فصيح
11-14-2012, 04:16 PM
/11/2012
من مواطن (لا عقل له) إلى صالح اللحيدان..
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/HRPDEAPVYFYPSCUOKHPGGNEC.jpg
صلاح الهاشم - الكويتية
نبدأ بالصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ونستعيذ بالله من شرور بعضنا، وزلات شيوخنا -نقصد شيوخ الدين! -
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، ولنسمع من صالح اللحيدان صالح القول وأحسنه، ولنخاطبه بالذي كرم الله به بني آدم وهو العقل الذي قال عنه اللحيدان إن (الجمهور لا عقل له)، وهو إنكار لفضل الله على عبيده الذين لا يفرض عليهم عقاب إلا بالعقل، ولا ثواب إلا بحسن استخدامه، فمن لا عقل له لا عقاب عليه سماويا كان هذا العقاب أم دنيويا، فاللحيدان - سامحه الله - يطالب جهرا وينصح علانية بخلاف ما ينصحنا به، ومع ذلك يبدو أن «هيك نسمع،
هيك نحكي ونكتب». فمن بداية صدور المرسوم الذي فرق العائلة الواحدة - وبحق - كما قال السيد عايض بوخوصه، وأنا أنتظر قيام دولة المؤسسات بممارسة دورها من خلال مجلس وزراء كامل وقائم، فماذا رأيت؟ استدعاء شيوخ القبائل وهم أشخاص كرام وضعت وكالة الأنباء الكويتية أسماءهم، وبين قوسين وضعت القبيلة التي يمثلها كل واحد فيهم، ثم حضر شيوخ الدين والمطاوعة، ثم أصحاب الدواوين أو بعضهم، وكل هذا لا خلاف عليه لو كان تمهيدا لظهور دولة المؤسسات التي اتضح بعد ذلك أنها دولة المؤسسات العشائرية، ولم يكتفوا بشيوخ القبائل الكويتيين بل استضافوا شيوخا من خارج الكويت، وقف أحدهم ليخطب أمام صاحب السمو الأمير فيقول: «لقد وصلت إلى بلدي (الثاني) الكويت.. وآلمني ما أرى»! فهل هذه دولة المؤسسات الدستورية التي نرغب فيها ويدعون إليها؟
ثم سمعنا قول المشايخ والمطاوعة وكلهم - وهو تقليد ديني عريق - حاولوا التوازن في الرأي، فالنصيحة واجبة ولكن في السر، والمسيرات محظورة إلا بترخيص! وهو ذات خطاب عشرات الآلاف من الشباب الذين سمعوا آراء رجال الفقه الدستوري، وطبقوا روح الدستور قبل نصوصه، ومع ذلك أبى البعض إلا أن يستشير رجال دين من خارج الكويت، فهذا الشيخ صالح اللحيدان -عضو هيئة كبار العلماء في السعودية - يفتي حين سئل عن الوضع الكويتي «بعدم جواز المظاهرات»، وأن «تجمعات الغوغاء تعطل مصالح الناس وتثير فتنا»، وينهي فتواه بقول قديم يؤيده بأن «الجمهور لا عقل له»، هكذا! وإذا كان ذلك كذلك فمن لا عقل له لا عقاب عليه، هكذا يقول الإسلام، وإذا كان مجموع الجمهور من يستمعون إلى الشيخ وهو يحدث ويدرس الجمهور في الحرم المكي، فهل ينطبق قول الشيخ على جمهوره بأنهم «لا عقل لهم»، أم أن هذه الفتوى مخصوصة للجمهور الكويتي! ثم كيف يطالب الشيخ اللحيدان الجمهور بتنفيذ الأوامر وهم لا عقل لهم، وكيف يستقيم العقاب بالحزم لمن يفتقد نعمة العقل؟
ومع ذلك نجد الشيخ - جزاه الله خيرا - يحرم نصح الحاكم علنا، ولكنه يبيح لنفسه أن يرسل نصيحة لحكام الكويت والبحرين وهي نصيحة علنية وعلى صفحات الجرائد المقروءة (الوطن يوم الاثنين 12-11-2012) بأن الحزم مطلوب في مواجهة المظاهرات، وأنه لا يجب السماح بهذه التجمعات حتى وإن كانت «لإقامة حق وإزاحة باطل»! وأيضا وجه انتقادا صريحا وواضحا إلى الحكومة الكويتية التي كانت سابقا - رشيدة - يقول فيه: «إنني أنتقد الحكومة الكويتية لتخصيصها ساحة لما يسمى بالحريات، فهذه حريات خطيرة على المجتمع»، -هكذا- لا فض فوك! ونسي حادثة الأعرابي حين هدد بتقويم خليفة رسول الله بسيفه وفي المسجد وبصورة علنية، وهو ما ندرسه لأبنائنا في المدارس لكي يأتي شيوخ الدين ليعارضوه!
