جليل
01-14-2005, 04:43 PM
يمثل نبض سكان المدينة والقرى المجاورة.. وزواره يقصدونه من بغداد والمدن الأخرى
في وسط مدينة اربيل يوجد السوق الشعبي، أو السوق الكبير كما هو متعارف عليه، ويقصده عموم سكان المدينة وأطرافها والقرى المجاورة وحتى الزوار القادمين من المناطق الأخرى مثل بغداد وزاخو ودهوك وغيرها.
فالسوق المشيد منذ أكثر من مئة وخمسين عاما عند أطراف قلعة اربيل التاريخية، يحتوي على مختلف البضائع والأشياء التي يحتاجها السكان في حياتهم اليومية من ألبسة وإكسسوارات ومواد تموينية وما إلى ذلك.وأسعاره تعتبر أفضل بكثير من أسعار المحال الموجودة في الشوارع التجارية، خاصة بالنسبة لأرباب العائلات وذوي الدخل المحدود.
تتوزع المحال والدكاكين في السوق الشعبي على مساحة دائرية، والقلعة تتوسطه. ويحتاج التجوال فيه وقتا يمتد إلى نحو ساعة ونصف الساعة، إذا أردت أن تتعرف إلى محتوياته بشكل جيد.
فرع البضاعة الكبير عبارة عن فرعين بينهما شارع رئيسي: البضاعة والمستلزمات المنزلية، وفرع الخدمات ودكاكين الخراطة. ويقسم فرع البضاعة إلى 6 قيصريات: قيصرية للرجال وأخرى للنساء والأطفال وثالثة للذهب وواحدة للسجاد وأخرى للخياطين وغيرها للمواد الغذائية. أما فرع الخراطة والخدمات ففيه محلات الكوي والتنظيف على الناشف، التي تعمل بالطرق البدائية، ودكاكين مختصة بتصليح الأدوات المنزلية الكهربائية، ومحلات لبيع وتصليح الساعات وما إلى ذلك. وتنتشر دكاكين لبيع الوجبات الخفيفة وهي في غالبيتها وجبات مشاوي لحوم ودجاج يفضلها سكان اربيل عن غيرها ويتناولونها في الصباح كما في المساء.
يمتاز سوق اربيل بطابعيه الشعبي والتاريخي. أما أكثر المحلات تميزا فهي: محال بيع السجاد اليدوي ومقاهي الشاي.
سجاد كردستاني وإيراني وتركي
يباع في السوق سجاد مصنوع يدويا، بعضه مستورد من إيران وتركيا والقسم الأكبر صناعة محلية تشتهر بها القرى الواقعة عند أطراف اربيل ويبرع في صناعتها خصوصا أبناء عشائر السورتش وهارتشي وديزيي.
وتشهد هذه الصناعة تراجعا في اربيل حاليا، بسبب «ضيق الحال وضعف الدعم» كما يقول احد الباعة الذي يحتفظ بين بضاعته بقطع سجاد أثرية وذات قيمة عالية جدا. ويضيف: «كانت صناعة السجاد هنا مشهورة جدا قبل 50 سنة. وكانت في أوجها قبل 80 إلى 100 سنة عندما كانت نسبة العاملين في هذه الصنعة تتجاوز ال70% من اليد العاملة في القرى. اما اليوم فلا تتجاوز الـ35%، والباقون يتوجهون للتجارة أو الوظائف في المدينة أو أعمال حرة أخرى».
تتراوح أسعار السجاد المحلي من 25 إلى 700 دولار لقطعة المتر المربع الواحد. ويرتفع السعر أو يقل حسب قدم عمر القطعة وعدد العقد الموجودة في الحياكة، والألوان الممزوجة ونوعية هذه الألوان.
فقد عرض علي بائع سجادة لا يتجاوز حجمها مترا في متر ونصف المتر، هي عبارة عن قطعة فنية غاية في الجمال والروعة والابتكار.ولم استطع إخفاء استغرابي لسعرها، وهو 1500 دولار، لمثل هذه الثروة. وقال البائع بنبرة المدافع عن بضاعته ومهنته ـ يبدو انه ظن إنني أجد السعر مرتفعا ـ «يبدو أن لا فكرة لديك عن السجاد؟هذه قطعة فنية عمرها أكثر من مائة سنة وفيها أكثر من 80 ألف عقدة. خيوطها مصبوغة بألوان طبيعية مائة بالمائة يعني لو تعمر بعد ألف سنة تبقى ألوانها كما ترينها اليوم».
