعشق الانسان الامام الحسين عليه السلام فانه يعشق مبادئ الحرية والكرامة والتأكيد على الثورة التي قام بها عندما قال «لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسدا، بل خرجت للاصلاح في امة جدي محمد».
* أمامنا كتاب بعنوان «الحسين سبط من الأسباط» من تأليفك فما الذي دعاك لتأليف هذا الكتاب؟
- جاء تأليف هذا الكتاب رداً على الكثير من الاصدقاء ممن يبحثون عن الحقيقة والدوافع التي ادت الى ثورة الامام الحسين عليه السلام التي جاءت للتصدي للظلم والظالمين، لذا تشجعت لتأليف هذا الكتاب والتصدي لكافة الاقاويل، معتمداً على أوثق المصادر التاريخية والاحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية، التي نوهت بفضل اهل البيت عليهم السلام وحث المسلمين على التمسك بهم والسير على نهجهم.
وتم اعداد فصول الكتاب العشرة متجرداً عن كل موروث طائفي او فئوي مذهبي لتكون المصداقية والحقيقة هما القصد والهدف.
عبدالله الرضيع
* ما سبب اختيارك الطفل الصغير في الاهداء؟
- الاهداء هو الذي يحدد نفسه… والمستحقون كثيرون فتخيرت لمن اهدي الكتاب، وفي ساعة قدرية اهتديت الى من سأهديه هذا الكتاب، حيت تراءى امامي الامام الحسين عليه السلام حاملاً طفله الصغير مذبوحاً يرفرف بين يديه قائلاً: هوّن ما نزل بي انه بعين الله تعالى، اللهم لا يكون اهون عليك من فصيل ناقة صالح».
فأهديت الكتاب الى اصغر مقاتل وشهيد في معسكر الامام الحسين عليه السلام وهو عبدالله الرضيع.
الحسين السبط
* ماذا تقصد بان الامام الحسين عليه السلام سبط من الاسباط؟
- في البداية اود التنويه بأن حديث الاسباط ورد في البخاري عن علي بن مرة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: «حسين مني وانا من حسين، احب الله من احب حسينا، الحسين سبط من الاسباط». وقال الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء أمام القوم «ايها الناس اعلموا انه ليس في شرق الارض ومغربها سبط غيري، فأنا خلاصة الاسباط».
وبالمناسبة هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تدل على مكانة ومنزلة الاسباط الذين لهم منزلة عظيمة عند الباري عز وجل حتى صنفهم مع النبيين والشهداء.
لمحات
* ما الفصول التي يتكون منها الكتاب؟
- نعلم جلياً بأن معظم الشيعة يركزون على احداث كربلاء والتي ادت الى استشهاد الامام الحسين عليه السلام، ثم الاحداث التي حدثت باهل بيته، وهناك القليل ممن يعلم عن حياة الامام الحسين عليه السلام خلال 54 عاماً من عمره الشريف، فيتضمن الكتاب لمحات عن حياته ابتداء مع جده الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ثم مع ابيه ثم اخيه عليهما السلام حتى استشهاده عام 61 من الهجرة.
ويتألف الكتاب من 10 فصول تضمنت حياته من الولادة الى الاستشهاد وما جرى في حياته من الاحداث، وقد حاولت جاهداً تحري الصدق والحقيقة وانا اوثق مصادر الروايات، فاذا وجد نقص من هنا وهناك فأستسمح القارئ عذراً ليقوم باكمال هذا النقص وأنا كما قال الامام الشافعي:
«قولي صواب يحتمل الخطأ
وقول غيري خطأ يحتمل الصواب
فليس هناك انسان يمتلك كل الحقيقة وغيره لا يمتلك الا الفراغ.
الوثيقة البريطانية
* ما الادلة التي اعتمدت عليها حول غضب الطبيعة يوم مقتل الامام الحسين عليه السلام؟
- لم اشر إلى هذه الملعومات عبطا، وانما وفق روايات اكثرها من اهل البيت عليهم السلام، وخاصة السيدة زينب والامام زين العابدين عليهما السلام، اضافة الى العديد من الرواة.