ومع ذلك يبقى رأي الشيخ صالح اللحيدان ملكا له إلا أن يؤخذ كفتوى، فهو يمنع النصح العلني ولكنه يوجهه ويمارسه، ويحرض الحكومة الكويتية على «عدم استيطان من يخالفونها في العقيدة»، في ممارسة واضحة ومعارضة لمرسوم نبذ الكراهية الكويتي، وينسى الشيخ اللحيدان أن في السعودية وحدها أكثر من ثمانية ملايين شخص وافد أصحاب عقائد مخالفة، فلماذا لم تبدأ النصح والبر - جزاك الله خيرا - بولاة الأمر في بلدك؟
وباعتباري من الجمهور الذي «لا عقل له» فإنني قد تأكدت بأن السائل ليس أعلم من المسؤول! نقول قولنا هذا ونستغفر الله العلي العظيم لنا ولهم..
للرقيب كلمة:
مائة ألف دولار لمستشفى مار يوسف في القدس، ثمانون ألف دولار هبة لجمعيتين خيريتين في الأردن، اثنان وعشرون قرضا جديدا لليمن، ملياران ونصف المليار دولار منحة للحكومة الأردنية، كل هذا منحته الحكومة الكويتية الرشيدة في أقل من شهر، ثم يقوم مجلس الوزراء الكويتي بزيادة بدل الإيجار مائة دينار، ويفرض فائدة ربوية على قرض بثلاثين ألف دينار!
أما آن أوان أن توضع هذه الحكومة تحت الوصاية والقوامة الشرعية بعد أن أثبتت أنها فاقدة.. للرشد؟!
من مواطن (لا عقل له) إلى صالح اللحيدان..
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/HRPDEAPVYFYPSCUOKHPGGNEC.jpg
صلاح الهاشم - الكويتية
نبدأ بالصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ونستعيذ بالله من شرور بعضنا، وزلات شيوخنا -نقصد شيوخ الدين! -
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، ولنسمع من صالح اللحيدان صالح القول وأحسنه، ولنخاطبه بالذي كرم الله به بني آدم وهو العقل الذي قال عنه اللحيدان إن (الجمهور لا عقل له)، وهو إنكار لفضل الله على عبيده الذين لا يفرض عليهم عقاب إلا بالعقل، ولا ثواب إلا بحسن استخدامه، فمن لا عقل له لا عقاب عليه سماويا كان هذا العقاب أم دنيويا، فاللحيدان - سامحه الله - يطالب جهرا وينصح علانية بخلاف ما ينصحنا به، ومع ذلك يبدو أن «هيك نسمع،
هيك نحكي ونكتب». فمن بداية صدور المرسوم الذي فرق العائلة الواحدة - وبحق - كما قال السيد عايض بوخوصه، وأنا أنتظر قيام دولة المؤسسات بممارسة دورها من خلال مجلس وزراء كامل وقائم، فماذا رأيت؟ استدعاء شيوخ القبائل وهم أشخاص كرام وضعت وكالة الأنباء الكويتية أسماءهم، وبين قوسين وضعت القبيلة التي يمثلها كل واحد فيهم، ثم حضر شيوخ الدين والمطاوعة، ثم أصحاب الدواوين أو بعضهم، وكل هذا لا خلاف عليه لو كان تمهيدا لظهور دولة المؤسسات التي اتضح بعد ذلك أنها دولة المؤسسات العشائرية، ولم يكتفوا بشيوخ القبائل الكويتيين بل استضافوا شيوخا من خارج الكويت، وقف أحدهم ليخطب أمام صاحب السمو الأمير فيقول: «لقد وصلت إلى بلدي (الثاني) الكويت.. وآلمني ما أرى»! فهل هذه دولة المؤسسات الدستورية التي نرغب فيها ويدعون إليها؟