مقاهي الشاي
«إنها السيجارة خاصتنا» هكذا يختصر سكان اربيل العلاقة مع «كاسة الشاي» التي يولونها طقوسا خاصة، رغم أنها لا تغنيهم عن السيجارة نفسها. فعادة التدخين منتشرة بكثرة خاصة بين الرجال ولدى كبار السن بالتحديد.
وعندما يقول احدهم «إنها سيجارة» فيعني بذلك تأثير الشاي على المزاج. فسكان اربيل كما هي حال سكان كردستان بل العراق عموما، يفضلون شرب الشاي على شرب القهوة أو أي مشروب آخر ساخنا كان او باردا. ويتناولون الشاي في كل فصول السنة وعلى مدار اليوم وفي كل المناسبات.
ومن هنا كان لشرب الشاي في العراق عموما طقوس خاصة ومقاه مميزة يغلب عليها الطابع الشعبي. وهي تتراوح بين دكان صغير ـ لا يتسع لأكثر من 5 إلى 6 زبائن ـ ومقهى كبير يتسع لأكثر من 100 زائر. وإذ كانت المقاهي الكبيرة تتميز بالخدمات الإضافية مثل لعبة النرد أو النارجيلة أحيانا، فان ما يجمع بينها قواسم مشتركة عدة: موقد الحطب الضروري لإعداد الشاي «المخمر» جيدا، حيث يترك يغلي في الماء على نار خفيفة لساعات طويلة، والنديم الذي يشرف على إعداد الشاي وسكبه، وفي العادة إما يكون صاحب المقهى أو ولده. فهذه المهنة يتم توارثها بين الأجيال.
وهناك أيضا الموزع، أو ما يسمى بلغة اليوم «ديليفري بوي»، الذي يتولى توصيل الطلبات الخارجية. وغالبا يكون من يشغل هذه المهمة من الصبية أو الشباب اليافعين، كونها تتطلب التنقل بين الدكاكين والمحال المجاورة على مدار ساعات النهار وأحيانا الليل. أما عدة الشغل فهي صينية من الألمنيوم تتأرجح في يد الموزع من عدة أربطة يحرص صاحبها دائما على أن يمررها أمامه مما يساعده على إبقائها ثابتة مهما كانت خطواته مسرعة أو خفيفة، كما إن حمل صينية الشاي بهذا الشكل يساعد على إفساح الطريق بشكل آمن بين المارة خاصة في حال الزحمة، مثل تلك الموجودة في السوق الشعبي.
الملك فيصل ومصطفى البرزاني
ومقاهي الشاي بمثابة الديوانية تقريبا. وفيها يجتمع الرجال من مختلف الأجيال والاتجاهات. يقصدونها عند الصباح قبل التوجه إلى العمل أو الجامعة أو المدرسة، وعند الظهيرة في أوقات استراحات العمل وقبل وجبة الغداء وبعدها، وفي المساء لقضاء جزء من السهرة إن لم يكن كلها.
وتتوزع الأحاديث بين زوار مقاهي، حول مختلف القضايا والأمور، السياسية منها، والاجتماعية والاقتصادية وحتى الثقافية. وتبقى أحاديث الذكريات التي تدور خاصة بين كبار السن هي الأكثر متعة. رفاق عمر لديهم الكثير يتشاركون فيه. حتى أن لسان حالهم يصبح واحدا كما في مقهى مام خليل جابنمجي حيث يجتمع 7 رجال جميعهم متقاعدون وفي العقد السابع والثامن. وخليل يحتفظ في محله بعدة صور تاريخية بينها صور للملك فيصل الثاني وأخرى لمصطفى البرزاني وصورة لكبار مؤسسي الغرفة التجارية في اربيل. وبين ما يحتفظ به صورة رسمت له وهو في سن الثالثة عشرة عندما بدا يعمل مع والده.واليوم يشرف خليل على المقهى بينما يتولى ابنه امجد الإدارة.