وهنا بودي الاشارة الى الوثيقة البريطانية التي جاءت باحدى الصحف البريطانية انه في عام 685 «مطرت السماء دماً وتحول الحليب والزبدة الى دم» وهذه الوثيقة موجودة في كتاب The anglo-Saxon chronicle وللعلم يصادف هذا التاريخ الميلادي عام 61 من الهجرة عام استشهاد الامام الحسين عليه السلام.
ويقول ابو العلاء المعري:
وعلى الافق من دما الشهيدين علي ونجله شاهدان
فهما في أواخر الليل فجران وفي اوليائه شفقان
ثبتا في قميصه ليجئ الحشر مستعدياً الى الرحمن
كما جاء في تاريخ ابن عساكر والصواعق المحرقة
«انه لما جيء برأس الحسين الى ابن زياد سالت حيطانها دماً».
وكما ذكرت ان اعظم شاهدة على هذه القضية السيدة زينب عليها السلام.
ثورة دامية
* ما سبب اطلاق اسم الحسين على كافة شعائر اهل البيت؟
- كما اسلفت بان ثورة الامام الحسين عليه السلام ثورة دامية وقلت «ان الحزن من زمان صديقي وبقلبي من الاسى كربلاء» لان كربلاء تمثل صورة دامية بسبب الاحداث الكثيرة التي هزت الكيان الانساني وضميره، ولهذا فان هذه الاحداث تتجدد سنويا للتعرف على ما جرى على اهل البيت عليهم السلام والامام الحسين عليه السلام، ولا ننسى انه يعتبر بل يمثل مبادئ وقيم انسانية رفيعة وستكون باقية ما بقي الدهر. والجدير بالذكر ان هذه المأساة اتسمت بالحرارة فاختزلت الزمن، فهي تتجدد في كل عام يهل فيه محرم، فتعود الذكرى غضة طرية كما يقول احد الشعراء الحسينيين:
بنفسي من لازال غضا مصابه
كما لم يزل غضا لدى الدهر مصحف
محاولات
* ما رأيك بمن ينكر يوم عاشوراء والحرص على صوم هذا اليوم؟
- لا يمكن الاستدلال على صحة تاريخ الصوم، حيث فنده الكثير من المؤرخين وذوي الاختصاص، وما هذه الا تبريرات لطمس هذه الجريمة النكراء بخلق الاعذار ووضع الاسباب وفي السنة الماضية رددت على من يقول بان عاشوراء يوم فرح وسرور.
عذرا حفيد المصطفى عن قائل من زار قبرك مشرك.
ولمدع نسبا دجل في عالم يحدث به عن ساحة الايمان
في يوم عاشوراء يدعو جاهدا ليكون يوم مسرة وتهان
فافرح بعاشوراء وارقص شائعا وانشر بما رويت من هذيان
في يوم حزن المصطفى لك فرحة فكم على ما قلت تفترقان
فنرى ان كل حزب بما لديهم فرحون، ولكن يبقى الامام الحسين عليه السلام اقوى من كل واعد، فأولئك الذين يروجون في يوم عاشوراء كثيرا من المغالطات اصبحوا هذه الايام في قائمة النسيان، لتعود للشعب الكويتي مسلماته باحترام يوم الحسين وشعائر اهل البيت.
مستجدات
* ما المستجدات التي تطرقت اليها في كتابك؟
- لقد ابتعدت عن كل ما هو بعيد عن الحقيقة والواقع، وبذلت كل ما في جهدي من اجل ابراز الحقائق، مثل الاشارة الى اربعة اشخاص الذين كتبوا من الكوفة للامام الحسين عليه السلام يدعونه الى الكوفة وهم سليمان بن حرد والمسيب بن نجي ورفاعه بن شداد وحبيب بن مظاهر الاسدي فلم يبق مع الامام الحسين عليه السلام في كربلاء الا حبيب بن مظاهر الذي استشهد معه وخرج الثلاثة الآخرون فأصبحوا النواة لثورة التوابين حيث اجتمعوا ولاموا انفسهم لعدم نصرته ومن هنا اطلقوا على انفسهم التوابين لتقاعسهم عن نصرة امامهم، وعندما اعلنوا الثورة تصدى لهم الجيش الاموي، وابادهم في مواجهة غير متكافئة.