ثم سمعنا قول المشايخ والمطاوعة وكلهم - وهو تقليد ديني عريق - حاولوا التوازن في الرأي، فالنصيحة واجبة ولكن في السر، والمسيرات محظورة إلا بترخيص! وهو ذات خطاب عشرات الآلاف من الشباب الذين سمعوا آراء رجال الفقه الدستوري، وطبقوا روح الدستور قبل نصوصه، ومع ذلك أبى البعض إلا أن يستشير رجال دين من خارج الكويت، فهذا الشيخ صالح اللحيدان -عضو هيئة كبار العلماء في السعودية - يفتي حين سئل عن الوضع الكويتي «بعدم جواز المظاهرات»، وأن «تجمعات الغوغاء تعطل مصالح الناس وتثير فتنا»، وينهي فتواه بقول قديم يؤيده بأن «الجمهور لا عقل له»، هكذا! وإذا كان ذلك كذلك فمن لا عقل له لا عقاب عليه، هكذا يقول الإسلام، وإذا كان مجموع الجمهور من يستمعون إلى الشيخ وهو يحدث ويدرس الجمهور في الحرم المكي، فهل ينطبق قول الشيخ على جمهوره بأنهم «لا عقل لهم»، أم أن هذه الفتوى مخصوصة للجمهور الكويتي! ثم كيف يطالب الشيخ اللحيدان الجمهور بتنفيذ الأوامر وهم لا عقل لهم، وكيف يستقيم العقاب بالحزم لمن يفتقد نعمة العقل؟
ومع ذلك نجد الشيخ - جزاه الله خيرا - يحرم نصح الحاكم علنا، ولكنه يبيح لنفسه أن يرسل نصيحة لحكام الكويت والبحرين وهي نصيحة علنية وعلى صفحات الجرائد المقروءة (الوطن يوم الاثنين 12-11-2012) بأن الحزم مطلوب في مواجهة المظاهرات، وأنه لا يجب السماح بهذه التجمعات حتى وإن كانت «لإقامة حق وإزاحة باطل»! وأيضا وجه انتقادا صريحا وواضحا إلى الحكومة الكويتية التي كانت سابقا - رشيدة - يقول فيه: «إنني أنتقد الحكومة الكويتية لتخصيصها ساحة لما يسمى بالحريات، فهذه حريات خطيرة على المجتمع»، -هكذا- لا فض فوك! ونسي حادثة الأعرابي حين هدد بتقويم خليفة رسول الله بسيفه وفي المسجد وبصورة علنية، وهو ما ندرسه لأبنائنا في المدارس لكي يأتي شيوخ الدين ليعارضوه!
ومع ذلك يبقى رأي الشيخ صالح اللحيدان ملكا له إلا أن يؤخذ كفتوى، فهو يمنع النصح العلني ولكنه يوجهه ويمارسه، ويحرض الحكومة الكويتية على «عدم استيطان من يخالفونها في العقيدة»، في ممارسة واضحة ومعارضة لمرسوم نبذ الكراهية الكويتي، وينسى الشيخ اللحيدان أن في السعودية وحدها أكثر من ثمانية ملايين شخص وافد أصحاب عقائد مخالفة، فلماذا لم تبدأ النصح والبر - جزاك الله خيرا - بولاة الأمر في بلدك؟
وباعتباري من الجمهور الذي «لا عقل له» فإنني قد تأكدت بأن السائل ليس أعلم من المسؤول! نقول قولنا هذا ونستغفر الله العلي العظيم لنا ولهم..
للرقيب كلمة:
مائة ألف دولار لمستشفى مار يوسف في القدس، ثمانون ألف دولار هبة لجمعيتين خيريتين في الأردن، اثنان وعشرون قرضا جديدا لليمن، ملياران ونصف المليار دولار منحة للحكومة الأردنية، كل هذا منحته الحكومة الكويتية الرشيدة في أقل من شهر، ثم يقوم مجلس الوزراء الكويتي بزيادة بدل الإيجار مائة دينار، ويفرض فائدة ربوية على قرض بثلاثين ألف دينار!
أما آن أوان أن توضع هذه الحكومة تحت الوصاية والقوامة الشرعية بعد أن أثبتت أنها فاقدة.. للرشد؟!