وهناك مقاه للشباب فقط، تصدح منها ألاغاني الحديثة وتغطي جدرانها صور الفنانين والفنانات الشابات من عرب وغربيين. وهناك مقاه للكبار والعجائز تسمع فيها الاغاني القديمة ويغلب عليها الطابع الجدي من حيث الديكور والأجواء العامة.
مرقد عبد الله
في وسط السوق الكبير يوجد مرقد مجهول الهوية والانتماء وعمره غير محدد بالضبط. ولكن الناس هناك يظنون انه موجود منذ مئات السنين. البعض يظن انه لأحد الأتقياء الصالحين الذين عاشوا في المنطقة خلال الأزمنة الغابرة. والبعض الآخر يعتقد أن المرقد يعود إلى الحقبة التي كان فيها اليهود يعيشون في المنطقة وان صاحبه يهودي.
والمرقد، وهو بطول متر و80 سنتيمترا وعرض 40 سنتيمترا ومشيد بقفص من الحديد المتواضع ومغطى بقماش اخضر، ليس الوحيد الموجود في داخل السوق. فالمنطقة كانت في الماضي مقبرة خاصة بالجنود والمقاتلين التابعين للحكام الذين كانوا يتمركزون في القلعة المجاورة. وقد أعيد ترميمه وجعله على هيئته الحالية بعدما اتفق السكان منذ 200 سنة على إطلاق اسم عبد الله على صاحب المرقد من منطلق أن الهوية لا تهم أحدا طالما أن صاحب المرقد «أصبح ومنذ زمن بعيد جدا في ديار الحق»، كما علق احد المارة على استفساري. وأضاف «هو لأحد عباد الله حالنا جميعا، ولذلك سمي بمرقد عبد الله. لا يهم إذا كان يهوديا أو مسلما أو مسيحيا. لم يشأ الأكراد في الماضي إزالة المرقد وابقوا عليه كل هذه السنوات احتراما لشخصه، بغض النظر عن انتمائه. هذا نحن الأكراد. وهذا ما نحب أن يعاملنا به الآخرون».
في وسط مدينة اربيل يوجد السوق الشعبي، أو السوق الكبير كما هو متعارف عليه، ويقصده عموم سكان المدينة وأطرافها والقرى المجاورة وحتى الزوار القادمين من المناطق الأخرى مثل بغداد وزاخو ودهوك وغيرها.
فالسوق المشيد منذ أكثر من مئة وخمسين عاما عند أطراف قلعة اربيل التاريخية، يحتوي على مختلف البضائع والأشياء التي يحتاجها السكان في حياتهم اليومية من ألبسة وإكسسوارات ومواد تموينية وما إلى ذلك.وأسعاره تعتبر أفضل بكثير من أسعار المحال الموجودة في الشوارع التجارية، خاصة بالنسبة لأرباب العائلات وذوي الدخل المحدود.
تتوزع المحال والدكاكين في السوق الشعبي على مساحة دائرية، والقلعة تتوسطه. ويحتاج التجوال فيه وقتا يمتد إلى نحو ساعة ونصف الساعة، إذا أردت أن تتعرف إلى محتوياته بشكل جيد.
فرع البضاعة الكبير عبارة عن فرعين بينهما شارع رئيسي: البضاعة والمستلزمات المنزلية، وفرع الخدمات ودكاكين الخراطة. ويقسم فرع البضاعة إلى 6 قيصريات: قيصرية للرجال وأخرى للنساء والأطفال وثالثة للذهب وواحدة للسجاد وأخرى للخياطين وغيرها للمواد الغذائية. أما فرع الخراطة والخدمات ففيه محلات الكوي والتنظيف على الناشف، التي تعمل بالطرق البدائية، ودكاكين مختصة بتصليح الأدوات المنزلية الكهربائية، ومحلات لبيع وتصليح الساعات وما إلى ذلك. وتنتشر دكاكين لبيع الوجبات الخفيفة وهي في غالبيتها وجبات مشاوي لحوم ودجاج يفضلها سكان اربيل عن غيرها ويتناولونها في الصباح كما في المساء.
