فاطمي
11-11-2012, 06:32 AM
جعفر رجب - الراي
المعارضة العربية مثل حكوماتها آلة تفريخ وتفريغ للغباء، تجعلنا نجهش بالبكاء، كلما مررنا على ادبيات افرادها وافعالهم، حكمهم وشعاراتهم، هتافاتهم وخطاباتهم.
لا مظاهرات ومسيرات منظمة، لا شعارات مبدعة، فوضى تتبعها فوضى، يسيرون على غير هدى ويهتفون بأي شعار يسمعونه، ويحملون الناس على اكتفاهم وكأنهم مدربو اندية يحتفلون بهم في نهائيات كرة القدم، دون ان يعلموا ان المظاهرات والمسيرات والشعارات فن وابداع وصناعة، قبل ان تكون نتيجة انفعالات، وترديد كلمات زائفة وشعارات هائمة لا معنى لها... وهذه المسيرات بدلا من ان توصل رسالة واضحة وصريحة بالمطالب وحجم المعارضة، اوصلت رسالة مشوشة، بخط رديء، بأن الربع ما عندهم شي، وانهم غير قادرين على تنظيم مسيرة، فما بالكم بقيادة شارع!
المعارضة العربية، ما ملكت يوما ولن تملك ثقافة الاختلاف، هي نسخة اخرى من الحكومات، طبعة «ملقحة» للدكتاتورية والقمع ورفض الاخر، جاهزة لوشم اجساد الاخرين، بالعمالة، التخلف، الماسونية، السلطوية... لان افرادها غير مقتنعين بأن هناك من يريد الخير لبلده غيرهم،
متصورون ان الحقيقة والنظافة فقط في غسيلهم، رغم ان غسيلهم الوسخ منشور على كل البلكونات، المعارض الكويتي يصر على وسم من يخالفه بالانبطاح والانسداح والانشكاح والانشراح وكل الحاءات الاخرى، فقط ليثبت نظافة يده وجيبه، وان توسخ لسانه بالاتهامات الفارغة... وعندما فرضت المعارضة سيطرتها على مجلس 2012 المبطل تحول اعضاؤها مشرعين هولوكستيين للتسامح... المعارضة العربية نسخ «بليدة لا بديلة» للانظمة!
تائهة هذه المعارضة العربية، لاتعرف ما تريد ولا تعمل من اجل ما تريد، انها معارضة «تقليد» بطريقة رديئة، تأخذ ألوانها من اوكرانيا، ومظاهراتها من كوريا، وشعاراتها من كوبا، ويتحدث افرادها معك وكأنه احد المقاتلين في بلاد الافغان... دون أن يدرك بأنه يعيش خارج الزمان والمكان، وان البني آدم الكويتي يختلف عن البني ادم القندهاري!
معارضة اقرب الى السيرك منها الى العمل السياسي، يمارس الزعيم المعارض بعض الحركات البهلوانية، يحمل السيف ويركب حصانه كعنترة والزير مصحوبا بتصفيق الجماهير، ولا يعرف ان سيف الكلمات الرنانة، ولا حصان الكلمات الاشهب سيحرك شعرة من السلطات التي تحكمه، فانت امام سلطات تعمل بآليات واضحة، ولا يمكن بحصانك الاعور ان تبارز آليات الحكومة ومدرعاتها!
المعارضة العربية مخلخلة مهلهلة، بعبقرية تعمل ضد نفسها، وتتعمد هزيمة ذاتها، وهذه حالة معارضتنا الكويتية، واظن وبعض الظن إثم، ان من يدير تحركاتها ومسيراتها ومن يكتب بياناتها ويجهز خطاباتها، ويقرر بدلا منها يعمل من اجل «النظام» لا المعارضة، واتخيله في نهاية الفيلم ينزع دشداشته وغترته وعقاله واذا به يلبس لبس الضباط، ويدخل على النظام يضرب قدمه على الارض بقوة، ويؤدي التحية العسكرية، ويردد «تمام يا افندم، الخطة نجحت...» والا بماذا نفسر كل هذا التوريط للمعارضة في القضايا القانونية دون سبب، الا ان هناك من يدفعها بالفعل الى هذا التخبط، الحكومة كانت تريد من المعارضة ان ترمي بكل اوراقها، وان تتجاوز الخطوط الحمراء فتجاوزتها ببساطة، اقتحم افرادها مؤسسات الدولة، رفعوا السقف... اراد النظام التخلص منهم في المجلس، فإذ بهم يقدمون هذه الخدمة طواعية... قاطعوا، وكشفوا ظهر حصانتهم!
والناس وفقا لهذه الحالة تضرب كفا بكف وتردد «امسك مينونك لا يييك اللي أين منه» - ملاحظة ضعوا الجيم بدل الياء في الجملة السابقة، ولا تضعوا ثقتكم بمن فقد الثقة بنفسه وبقدراته، ويكتفي الان بالردح وسب وشتم المرشحين!
جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com
المعارضة العربية مثل حكوماتها آلة تفريخ وتفريغ للغباء، تجعلنا نجهش بالبكاء، كلما مررنا على ادبيات افرادها وافعالهم، حكمهم وشعاراتهم، هتافاتهم وخطاباتهم.
لا مظاهرات ومسيرات منظمة، لا شعارات مبدعة، فوضى تتبعها فوضى، يسيرون على غير هدى ويهتفون بأي شعار يسمعونه، ويحملون الناس على اكتفاهم وكأنهم مدربو اندية يحتفلون بهم في نهائيات كرة القدم، دون ان يعلموا ان المظاهرات والمسيرات والشعارات فن وابداع وصناعة، قبل ان تكون نتيجة انفعالات، وترديد كلمات زائفة وشعارات هائمة لا معنى لها... وهذه المسيرات بدلا من ان توصل رسالة واضحة وصريحة بالمطالب وحجم المعارضة، اوصلت رسالة مشوشة، بخط رديء، بأن الربع ما عندهم شي، وانهم غير قادرين على تنظيم مسيرة، فما بالكم بقيادة شارع!
المعارضة العربية، ما ملكت يوما ولن تملك ثقافة الاختلاف، هي نسخة اخرى من الحكومات، طبعة «ملقحة» للدكتاتورية والقمع ورفض الاخر، جاهزة لوشم اجساد الاخرين، بالعمالة، التخلف، الماسونية، السلطوية... لان افرادها غير مقتنعين بأن هناك من يريد الخير لبلده غيرهم،
متصورون ان الحقيقة والنظافة فقط في غسيلهم، رغم ان غسيلهم الوسخ منشور على كل البلكونات، المعارض الكويتي يصر على وسم من يخالفه بالانبطاح والانسداح والانشكاح والانشراح وكل الحاءات الاخرى، فقط ليثبت نظافة يده وجيبه، وان توسخ لسانه بالاتهامات الفارغة... وعندما فرضت المعارضة سيطرتها على مجلس 2012 المبطل تحول اعضاؤها مشرعين هولوكستيين للتسامح... المعارضة العربية نسخ «بليدة لا بديلة» للانظمة!
تائهة هذه المعارضة العربية، لاتعرف ما تريد ولا تعمل من اجل ما تريد، انها معارضة «تقليد» بطريقة رديئة، تأخذ ألوانها من اوكرانيا، ومظاهراتها من كوريا، وشعاراتها من كوبا، ويتحدث افرادها معك وكأنه احد المقاتلين في بلاد الافغان... دون أن يدرك بأنه يعيش خارج الزمان والمكان، وان البني آدم الكويتي يختلف عن البني ادم القندهاري!
معارضة اقرب الى السيرك منها الى العمل السياسي، يمارس الزعيم المعارض بعض الحركات البهلوانية، يحمل السيف ويركب حصانه كعنترة والزير مصحوبا بتصفيق الجماهير، ولا يعرف ان سيف الكلمات الرنانة، ولا حصان الكلمات الاشهب سيحرك شعرة من السلطات التي تحكمه، فانت امام سلطات تعمل بآليات واضحة، ولا يمكن بحصانك الاعور ان تبارز آليات الحكومة ومدرعاتها!
المعارضة العربية مخلخلة مهلهلة، بعبقرية تعمل ضد نفسها، وتتعمد هزيمة ذاتها، وهذه حالة معارضتنا الكويتية، واظن وبعض الظن إثم، ان من يدير تحركاتها ومسيراتها ومن يكتب بياناتها ويجهز خطاباتها، ويقرر بدلا منها يعمل من اجل «النظام» لا المعارضة، واتخيله في نهاية الفيلم ينزع دشداشته وغترته وعقاله واذا به يلبس لبس الضباط، ويدخل على النظام يضرب قدمه على الارض بقوة، ويؤدي التحية العسكرية، ويردد «تمام يا افندم، الخطة نجحت...» والا بماذا نفسر كل هذا التوريط للمعارضة في القضايا القانونية دون سبب، الا ان هناك من يدفعها بالفعل الى هذا التخبط، الحكومة كانت تريد من المعارضة ان ترمي بكل اوراقها، وان تتجاوز الخطوط الحمراء فتجاوزتها ببساطة، اقتحم افرادها مؤسسات الدولة، رفعوا السقف... اراد النظام التخلص منهم في المجلس، فإذ بهم يقدمون هذه الخدمة طواعية... قاطعوا، وكشفوا ظهر حصانتهم!
والناس وفقا لهذه الحالة تضرب كفا بكف وتردد «امسك مينونك لا يييك اللي أين منه» - ملاحظة ضعوا الجيم بدل الياء في الجملة السابقة، ولا تضعوا ثقتكم بمن فقد الثقة بنفسه وبقدراته، ويكتفي الان بالردح وسب وشتم المرشحين!
جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com