وثيقة
* ما رأيك بمن ينكر على الامام الحسين عليه السلام وانه خرج على امام زمانه؟
- سمعت الكثير من هذه الاقاويل مثل ابن العربي وهذه المقولة ترددت على اكثر من لسان من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ولكني ضمنت هذا الكتاب وثيقة وهي عبارة عن كتاب ارسله الى يزيد جوابا على كتابه لان ابن عباس يشكره لعدم مبايعته بعد مقتل الامام الحسين عليه السلام فرد برسالة يقول فيه «ثم انك الكاتب لابن مرجانه انه يستقبل حسيناً من الرجال وامرته بمعاجلته وترك معاودته والالحاح عليه حتى يقتله ومن معه من بني عبدالمطلب اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فنحن ليس كآبائك الاجلاف الجفاة، ويقول انه من اعجب الاعاجيب وماعشت ذاك الدهر عجبا حملك بنات عبدالمطلب وظلمك صغارا من ولده اليك بالشام كالسبى المجلوب ترك الناس انك قهرتنا لذا فابن عباس ينكر ذلك، لانهم حاصروا الامام الحسين عليه السلام فأراد ان يعود ولكنهم لم يرضوا بذلك، والسؤال هنا كيف بالحسين قادم ليأخذ الاموال والمركز والمنصب وصاحبا اهل بيته كما اشار ابن عباس الى يزيد بانك ارسلت من يقتل الحسين في قلة فخرج من اجل صيانة حرمة بيت الله الحرام وحل احرامه يوم عرفة وحول حجته الى عمرة مفردة.
ومن جهة اخرى هناك العديد من الاحاديث النبوية الشريفة التي تدل على منزلة ومكانة اهل البيت بما فيهم الامام الحسين عليه السلام ومن هذه الاحاديث قال الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم «لا تتقدموهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم»، اضافة الى حديث الثقلين وحديث السفينة وحديث باب حطه وهذه الأحاديث متواترة من اكثر من 40 مصدرا.
للاسف فان السياسة لعبت دورا كبيرا في تجزئة الامة الى نحل وملل.
عجز
* كيف رأيت الاعتداءات الاسرائيلية على غزة ومصادفتها شهر المحرم؟
- كما حوصر الامام الحسين عليه السلام في صحراء كربلاء مع فارق العدد والعدة، نرى ان التاريخ يعيد نفسه بمحاصرة اسرائيل لأهالي غزة.
وقد كشفت هذه القضية مع الاسف الشديد عجز الانظمة العربية من الوقوف الى جانب هذا الشعب المحاصر والمنكوب، ومن هنا تبقى هذه القضية مطروحة على بساط البحث كما قال الامام محمد مهدي شمس الدين في كتابه بعنوان «اسرائيل بين واقع الانظمة وخيارات الامة».
لقد اثبت اهل غزة بما لديهم من اسلحة لا تقارن بما لدى اسرائيل من قوة هائلة، انهم حققوا معادلة لا يتصورها الخيال وعلينا ان نتصور لو ان هؤلاء لديهم اسلحة اكثر تطورا لرأيت النتائج عكس هذا، ولرأيت ان من يطلب الصلح والهدنة والانفكاء هي اسرائيل، كما جاء في الآية المباركة {لا يقاتلونكم الا في قرى محصنة أو من وراء جدار بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون}.
لقد حان الوقت ان تعطى قضية فلسطين طابعا اسلاميا فتشرك الشعوب الاسلامية في معالجة هذا الوضع كتركيا وباكستان وايران وغيرها من الدول الاسلامية لتكون المعادلة والضغط اكبر بكثير من لو انفردت الدول العربية لهذا الموضوع، خصوصا ان احوال هذه الدول لا تسر هذه الايام لما يجتاحها من قلاقل وعدم الاستقرار ومخاضات عسيرة.
الارتقاء بالديموقراطية
* بعد صدور مرسوم الضرورة بصوت واحد، ما رأيك فيما يدور في الساحة السياسية؟
- اصبح التصويت بأكثر من صوت ضربا من الماضي لا يمكن العودة اليه، وربما يأتي الحديث في المستقبل عن تغيير الدوائر لتكون اكثر ملاءمة لتحقيق العدالة، وذلك من شأنه ان يعمق المسيرة الديموقراطية، وكنت اتمنى ممن قاطعوا الانتخابات الا يفعلوا ذلك، ولكن طالما اننا امام واقع دافع فلا يعرقل مسيرة الوطن اشخاص مهما كبر شأنهم، فالاشخاص زائلون والوطن هو الباقي.
