على
01-13-2005, 05:21 PM
تأفف سعد محمد المالكي من عدم انهاء إجراءاته في إحدى البلديات بجدة، وقال: «انهم مهملون في عملهم»، ولكن عند سؤاله عن مشكلته وكم مضى عليها ولماذا هذا الوقت بالذات تراجع وهو آخر يوم كما تعلم في الدوام قبل الإجازة؟، قال: «اعترف أنني تأخرت في المراجعة ولكن يجب أن ينهوا معاملتي قبل إجازة الحج، وأعاد السبب إلى انشغاله فيما مضى من الأيام». هكذا تبدو الصورة في معظم الدوائر الحكومية في السعودية، حيث الزحام يتضاعف في مثل هذا اليوم، قبل الإجازات والعطل الرسمية بمناسبة الأعياد، إذ تجد أن الكل يلهث ويسعى إلى أن ينهي معاملته قبل انتهاء الدوام.
ويقول المراجع صادق محمد علي «أعتقد أن سبب تأجيل المراجعة في معاملتي إلى اليوم يعود إلى عدم موافقة رئيسي في الفترة السابقة للخروج من عملي لإنهائها، وتعاطف معي اليوم قبل نهاية الدوام». وبينما تجد صادق خارج عمله لينهي معاملة تخصه في دائرة أخرى يكون هناك زميله الذي يقف حائراً أمام كم المراجعين في هذا اليوم بالذات مما ينعكس على الأداء بشكل سلبي، وهذا ماعلق عليه أحد الموظفين في فرع وزارة التجارة بجدة، قائلا: «نحن بشر ونحتاج أيضاً إلى أن ننهي أعمالنا الخاصة ولهذا لا يلام موظف يستقطع من وقته ساعة أو ساعتين لمتابعة معاملة له في مكان آخر».
وعلل انصباب المراجعين في مثل هذا الوقت بالفوضى التي تعم، فما يطاردون وراءه لشهر يريدون إنهاءه في ساعة في مثل هذا اليوم. ويقترح المراجع خالد سعيد الغامدي في إدارة تعليم البنات: «ألا يكون هناك إجازة لكل الدوائر الحكومية وأن يتم تكليف موظفين في مثل هذه الأيام لاستقبال المراجعين من موظفي الخدمة المدنية فقط لإنهاء معاملاتهم».
ولكن فهد سعد العقيل وهو يراجع في إحدى البلديات، يرى أن أسباب مراجعته في هذا اليوم تعود إلى خوفه من أن يتعدى جاره عليه خلال فترة الإجازة، ولهذا أصر على ان يحصل على ورقة من البلدية لتحميه ولاستدعاء الشرطة إن لزم الأمر ذلك.
وبما أن كثرة المراجعات في مثل هذا اليوم تطال البلديات، فإننا توجهنا بالسؤال إلى الدكتور محمد علي يوسف رئيس بلدية المطار بجدة، الذي أوضح أن أسباب كثرة المراجعين في مثل هذا اليوم للبلديات يعود إلى خوفهم واعتقادهم أننا لا نعمل أيام الإجازات، بينما الصحيح أن عملنا يكون مكثفاً طوال هذه الفترة. وأضاف: «إن عدم تنظيم المراجعين لأوقاتهم، وعدم رؤية المجتمع لأهمية النظام في الحياة يجعلهم يؤخرون معاملاتهم إلى آخر لحظة»، واستدرك يوسف: «بل إن طبيعة الناس لدينا قائمة على ترك الأمور لآخر لحظة، من دون أن يعملوا بالحكمة التي تعلمناها منذ الصغر «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد».
فيما رأى جابر الشهري مدير إدارة مكتب الزراعة في جدة أن الأسباب في انصباب المراجعين لهذا اليوم تعود إلى أن معظم مراجعينا في الزراعة هم من المزارعين ولم يعرفوا بأمر الإجازة إلا في اللحظة الأخيرة، وهم لا يتابعون الأخبار ولا يقرأون الصحف.
ويرى الشهري بشكل عام أن التأخير إلى آخر لحظة في أمورنا الحياتية عادة اجتماعية، فالتراخي في انجاز المهام الخاصة تأتي في آخر قائمة الاهتمامات. موضحاً أن الموظفين قليل منهم من يخرج في مثل هذا اليوم لإنهاء معاملة له في دائرة أخرى لعلمهم أن ذلك لا يعود عليهم بالنفع لأن بعض المعاملات تتطلب إجراءات لا يمكن انجازها في يوم واحد. من جهته، قال الدكتور سعود الضحيان أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية في جامعة الملك سعود أن العامل الأساسي في مثل هذا التصرف يعود إلى سوء التخطيط في حياتنا للغد، كما رأى أن المجتمع برمته قائم على ردة الفعل فهو ينتظر حتى يأتي الشيء أو القرار ومن ثم يتصرف، كما أن المواطن لا يعرف ما هو المطلوب؟ وماذا يحتاج؟ ومتى يحتاج؟ وكيف يحقق ما يحتاج؟ وبالتالي فإن التصرف يأتي بناء على ردة الفعل فقط.
