المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صخرة تدر الرزق على صانع «قطران» سعودي



فاتن
11-16-2012, 06:53 AM
علاقة حميمة تجمعه بها منذ 30 عاما

http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/11/16/f58ab697-a75a-4c4c-852f-739cf7efbd8a_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/11/16/f58ab697-a75a-4c4c-852f-739cf7efbd8a.jpg)


مفرح الحريصي يستخرج «قوت حياته» من الصخرة


دبي - (العربية. نت) - منذ 30 عاماً والسعودي مفرح الحريصي (65 عاماً) أحد سكان قرية «الجانبة» في جبال الحشر شرق جازان يعمل كل يوم في جمع الحطب وتكسيره على شكل قطع صغيرة، ثم

يضعها داخل فتحة في أعلى صخرة مجوفة أعدها كموقد، ثم يشعل النار تحت الصخرة، ويغطي فتحة الصخرة، ولا يترك سوى ثقب صغير، ويتسبب الاحتراق الداخلي في تحول الحطب الى زيت القطران بنوعيه الثقيل والخفيف الذي يتجمع في النهاية بتجويف معين داخل الصخرة.
وفي اليوم التالي يقوم بجمع الزيت من داخل الصخرة، ثم يذهب به الى الأسواق الشعبية بجازان لبيعه، حيث مازال بعض المواطنين يستخدمون الزيت الخفيف منه في أغراض عدة، مثل صباغة الشعر، وعلاج القشرة، بينما يستخدمون الزيت الثقيل لطلاء الأواني الخشبية، وكذلك «طلاء» الابل، والمواشي لوقايتها من الحشرات، والبرد.

ويقول الحريصي، بحسب ما نقلت صحيفة «الوطن» السعودية:

«بيني وبين هذه الصخرة علاقة حميمة جداً، لقد رزقني الله منها الرزق الوفير، حيث نتكسب منها أنا وأولادي، فمن خلالها أحول الحطب الى القطران، والذي يعرف النوع الخفيف منه محلياً بـ«الشوب»، والنوع الثقيل بـ«الروب»، وكذلك أنتج فحماً قليل الكربون».

وعن امكانية تطوير هذا العمل البسيط لتكون الانتاجية كبيرة، قال الحريصي: «نعم أطمح الى تطوير هذا، لكن لم أتمكن، لأن ذلك يستلزم وجود امكانات مالية لانشاء مصنع صغير لانتاج القطران، وكل ما أكسبه من هذه المهنة أشتري به قوتا لأولادي».

وعن الخطوات التي يتبعها في العمل أضاف «أقسم أيام الأسبوع بين جمع الحطب وتقطيعه، وتحويله الى قطران، وأخصص من يومين الى ثلاثة أيام لتسويق وبيع منتجاتي من القطران والفحم في الأسواق الشعبية».

وأوضح أن جودة القطران والفحم يختلف حسب نوع الحطب، فجودة قطران وفحم خشب شجر «السلم والسمر» أفضل من خشب «الأثل والقتاد»، كما تتعدد الاستعمالات حسب النوع، فالقطران «الشوب والروب» له استخدامات عدة، فالنوع الخفيف منه «الشوب»

تستخدمه النساء لصبغ شعورهن، وعلاج القشرة، وتساقط الشعر، أما الثقيل «الروب» فله استخدامات عدة، حيث يشتريه بعض أصحاب مزارع التسمين لطلاء مواشيهم وابلهم لحمايتها من الحشرات وكذلك من الجو البارد، كما يستخدم النوع الثقيل منه في طلاء الأواني الخشبية.

أما بالنسبة للأسعار قال: «أبيع الغالون من القطران الخفيف بـ30 الى 40 ريالاً، وغالون القطران الثقيل بـ15 الى 20 ريالاً، بينما كرتون الفحم قليل الكربون بـ20 ريالاً»، مشيراً الى أن دخله الأسبوعي من هذه المهنة يتراوح ما بين 1000 و1200 ريال أسبوعياً.

وعن علاقة أبنائه بالمهنة، قال: «لديّ من الأطفال 7، علمت منهم اثنين، وهما جاهزان للعمل معي، ولكنهما لا يتحملان الجهد الجسمي الكبير الذي تتطلبه هذه المهنة».

ويشكو الحريصي من هجر كثيرين لهذه المهنة، ويقول: «ما يؤسفني هو أن الكثيرين ممن كانوا يمارسون هذه المهنة في محافظات جازان تركوها بسبب قلة دخلها، والمجهود الجسمي الشاق الذي تستلزمه، وكذلك قلة الطلب على القطران أخيراً»، مشيراً الى أنه لن يترك هذه المهنة مادام قادراً على الضرب بالفأس.