يمتاز سوق اربيل بطابعيه الشعبي والتاريخي. أما أكثر المحلات تميزا فهي: محال بيع السجاد اليدوي ومقاهي الشاي.
سجاد كردستاني وإيراني وتركي
يباع في السوق سجاد مصنوع يدويا، بعضه مستورد من إيران وتركيا والقسم الأكبر صناعة محلية تشتهر بها القرى الواقعة عند أطراف اربيل ويبرع في صناعتها خصوصا أبناء عشائر السورتش وهارتشي وديزيي.
وتشهد هذه الصناعة تراجعا في اربيل حاليا، بسبب «ضيق الحال وضعف الدعم» كما يقول احد الباعة الذي يحتفظ بين بضاعته بقطع سجاد أثرية وذات قيمة عالية جدا. ويضيف: «كانت صناعة السجاد هنا مشهورة جدا قبل 50 سنة. وكانت في أوجها قبل 80 إلى 100 سنة عندما كانت نسبة العاملين في هذه الصنعة تتجاوز ال70% من اليد العاملة في القرى. اما اليوم فلا تتجاوز الـ35%، والباقون يتوجهون للتجارة أو الوظائف في المدينة أو أعمال حرة أخرى».
تتراوح أسعار السجاد المحلي من 25 إلى 700 دولار لقطعة المتر المربع الواحد. ويرتفع السعر أو يقل حسب قدم عمر القطعة وعدد العقد الموجودة في الحياكة، والألوان الممزوجة ونوعية هذه الألوان.
فقد عرض علي بائع سجادة لا يتجاوز حجمها مترا في متر ونصف المتر، هي عبارة عن قطعة فنية غاية في الجمال والروعة والابتكار.ولم استطع إخفاء استغرابي لسعرها، وهو 1500 دولار، لمثل هذه الثروة. وقال البائع بنبرة المدافع عن بضاعته ومهنته ـ يبدو انه ظن إنني أجد السعر مرتفعا ـ «يبدو أن لا فكرة لديك عن السجاد؟هذه قطعة فنية عمرها أكثر من مائة سنة وفيها أكثر من 80 ألف عقدة. خيوطها مصبوغة بألوان طبيعية مائة بالمائة يعني لو تعمر بعد ألف سنة تبقى ألوانها كما ترينها اليوم».
مقاهي الشاي
«إنها السيجارة خاصتنا» هكذا يختصر سكان اربيل العلاقة مع «كاسة الشاي» التي يولونها طقوسا خاصة، رغم أنها لا تغنيهم عن السيجارة نفسها. فعادة التدخين منتشرة بكثرة خاصة بين الرجال ولدى كبار السن بالتحديد.
وعندما يقول احدهم «إنها سيجارة» فيعني بذلك تأثير الشاي على المزاج. فسكان اربيل كما هي حال سكان كردستان بل العراق عموما، يفضلون شرب الشاي على شرب القهوة أو أي مشروب آخر ساخنا كان او باردا. ويتناولون الشاي في كل فصول السنة وعلى مدار اليوم وفي كل المناسبات.
ومن هنا كان لشرب الشاي في العراق عموما طقوس خاصة ومقاه مميزة يغلب عليها الطابع الشعبي. وهي تتراوح بين دكان صغير ـ لا يتسع لأكثر من 5 إلى 6 زبائن ـ ومقهى كبير يتسع لأكثر من 100 زائر. وإذ كانت المقاهي الكبيرة تتميز بالخدمات الإضافية مثل لعبة النرد أو النارجيلة أحيانا، فان ما يجمع بينها قواسم مشتركة عدة: موقد الحطب الضروري لإعداد الشاي «المخمر» جيدا، حيث يترك يغلي في الماء على نار خفيفة لساعات طويلة، والنديم الذي يشرف على إعداد الشاي وسكبه، وفي العادة إما يكون صاحب المقهى أو ولده. فهذه المهنة يتم توارثها بين الأجيال.