واوضح: «إن القرار لدينا ارتجالي ولا يأتي إلا في آخر لحظة، فقد يقرر شخص ما السفر يوم غد فيذهب لتجديد جوازه اليوم وبالقياس على هذا نجد أن التخطيط معدوم تماماً، بخلاف التقليد للآخرين فالجارة الفلانية ستسافر لا بد أن تسافر أم فلان مثلها، بينما نجد أن التخطيط المسبق لمثل هذه الأمور في الدول المتقدمة يتم من سنة كاملة أو أكثر». وكل جزء من النقاط السابقة «نظام التعليم، والنصائح، والخط الساخن» هي أجزاء تكاملية تؤسس لفكرة التخطيط المسبق.
ويقول المراجع صادق محمد علي «أعتقد أن سبب تأجيل المراجعة في معاملتي إلى اليوم يعود إلى عدم موافقة رئيسي في الفترة السابقة للخروج من عملي لإنهائها، وتعاطف معي اليوم قبل نهاية الدوام». وبينما تجد صادق خارج عمله لينهي معاملة تخصه في دائرة أخرى يكون هناك زميله الذي يقف حائراً أمام كم المراجعين في هذا اليوم بالذات مما ينعكس على الأداء بشكل سلبي، وهذا ماعلق عليه أحد الموظفين في فرع وزارة التجارة بجدة، قائلا: «نحن بشر ونحتاج أيضاً إلى أن ننهي أعمالنا الخاصة ولهذا لا يلام موظف يستقطع من وقته ساعة أو ساعتين لمتابعة معاملة له في مكان آخر».
وعلل انصباب المراجعين في مثل هذا الوقت بالفوضى التي تعم، فما يطاردون وراءه لشهر يريدون إنهاءه في ساعة في مثل هذا اليوم. ويقترح المراجع خالد سعيد الغامدي في إدارة تعليم البنات: «ألا يكون هناك إجازة لكل الدوائر الحكومية وأن يتم تكليف موظفين في مثل هذه الأيام لاستقبال المراجعين من موظفي الخدمة المدنية فقط لإنهاء معاملاتهم».
ولكن فهد سعد العقيل وهو يراجع في إحدى البلديات، يرى أن أسباب مراجعته في هذا اليوم تعود إلى خوفه من أن يتعدى جاره عليه خلال فترة الإجازة، ولهذا أصر على ان يحصل على ورقة من البلدية لتحميه ولاستدعاء الشرطة إن لزم الأمر ذلك.
وبما أن كثرة المراجعات في مثل هذا اليوم تطال البلديات، فإننا توجهنا بالسؤال إلى الدكتور محمد علي يوسف رئيس بلدية المطار بجدة، الذي أوضح أن أسباب كثرة المراجعين في مثل هذا اليوم للبلديات يعود إلى خوفهم واعتقادهم أننا لا نعمل أيام الإجازات، بينما الصحيح أن عملنا يكون مكثفاً طوال هذه الفترة. وأضاف: «إن عدم تنظيم المراجعين لأوقاتهم، وعدم رؤية المجتمع لأهمية النظام في الحياة يجعلهم يؤخرون معاملاتهم إلى آخر لحظة»، واستدرك يوسف: «بل إن طبيعة الناس لدينا قائمة على ترك الأمور لآخر لحظة، من دون أن يعملوا بالحكمة التي تعلمناها منذ الصغر «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد».
فيما رأى جابر الشهري مدير إدارة مكتب الزراعة في جدة أن الأسباب في انصباب المراجعين لهذا اليوم تعود إلى أن معظم مراجعينا في الزراعة هم من المزارعين ولم يعرفوا بأمر الإجازة إلا في اللحظة الأخيرة، وهم لا يتابعون الأخبار ولا يقرأون الصحف.
ويرى الشهري بشكل عام أن التأخير إلى آخر لحظة في أمورنا الحياتية عادة اجتماعية، فالتراخي في انجاز المهام الخاصة تأتي في آخر قائمة الاهتمامات. موضحاً أن الموظفين قليل منهم من يخرج في مثل هذا اليوم لإنهاء معاملة له في دائرة أخرى لعلمهم أن ذلك لا يعود عليهم بالنفع لأن بعض المعاملات تتطلب إجراءات لا يمكن انجازها في يوم واحد. من جهته، قال الدكتور سعود الضحيان أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية في جامعة الملك سعود أن العامل الأساسي في مثل هذا التصرف يعود إلى سوء التخطيط في حياتنا للغد، كما رأى أن المجتمع برمته قائم على ردة الفعل فهو ينتظر حتى يأتي الشيء أو القرار ومن ثم يتصرف، كما أن المواطن لا يعرف ما هو المطلوب؟ وماذا يحتاج؟ ومتى يحتاج؟ وكيف يحقق ما يحتاج؟ وبالتالي فإن التصرف يأتي بناء على ردة الفعل فقط.
واوضح: «إن القرار لدينا ارتجالي ولا يأتي إلا في آخر لحظة، فقد يقرر شخص ما السفر يوم غد فيذهب لتجديد جوازه اليوم وبالقياس على هذا نجد أن التخطيط معدوم تماماً، بخلاف التقليد للآخرين فالجارة الفلانية ستسافر لا بد أن تسافر أم فلان مثلها، بينما نجد أن التخطيط المسبق لمثل هذه الأمور في الدول المتقدمة يتم من سنة كاملة أو أكثر». وكل جزء من النقاط السابقة «نظام التعليم، والنصائح، والخط الساخن» هي أجزاء تكاملية تؤسس لفكرة التخطيط المسبق.