المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا بني آدم ... عبداللطيف الدعيج



سمير
11-15-2012, 06:38 AM
عبداللطيف الدعيج

http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/authorblock/authors/49473.jpg


عشاق الحرية والجياع الى الكرامة من جماعة المقاطعة ومن يتبعهم من وطنيينا هذه الايام، تسببوا مؤخرا في دفع السلطة الى اصدار قانون حماية الوحدة الوطنية. وهو قانون مطاط في الامكان لو شاء اي طرف ان يطبقه على اي شيء وضد اي رأي أو حتى تعليق عابر لوجد الفرصة السهلة لتحقيق ذلك.

وذلك لان القانون منع أو حرم اهانة أو ازدراء أو حتى ادعاء تفوق جماعة على اخرى. يعني اذا جهرت بصلاتك أو قرأت القرآن في مكان عام فستقع تحت طائلة هذا القانون، لأن الله في كل مكان فضل المؤمنين على الكافرين، وميز بين من صدق بنبيه ومن كذبه.

ولو ادعيت انك من الفرقة 70، يعني الفرقة الوهابية الناجية فهذا يعني انك تزدري الآخرين أو «تدعي» التفوق عليهم وهو ما حرمته صراحة وبوضوح المادة الاولى من القانون.

ثم ما هي الجماعة؟ هل من يطلق عليهم «مثليون» جماعة..؟ هل مشجعو العربي الذين يتبادلون الاتهامات والاهانات مع مشجعي القادسية جماعة؟ وليش نروح بعيد.. هل مرشحو مجلس الامة هذه الايام جماعة أو ربما فئة..؟

وبالتالي يحرم انتقادهم أو الاستهزاء بهم؟

كل هذا ليس مشكلة، وربما من الممكن التوصل الى تحديد اكثر دقة للطوائف والفئات التي حرص القانون أو جماعة المقاطعة على حمايتها. لكن أليست حكومتنا ومجتمعنا بالطبع هو من يمارس التفرقة والتمييز؟..

أليس اصدار الهويات الرسمية التي تبين اصل أو عرق الفرد تمييزا بين المواطنين، واذا لم يكن تمييزا وتفرقة فلماذا الناس «عازمي وكندري ومطيري واشكناني»؟ وقبل ذلك لماذا هم مصنفون رسميا وحسب الجنسية الكويتية سبع طبقات.. ولا طبقات بن مسعود؟! أليست حكومتنا هي من يمارس التمييز ام ان هناك تبريرا لعدم تطبيق القانون على المسؤولين فيها؟

أليست حكومتنا من يسأل المتقدم للجيش أو الشرطة عن مذهبه وشيخ قبيلته..؟ أليست حكومتنا من يكتب الديانة والمذهب في شهادة الميلاد.. واذا لم يكن الهدف التمييز بين الناس فلماذا الحرص على توافره واعلانه؟

بدلا من تعقيد الامور وزيادة ما يصب من زيت على النيران الطائفية والعصبية انشروا التسامح والمحبة بين الناس. علموا اطفالنا في المدارس حقوق الانسان ومبادئ النظام الديموقراطي ودستور الدولة بدلا من «أنا مسلم.. أنا عربي.. انا كويتي.. انا حضري.. أنا مطيري.. أنا...}.

عبداللطيف الدعيج