ولاحظت بأن الناس اكثر اهتماما وتفكيرا بالاختيار، فلا نجد اثنين الا والحديث يدور بينهما عن المرشح المناسب، ومن هنا اصبح الناخب اكثر اهتماما بأن يضع صوته يوم الانتخاب لمن يستحق هذا الصوت.
ولا يمكن ان نرتقي بالعملية الديموقراطية الا بحسن الاختيار والتجرد، فالصوت أمانة يسألك الله عنها يوم القيامة، ويبقى في البدء والانتهاء ان نتيجة ذلك الاختيار ومخرجاته هم من يمثل الامة بعد انتهاء الانتخابات.
بعيدا عن الشبهات
* ما رأيك بقرار اللجنة القضائية بإقصاء 37 مرشحا؟
- من حيث المبدأ لا اختلف مع ان من يرشح نفسه لعضوية مجلس الامة مشرعا وراعيا لحقوق الناس ألا تكون عليه شبهات، فالقرآن الكريم يقول {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}.
وكنت اتمنى ان هذه الهيئة القضائية قد قامت بهذه الاجراءات قبل قيام هؤلاء بالترشيح، واما في هذا الوقت بالذات فقد خلق ارباكا للعملية الانتخابية اضافة الى ارباك ممن يقاطعون هذه الانتخابات.
الحسينيات والأسرة الواحدة
* كيف ترى اجواء المحرم في الكويت ودور الحكومة بتسهيل كافة الامور؟
- الحسينيات معروفة بأنها منتديات دينية وهي عبارة عن جامعة شاملة فيها التاريخ والسيرة والفقه، وهي بدعة حسنة واستذكار مصائب اهل البيت عليهم السلام على قول الامام الصادق عليه السلام «رحم الله من احيا امرنا»، وتعتبر هذه الحسينيات من التراث الكويتي.
واما دور الحكومة نعلم جليا بأن الحكومة تقوم على اساس التراحم والتفاهم، كما ان الاسرة الحاكمة تعمل جاهدة من اجل التكاتف والتعاون ووحدة الصف بين ابناء الشعب دون تفرقة، فالاسرة تقوم بزيارة الحسينيات بل المساهمة والمساعدة وعلى رأسهم سمو امير البلاد المفدى الذي قام بتوزيع الارز والسكر والخرفان قبل فترة، وهذه سمة قديمة منذ ايام المغفور له الشيخ مبارك الصباح.
وروى لي احد الكبار ان المغفور له الشيخ مبارك الصباح كان جالسا بالكشك قرب سوق الصفافير فنزل ورأى عاملا في السوق فسأله عن بقية العمال فرد عليه بأنهم لم يأتوا لأن اليوم تحاريم أي وفاة الامام الحسين ابن فاطمة عليهما السلام، فنهره وقال له اذهب ولا تعمل في مثل هذه المناسبات.
فكانت هذه الروح الابوية الحقيقية من قبل الاسرة على ابنائها والمشاركة في كافة المناسبات واحياء الشعائر.
وهنا لا ننسى دور الحكومة في المساهمة في حفظ النظام خلال هذه الليالي بوجود مراكز رجال امن.
* هل من كلمة اخيرة؟
- في البداية ادعو الباري عز وجل ان يكتب لوطننا الكويت عهدا جديدا وبرلمانا جديدا، وباعتقادي ان صدور كتابي الجديد جاءت في وقت مناسب، اضافة الى باقة من الشعر في رثاء الامام الحسين عليه السلام. كما اني اتمنى لـ«الوطن» الغراء التوفيق حيث انها الصحيفة التي تعمل بمهنية وحرفية في مجال الصحافة اضافة الى انها صحيفة وطنية.
المزيد من الصورhttp://alwatan.kuwait.tt/images/dot4line.jpg
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243758_b.png (http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243758_o.png)
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243759_b.png (http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243759_o.png)
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243760_b.png (http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243760_o.png)
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243761_b.png (http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/11/243761_o.png)
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=235221&YearQuarter=20124