وهناك أيضا الموزع، أو ما يسمى بلغة اليوم «ديليفري بوي»، الذي يتولى توصيل الطلبات الخارجية. وغالبا يكون من يشغل هذه المهمة من الصبية أو الشباب اليافعين، كونها تتطلب التنقل بين الدكاكين والمحال المجاورة على مدار ساعات النهار وأحيانا الليل. أما عدة الشغل فهي صينية من الألمنيوم تتأرجح في يد الموزع من عدة أربطة يحرص صاحبها دائما على أن يمررها أمامه مما يساعده على إبقائها ثابتة مهما كانت خطواته مسرعة أو خفيفة، كما إن حمل صينية الشاي بهذا الشكل يساعد على إفساح الطريق بشكل آمن بين المارة خاصة في حال الزحمة، مثل تلك الموجودة في السوق الشعبي.
الملك فيصل ومصطفى البرزاني
ومقاهي الشاي بمثابة الديوانية تقريبا. وفيها يجتمع الرجال من مختلف الأجيال والاتجاهات. يقصدونها عند الصباح قبل التوجه إلى العمل أو الجامعة أو المدرسة، وعند الظهيرة في أوقات استراحات العمل وقبل وجبة الغداء وبعدها، وفي المساء لقضاء جزء من السهرة إن لم يكن كلها.
وتتوزع الأحاديث بين زوار مقاهي، حول مختلف القضايا والأمور، السياسية منها، والاجتماعية والاقتصادية وحتى الثقافية. وتبقى أحاديث الذكريات التي تدور خاصة بين كبار السن هي الأكثر متعة. رفاق عمر لديهم الكثير يتشاركون فيه. حتى أن لسان حالهم يصبح واحدا كما في مقهى مام خليل جابنمجي حيث يجتمع 7 رجال جميعهم متقاعدون وفي العقد السابع والثامن. وخليل يحتفظ في محله بعدة صور تاريخية بينها صور للملك فيصل الثاني وأخرى لمصطفى البرزاني وصورة لكبار مؤسسي الغرفة التجارية في اربيل. وبين ما يحتفظ به صورة رسمت له وهو في سن الثالثة عشرة عندما بدا يعمل مع والده.واليوم يشرف خليل على المقهى بينما يتولى ابنه امجد الإدارة.
وهناك مقاه للشباب فقط، تصدح منها ألاغاني الحديثة وتغطي جدرانها صور الفنانين والفنانات الشابات من عرب وغربيين. وهناك مقاه للكبار والعجائز تسمع فيها الاغاني القديمة ويغلب عليها الطابع الجدي من حيث الديكور والأجواء العامة.
مرقد عبد الله
في وسط السوق الكبير يوجد مرقد مجهول الهوية والانتماء وعمره غير محدد بالضبط. ولكن الناس هناك يظنون انه موجود منذ مئات السنين. البعض يظن انه لأحد الأتقياء الصالحين الذين عاشوا في المنطقة خلال الأزمنة الغابرة. والبعض الآخر يعتقد أن المرقد يعود إلى الحقبة التي كان فيها اليهود يعيشون في المنطقة وان صاحبه يهودي.
والمرقد، وهو بطول متر و80 سنتيمترا وعرض 40 سنتيمترا ومشيد بقفص من الحديد المتواضع ومغطى بقماش اخضر، ليس الوحيد الموجود في داخل السوق. فالمنطقة كانت في الماضي مقبرة خاصة بالجنود والمقاتلين التابعين للحكام الذين كانوا يتمركزون في القلعة المجاورة. وقد أعيد ترميمه وجعله على هيئته الحالية بعدما اتفق السكان منذ 200 سنة على إطلاق اسم عبد الله على صاحب المرقد من منطلق أن الهوية لا تهم أحدا طالما أن صاحب المرقد «أصبح ومنذ زمن بعيد جدا في ديار الحق»، كما علق احد المارة على استفساري. وأضاف «هو لأحد عباد الله حالنا جميعا، ولذلك سمي بمرقد عبد الله. لا يهم إذا كان يهوديا أو مسلما أو مسيحيا. لم يشأ الأكراد في الماضي إزالة المرقد وابقوا عليه كل هذه السنوات احتراما لشخصه، بغض النظر عن انتمائه. هذا نحن الأكراد. وهذا ما نحب أن يعاملنا به الآخرون».